أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد حمه خورشيد - الفوضى الخلاقة في مصر














المزيد.....

الفوضى الخلاقة في مصر


فؤاد حمه خورشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 23:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست عربيا, لكني أجيد العربية مثلما يعرفها أهل الضاد . من هنا تكونت لدي صلة قوية بالثقافة العربية , فتابعتها , ونهلت منها ومنها أيضا, تملكني حب مصر وأهلها وثقافتها وفنونها وآدابها وعلومها الدينية ودورها السياسي الريادي للعالم العربي وأهميتها في موازين القوى الشرق أوسطية لعقود طويلة من الزمن, أما ماضيها فحدث عنه بلا حرج أو خوف, لذا حق على أهلها ان يسموها ب( أم الدنيا ).

( أم الدنيا ) هذه الأيام , دارت عليها الدوائر, واختلطت فيها الأوراق , وساءت فيها الأحوال, وضاق اقتصادها حد الكفاف, وعم فيها الخوف وانعدام الأمن, وانتشرت فيها فرق الموت والبلطجة , وعم التوتر والهلع كل بيت وزقاق وحي. فبعد تنحي الرئيس مبارك في 11فبراير(شباط)2011 وحتى يومنا هذا برزت في الساحات المصرية ما دعته يوما وزيرة الخارجية المصرية ب ( الفوضى الخلاقة ), وهو مصطلح سياسي تتمسك به اليوم النخب الأكاديمية وصناع القرار السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية, مدعين أن خلق مثل هذه الفوضى السياسية والأمنية في دول ( الربيع العربي) وأمثالها من بلدان الشرق الأوسط ضرورة لابد منها باعتبارها فوضى ( خلاقة ) أي أنها تتمتع في النهاية بايجابيات الخلق والبناء الذي قد يأتي بعد فترة من الفوضى المتعمدة, وخراب الديار, وسبي العباد, وتدمير البني التحتية للبلاد , وتخدير شوبها وإلهائها بالانتخابات والأطر الديمقراطية وصراعاتها وأزماتها التي قد لا تنتهي الا بعد مرور عقد او عقدين من الزمان من الصراع على السلطة في أي من هذه البلدان.

ان الانفلات الأمني الذي نشاهده هذه الأيام في ( أم الدنيا) وافتقارها الى حكومة ذات وزن وسيطرة على الشارع, وتراجع هيبة الدولة ومؤسساتها , وانتشار الفوضى العارمة في كل مدينه وشارع وميدان, وتدفق المظاهرات والمسيرات الاعتباطية في الساحات والميادين الرئيسة وتعطيل عجلة البناء والعمل, وتدمير موارد الاقتصاد وإباحة حرق ونهب ممتلكات الدولة , وقتل الناس , هي جميعها من مظاهر و حسابات الفوضى الخلاقة تلك.


ومن مظاهرها الخطيرة الأخرى , هو تحييد او تخويف أجهزة الأمن والبوليس من أداء واجباتهم , لإبقائها حائرة وسط الفوضى لا تدري ماذا تفعل, هل تواجه أم تنسحب؟ هل ترد على تصرفات القتلة والبلطجية ومشعلي النيران ومؤججي الفتن والمشاكل؟, أم ان مهمتها الوقوف موقف الحارس المتفرج كي لا يصاب أحدهم او يجرح او يقتل لان من شأن ذلك ان يعرضها لنقمة الشباب الثائر, مثلما حدث في السابق؟!!!أليس هذا من صلب أهداف أصحاب نظرية الفوضى المتعمدة ( الخلاقة)؟

هل يحق لكائن من كان ان يسمح لمن هم بين صفوفهم بحرق وزارة الداخلية ووثائقها, او ان يحرقوا المجمع العلمي وكتبه ومراجعه ووثائقه؟ أو ان تتعرض البنوك والمؤسسات الرسمية والممتلكات الشخصية للنهب والسلب؟ هل تستحق مصر ان تهرب استثماراتها للخارج, وان تتوقف عملية بنائها, وان تتراجع بورصتها, وان ترتفع فيها أسعار المواد الأساسية والغذائية وان تتزايد فيها مستويات الفقر والبطالة والجوع ؟ أليس حراما ان تعاني الأسر المصرية الكريمة, سواء في المحلات الراقية او العشوائية , من الهلع والخوف وان تعاني من القلق والتوتر الدائم بسبب التردي الأمني؟ ألا يصبح, والحالة هذه, مشهد( واقعة الجمل) أمرا تافها مقارنة بالجريمة الشنعاء (لإستاد بورسعيد)التي راح ضحيتها زهاء 77 شهيدا ويزيد, فضلا عن مئات الجرحى؟ وفوق كل ذلك , أليس ملفتا للنظر ان تعلق كل هذه الجرائم والأحداث على شماعة ان العهد السابق وفلوله؟ وهل يكفي هذا لمعالجة الموقف المرعب؟

يمتلكني الخوف من عواقب هذه الفوضى ألخلاقه, غير الخلاقة, على مصير( أم الدنيا), لان فيها مؤشرات لانحدارها نحو الهاوية. خوفي على هبوط مكانتها ورياداتها السابقة وسط عالم كان يحسدها على ما كانت عليه من سمو ورفعة في المجالات كافة. أتمنى ان أكون حالما!!!.



#فؤاد_حمه_خورشيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميناء مبارك والعراق
- جغرافية كوردستان وسايكولوجية الانسان الكوردي
- جيوبولتيكية الخوف بين ايران والعراق
- التحذير التركي للعراق.. جيوبولتيكية (الديك الرومي)
- القيمة الجيوستراتيجية والجيوبولتيكية لكوردستان
- جيوبولتيكية الربيع العربي
- الجيوبولتيكس والدعاية وتضليل الرأي العام
- التحليل الجيوبواتيكي للحدث السياسي


المزيد.....




- رفض طلب شون -ديدي- كومز بإلغاء إدانته قبل موعد الحكم عليه
- يمكنها ضرب قلب روسيا.. ما هي صواريخ -توماهوك- الأمريكية؟
- كلفته 22 مليار دولار..نظرة على نظام مترو الرياض في السعودية ...
- آلاف يحتجون في عاصمة مدغشقر مطالبين باستقالة الرئيس أندري را ...
- هل يؤدي -مجلس السلام- إلى جائزة سلام لترامب؟ - الإندبندنت
- المغرب: استمرار المظاهرات الشبابية وسط اشتباكات عنيفة مع الش ...
- الاتحاد الأوروبي يناقش في الدانمارك تعزيز دفاعاته الجوية في ...
- منصات التعليم الرقمي في تونس.. حل بديل في ظل ازدحام الزمن ال ...
- أبرز المحطات والدوافع التي قفزت بالمعدن الأصفر إلى مستويات ق ...
- مخاوف إيرانية من تحول العقوبات لتهديد عسكري مشرعن دوليا


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد حمه خورشيد - الفوضى الخلاقة في مصر