أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق حرج - جلسات مدرسيه














المزيد.....

جلسات مدرسيه


عبد الرزاق حرج

الحوار المتمدن-العدد: 1121 - 2005 / 2 / 26 - 12:31
المحور: الادب والفن
    


اندفعت مجموع الطلبه الى الصف بعدما هاجرت بقايا صورهم واثار ضلالهم على طاولات كافتريا المدرسه في ذوبان دقائق الاستراحه .جلسوا على مقاعد الدرس وهم ينتظرون قدوم المعلمه .اقبلت بقامتها العسكريه وبوجهها الخمسيني وهو يحمل خطوط غضبه ويتطاير الشرر من عينيها النمنميه بعدما تركت خطوات اقدامها باب الصف وتقدمت بجثتها العسكريه قرب المقاعد الاماميه القريب من لوحة الصف .اشارت بكفها المعروقه بتباشير الموت القادم بانت اشكال اسنانها الهندسيه في صوتها الجش وهي تنادي على ياسر.رفعه وجه الحنطي من تصفيح كتب التعليم على صوت المعلمه .
قالت *تعال الى هنا
نهض ومشى من اواخر صفوف مقاعد الدراسه وهو ينازع هذيان احلامه من احضان المر في لحظات صفعات زوار الليل وهي تغتسل وجه الليلي من قبل حيتان بلده
اقترب بجانبها وهز راسه الاسود .قال نعم ماذا تريدين بلكنه بدائية تعليم اللغه وبانفاس مخارجها الغير المنظبطه
اجابت تعال معي
خرجت بحوافر راكضه الى غرفه منزويه ومخفيه ومتروكه تستعمل لاامور تحقيقيه وارهاب الطلبه المشاغبين العرب تحت مسميات مضحكه
دخل ياسر الى الغرفه الخاليه من الازهار وخضار الطبيعيه وشبابيكها موصده بثلوج الغربه,فيها ثلاث كراسي وطاوله وزجاجات نظارات عيون المترجم تتلامض باغاني الشر الذي يجلس على احد الكراسي وهو منحول وقصير القامه ويغير لون جلدته في انقلاب صامت في لحظات الموقف .جاء من بلد اكلتها وداستها الحروب الطائفيه .لاتزال سفن بحارها تتاجر في مافيات غريبه الاطوار .تشرب من تعاليم المافيات الحديثه واصبح غذائه اليومي الاحتيال والمكائد .يدخل كالرصاصه في المدينه الخرساء وهو يهرش في خارطتها ,له عيون وانوف طويله تشم الخطر من القادمين والهاربيين من حكام اوطانهم ويحرس المدينه المنسيه في شمال البلد البارد .يقتل اللاجئ بدم بارد ....
جلس ياسر على احد الكراسي بجانب مترجم اللغه مقابل المعلمه
رمت يدها مظروفا على الطاوله اليتيمه واشارت الى اوراق المظروف ورجفات رموشها تقتل بنات افكارها في الهوس الدائم وفحيح كلماتها تتقرقع في ذهنه المخبول ككرات في ملعب الخسران في الوقت المنتهي وصلت جعجتها الصبيه الى ياسر عبر المترجم
اجابه ياسر ...ووجه الليلي يطبع الوان قوس قزح الطبيعه .هذه كتابات نثريه او شعريه كتبتها بلغتكم التعليميه علما طلبت منك ان تصلحي لي الاخطاء اللغويه قبل ايام بعد الاتفاق معك ؟ حركت جلدة راسها المنفوش كالوحات سرياليه
قالت بفمها الذي اتعبها اغتصاب الليل ..اعرف هذا شعر لكن ماالمقصود او ماذا تقصد في ذلك ؟
التفت المترجم الى ياسر ونطق بكلمات معسوله في صب ازيزها المحفوف بمخاطرلعبة المسرحيه رهينة ترجمته القبيحه
اجابه ياسر بانين المذبوح الذي يرفس ويصمت ...اعتقد الشعر والشاعر عن من يتحدث بتصورك يامعلمتي ..سوف اجيبك وابتسامه على شفتيه التي فارقتها الضحكه من زمن عصر الجاهليه ... اتصور او اعتقد يغرف مفاهيمه من الطبيعه الساحره بجمالها الفاتن ومن عيون النساء الجميلات المفترشه في اصقاع العالم المستلب ...هذه ادواتي البدائيه التي ادون فيها من كلمات لغتكم المبجله والطريه على مسامعي المثقل من جروح بلدي المستبد ..سكت واصابع الزمن المسروق يشوي جمرات عينيه على نار هادئه
قالت ..بتوتر وبانفاس العباره المغموسه بكحول الامس .اسمع انا المعلمه لينا ..ولي زوج واولاداقتربوا من الثلاثين من العمر .. اذا لم تكف عن هذه الاعمال الصبيانيه
سوف ابلغ زوجي وهو يتصرف معك وحارت يدها مكوره على اوراق الشعر وماصي عمرها هرب من مشاريعه الجنسيه
بينما كان المترجم يتاوى في اصواته الناعسه كممثل مسرح في دور الخنثى ...قاطعه ياسر بانفعال وعدسات نظارات الطبيه تحسر وتصد بؤبؤ عينيه المحترقه
قال..يؤسفني انتي يامعلمتي بهذا المستوى
اخذ اوراقه من صحراء الطاوله ونهض وخرج من الغرفه ومشى في الممر المتجه الى الصف وهو يضحك مع نفسه على بياع النقانق الهديه الجديده من قبل مترجم اللغه الذي وقع عليه الاختيار من بين طلبة الاجانب الى المعلمه
بقياجالسين يتهامسون وكانهما ولدوا واحد يكمل الاخر ....والارهاب الداكن لم يمت في الانسان القديم



#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال في الذاكره _علي جبار ساهر
- رجال في الذاكره- شهداء المضحين من اجل التحرر والاشتراكيه
- رجال في الذاكره - شهداء شيوعيين
- رجال في الذاكره حجي راضي
- عائلة بيت صخي في الذاكره
- رجال في الذاكره شهداء الديوانيه
- رجال في الذاكره - ثماني واجد سيف
- نساء في ألذاكره - ناديه لعيبي عجلان
- ذكريات من ألذاكره
- رجال في الذاكره - عواد احريجه
- رجال في الذاكره - كاظم عبيد
- هكذا
- احرف من نار
- رجال في الذاكره


المزيد.....




- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق حرج - جلسات مدرسيه