أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - فيلم -براءة المسلمين- مشروع للفتنة الطائفية















المزيد.....

فيلم -براءة المسلمين- مشروع للفتنة الطائفية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.... الفيلم الذي تم عرضه بعنوان" براءة المسلمين"،واضح جداً أنه لا يشكل فقط تعصباً أعمى لا يطاق،وأنه شكل من أشكال العنصرية والتطرف المقيتة،بل يمثل خروجاً سافراً على حرية الرأي والتعبير،وتعدياً صارخاً على المقدسات الدينية للشعوب،وعلى الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان،التي تؤكد على أن حرية التعبير عن الأديان يجب أن تكون مقيدة بضوابط القانون التي تحقق المصلحة العامة لحماية الحياة والأخلاق والحقوق والحريات،وهذا الفيلم الذي أخرجه سام باسيل الأمريكي الإسرائيلي ذلك المستثمر العقاري،والذي ينضح بالعنصرية والتطرف،حيث يصور الدين الإسلامي على أنه دين "كراهية"،وبعد الاحتجاجات التي أعقبت عرض الفيلم،قال في تصريح صحفي له بأن "الإسلام سرطان"،وقد جرى إخراج هذا الفيلم بالتعاون مع أقباط المهجر.
شكل عرض هذا الفيلم صدمة وإساءة لمشاعر مئات الملايين من المسلمين،والذي رأى فيه المسلمين والمسيحيين معاً أنه مشروع فتنة طائفية،وحسناً صنع الفاتيكان بإدانته لهذا الفيلم المسيء للرسول ولكل المسلمين،حيث قال الفاتيكان في بيانه "الاحترام العميق لمعتقدات ونصوص وشخصيات ورموز مختلف الديانات شرط جوهري للتعايش السلمي بين الشعوب"،وهذا الفيلم لم يأتي في إطار قيام صحفي برسم كاريكاتير مسيء للرسول أو قيام قس مغمور بإحراق نسخ من القرآن الكريم،بل هذا له هدف وأجندة خطيرة جداً جرى التخطيط لها ورسمها بعناية،ويأتي ذلك في إطار مشروع سياسي نجد تعبيراته فيما يحدث في العالم العربي،حيث تثار الفتن الطائفية والمذهبية والصراع يحرف عن جوهره من صراع عربي- إسرائيلي الى صراع عربي- فارسي،وهذا يندرج ضمن إطار ما يسمى بالفوضى الخلاقة ،المشروع الأمريكي القائم بالأساس على إغراق العالم العربي بالفتن الطائفية والمذهبية،وتمويل عمليات قتل وتخريب بلدانهم ذاتياً،فهناك من يمول هذه المشروع عربياً في سبيل حمايته واستمرار وجوده في الحكم من مشيخات نفط الخليج العربي،وأمريكا تنبهت لهذا المشروع على ضوء غزوها واحتلالها لكل من العراق وأفغانستان،حيث رأت أن الطريق الأقصر من أجل حماية مصالحها وأهدافها في المنطقة،هو تقليل خسائرها البشرية،عبر إقامة قواعد عسكرية دائمة لها في تلك البلدان وربطها عبر تحالفات واتفاقيات أمنية،مع أنظمة حكم تعمل هي على إقامتها،وهذه الأنظمة تكون هشة وضعيفة،حيث يجري تغذية النعرات الطائفية والمذهبية،وبما لا يحمل أمريكا المسؤولية،ولتصل تلك الفتن الى حد الحرب والاقتتال ويصبح لا مناص من تشطير وتقسيم وتجزئة وتذرير وتفكيك البلد جغرافياً على ان يعاد تركيبها على أسس طائفية ومذهبية،وهذا المشروع نجد تجلياته الآن في الشام،حيث أن بعض السذج يعتقد بأن ما يجري له علاقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات،وفي الوقت الذي يستجيب فيه الأسد للشروط والاملاءات الأمريكية،يصبح الأسد رجل الديمقراطية والسلام الأول ويحصل على جائزة نوبل للسلام،كما حصل عليها المغدور السادات،والرئيس الشهيد أبو عمار والتي جرى سحبها منه بعدما تعارضت مواقفه وسياساته مع الأهداف والمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة،ولتجري عملية حصاره في المقاطعة في رام الله ومن ثم قتله بالسم،ويصبح ما يسمى بالجيش الحر مجموعة من القتلة والإرهابيين،والمشروع المذكور حتى يعيد العرب إلى ما قبل مئة عام،ويضمن لإسرائيل البقاء والتفوق ولأمريكا الحفاظ على مصالحها في المنطقة،يجب أن يضمن تخريب وتفتيت وتدمير ثلاث دول مركزية،هي العراق عم فيها الخراب والتدمير والتقسيم،وسوريا التخريب والتدمير فيها على قدم وساق،ومصر يجري العمل على إخراج المشروع من خلال الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط إلى حيز التنفيذ،حيث يجري تغذيه هذه الفتنة من قبل جهات مشبوهة مسيحية وإسلامية.
والمأساة أن تشويه الإسلام وإظهاره بصورة مسيئة،على أنه دين عنف وقتل وجهل وتخلف،هي مسؤولية العديد من الفرق والشيع الإسلامية المغرقة في التشدد والعصبوية والتخلف،حيث تقوم بارتكاب جرائم وأعمال إرهابية يتم نسبها الى الإسلام زوراً وبهتاناً،وهنا الخطر الأكبر على الإسلام والمسلمين، فهو يأتي من هذه الجماعات المتأسلمة،فما الهدف من الفتوى التي تدعو الى هدم الكنائس في الجزيرة العربية؟،أليس هذا إساءة الى الإسلام والمسلمين،ودعوة صريحة إلى قتل وطرد المسلمين الموجودين في أوروبا وهدم مساجدهم هناك؟،وكذلك فتاوى التكفير والتخوين،أليست دعوة صريحة الى النعرات والفتن المذهبية والعنف الداخلي؟،والجرائم التي ترتكبها بعض الجماعات الإسلامية العصبوية المتشددة والمتطرفة من أعمال قتل وتخريب وتدمير للممتلكات العامة،هي أيضا تندرج في هذا الإطار والسياق.
على الجميع في مصر مسلمين ومسيحيين ان يحذر من الفتنة الطائفية،فالمستهدف هو اللحمة والنسيج المجتمعي المصري،فهناك مشروع يحاك ضد مصر من أجل منعها من النهوض واستعادة مكانتها ودورها العربي والإقليمي والدولي،وإسرائيل هي المعني والمستفيد الأول والأخير من ذلك،عبر إغراقها في مشاكل داخلية وفتن طائفية،فتن تقود الى تخريب البلد والعمل على تقسيمها الى أكثر من دولة،تحت يافطة وذريعة حماية العرب الاقباط،وهذه نقطة على درجة عالية من الخطورة والأهمية،حيث الخوف من وصول الاخوان الحكم،دفع ببعض القوى المسيحية الى تأسيس حزب الاخوان المسيحيين كردة فعل على وصل الأخوان الى الحكم،فهم يرون في حكم الأخوان المسلمين ومشروعهم السياسي،مشروع لأسلمه المجتمع وإقامة الدولة الدينية التي تنتهك فيها الحريات وحقوق باقي الطوائف الأخرى ومكوناته المجتمعية،ومن هنا تأتي الدعوة الى إقامة دولة مدنية لكل المصريين،تحترم كل معتقدات وانتماءات المصريين،وبما لا يعرض وحدة المجتمع الاجتماعية والوطنية للخطر،أو يتعارض مع مصلحة البلد وهويتها.
نحن جميعاً ندرك أن مواقف الأقباط في مصر الوطنية والقومية يعتد ويعتز بها،فالأنبا الراحل شنودة الثالث،وقف مواقف قومية ووطنية في عهد مبارك والسادات،دفع ثمنها نفياً ومقاطعة وتهميشاً،ويكفي أنه رفض التطبيع مع الاحتلال الصهيوني،واعتبر زيارة الأقباط للقدس تحت الاحتلال شكلاً من أشكال التطبيع،هذا الرجل صاحب المواقف القومية والوطنية،دعت العديد من الجماعات السلفية الى عدم المشاركة في جنازته،وبما يؤشر إلى أي مدى تلك الجماعات مغرقة في التطرف والتشدد والاقصائية.
ومن هنا فهذا الفلم الذي أخرجه المخرج الإسرائيلي الأمريكي سام باسيل،ليس فقط الهدف منه تشويه صورة الإسلام والمسلمين والإساءة للرموز والمعتقدات الإسلامية فقط،بل الهدف أبعد وأكبر وأخطر من ذلك،ألا وهو إغراق مصر في مشاكل واحتراب طائفي تميهداً للتقسيم وإضعاف مصر كدولة وموقع ودور.

القدس- فلسطين
16/9/2012
0524533879



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلات -تطبيعي- في القدس ...؟؟
- لماذا اعادة بناء الاداة الوطنية الموحدة في القدس ....؟؟
- المذهبية والطائفية تهدد المجتمعات العربية
- في ذكرى رحيل المعلم والقائد الشهيد ابو علي مصطفى
- السلفيون..... والمناضل سمير القنطار
- تحت المجهر/ من يتحمل مسؤولية ضياع شركة كهرباء القدس...؟؟
- وما زال مسلسل القتل مستمراً ....
- الإتحاد الأوروبي:- ... لماذا كل هذا النفاق ....؟؟؟
- عن -رمضان- وأيام سفر بلك ومظاهر أخرى..
- نحو عقد مؤتمر شعبي مقدسي عام
- المجتمع المقدسي ما بعد مرحلة الاستنقاع...؟؟؟؟
- الاحتلال.....وشرعنة الاستيطان..
- تموز ...........ورحيل العظماء
- تقرير الجزيرة ....أسئلة وعلامات إستفهام ..؟؟
- الهدف :- صهينة وأسرلة التعليم الفلسطيني..؟؟
- المجتمع المقدسي يدخل مرحلة الاستنقاع ...؟؟
- لماذا يصر البعض على تفريغ حفلات التكريم من مضمونها ..؟؟
- مؤسسات القدس ....أزمات متكررة وحلول غائبة ..!!!
- الاحتلال يدمر نسيجنا المجتمع ونحن ندمر ذاتنا...؟؟
- الخامس من حزيران هزيمة بامتياز


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - فيلم -براءة المسلمين- مشروع للفتنة الطائفية