أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد المريز - سأسكر حتى الفجر عندما ينفق نظام الأسد وعصاباته














المزيد.....

سأسكر حتى الفجر عندما ينفق نظام الأسد وعصاباته


خالد المريز

الحوار المتمدن-العدد: 1116 - 2005 / 2 / 21 - 10:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تناولت زوجتي سماعة الهاتف الذي رن ونحن نستعد لتناول الغداء وبعد عدة كلمات لاحظت أنها اغتبطت وقالت بدهشة وفرح: "مش معقول!" وتابعت قائلة للمتحدث على الطرف الآخر للخط: " سأعطيك خالد.." تناولتُ السماعة لأسمع صوت صديقي يكلمني من الصين قائلاً: "تهانينا وألف مبروك.. حافظ الأسد مات.. والله فرحت لكم من كل قلبي على هذا الخبر يا رجل.." شكرته على الخبر ووعدته أن أتصل به لاحقاً. في هذه الأثناء، أشعلت زوجتي جهاز التلفزيون وبدأت تبحر في الأقنية، وإذ رأيت النقل التلفزيوني المباشر من مجلس الشعب السوري... ورهط الختايرة في المجلس يتباكون ومنهم من يمسح دموعه ومخاطه بكوفيته البيضاء، أدركت ساعتها أن الخبر صحيح. وبدأت أحلام اليقظة تتحرك في رأسي وحلمت وتخيلت الكثير عن المستقبل بعد الديناصور ...قلت في نفسي: يجب أن أخبر بقية أصدقاء الغربة، اتصلت بـصديقي (...) ولم يكن في بيته فتركت على آلة تسجيل هاتفه رسالة صوتية أقول له بها: "مبروك لنا جميعاً.." ومصادفة تواقتت آخر كلمة من رسالتي الصوتية له مع صوت يشبه صوت إطلاق نار في منزلنا جاء من فتح زجاجة الشمبانيا التي أحضرتها زوجتي من البراد في هذه الأثناء... فاضطررت أن أعاود الكلام لأقول بعض الكلمات: "صديقي (...) والصوت الذي سمعته هذا ليس إطلاق عيار ناري نار في الهواء أو على نفسي ..لا تقلق.. لا يا صديقي لا تظن أنني أردت إنهاء حياتي من الفرحة الكبرى عند سماعي بخبر موت الأسد..." ثم وضعت السماعة بناء على طلب زوجتي التي قالت أن الغداء سيصبح طعمه أفضل بعد هذا الخبر. طيلة الوقت كانت تحثني عن أحلامها وتخيلاتها أن أول ما ستفعله هو زيارة بيت فلان وعائلة علان وستزور مكان الفلاني وسنذهب إلى مكان كذا وغيره إلخ. وأنا نصف مستمع إليها ونصفي الآخر يقول في سري: "كم نحن مساكين حين أصبحت رؤية الأهل والأقارب والأصدقاء أكبر أحلامنا.." ومن جهة أخرى كنت أقول لنفسي: "كم هي متفائلة زوجتي ! ألم تسمع وتقرأ طيلة هذه السنوات كيف أن البشبوش الأصغر، بعد موت أخيه باسل، استدعي خصيصاً من لندن لإعداده... " وتساءلت الكثير في نفسي عن القادم من الأمور في سوريا ولم أكن متفائلاً بالرغم من الفرح بخبر موت الأسد... بعد الغداء اتصلت بصديق آخر، عندما تكلمنا عن الخبر كان ذلك الصديق فرحاً ولكن سرعان ما تخلل حديثنا القلق والحزن عندما قلت له أن ابنه سيرثه كما أصبح مؤكداً... فقال صديقي: كبرنا وهرمنا في الغربة ونحن بانتظار موت الأسد لنعود إلى البلد ولكن مع الأسد الثاني ابن الأربعة وثلاثون عاماً وراحت علينا ويعني أنه لم يعد لدينا أمل وسنموت في الغربة....

بعد هذه السنوات من وراثة البشبوش لأبيه في الرئاسة، وبعد خطاب القسم، وبعد احتياجه لعصا سحرية لا يملكها كي نعود إلى البلد، وبعد مسكنات الوعود بالإصلاح وبعد تمثيليات الحرس القديم والجديد، وبعد أن لاحظنا وتأكدنا أن الأسد هو هو إن كان الأب أو الأبن، وبعد الغطرسة التي يمارسها هذا كل أفراد العصابة في هذا النظام كدنا نفقد الأمل.

الآن وبعد قتل الحريري، والذي لا يحتاج اثنان ليختلفوا على هوية القاتل، وبعد إصرار الرئيسين الفرنسي والأمريكي على معرفة المخططين والمنفذين ومحاسبتهم، وبعد أن أحضر الأسد البشيوش صهره آصف شوكت (وربما البشبوش يطلب الآن من ضباط القصر أن يكووا له البدلة ليظهر باللباس الميداني الكامل وهو يستعد لمواجهة أمريكا وفرنسا اللتان تقفان وراء المخططات الصهيونية الإمبريالية، وبعد أن أرسل العطري (واثق الخطوة يمشي ملكاً) إلى إيران لتشكيل جبهة موحدة... أصبح من حقي أن أحلم من جديد. وها أنا أضع قنينة (أو قارورة) شمبانيا أخرى في البراد سأفتحها عندما يردني خبر أن أجل النظام السوري انتهى بكامل طاقمه وبكل زعرانه وحراميته ونشتريته وعصاباته وزعلاانه (وإصلاحييه وحرسه الجديد قبل القديم). سأشرب كل ما تقع يدي وعيني عليه من مشروبات...سأسكر وسأسكر وسأسكر وأغني هات كاس الراح واسقيني الأقداح... ادعوا معي: قرب الله أيام الفرح. آمين.
تل سنون



#خالد_المريز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على متن الخطوط الجوية العربية السورية
- اشتروا جزيرة لتأويكم وسموها سورية الأسد: باليقظة لا بالحلم أ ...
- حلم سوري 3 ميراج طيارك هرب يقول ما أقوى العرب
- حلم رقم 2 وبلاغ مدني رقم واحد من دمشق
- المخابرات السورية ستتشوق لتفسيره لي ولكننا لسنا مسؤولين عن أ ...


المزيد.....




- اخترقت جدار منزل واستقرت في -غرفة نوم-.. شاهد مصير مركبة بعد ...
- مصر تعلن اعتزامها التدخل لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أ ...
- -القسام- تفجر عبوة -رعدية- بقوة إسرائيلية خاصة وتستهدف ناقلة ...
- قصة الصراع في مضيق هرمز منذ الاحتلال البرتغالي وحتى الحرس ال ...
- هولشتاين كيل يصعد للبوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه
- البحرين تدعو للتدخل الفوري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة ومن ...
- طلبت منه البلدية إخفاء قاربه خلف السياج.. فكان رده إبداعيا و ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين يعتبرون الإنفاق على مساعدات أوكرانيا ...
- حاكم بيلغورود: 19 شخصا بينهم طفلان أصيبوا بالقصف الأوكراني ل ...
- مشاهد جديدة لسقوط حافلة ركاب في نهر ببطرسبورغ


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد المريز - سأسكر حتى الفجر عندما ينفق نظام الأسد وعصاباته