رجال في الذاكره - عواد احريجه

عبد الرزاق حرج

الحوار المتمدن-العدد: 1048 - 2004 / 12 / 15 - 10:26
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

رجال في الذاكره
كان قاطع الاعدام هادئ وساكن الا من العنقرجي اي موزع الوجبه المسائيه وهو عادتا سجين
من الاحكام الثقيله اي احكام الجنايات ويعمل في التوزيع في المواد الغذائيه المعين من قبل ادارة السجن
وامن معاونية ابي غريب في قيادة نقيب الامن غالب الدوري جلاد ابو غريب ..
بعدما اخذوا وجبه من الشباب الى التنفيذ في ذلك اليوم ظل القاطع صامت الا من اصوات الموزع للوجبه المسائيه وهو يضع المرق المضحك المبكي في الاواني الابلاستيكيه واكياس الخبز امام ابواب شبابيك الزنزانات الحديديه
فتحت الابواب ودخلوا الحرس وفي يدهم الهروات وادخلوا قافله شبابيه جديده الى وسط ساحة القاطع وعادتا يتم توزيعهم على الزنزانات وبدات خرخشات مفاتيح جبير ابو قاسم في فتح الابواب واحدا تلو الاخر بعد فتح الاصفاد من ايدي المحكومين بمساعدة الحرس الاخرين وهم يدخلون المحكومين توا بمصاحبت الركلات والهراوات والنعوت القذره والحقيره على كل من يدخل الزنزانه بعدما وزعوا احدى عشر محكوم بالاعدام
خرجوا الحرس وفي ايدهم الهراوات والاصفاد من الباب الرئيسي وموزع الوجبه الغذائيه يلاحقهم في عربته الحديديه وهي تحمل القزانات الكبيره وهي قدور الوجبات الغذائيه
استقبلوا من قبل المحكومين القدماء بترحاب والضيافه المضحكه بعدما اكلوا وشربوا الماء من صنابير الزنزانات الداخليه عادتا يبدا السؤال والجواب حول القضايا التي حكموا فيها من قبل المحكومين القدماء
وعرفوا انفسهم انهم في قضيه واحده وهم شيوعيون واتوا من قبل الامن العامه وهم غالبيتهم من اهالي بغداد الا شخصيه شيوعيه من اهالي كردستان ولكن لفت نظري احد الشخصيات الشيوعيه المدعو عواد احريجه من ضمن الشخصيات الشيوعيه والكوكبه الجديده وهي سيد شريف فرج كمال عطيه جمال الدين عبد الجبار عبد الوهابمحمد زهراوي عبدالحسين كحوش حيدر الورار عبد الكريم صاحب حسين نبز محمد امين وعواد احريجه والذي سيكون السرد عليه وحول تاريخه الذي اصبح من ضمن تاريخ الحركه الوطنيه والديمقراطيه الذي جسد تاريخ الحركه الوطنيه واليمقراطيه في دفاعه واستشهاده من اجل الشعب العراقي
هذه الشخصيه كانت في صفوف الحزب الشيوعي العراقي في الخمسينات من القرن الماضي ولها باع في سنين شبابها في المعارك الطبقيه ابان الحكم الجمهوري الوليد وكان في صف التحرر والتقدم والسلم وهو في ريعان شبابه ولكن بعد الانقلاب الاسود اصبح نزيل السجون في فترة الانقلابات التي حدثت في العراق واصبح ملفه الشخصي في الاجهزه الامنيه معروف لدى هذه الاجهزه وكان يلقب بحفار الانفاق في السجون في الهروب منها وهذه الشخصيه ظريفه ومحبوبه ليس من رفاقه بل من جلاديه ومن المعروف عندما يتم القاء القبض عليه في الاجهزه الامنيه كانوا ضباط التحقيق يجلسوا معه ويستمعون الى نكاته وهو يشرب الشاي معهم بعد ماينتهي من شرب الشاي والسلام الحار تبدا الحفله ويقولون الله معاك عواد احريجه وهو معلق في غرف التحقيق ربي ما خلقني وهو ينكت معهم وكانت الجلسات تطول معه ولكن عندما يحكم عليه يستقبل من قبل رفاقه واصدقائه في ترحاب في ذلك اليوم عند وصوله واحيانا يمارس مسؤلية التنظيم داخل السجن في الستينات وله حكايات في السجون ومن ضمنها معتقلات السده وقصر النهايه واخر مره خرج في سنة 1970 هو وبعض رفاقه من قصر النهايه ومباشرتا ذهب الى الاتحاد السوفيتي سابقا في دوره حزبيه في موسكو ولكن اختلف مع اساتذته في احد المحضرات حول تاريخ الشعب العراقي وتاريخ الشعوب العربيه ولو يكمل الدوره الحزبيه وقرر الرجوع الى العراق وهو في خلاف مع الحزب ولكن بقيت صلاته مع رفاقه واصدقائه مستمره في فترة السبعينات
عندما اشدة الهجمه الشرسه على كل القوى السياسيه ومن ضمنها الحزب الشيوعي العراقي في نهاية السبعيتات
لم يغب عن اعين السلطه عواد احريجه دائما احد الزوار في الاجهزه التحقيقيه
