أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مهاجمة سوق الكتب بالبلدوزرات والجرافات، جريمة ضد الفقراء ومحاولة نكراء لتجفيف منابع التنوير في بغداد الحضارة والتمدن















المزيد.....

مهاجمة سوق الكتب بالبلدوزرات والجرافات، جريمة ضد الفقراء ومحاولة نكراء لتجفيف منابع التنوير في بغداد الحضارة والتمدن


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 13:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


البرلمان الثقافي العراقي في المهجر يدين الغزوة الجديدة التي طاولت باعة الكتب والمجلات في شارع المتنبي ببغداد
الهجوم الكاسح الذي جرى في جنح الظلام اعتداء صارخ على الفقراء وعلى منابع الثقافة وجرس إنذار للعقل الوطني العراقي

في حلقة جديدة من مسلسل ما بات يطلق عليه أبناء شعبنا "غزوات خفافيش الظلام" داهمت قوات أمانة بغداد سوقا تاريخيا تراثيا بشارع المتنبي. مستهدفة (بسطات: مناضد) الفقراء من باعة الكتب والمجلات! ومعروف أنَّ هذا الشارع خاص بالسابلة ولا تدخله العربات.. كما أنَّ سجل وقائعه ظل يحتضن أولئك الفقراء ممن افترشوا بعض الأرصفة يبيعون الكتب والمجلات من دون مشكلات تُذكر.. وإذا كان المبرر هنا أو الذريعة هي ((تنظيف!؟)) الشارع من التجاوزات فأحرى بأمانة بغداد أن تؤدي مهامها لبغداد ببيئة نظيفة حقا وبكل ماتحيل إليه إشارتنا هذه.. وأحرى بالأمانة أن تجد حلا سليما منصفا بديلا قبل غزوتها وبأسلوب لائق؛ كتوفير أكشاك مناسبة أو صيغ بديلة أخرى لهؤلاء الباعة. كما أن معالجة ما تسميه (اللا- أمانة)، تجاوزا، لا يتم بتلك الغزوات الهمجية بلا سابق انذار وبتجييش (البلدوزرات) والآليات الضخمة التي لم يرها البغداديون في أعمال منتظرة بشوارعهم فيما دُهشوا في مشهد اقتحامها الشارع التراثي في عمليات أشبه بميدان حربي جرى فيه التكسير والتخريب والتدمير والإهانة والتحقير على الباعة وعلى جمهور الشارع وليس أداء مهمة إزالة تجاوز مزعوم!!؟
إنَّ الصيغة التي استخدمتها اللا - أمانة في تنفيذ مهمتها قد جرت بغزوة غابوية ظلامية بعثت برسائلها التي لا يمكن قراءتها إلا في الآتي:
1. الغزوة تعبير عن ضرب مصالح الفقراء من الباعة، وهنا تحديدا ممن تمسك بنشر الكتاب وقيمته المعرفية الثقافية التنويرية...
2. الغزوة جسدت اعتداء صارخا على مِعْلم ثقافي تراثي من أبرز معالم العاصمة بغداد طوال تاريخ وجودها، وهو مما ينبغي أن يكون من المحميات التراثية...
3. الغزوة أرادت بأسلوبها إشاعة الخوف والرعب لدى باعة الكتب والمجلات من الاستمرار بمهنتهم هذه.
4. والغزوة الجديدة هي محاولة مفضوحة لتحذير باعة الكتب من تبني المنطق العقلي والتنوير الفكري وتمسكهم به.
5. كما تريد الغزوة الهمجية توكيد قوة خفافيش الظلام والتخلف الفكري باستعراض قوة للتحكم بالشارع البغدادي.. ولهذا اختاروا لغزوتهم الأولى المنتديات الثقافية وتلك المعبرة عن متنوع الطيف العراقي قوميا دينيا واجتماعيا فكريا، ثم اختاروا لغزوتهم الجديدة ضرب أبرز علامة للعقل العراقي لإرعاب البقية وتحذيرهم بهذه الغزوة التي تعمدت استخدام الشدة والهمجية...
6. والغزوة إطلاق لبالونات الاختبار من جديد لاستطلاع مساحة الفعل الذي يمكن إعلانه تاليا في إشاعة سطوة الظلاميين وتخلفهم.
7. وللغزوة هدف التحضير لإرسال بدائل عن قوى التنوير تحمل كتب الدجل والخرافات والأساطير لتسويقها بدل كتب الثقافة المعاصرة والمعرفة الحديثة.

