حلم سوري 3 ميراج طيارك هرب يقول ما أقوى العرب

خالد المريز

الحوار المتمدن-العدد: 944 - 2004 / 9 / 2 - 10:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

وأنا في طريقي لأشتري علبة دخان رأيت تجمعاً لرجال الحي أمام دكان أبو مصطفى قريبنا في وسطهم مذياع كبير يستمعون إليه.. فجأة توقفت الإذاعة السورية عن مواصلة برامجها العادية لتبث بدلاً ما هو أشبه بالمارشات العسكرية تتخللها أغان لها طابع خاص: فهذه أغنية موفق بهجت "رعاك الله الله الله يابو سليمان يابو الثوار.." وهذه أغنية أبو صياح: "يا حافظ تحفظ حافظ ياللي عالعهد محافظ جلاب الخير لبلدنا يا أبو سليمان يا أسدنا" ثم أغنية "تيري لم تريلم الله الله" ثم أغنية مصطفى نصري: "زادك الله عزه لقائدنا جادك الله" ثم أغنية وديع الصافي "عالي جبينك يا أسد.." وأغنية "لا تلمني إن هويت الأقربا حافظاً شعباً كريماً طيبا" ثم أغنية "شعبي عارف مين اختار شعبي اختارك يا بشار" ثم اختفت كل الأصوات ليحل محلها صوت شتائم قال أحدهم إنها شتائم أحد أهم رجال المخابرات في الإذاعة والتلفزيون فقاطعه آخر قائلاً: "بل إنه صوت فيصل البودي" كل ما استطعنا فهمه أن الذي يصرخ كان كمن يفتش عن شيء ما في أرشيف الإذاعة ولم يجده! تعالى صوته أكثر ثم بدأ بكيل الشتائم للأكراد والمتعاطفين معهم فأولئك هم من سرق أرشيف الأغاني القومية والوطنية بتدبير من الموساد والسي آي إي والإم آي فايف والإم آي سيكس... ثم سمعنا صوتاً من الخلفية يقول لمن يتهم: "الحل بسيط، أعلن في الإذاعة للرفاق الحزبيين أنك تريد هذه الأغاني وهم سيحضرونها فوراً..." وهكذا بدأ صاحبنا يقول: "ألو.. ألو.. ألو.. تيست تيست تيست.. أف أف.. واح واح واحد.. ابدأ" ثم انبرى بصوت يحاول أن يجعله جهورياً ولكنه يخفق في ذلك، قال: "أيها الأخوة المواطنون! يا أبناء شعبنا العربي، أيها الرفاق: إن أمتنا تتعرض للخطر الصهيوني الأمريكي البريطاني الفرنسي الألماني الإسباني من أجل إسقاط النظام الوطني التقدمي في سورية الثورة ومن أجل إسقاط ثورة الثامن من آذار ومنجزاتها التي كان أهمها احتلالنا للبنان وإسقاطنا لتل الزعتر وتصفيتنا لليسار واليمين وتفصيلنا حكماً به على قياسنا وموالياً لنا... وهناك بعض الخونة الذين وظفناهم في الإذاعة والتلفزيون سرقوا كل الأغاني الحماسية التي تفيدنا الآن لهذا نطلب من كافة الرفاق التجمهر في ساحة الأمويين بدمشق أمام مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لإسقاط المؤامرة الإمبريالية وأن تبدؤوا بالهتافات والشعارات لتتحموا عليها ولا تنسوا إنشاد :(حييدوا واحنا البعثية حييدوا حييدوا.. حزب البعث هوي الله منعبدو..) وأن تصطحبوا معكم الأغاني المناسبة وأنتم لا شك تحتفظون بها...نريد الأغاني التي كنا نذيعها في حزيران عام 1967 مثل : عبي لي الجعبة خرطوش وناولني هالبارودة بيكلفني خمس قروش البيقرب صوب حدودي...وكذلك نريد شيء ضد الفرنسيين مثل أغنية (ميراج طيارك هرب يقول ما أقوى العدا بالجو نتحدى القدر بالجو نتحدى القدر...) ونريد أغاني محسن سلطان (مثل يا ابني يا مقاتل ياضنايي إذا بتحبني وبدك رضايي) وكذلك أغاني بريهيم سقر وكل مطربي القوات المسلحة... " ثم يتوقف هذا المعلن وبعد قليل يتابع"نداء نداء نداء: إلى مراسلي القنوات الأمريكية أنتم مدعوون لنقل وقائع حفل إسقاط مؤامرة الإمبريالية والصهيونية..." وبعد قليل:"نداء نداء نداء إلى المفتي كفتارو نرجو تشغيل صواريخك ياشيخنا ومفتينا فمنذ مدة قصيرة طمأنتنا أننا متفوقون على الأمريكان فهم يملكون صواريخ نووية وأنت تملك صواريخ نبوية....الله أكبر عليهم هجوم.. " ثم نسمع صوت مارشات عسكرية من جديد وبعدها نسمع صراخ نفس الشخص وكأنه يروي لأحد ما فيقول: "قال العكيريت ولاد العكيريت بيعملوا حركشات حتى يطلعونا من لبنان! فشروا ومية فشروا ...الرئيس أبو البش شخصياً لبس اللباس الميداني الكامل وحط رتب فريق ركن وبدو يقود معركة الصمود والتصدي بنفسه بعد ما راح قعد عند قبر المرحوم أبو باسل أكثر من ساعتين وسمع صوت إجاه مثل صوت المرحوم يقول له يا ابني بتنتبه على حالك أنت وأبن خالك رامي وما بتفرطوا بهالنظام الوطني التقدمي هذه هي وصيتي ألك ولا تنس مصطفى طلاس أبو فراس وجوده كتير مفيد ألك ولا أبن خالك، وحتى تكون ابن أبوك البطل يجب أن تعلن عن سقوط أية محافظة من محافظات سورية قبل أن يكون هناك أي هجوم...ولا تنس الأغاني الحماسية وهتافات مثل مزق قطع دمر بأسنانك بأنيابك يا أخي العربي... "
فجأة سمعت صوت السيارات في الشارع فاستيقظت من هذا الحلم فرحاً لأن أبو البش لم يعلن إسقاط محافظة جديدة...رويت الحلم لجارنا فقال لا تفرح كثيراً فإن ما لم تشهده في حلمك قد تراه في يقظتك من "أبو البش" فقط ليحافظ على النظام الوطني التقدمي وليسقط المؤامرات الإستعمارية وليثبت أنه ابن أبيه.

تل سنون

#خالد_المريز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات