أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الخامس من حزيران هزيمة بامتياز















المزيد.....

الخامس من حزيران هزيمة بامتياز


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 12:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


......لا أعرف لماذا دائماً نحن العرب نلجأ إلى خلق الذرائع والتبريرات لمصائبنا وهزائمنا،وكأن المسؤول عنها دائماً هي قوى خارجية وليس من فعل أيدينا وأنفسنا،والأنكى من ذلك أننا نوغل في الكذب والتبرير والتضليل والخداع،حتى أننا نحول هزائمنا ونكباتنا ومصائبنا إلى انتصارات عظيمة،ويبدو أن عقليتنا من الجاهلية الأولى والتي تعودت على عبادة الأصنام وتقديسها،لم تجدي معها نفعاً الرسالات السماوية في ضرورة التخلي عن تلك الأصنام وعبادتها،فقد بقيت الشعوب العربية تقدس وتعبد أصنامها إلى فترة قريبة جداً،حيث تربع على عروش قيادتها ملوك ورؤوساء وأمراء لمدد تزيد عن ربع قرن أو حتى تصل الى نصف قرن،وهذه الأصنام لم تعمل لشعوبها سوى نهب خيراتها وثرواتها وزيادة فقرها وتجهيلها وتكميم أفواهها وقمع حرياتها وتهميش دورها وتحويل جغرافيتها إلى أرض مستباحة للأعداء يستخدمونها متى وكيف يشاؤون في تقويض الأمن القومي العربي والأعداء أو احتلال أي بلد عربي يتعارض أو لا يتفق مع أهدافهم ومصالحهم في المنطقة.
وبالعودة إلى ما نطلق عليه بنكسة حزيران،والتي استكملت فيها إسرائيل ما تبقى من فلسطين التاريخية،واحتلت هضبة الجولان السورية وصحراء سيناء المصرية وجزء من الأراضي الأردنية،وبمعنى أدق كانت هزيمة ساحقة وماحقة فاقت تأثيراتها وتداعياتها ما ترتب على النكبة الفلسطينية،والتي كانت تأثيراتها وتداعياتها مقتصرة على الشعب الفلسطيني،حيث طرد وشرد الشعب الفلسطيني من أرضه بفعل ما ارتكبته العصابات الصهيونية بحقه من جرائم وفظائع،وليتم الاستيلاء على 78% من مساحة فلسطين التاريخية،وليسلم الفلسطينيين قدرهم للأمة العربية من أجل استرجاع أرضهم،ولكن النتيجة كانت شعارات كبيرة "وجعجعات" على غرار "جعجعات" المذيع المصير الشهير المرحوم احمد سعيد "تجوع يا سمك" وبأسنانكم وبأظافركم"...الخ،وبدون أية استعدادات أو تعبأة أو اعداد أو توعية لا على المستوى السياسي ولا العسكري ولا الجماهيري،لتكون ما نسميه بنكسة حزيران بالهزيمة الساحقة والماحقة،ولتهزم معها البرجوازية الوطنية العربية وبرامجها،تلك الهزيمة أحدثت صحوة فلسطينية،صحوة تشدد على أهمية العامل الذاتي الفلسطيني في استعادة الأرض والعودة،دون التخلي عن ضرورة وجود بعد قومي للصراع وحواضن عربية للثورة الفلسطينية،وقد نجحت فصائل المقاومة الفلسطينية التي توحدت في جبهة وطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية في المحافظة على الهوية والكيانية الفلسطينية،وأن تبقي القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا الفلسطيني حاضرة بقوة عربيا واقليميا ودوليا،رغم أنها لم تستطع أن تحرر الأرض الفلسطينية أو تعيد لاجئي شعبنا إلى أرضهم ووطنهم،ليس فقط بفعل حجم وكبر المؤامرة والقوى الاستعمارية الكبيرة فقط الواقفة خلف المشروع الصهيوني،وانهيار النظام الرسمي العربي،بل أيضاً القيادة الفلسطينية كان لا أخطاؤها التي لا يستهان فيها في هذا الجانب وخصوصا أنها المسؤول الأول عن الشعب الفلسطيني.
المهم ما بعد هزيمة حزيران ومروراً بحرب اكتوبر 1973 التحريكية،والتي تبعتها حالة من تمترس وتشبث قيادات عربية بالزعامة،قيادات تستدخل الهزيمة وتصورها على أنها انتصارات،وما استتبع ذلك من تغير في بنية ودور ووظيفة النظام الرسمي العربي،نتيجة البترودولار الخليجي،ولتصل الأمور الى ذروتها بعقد القيادة الرسمية المصرية لاتفاقية "كامب ديفيد"،وما عنته تلك الاتفاقية من خروج لمصر بثقلها العسكري والسياسي والبشري من الصراع مع الاحتلال الصهيوني،وما ترتب عليها من تصدعات في الجسم العربي وتقسيمه الى معسكرات،وتهميش للقضية الفلسطينية،هذا الانهيار العربي الرسمي العربي،المترتب عليه تحويل الاهتمام بالقضية الفلسطينية من قضية مركزية ومحورية للأمة العربية الى قضية ثانوية.
هذا دفع وقاد إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى - انتفاضة الحجر كانون أول/1987،والتي أعادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة عربيا ودوليا،ولكن أيضا دون أن تتمكن من نقل مشروع الدولة الفلسطينية من الإمكانية التاريخية إلى الإمكانية الواقعية،حيث أن التطورات الموضوعية والعوامل الخارجية كانت مجافية جداً،انهيار دول المنظومة الاشتراكية وفي المقدمة منها الاتحاد السوفياتي سابقاً،وتدمير العراق ومن ثم احتلاله لاحقاً من قبل أمريكا والقوى الاستعمارية الغربية.
هذه العوامل مضاف اليها ضعف الحالة العربية الرسمية وانهيارها ،وتنامي قوة الاحتلال العسكرية،كلها قادت إلى اختلال كبير جدا في ميزان القوى،وبالتالي عقد مؤتمر لما يسمى بالسلام في مدريد 1991 فرضت فيه إسرائيل وأمريكا كامل شروطها على العرب والفلسطينيين،بحيث كان عقده ونتائجه وقراراته تتويجاً لهزيمة عربية شاملة.
ولتكرس تلك الهزيمة بعقد اتفاق أوسلو،هذا الاتفاق الذي قاد الى نصر ثاني للحركة الصهيونية،نصر يوازي في نتائجه وتداعياته،ما حققته الحركة الصهيونية في انتصارها الأول،بإقامتها دولتها فوق 78% من أراضي فلسطين التاريخية (النكبة الفلسطينية)،فأوسلو قسم الأراضي الفلسطينية الى معازل (أ و ب وج )،كذلك قسم الشعب الفلسطيني سياسيا ومجتمعياً.
وشعبنا ما زال حتى اللحظة الراهنة يدفع الثمن لهذا الاتفاق،الذي رحل قضايا جوهرية وهامة مثل القدس واللاجئين والاستيطان والحدود إلى المراحل النهائية،لكي تستغله إسرائيل في تنفيذ خططها وبرامجها،وتصعد من وتيرة استيطانها في الضفة الغربية،وتحكم سيطرتها على مدينة القدس عبر مشروعها للتطهير العرقي من خلال الأسرلة والتهويد،لكي تخرجها من أية مفاوضات أو حلول تعيد تقسيمها كعاصمة لدولتين فلسطينية وإسرائيلية،وتفرض على الطرف الفلسطيني استمرار خوض مفاوضات عبثية وعقيمة لمدة 18 عاماً دون أن تلتزم بتقديم أية تنازلات جوهرية للطرف الفلسطيني،بل على العكس المفاوضات كانت غطاء للاستيطان المستمر والمتواصل وبموافقة ضمنية فلسطينية،ودون ان ينجح الطرف الفلسطيني في بناء إستراتيجية جديدة تقوم على الصمود والمقاومة والخروج من مجرى المفاوضات ومغادرته كنهج وخيار وثقافة،ولتزيد الأمور ضعفا للعامل الذاتي الفلسطيني بانقسام الجسد الفلسطيني بين غزة والضفة الغربية،ولكي يجد الشعب الفلسطيني نفسه أمام واقع جديد حكومتين في غزة والضفة الغربية،لم تنفع كل الحلول والاتفاقيات والمبادرات والضغوط الفلسطينية والعربية شعبية وفصائلية ورسمية عربية في وضع حد لهذا الانقسام المدمر،حيث أن غياب الإرادة السياسية عند طرفي الانقسام (فتح وحماس) وتغليب المصالح الفئوية والحزبية على المصلحة الوطنية العليا،ووجود شرائح قيادية عند الطرفين مستفيدة من بقاء الانقسام واستدامته وكذلك التدخلات العربية والاقليمية والدولية الحاضرة في الشأن والقرار الفلسطيني بقوة،تجعل من قوى الدفع الواقفة خلف الانقسام واستدامته قوية وكبيرة،وبدون أن تكون هناك إرادة وقناعة عند حملة ودعاة الانقسام بأن المطلوب هو اتفاق وطني شامل ينهي هذا الانقسام المدمر،وليس اتفاقيات محاصصة لم تصمد على ارض الواقع كسابقاتها،وهذا يعني بأن هزائمنا ستستمر وسنواصل في أن نخترع لها الأسماء والمسميات على انها نكسات ووكسات بسيطة لا على أنها هزائم كبيرة كهزيمة حزيران التي أسميناها بالنكسة.

القدس- فلسطين
5/6/2012
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدسيون...وسلب العقارات
- الانتخابات المصرية/ مفاجئات في مشهد سياسي معقد
- تشريع نهب الاراضي الفلسطينية
- إصحا يا شعب..
- وانتصرت ارادة الاسرى
- وتبقى نكبة شعبنا شاهداً على الظلم والطغيان ..
- الحركة الاسيرة تقترب من لحظة الانتصار...
- لله دركن أيتها الماجدات الفلسطينييات ..
- الوحدة...الوحدة...في الأضراب...شدوا الهمة يا شباب
- عيد العمال العالمي ...محطة للمراجعة والتقييم وليس للاحتفالات ...
- المتضامنون الاجانب بين عنجهية اسرائيل ...وتواطؤ حكوماتهم..؟؟
- القدس:- مؤتمرات....ورش عمل...دراسات وتقارير...ندوات...وفعل غ ...
- الأسرى.... المنعطف ....ومعركة الحسم
- القدس المطلوب:- حلول لا بيانات ولا شعارات ..؟؟
- قضية المنهاج مرة أخرى..؟؟
- في يوم الأرض ....تبقى الأرض جوهر الصراع
- لا أنت بالعزيز ....ولا عبد لله ...؟؟
- من وحي تجربتي الذاتية في المدارس
- لمصلحة من تفتي يا قرضاوي ...؟؟
- في الذكرى السنوية السادسة لاختطاف القائد المناضل احمد سعدات ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الخامس من حزيران هزيمة بامتياز