أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل شيخ فرمان - الملف الاحمر ولعنة الفراعنة















المزيد.....

الملف الاحمر ولعنة الفراعنة


عادل شيخ فرمان

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 23:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى الثامنة لرحيلك ياوالدي (شيخ فرمان) أقول لك والأسف يسبق كلماتي أن كل شيء بقي على حاله تقريباً وما تغير من بعدك الا القليل القليل، فرحمة الله على ثراك رحلت في سلامٍ لكن ذكراك مازالت مثار جدلٍ وعراك..
"سيضرب الموت بجناحية السامين كل من يعكر صفو الملك"، هذا ما كان مكتوبا على مقبرة توت عنخ آمون التي تلا اكتشافها سلسلة من الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة ومن بينهم بعض علماء الآثار الذين شاركوا في اكتشاف حضارات الفراعنة، وهو ما حير العلماء والناس، وجعل الكثير منهم يعتقد فيما سمي بـ"لعنة الفراعنة"، وهي علة تصيب كل من يهتم بهذا الشأن.والشأن السياسي في العراق وكوردستان أصبح يشبه لعنة الفراعنة لكنها تصيب الناشطين الأحرار غير المنتمين الى خيمة سياسية معينة وهذه اللعنة السياسية مقولبة في إطار ملف لا يزول حتى لو زال صاحبه ولا يرحم حتى لو كانت رحمة الله قد حلت.
لايغفى عن أحد ما تعنيه كلمة ملف فهو من الناحية اللغوية إضبارة لجمع الأوراق لكنه من المفهوم الأمني سجل تاريخ أشخاص أو مجموعات وهو يتعدى ذلك حين يدخل الردهات السياسية ليلبس الألوان ومنها يسهل الطريق الى المضمون والوصول الى العنوان.ورغم هذا فقد يتم إختيار لون الملف دون قصد لكن الملفات الحمر لها دلالاتها ومضامينها ولا تأتي إعتباطاً أبداً والشعب العراقي خير من عرفها وخاصة من عاش في زمن الصراعات السياسية في بداية ولادة الجمهورية العراقية وتحديدا بعد الانقلاب المشؤوم الذي قام به البعثوين في 17 تموز 1968 والذي نتج عنه وصولهم للحكم ومن ثم البت في تصفية الأطراف الوطنية المتواجدة كالقضية الكردية والاحزاب الدينية الشيعية والاحزاب والحركات القومية والتقدمية الماركسية والضباط الوطنيين اوالاحرار...والخ وكل من يقف في طريقهم, ومنذ تلك الفترة اعتمد البعثيون عن طريق أجهزتهم القمعية على تسمية الملف الاحمر وكانت هذه الملفات مخصصة لمن سماهم البعث بالعصاة او المجرمين او المخربين ويقصد ( الاحزاب والشخصيات السياسية والعسكرية والعراقية المعارضة) وهنا اصبح نظام الملف الاحمر علة على كل من تسجل إسمه فيه بل دفن فيه حياً قبل أن تناله يد الموت.
شيخ فرمان شيخ عبو شخصية ايزيدية من عائلة شيوخ الادانية الايزيدية وكان والده (شيخ عبو ) من اوائل الذين رفضوا الاستبداد على مستوى الايزيدية (رفض الاستئجار بالعتبات المقدسة والهيمنة من قبل كبار المتنفذين وكان من اوائل المطالبين بالاصلاحات) وكان على مستوى العراق من اوائل الايزيديين المنتمين الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي ورفض وعارض النظام الاستبدادي القمعي البعثي ضد الشعب العراقي شيعا واكرادا واحزابا وشخصيات وعاصره ولده شيخ فرمان منتصف الخمسينيات وناضل في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وكان من اشد المناصرين للقضية الايزيدية وطالب بالاصلاحات والترميم في البيت الايزيدي ,وحاول مع بعض رفاقة ان يكون كيانا سياسيا ايزيديا في نهاية الستينيات ومن بعدها في نهاية السبعينيات قبل انهيار الشيوعية في العراق وسيطرة البعث على زمام الامور في بغداد والعراق ايضا ووقف ضد اتفاقية الجزائر المشؤومة التي كانت تتضمن النيل من الاكراد واستهدافهم رغم انتمائه للحزب الشيوعي الذي كان على خلاف مع احزاب الحركة الكردية الا انه لم ينكر ابدا انتمائه القومي للكرد والدفاع عن القضية الكردية فقد كان سياسيا محنكا , ,حينها اعتقل شيخ فرمان من قبل البعث واجبر على عدم الرجوع الى النشاط السياسي ,وهكذ جرت الامور على ماعليه من احداث في الساحة العراقية من حروب واحتلال ....والخ حتى عام 1991 حيث تحررت اجزاء من كردستان ومن حسن الحظ وبقرار استثنائي شملت منطقة باعذرة التي تسكنها عائلتي ايضا من ضمن المناطق المحرمة او المحذورة من قبل الحكومة البعثية .وخلال فترة قصيرة وفي عام 1992 جمع الشيخ بعض رفاقه وقام بتاسيس حركة ايزيدية ولكنه صدم بواقعٍ لم يكن في الحسبان على الأقل من وجه نظره حين إعتبرته بعض الأحزاب الكردية تمرداً على إعتبار تأسيسه للحركة في وقت غير ملائم وما الى ذلك من أسباب أخرى واهية في الوقت الذي شهدت فيه الساحة السياسية آن ذاك إنبثاق ونشوء العديد من الحركات والأحزاب في الأقليم .