إننا إذ ندين هذه الغزوات الهمجية التي تنم عن هوية مرتكبيها وأهدافهم، لندعو إلى وقفة استنكار وتحد يوم الجمعة القابل في ذات موقع الجريمة التي ارتكبتها عناصر التخلف الظلامية ولنرسل بتلك الوقفة وشعاراتها رسائل رسمية إلى جميع الحركات والقوى الوطنية الديموقراطية من قوى التمدن ومنطق العقل العلمي في بلادنا وإلى كل المنظمات العالمية الحريصة على حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة وإلى تلك المعنية بالمحافظة على التراث أن تقف ضد الهجمات الغابوية التي تمادت كثيرا مستغلة مرة التذرع بالقوانين وضبط الشوارع وتارة بفتاوى التكفير وادعاء الحرص على الأخلاق؛ وهي بجميع غزواتها لم تستهدف سوى ضرب الحريات العامة وخنقها وتحجيم أنشطة المنتديات الاجتماعية والثقافية والآن يريدون إزالة [تجفيف] منابع الكتابة والقراءة والثقافة التنويرية وإحلال (ثقافة) الدجل والتخلف والشعوذة والخرافات..
لقد جاءت هذه الغزوة مباشرة في أعقاب حملة منظمات مجتمع مدني وناشطين في التوعية لإشاعة سلوك القراءة واستعادتها في الحياة اليومية للمواطنين.. وهي تأتي ردا وتحذيرا وضربا لأية محاولة لفضح ما يجري وأسسه القائمة على التخلف وممارساته الرعناء وأدواته المتمثلة في رعاع المجتمع وحثالته..
إننا لن نكتفي بتحذير الـ(أمانة) مما مارسته طوال شهر اتسم بغزوات خفافيش الظلام من قوات تتبع مرة لمكتب (القائد العام) وأخرى لقائد أمانة بغداد!؟ بل نتوجه إلى مثقفينا ومسؤولي المنتديات للتوجه لمأسسة الرد عبر القضاء ولحملات وطنية واسعة ضد جرائم ليس القصد منها سوى إطلاق أيادي الخفافيش التي تسللت إلى أجهزة الدولة في ليل...
كما ندعو لموقف رسمي معلن من الجهات الإقليمية والدولية ولحملات أممية ضد ما يسيرون به في العراق الجديد من ادعاء الأسلمة فيما الجريمة لا علاقة لها بدين بل تكمن تحت جلابيب وأعمة الزور في استلاب العراقيين حرياتهم وحقوقهم والمتاجرة بحيوات الأبرياء في سوق فسادهم الأعلى عالميا حيث يباع العراقي ويُشترى بأبخس الأثمان..
إننا في البرلمان الثقافي العراقي، لا نرى هذه الحلقات منفصلة بعضها عن بعض.. كما لا نراها منفصلة عن هدف تمكين نظام استبدادي قمعي جديد تحت مسميات وتزويقات إسقاط القدسية والتدين باستخدام رموز مظهرية من مثل ارتداء الجلباب والشادور والعمامة والبرقع، أما الحقيقة فهي أخطر حالات الفساد والإرهاب المنظم الذي بات اليوم يرقى إلى إرهاب دولة.. وها هم يمارسون شكلا آخر من الإرهاب غير التفجيرات والتقتيل اليومي إنه الإرهاب الفكري والديني والاجتماعي بابتزاز النساء والرجال وبابتزاز النخبة الثقافية والعقل العراقي..
ومن هنا لابد من صرخة: كفى يا من تستعيدون كل أدوات قرون الظلام والتخلف في همجية أفعالكم الإجرامية، ولشعبنا وقواه الحية نقول: لابد من وقفة وطنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من براثن الجهل والتخلف وسقط متاع الفساد والإرهاب اللذين يحصدان لا ثروات الوطن والناس بل عقولهم وغذائها قبل غذاء الجسد وكراماتهم وحيواتهم ذاتها...
إن شارع المتنبي سيبقى المعلم التراثي الأبرز وأحد أهم منابع الكتابة والقراءة، وسيبقى المكتبة الأغنى للفكر التنويري ولن تخترقوه مهما ارتكبتم من جرائم.. فالمرعوب هو من يحمل المسدس ومن يستخدم البلدوزرات.. والواثق من قيمه وحقوقه وصدقيته وإنسانيته هو نخبة العقل العلمي العراقي ورمزها المختزن تاريخيا هنا في مكتبات شارع المتنبي وفي مناضد بيع الكتب والمجلات للفقراء يتحدون فقرهم ويتصدون لجريمة استلابهم حقهم في التمسك بمهنة أقرب إلى العقل ومنطقه وفلسفته... وسيزول الظلام قريبا بخيارات الناس والتفافهم حول نخبتهم الثقافية لا حول الدجالين والمشعوذين والمتسترين من أدعياء مزيفين يحملون قيح التاريخ وعطن مزابله.
المجد لكنّ أيتها العراقيات.. المجد لكم أيها العراقيون الماضي تراثا غنيا والحاضر تحد وكفاح والمستقبل وكل خط الزمن لكم أيها العقل الوطني الإنساني يا مثقفي الوطن والناس ويا أيها الفقراء جميعا أنتم الأغنى بعقولكم وأنفسكم الأبية وملتقانا وإياكم في شارع المتنبي.. ولن تمر غزوة خفافيش الظلام من دون ردكم المكين.


