أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الشعب سحب الثقة من المالكي بتظاهرات التحرير.. فمتى يستجيب البرلمان لقرار الشعب ويسحب الثقة منه؟















المزيد.....

الشعب سحب الثقة من المالكي بتظاهرات التحرير.. فمتى يستجيب البرلمان لقرار الشعب ويسحب الثقة منه؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سحب الثقة طالبت به التظاهرات الشعبية وتم الالتفاف عليها بوعد المائة يوم.. فهل ينتظر سحب الثقة النيابي وعودا تلفلفه؟

طوال تسع سنوات عجاف من الخلل والمشكلات المعقدة ومن عجز تام عن تلبية مطلب حيوي للشعب، كان المشهد السياسي المؤسسي يتعكز على ترقيعات أجلت دائما لحظة التغيير النوعي الذي يمكنه أن يرتقي لمطالب الناس وأن يحولهم من واقع ضحايا النظام إلى بناة النظام البديل الجديد.
وعندما خرجت الجموع في مظاهرات مطلبية محددة كانتفاضة الكهرباء أو احتجاجات نقابات النفط والموانئ جوبهت ليس بقمعها حسب بل بالتهديد باستخدام ((الجيش)) ضدها إذا ما تكررت.. وأبعد من ذلك صودرت النقابات بقوانين النظام السابق الذي لا يعترف بوجود عمال! ولكن الشعب ردّ بتصعيد احتجاجه لمستوى وطني عام لم يتحدد بالشؤون المطلبية بل بتحميل أداء الحكومة الاتحادية بشخص رئيسها المسؤولية وتحديدا في مطالبة الاحتجاجات بإقالة رأس الحكومة المنفرد بالسلطة من جهة والمحاول إعادة شكل للاستبداد وآليات عمله...
والتف السيد رئيس [مجلس!] الوزراء على الأمر بوعد المائة يوم. وطبعا لم تكن المدة أغنى من السنوات، بمئات أيامها وآلافها، كافية للسيد المالكي؛ وبهذا نسيت الناس مواعيد عرقوب وباتت تتحدث بوعد المالكي بل تعهداته ووعوده!
لقد أعلنت جموع الشعب سحب الثقة من المالكي بأعلى صوت. ولكن البرلمان اختار مساءلة وزراء في حكومته قدمهم كبش فداء لتمسكه بالكرسي الذي أعلن في غير مرة أنه (أخذه ولن يعطيه!).. أما الوزراء المساءلون فما كانوا في حقيقة الأمر يملكون أن يقدموا أو يؤخروا من دون قرار (دولة الرئيس) وأمره. وهكذا منح البرلمان فرصا وتمديدات مضافة متعاقبة للمالكي فربما استجاب للمطالب الشعبية ولتحسين الأداء الحكومي.. ولكن الأوضاع بقيت على ما هي عليه وأسوأ فيما تعكز السيد المالكي على اتهام الآخرين بعرقلة جهوده وبرامج البناء التي قررها في برامجه.
و لتطبيق وعده الوحيد الذي صدق فيه، أي الوعد الذي قال فيه: "إنه أخذها وبعد ما ينطيها" احتفظ بجميع الوزارات السيادية الأمنية من دفاع وداخلية وأمن وطني ومخابرات؛ لعدم ثقته بخنوع كل من تم ترشيحهم للمناصب تلك ولعدم ثقته بالشركاء أصلا فقد وضع نفسه وصيا كما قرر أنه المعيار وهنا بات المالكي الخصم والحكم بعد أن وضع كل شيء بين يديه..
ومع سطوته على كل السلطات الأمنية ومفاصلها، فإن الوضع الأمني مازال يشكو من الانفلات. فلا وزارة الدفاع صدت خرقا للحدود الوطنية وحمت سيادة تراب البلاد، فالحدود الأكثر انفلاتا منذ ولادة الدولة الوطنية حتى اليوم! ولا الداخلية ضبطت وضعا أمنيا في مساحة عملها خارج كوردستان! ولا الأمن الوطني ولا المخابرات ضبطت شبكة معادية في زمن بات العراق مرتعا لشبكات دولية ليس أقلها مافيا خلخلة وقلقلة الأوضاع... والميليشيات الأجنبية وعناصر الإرهاب الدولي المنظم، تعيث في البلاد فسادا!
أما الاقتصاد، فهاهي عشرات الروافد يسرقونها جهارا نهارا ويكاد النهران يجفان وليس من مغيث! والمزارعون يعملون بشحيح ظروفهم المأساوية ولكنهم حتى بمنتجهم الذي يقارع أزمات الزراعة والرِّي يجابهون عقبات كأداء في التسويق إذ تفتح الحكومة بوابات الاستيراد السلبي رافعة الحماية بل رافعة أية فرصة للمنتج الوطني ليس في الزراعة بل في كل الميادين!
إذن، أسباب لها أول وليس لها آخر في ((سحب الثقة)). فليس أولها الفشل التام في تلبية أبسط حقوق الناس وهو الحق في الحياة ثم الحق في الأمن والأمان ثم الحق في لقمة عيش صحية نظيفة وبقية الحقوق في التعليم وضمان كرامة الناس تتوالى.. فأية كرامة والمداهمات الليلية شبه يومية! والاعتقالات الكيفية بلا غطاء قضائي وإن جاء فبتشويه وافتعال مفضوح..! أية ظروف أمنية والسرقة والاختطاف والاغتيال تتم جميعا ليس تحت بصر حاميها حراميها بل بأدواته وبعناصره.. أية كرامة ولا مأمن لا في بيت ولا في شارع؟!!
سحب الثقة قرار شعبي صدر وليس فيه من منفذ للرجوع، وإذا وجد الشعب أن مؤسسات الدولة غير قادرة على الأداء والتفعيل فإنه سينتفض هذه المرة لا على الحكومة ورأسها بل سيمتد قراره إلى مؤسسات أخرى.. إذ السيادة الدستورية الأسمى تبقى بيد الشعب والقرار النهائي الحاسم بيده. ومن هنا نشير إلى الشرعية الثورية أي شرعية التغيير الجذري الذي يقتلع الفساد برمته ومن جذوره حيث فساد مؤسسات الدولة ليس في أداء الرأس حسب بل في أتباعه وما جيَّره من مؤسسات، الأمر الذي يفرض التغيير الجوهري...
من هنا فإن إشكالية سحب الثقة رسميا يجب أن تستمر حتى تحقيق واجبها المباشر بتغيير من امتلأ سجله بخروقات جوهرية للدستور. وسيكون تحقيق ذلك علامة، وإن كانت بسيطة وأولية، لكل من سيأتي بأنه محكوم بدستور وسيكون القرار سابقة مهمة لتوكيد التداولية ومنع خطاب أخذناها وما ننطيها وهو خطاب رفضه الشعب لسلف سابق كان قد قال لن نتركها إلا خرابا وفعل.. فهل سنترك الأمر يتكرر؟!
يجب أن نضبط الآلية الدستورية للعمل في أعلى هرم السلطة وإلا فإننا سنعيد إنتاج النظام القديم ولا يجوز لشخص في العراق الجديد أن يكرر خطاب الأمس بأي طريقة ومبرر. يجب أن تمضي إجراءات ((سحب الثقة)) عاجلا سريعا لأن تأخيرها يمرر ضغوطا متداخلة محلية أجنبية فتمنح تلك الضغوط شرعية لتدخلات على حساب شرعية الإرادة الوطنية وعلى حساب شرعية إرادة الدستور مجسِّدا لخيارات الشعب..
ليتخلص كل مسؤول من تلك الضغوط باللجوء إلى المؤسسة التي يعمل فيها وإلى قرارها وآليات عملها القانونية .. فاستمرار العمل بمنطق خارج مؤسسي يعني قبول التفاعل السلبي مع الضغوط محلية وخارجية وقبول التنازل عن القَسَم والعهد الوطني والتفريط بشرف المهمة والمسؤولية المناطة به.. وهذه مرحلة من الفساد لا تقف عند سرقة مالية أو رشوة أو محسوبية بل تندفع باتجاه بيع للوطن والناس بلا مقابل..