ولكن بقيه ياوي رفاقه المطلوبين من قبل السلطات الفاشيه في بيته ويشغل رفاقه في معمله وورشة عمله
الا ان تم القاء القبض عليه عام 84 هو ورفاقه العشره من قبل الامن العامه وبمساعدة عملائها المعروفين لدى الحزب الشيوعي ولدى السلطه
وكانت الجلسات التحقيقيه مع عوا د احريجه هذه المره كانت اشد في التعذيب الوحشي معه
وظلت ظرافته ملازمه له امام اكبر هيئه تحقيقيه المشكله من قبل حجي علاء مدير قسم مكافحة الشيوعيه
وهذه احد الحوارات معه من قبل مدير القسم حجي علاء
قال حجي علاء هذه المره صعبه عليك ياعواد احريجه
قال عواد لماذا
قال حجي علاء نحنوا نعرف عنك كثير وامامنا حاليا ملفك الشخصي المكون من مئه وعشرون صفحه من تاريخك في انتماء الى الحزب الشيوعي العميل الى خلافك مع الحزب ولم تنتمي او الرجوع الى الحزب ولكن اسالك لماذا قتلتوا احد رجالنا من قبل تنظيمكم
قال عواد وهو معصوب العينين والاصفاد في يديه اعتقد قلت لي ومن ضمن حوارك اني لم انتمي تنظيميا او الرجوع الى الحزب في الفتره الاخيره وهذه احد شهاداتك
قال حجي علاء عواد الدلائل تشير انت كنت احد الممولين الفعال في التنظيم الحزبي اي كان بيتك مفتوح للتنظيم وغالبية الشغيله في معملك هم من الشيوعيون والتبرع في الاموال من قبل حضرتكم الى التنظيم ولكن اهم في كل من هذا هي سيارتك التي قامت منظمتكم باستعمالها في التنفيذ في التصفيه لااحد رجالنا والدوره في التصفيه قائمه في ضباط امننا وحتى تصل القائمه الى حجي علاء فموقفك صعب ياعواد
قال عواد اعتقد انتم تعرفون انني كنت ولاازال مستقل تنظيما وانتم تعرفون ذلك جيدا اما بخصوص البيت والاصدقاء فهذه انت تمارسها مع اصدقائك في الضيافه ولكن انا غير مسؤول عن اي تصرف عن اي احد كان لان هذه ليست من صلاحيتي اما التبرعات فاعتقد هذا خطا كبير في قولك في اعطاء مال الى الحزب بل انا اعطي قرض الى بعض اصحابي
لان انا اعرف هناك اخذ في العطاء بين الاصدقاء والمعارف
واعتقد انت تمارسها مع اقرب اصدقائك اما بصدد السياره فكثير تحدث بين الاصدقاء في استعمالها وتحدث ولاتزال تمارس بين كل الناس والمعارف
فانا غير مسؤول على ما جرى في الحدث انا فقط طلبت مني للاستعمال الشخصي
قال حجي علاء طيب نطلب منك الان ان تدين الحزب الشيوعي العراقي وان تصفه بالعماله والخيانه لكي تنقذ نفسك وممكن القياده تنظر في امرك
قال عواد انا مستقل تنظيما عن الحزب اولا وانتم حسب علمي تعرفون ذلك اما راي الشخصي وهو البعيد عن الحزب اعتقد كان حليفكم في الوثائق الحزبيه والجبهويه وانا كنت خارج العمل السياسي ومن ضمن خلافاتي مع الحزب هي وجهة نظري حول التحالف معكم وانتم ادرى باهل مكه فكيف ادين حليف كان يجلس بجانبكم ويوازركم في البناء والتعمير والدفاع عن الشعب اولا ومن يعطي لي الصلاحيه التنظيميه في التعبير عن راي حول التجريم والخيانه والمعروف ان الحزب الشيوعي احد الفصائل الوطنيه في التاريخ الوطني للشعب العراقي
قال حجي علاء ياعواد راسك طار ووضعك اقولها صعب لان مشاركة سيارتك في التنفيذ في احد رجالنا هو هذا اكبر دليل في المشاركه بالعمليه لقتله
وانتهى الحوار وحكم على عواد احريجه هو ورفاقه الذي نفذوا باحد رجال الامن الذي كان يعمل في صفوفهم المدعو ابو وسام في منطقة 83 في بغداد
في الاعدام عام 84 في نهايته ونفذ بهم في الشهر الثاني من عام 85 بعد ماتم القبض عليهم في نفس عام 84 وكانت محاكمتهم وتحقيقهم وتنفيذ بهم جدا سريع
هذه الكواكب الشامخه لم تغيب من اذهان الناس وتبقى قاماتها في علو جبال كردستان الجميله
ولكن سوف نستذكرهم ونستذكر مواقفهم في بطولاتهم التي يتساقه منها الاجيال في الحكايات التي دونتم بدمائكم التاريخ المشرق للشعوب المظطهده والقابعه تحت الارهاب والانظمه الحديديه
فانتم تبقوا تاريخا مشرفا في افناء ارواحكم من اجل الحريه والسلام والديمقراطيه الزاحفه على انوف وطغاة الارهاب الاصولي وايتام الانظمه الفاشيه فتحيه لكم ولذكراكم

#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات