ليتني كنت القاضي في قضية بعض السوريين ضد وليد جنبلاط

خالد المريز

الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 10:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

من حكايانا الشعبية أن رجلان أحضرا رجلاً ثالثاً إلى القاضي لأنهم يريدونه أن يدفع لهم ليرة ذهبية عقوبة له لأنه بال عليهما. سأل القاضي المتهم: هل صحيح أنك تبولت عليهما؟ فقال المتهم: نعم سيدي القاضي. فسأله القاضي أن يروي له كيف حصل ذلك. فقال المتهم: سيدي القاضي كنت في الغابة أجمع الحطب وإذ بوحش يراقبني وكاد ذلك الوحش أن ينقض علي ويفترسني لولا أنني أسرعت بتسلق شجرة قريبة مني وبقيت في أعلاها... ذهب الوحش وبقيت في أعلى الشجرة شبه مشلول من الصدمة لا أستطيع الحركة ولا أتجرأ على النزول خوفاً من الوحش الذي، وإن ذهب، ظننت أنه قد يظهر من جديد. وأنا على هذا الحال جاء هذان الرجلان وجلسا تحت الشجرة وبدأا يتباريان بالشعر، وطالت مبارزتهما لساعات طوال، وأنا في أعلى الشجرة لم أشأ حتى السعال كي لا أصدمهما بوجودي في أعلى الشجرة... واستمرت مبارزتهما بالشعر يا سيدي القاضي ... وامتلأت مثانتي ولم أعد قادراً على التحكم بها أطول ففعلتها وأمطرت ببولي فوق رأسي هذين الشاعرين. فسأله القاضي وما هي نوعية الأشعار التي كانوا يتبارون بها؟ فقال المتهم: كان الواحد منهما يقول: :إن كان حبيبي لابس قمبازه بيكون حبيبي لابس قمبازو/ وإن كان حبيبي مو لابس قمبازو بيكون حبيبي مو لابس قمبازو" فيرد الآخر : "إن كان حبيبي لابس طربوشه بيكون حبيبي لابس طربوشو/ وإن كان حبيبي مو لابس طربوشه بيكون حبيبي مولابس طربوشو"، فينبري الأول ياسيدي القاضي: "إن كان حبيبي مدنكز عقاله بيكون حبيبي مدنكز عقالو/ وإن كان حبيبي مو مدنكز عقالو بيكون حبيبي مو مدنكز عقالو" فيرد عليه الثاني: "إن كان حبيبي حامل عكازه بيكون حبيبي حامل عكازه/ وإن كان مو حامل عكازو بيكون حبيبي مو حامل عكازو" ثم يتابع الأول ياجناب القاضي: "إن كان حبيبي غاسل شرواله بيكون حبيبي غاسل شرواله/ وإن كان حبيبي مو غاسل شرواله بيكون حبيبي مو غاسل شروالو".... وهكذا بقيوا ياسيدي القاضي على هذا الشعر وبقيت المبارزة ساعات طويلة. التفت القاضي إلى الرجلين وسألهما هل يتكلم هذا الحقيقة؟ هل صحيح أن هذا ما حصل بالضبط!؟ فأجابا: نعم سيدي القاضي. سأل القاضي وتريدونه أن يدفع ليرة ذهبية لكما لأنه بال عليكما!؟ فقالا: نعم جناب القاضي! فالتفت القاضي إلى المتهم وقال: "حكمتك المحكمة بدفع لا ليرة ذهبية واحدة بل ليرتان ذهب تدفعهما للمحكمة لأنك لم تخرا عليهما بسبب هذا الشعر الذي نطقا به.
أتذكر هذه الحكاية وأنا أقرأ أن بعض السوريين الغيورين على الدولة ورموزها يريدون مقاضاة وليد جنبلاط لأن تصريحاته بها تهجم على "هيبة" البشبوش والدولة.... ليتني كنت القاضي الفاصل في هذه الدعوى لأحكم جنبلاط بدفع غرامة مالية عالية ليس لأنه تكلم وإنما لأنه لم يشتم بالفعل بل ولأنه لم يفعل ما أراده القاضي في حكايتنا على "هيبة" من لا هيبة له.
تل سنون

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل