أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فريد العليبي - سلفادور ألندي في ذكراه .














المزيد.....

سلفادور ألندي في ذكراه .


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 15:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



في الستينات و السبعينات من القرن الماضي كان العالم يرقص على نغمات " الحر " و " الاشتراكي " ، مع رجحان الكفة لصالح الاشتراكية على نطاق عالمي ، حتى أن بورقيبة تنازل عن تسمية حزبه الدستوري بالحر و أخذ بنعت الاشتراكي ، و هو ما يحصل اليوم أيضا في تونس ، و لكن في اتجاه عكسي .
كانت الحرب الباردة على أشدها ، قصف بشتى الأسلحة الحربية و السياسية و الإيديولوجية ، و سيطرة على بلدان بأكملها ، انقلابات عسكرية و حروب شعبية تحررية ، من معركة الكرامة الفلسطينية حتى بطولات الفيتكونغ في الغابات الفيتنامية ، نشاط محموم للمخابرات الدولية ، و صراع في الأرض و في السماء ، وصولا إلى القمر . في هذه الحرب أشهرت أمريكا سلاح الديمقراطية فهي زعيمة العالم الحر ، بينما أشهر الاتحاد السوفيتي سلاح العدالة الاجتماعية فهو زعيم المعسكر الاشتراكي .
في خضم المعركة كانت أمريكا اللاتنينة ساحة من ساحات الوغى ، ففي أدغالها و جبالها و غاباتها تردد صدى رصاص بنادق الثوار في السيرا مايسترا الكوبية ، فانتشرت حروب الغوار الثورية ، من التوباماروس الى الساندينيستا ، و لكن النصر الكوبي لم يتكرر، مما دعم الاتجاه نحو البرلمانية ، و انتشار فكرة الوصول إلى الاشتراكية بالطرق السلمية ، هذا الاتجاه سيحمل في مجراه سلفادور ألندى إلى سدة الحكم في الشيلي ، خلال الانتخابات الرئاسية سنة 1971.
أمَم ألندى مناجم النحاس و البنوك ، و بدأ الإصلاح الزراعي ، ووفَر الرعاية الاجتماعية و الصحية ، ولكن سرعان ما فُرض عليه حصار اقتصادي فتدنى ثمن النحاس ، و عانت الشيلي من ندرة في المواد الغذائية ، وتراجع الصادرات و نمو الواردات ، وضخت أمريكا أموالا طائلة لإفساد الحياة السياسية و الاجتماعية ، وعملت المخابرات المركزية على توفير مناخ مناسب لانقلاب عسكري ، و هو ما حصل ، ففي يوم 11 سبتمبر 1973 ، على الساعة التاسعة صباحا غطت غربان سوداء سماء العاصمة الشيلية سانتياغو، يقودها الجنرال بينوشيه ، فحاصرت القصر الرئاسي و قصفته بالطائرات ، كان ألندى قبل ذلك بأيام قد قال كأنما في حدس مبكر لما جرى : إن هؤلاء الذين يدمرون الثورة السلمية سيجعلونها تتحول إلى ثورة عنيفة ، و عندما اقتربت أصوات المدافع خاطب الشعب عبر أمواج الإذاعة للمرة الأخيرة لكي يشكره و يبلغه بقرار المقاومة حتى النصر أو الموت .
استشهد ألندى مثلما أراد و البندقية في يده ، و بعد مقتله حول الإنقلابيون أكبر ملعب لكرة القدم إلى سجن بدون سقف ، جمعوا فيه أربعين ألف إنسان ، تم إعدام حوالي ألفين و ثلاثمائة منهم على الفور ، بينما اختفى آلاف آخرون ، و هُجر مليون شخص من إجمالي عدد سكان يقدر بإثني عشر مليون بشر، بما يذكر بتعداد التونسيين هذه الأيام ، من بين من أعدموا المغنى الشيوعي فيكتور جارا، الذي عذب بوحشية ، و قطعت أصابع يده بفأس ، عقابا لها على ما عزفته للكادحين والوطن والحرية .
كان ألندى طبيبا مثل تشي غيفارا ، و حلم الاثنان بما سماه ابن الجزار القيرواني " طب الفقراء " ، و قد أدركا مبكرا أن السياسة هي بوابة ذلك الطب فطالما لم تتغير طبيعة الدولة و المجتمع فإن المسحوقين لن يشفوا من أمراضهم أبدا ، و بينما وضع غيفارا سماعة الطبيب جانبا ، و امتشق البندقية ، فإن ألندى الذي تخلى عن تلك السماعة أيضا ، امتشق صندوق الاقتراع ، طريقان مختلفان كثيرا ، طريق الإصلاح و طريق الثورة ، و المفارقة أن الاثنان انتهيا شهيدين ، غيفارا سنة 1967 في الأحراش البوليفية ، و ألندى سنة 1973 في القصر الرئاسي بسانتياغو الشيلية ، و هو الذي رثاه سميح شقير بأغنية تقول بعض كلماتها : سلفادور يا سلفادور، كيف نبنى يا رفيقي دولة العمال في هذا الزمان تحت سقف البرلمان ؟



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ القابع وراء الأكمة .
- الديني و السياسي في الانتفاضة التونسية /الحلقة الثالثة .
- الديني و السياسي في الانتفاضة التونسية / الحلقة الثانية
- شيطان مصطفى بن جعفر وشبح زين العابدين بن على
- الديني و السياسي في الانتفاضة التونسية .
- أبو يعرب المرزوقي و ابن رشد و قشرة الموز
- الربيع العربي و زمهرير جهنم .
- عمران المقدمى زهرة تونس الحمراء العائدة من الجليل
- المرأة و الثورة
- المرأة العربية الآن
- هل انتصرت الثورة في تونس ؟
- جانفي شهر الانتفاضات التونسية
- القوى اليسارية والنقابات العمالية في الربيع العربي
- سيدي بوزيد التونسية : ماذا نملك ؟ لا شئ ، ماذا نريد ؟ كل شئ ...
- منير العوادي سلاما !
- الانتفاضة التونسية : شيئان في بلدي خيبا أملي !
- مصر : الدم و الحرية أبناء عم !
- عرس الدم التونسي
- ماذا يحدث في كلية الآداب بالقيروان / تونس ؟
- الفلسفة والتاريخ


المزيد.....




- سترة منفوخة في اليابان ستجعلك تنام بأي مكان
- أجمل إطلالة حمّام في العالم؟ هذا ما ينتظرك داخل فندق معلّق ع ...
- على الخريطة.. المواقع المستهدفة في إيران وإسرائيل
- صراع إيران وإسرائيل.. نائب الرئيس الأمريكي يوضح ما يدور بذهن ...
- معضلة إسرائيل في فوردو.. ماذا يعيقها في هجوم برنامج إيران ال ...
- الأولى موجودة والثانية بطريقها للشرق الأوسط.. ماذا نعلم عن ا ...
- الإمارات.. توجيه من محمد بن زايد للتعامل مع الإيرانيين ممن ت ...
- لماذا فشلت القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ الإيرانية؟
- نشأة الكون – دراسة جديدة تُشكك في نظرية الانفجار العظيم
- تصعيد بين إسرائيل وإيران وسط دعوة أمريكية لطهران بالاستسلام ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فريد العليبي - سلفادور ألندي في ذكراه .