الهيأة النفيذية للبرلمان الثقافي العراقي في المهجر
لاهاي هولندا 18 سبتمبر أيلول 2012



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدانة الممارسات القمعية للحريات العامة والخاصة وشجب محاولات ...
- التجربة الشخصية السليمة في الشأن العام تبقى متطلعة لدور الآخ ...
- نارهم تاكل حطبهم.. شعلينة لازم!
- مجددا مع اللاجئ العراقي وحالة الإعادة القسرية!؟
- مصداقية التحالفات السياسية بين مطرقة التهجمات وسندان التبرير
- الدولة المدنية ديموقراطية ترعى الديني والدولة الدينية ثيوقرا ...
- لماذا نوقّع حملة المطالبة بتطبيق القانون والمساءلة القضائية ...
- الحوار وقبول الآخر والتغيير.. تداعيات في الخيار الديموقراطي ...
- إدانة ثقافة التحريض والاستعداء ضد الكورد
- مصر في طريق الأخونة والتفكيك!؟
- تداعيات مضمنة في رسالة إلى شبيبة العراق في اليوم العالمي للش ...
- إدخال فقه الدولة الدينية في آلية عمل المحكمة الاتحادية لدولة ...
- أولويات البديل الديموقراطي في العراق
- الموقف الرسمي من اللاجئين الواقعين تحت مقاصل النظام السوري
- مناشدة المجتمعين المحلي والدولي لدعم الثورة السورية بشكل است ...
- رمضانيات 2012: تهنئة بشهر رمضان الفضيل ودعوة لحملات المصافحة ...
- الشعب سحب الثقة من المالكي بتظاهرات التحرير.. فمتى يستجيب ال ...
- مستويات نقد الممارسات الطائفية وفكرها الظلامي؟
- مصطلح الفلول بين القانون والسياسة: في مصر، هل سينفع مصطلح فل ...
- شغيلة العراق لا يستجدون صكوك الغفران من أجهزة تقمع الحريات و ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مهاجمة سوق الكتب بالبلدوزرات والجرافات، جريمة ضد الفقراء ومحاولة نكراء لتجفيف منابع التنوير في بغداد الحضارة والتمدن