لا ينبغي التراجع عن سحب الثقة لأية حجة ولأي حالة تعهدات يدرك المجرب أنها باتت تتكرر لتمرير خطوات أسوأ . بلى إن سحب الثقة يستهدف المالكي لا لفشله في أداء المهمة حسب بل لتجاوزه على الدستور بتجاوزه على الشعب ومطالبه وباستبداده بالرأي وبمحاولته إعادة إنتاج النظام القديم. فهل بعد هذا من ذريعة للتردد؟
من يريد أن يشارك بجريمة الاستبداد فليفعل ولكن عليه تحمل المسؤولية أمام الشعب وقواه الحية.. وقد فعل الشعب وأرسل رسالة واضحة صريحة وأسقط تخويله المالكي أية مسؤولية، وواجب البرلمان منذ أول لحظة قال الشعب كلمته فيها، العمل على تلبية المطلب الشعبي. لقد دقت شعوب المنطقة نواقيس التغيير وأخذت أمر التغيير بايديها والعراق أول تلك البلدان وأكثر استحقاقا واقترابا من انطلاقة شعبية عارمة للتغيير المنتظر. فكفى مزيد عبث بمصالح الشعب وكرامته وبحيوات بناته وأبنائه. ولا يمكن قبول تردد طرف أو آخر بشأن مهمة سحب الثقة، أيا كانت الذرائع سواء كانت مبررة بضغوط خارجية أم بوعود تستجيب لتحالفات الأمس ولفلسفة الاتحاد طائفيا. إن العراق سيكنس المحاصصة الطائفية من جهة وسيؤكد على العمق الوطني الفديرالي الذي لا يقبل بافتعال الأزمات التضليلية ومن لا ينضم للمسيرة اليوم سيكون في الغد من الماضي الذي سيشطب عليه الشعب.
الخيار واضح سحب الثقة إجراء أو خطوة وهو أمر ربما تفصيلي وليس رئيسا ولكنه يظل انطلاقة نحو تغييرات جوهرية تطمح للمؤسساتي [المؤسسي الجمعي] بديلا عن عبث الفردنة ومخاطرها.



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستويات نقد الممارسات الطائفية وفكرها الظلامي؟
- مصطلح الفلول بين القانون والسياسة: في مصر، هل سينفع مصطلح فل ...
- شغيلة العراق لا يستجدون صكوك الغفران من أجهزة تقمع الحريات و ...
- اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، نضالات مهنية وأخرى ...
- تداعيات وأفكار في بعض أولويات العمل السياسي وعلاقة تياراته ب ...
- المقام العراقي والجالغي البغدادي شهريا في لاهاي
- مداهمة فاشستية لمقر جريدة طريق الشعب!!! الدلالة ونُذُر الكار ...
- الفقر والفقراء في العراق الجديد: قراءة وتساؤلات وحلول!؟
- اليوم العالمي للأم بين تعزيز قيمه الإنسانية والمتاجرة بها؟
- البوليس السياسي: إرهاب دولة ونذير شؤم وكوارث يمكن أن تحل بال ...
- أنشطة التكريم الثقافي في جامعة ابن رشد
- المرصد السومري لحقوق الإنسان يحذر من استمرار العمل بآليات ال ...
- في اليوم العالمي للغة الأم: مطالب بتفعيل مشروع أممي يعالج ال ...
- على مشارف الذكرى الأولى لتظاهرات الاحتجاج العراقية في ساحة ا ...
- مبدعونا بين إهمال منجزهم ووسائل رعايته المنتظر تطويرها؟
- الإيغال في الطقسيات واختزال حيوات الناس ودينهم بالطقوسدجل وت ...
- صراعات بعض قوى الطبقة السياسية إلى أين؟
- سياقات عمل السلطات الثلاث والقوى الموجِّهة فيها؟وقائع اليوم ...
- هل ننشغل بمآسي الأمس أم ننطلق بحيوية لبناء عالمنا الجديد؟
- العنف ضد المرأة عنف ضد الإنسانية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الشعب سحب الثقة من المالكي بتظاهرات التحرير.. فمتى يستجيب البرلمان لقرار الشعب ويسحب الثقة منه؟