وهكذا اصبح الشيخ وعائلته تحت المراقبة ووضع اسمه في الملف الاحمر ولكن هذه المرة في الاقليم الديمقراطي وليس في دولة العراق البعثية الدكتاتورية واصبحت عائلة الشيخ فرمان صاحبة ملفين حمراوين، مرة بسبب الانتماء الى الشيوعية ومرة أخرى بسبب قيامه بتأسيس كيان سياسي ديمقراطي وطني كردي ايزيدي مطالبٍ بحقوق الايزيدية على أساس كونه شريحة من شعب ومجتمع وليس فقط على أساسٍ ديني مجرد، حقاً يضمن لمواطنيه حق المشاركة شأنهم شان باقي مكونات شعب كوردستان الديموقراطي الموحد انتماءاً ديموغرافياً وان اختلفت الاراء او التوجهات الدينية والسياسية مع ملاحظة أن نهج الكيان لم يكن انفصالياً عن القضية الكردية بل كان متوحداً معها مكملا لها وان انجرف فيما بعد الى العروبية وتبنى سياسة الضد مع القضية الكردية بعد أن سافر الشيخ الى أوربا في رحلة علاجه الصحية الأمر الذي شكل فراغاً وفجوة للوصوليين في استغلال الحركة وتغيير اتجاهها لمصالح دنيئة لا تخدم الا اهدافهم وبالمقابل فإن ذلك اساء الى روح الحركة والطيبين الذين وقفوا معها وساندوا مؤسسها وذلك ما تسبب ايضاً في اعطاء الفرصة للطبالين لطعن مبادئها والمساس بسمو رسالتها الانسانية وبالتالي النيل من مؤسسها وتلفيق القصص عنه والصاق التهم به وعائلته ولكن رغم العواصف ورغم الرياح العاتية ورغم بأس الغادرين فقد وقفنا وصمدنا ولابد ان الذي لفق القصص شعر بأنه بقي قزماً أمام قامتنا وان الذي حرف مبادىء الحركة عرف أصل انحرافه ولابد ان اصحاب القرار تابعوا ما حصل وعلمو بالامر فالتاريخ سجل كل الاحداث ومن زرع خيراً لن يحصد الا الخير..
شر البلية مايضحك كما يقال ،فبعد كل النضال والتضحيات التي قدمتها عائلة شيخ فرمان خلال عقود من الزمن وبعد رحيل الشيخ عن هذه الدنيا ,وبعد كل المتغيرات في الساحة السياسية واستقرار الحزب الشيوعي, والقيام بتعويض المتضرين وعوائل الشهداء وتخصيص رواتب للمتقاعدين فقد قامت ارملة الشيخ فرمان على هذا الاساس بتقديم طلب تقاعد لها بعد مسيرة النضال الطويلة في صفوف الحزب ولسخرية الاقدار ودون قصد تبين فيما بعد أنها كانت قد قدمت طلبها في ملف وكان لونه اصفر قدمته الى لجنة الحزب الشيوعي في الشيخان والمضحك في القضية هو طلب المسؤول (دون ذكر الاسماء) في المقر المذكور طلبه بان تقوم السيدة هندة ارملة الشيخ فرمان بتغير لون الملف من الاصفر الى اي لون آخر !
هكذا اصبحت قضيتنا مع الملف,واصبحت مطالبنا لاتستجاب لاسباب ماهي الا حقوق نحن نطالب بها فترفض تحت ذرائع مختلفة ومن قبل اشخاص لايستحقون المناصب التي يمثلونها.لم اذكر الاسماء والمواقف الكثيرة فالاسماء ما هي الا ادوات في القضية وما نحتاجه هو معالجة الاسباب التي ولدت هذه الحالات او بالاحرى الغائها تماما كي لا نتناقض مع مبادىء الديمقراطية التي نطالب بها او نحاول ترسيخها في زمن التعددية الفكرية والسياسية ان صح التعبير وهذه مسألة تقع على عاتق الاحزاب الكبيرة وعلى شكل الخصوص الحزب الديمقراطي الكردستاني لانه الاكبر نفوذا في مناطقنا وفي تمثيل حكومة الاقليم.علينا ان ننبذ كل ظاهرة تسيء الى تجربة كوردستان وننشر الوعي السياسي والانساني والوطني بين الموظفين والقياديين والمنتسبين لكي تكتمل الصورة التي يجب ان ترى فيها كوردستان لنعكس واقعاً تسوده الديمقراطية والمساواة وحقوق المواطنة وكلنا أمل أن يعي القياديون والمسؤولون هذه الحقيقة والا ليقد الدفة من يعي حقيقة الامر بشكل أفضل..



#عادل_شيخ_فرمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزاء كوردي تحت خيمة عربية
- هل من أمة إلا العرب تغتال القصيدة..!
- كوردستان ربيع مزهر للبعض وخريف قاحل للآخر
- الايزيديون ونقطة البداية من الصفر ...؟
- الايزيديون وتجربة الديمقراطية في الانتخابات ..!!!
- منعوني من لقاء الوالي ..3..؟
- منعوني من لقاء الوالي ...2... ؟
- منعوني من لقاء الوالي ..1..؟
- أمازالت الديمقراطية كما كانت بالامس..؟
- تركيا تستعرض عضلاتها ..والبقية يتفرجون!!!
- المصالحة الوطنية ..من أين تبتدأ ؟
- على العراق السلام
- هل ستبقى سنجار تحت رحمة الحكومة ام مطرقة الاخرين ؟؟؟
- حوار طهراني / عادل شيخ فرمان


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل شيخ فرمان - الملف الاحمر ولعنة الفراعنة