عادل شيخ فرمان
الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 07:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد صمت قصير وهدوء اعقب كارثة سنجار التي دمرت مئات من البيوت وقتلت المئات من النفوس البريئة من اطفال وشيوخ ونساء وشردت المئات ان لم تكن الآلاف وبقي الجميع دون بيوت اومئوى ولم تمر هذه الكارثة الا واستنكر آلاف من الكتاب والمثقفين والسياسيين والشخصيات العالمية والمئات من المنظمات وهيئات والاحزاب والدول وهرعت الآف من الناس ليلة الحادث الى مكان الحادث لإنقاذ الأبرياء وانتشال أشلاء الجثث من تحت الركام. ولم يقف إخوتنا في مناطق دهوك والموصل من الأيزيدية والإسلام والمسيحية والشبك مكتوفي الأيدي حيث من تبرع بالدم ومن تبرع بالمال ومن سهر ليالي في المستشفيات لمداوات الجرحى ومن خرج للشارع يستنكر هذه الجريمة البشعة التي لايقبلها اي دين اومجتمع او انسان يعرف الله. وسارعت القرى والقصبات بجمع الخيرات والتبرعات من بطانيات وملابس ومواد غذائية وأموال وهكذا الحال مع الاخوة المحبين للسلام والإنسانية ومن كافة اطياف المجتمع العراقي والعربي والعالمي. وشاركت الآلاف في تظاهرات سلمية في الكثير من مدن اوربا وقاموا باقامة عشرات من مجالس العزاء وفتح صناديق التبرع وجمع الخيرات لأبناء والاخوة المتضررين في تلعزير وسيبا شيخ خدرى. كل هذه المواقف الانسانية التي قامت بها ابنائنا واخوتنا في كافة المناطق المذكورة ومن كافة القوميات والاديان والمذاهب, ليس إلا رد فعل انساني يشكرون عليه.
ولكن نرجع ونقول ان لم يقم الاخوة بجمع التبرعات سيبقى ابناء تلعزير وسيبا سيخ خدرى تحت رحمة الجوع والتشرد؟ أليس لهم الحق على أحد آخر يشكون إليه؟.. أليس من المفروض ان نكون نحن أي العامة آخر من يبادر؟ نعم لقد اصبحت الحكومة منسية كما أنها بدورها أهملت أونسيت واجباتها تجاه الشعب! وهذه البقعة الجغرافية من العراق مهملة تماما من قبل الحكومة العراقية مثلما هي مهملة من قبل الحكومة الاقليمة ايضا ولكن لها عذرها بأن هذه المناطق ليست خاضعة الى سلطتها. ولا نحب أن نتطرق الى السياسة في هذه المقالة وماندرسه من اوضاع سياسية في المنطقة بقدر ما هو مهم أن نحاول بث الحياة في سنجار وبدون إستثناء ما بين القرى والقصبات والأقضية والنواحي ومحاولة إيصال معاناة هذا الشعب الى الحكومات (التي تغض النظر عنها ) والى الرأي العام وهيئات ومنظمات حقوق الانسان .
قبل ان ادخل الى بعض التفاصيل ورغم اني لست مختصاً في المجال الإقتصادي ولكن وكما نرى ونعلم بان إقتصاد وموارد العراق ليست بقليلة وكما أكد السيد محافظ البنك المركزي العراقي الدكتور سنان الشبيبي بان إحتياطي العراق بالعملة الصعبة يصل الى 21 مليار دولار اضافة الى ماخصص من 41 مليار دولار للحكومة لعام 2007 .ونأتي هنا وكلنا سمع او قرأ بأن السيد المالكي رئيس الوزراء قد خصص مبلغ مليونين لكل شهيد ومليون لكل جريح أي حسب الإحصائية لعدد الشهداء مايقارب 520 شهيد وعدد الجرحى ايضا مايقارب نفس العدد اي المجموع الكلي من المبلغ المخصص اصبح بالدينار مايقارب مليار وستمائة مليون أي مايقارب المليون واربعمائة الف دولار هذا ومقارنة بما نقرءه كل يوم بأن الحكومة خصصت مبالغ طائلة للمحافظة الفلانية او كما خصص 11مليار لإعمار البنية التحتية لمحافظات العراق باستثناء إقليم كوردستان لأنه يتمتع بحصة 17 % من الموارد المالية للبلاد.
إذا جئنا وسألنا دولة الرئيس السيد المالكي هل سيكفي ماأهديته الى أهالي المنطقتين والتي أعتبرت وعلى لسان ناطق رسمي عن محافظة نينوى من المناطق المنكوبة. وهل تقارنون المناطق المنكوبة بمناطق اخرى تودون اعمارها او تطويرها والى أين سيذهب 1500 شخص من الذي أصبحوا بدون مأوى والبقية المتبقية التي تفتقر الى سوء الخدمات وبالإمكان القول إنعدام الخدمات العامة من الكهرباء والماء والمرافق الصحية مقارنة بالمبلغ الضئيل الذي خصصتموه الى هذه المناطق المنكوبة.. ظناَ بان الحكومة ستقدم المواد الاولية للبناء من الاسمنت والحديد وان استوجب بتوزيع الاراضي السكنية اضافة الى ما تم تخصيصه ؟
وكيف ستعالجون الامر وماهي الالية الجديدة لامن سنجار من عدم تكرار هكذا مصيبة ونسمع ونرى في كل يوم بان الالاف من اهالي القرى النائية والغير امنة تنزح الى مناطق اخرى اكثر امنا وتزداد اشاعات كثيرة ولمصالح سياسية وجهات مستفيدة من نشر اشاعات بوجود قنبلة وكشف مفخخ والى اخره من سلسلة الاشاعات وكل ذلك من اجل مكاسب سياسية, هل نقول بان كل هذا صدفة ام لاهي صفقات سياسية ؟
وهذا يدل بأن المناطق الاخرى من قضاء سنجار وتوابعها ستبقى محرومة او على اهاليها ان توقف عجلة الحياة حتى ترحمهم الحكومة او تنتظر الحكومة القادمة التي وأقولها مسبقا لن تكون أكثر حرصاً من سابقتها على شعبها وأقل إهمالا ان صح التعبير ... وهنا نأتي الى المصيبة الكبرى والتي هي كيف وهل ستعطى هذه المبالغ الى المتضررين ؟؟ سأسرد عليكم ما أسفرت عنه زيارة السيد الدكتور برهم صالح نائب رئيس الوزراء وعلى لسان شهود ومصادر ثقة حيث زاد الطينة بلة عندما قام باستدعاء الشيوخ ورؤساء عشائر المنطقة وذلك للإستماع الى مطاليبهم وكأنهم هم الذين تضرروا من المصيبة وترك البقية المتبقة المتضررة , وهنا ثارت النفوس الهادئة المتبكية على حالها وطالبت بحقوقها وإتصل بعض الاشخاص والجهات بنا كي نقوم بما يلزم أو نكتب ما لايستطيعون إيصاله الى الجهات المعنية ( وهل هنالك جهات اخرى معنية) إن شر البلية مايضحك.
علماً أن الإتصال بنا تم في اليوم الاول من الحدث من اجل القيام بفعاليات او مجالس عزاء وجمع الخيرات ولم أكن موافقا على الأخير لأنه أولا وآخراً هذا من واجب الحكومة ولكن ماحدث من جمع الخيرات ليس بجديد على شعبنا فهم أهل الغيرة والشيمة وماسيقدمونه الا هو شيء بسيط يساعد المتضررين من أجل الإستمرارية على الحياة وإعادة الثقة الى نفوسهم من النكسة النكراء. وهنا أود الإشارة الى كل الجهات والاخوة الذين تبرعوا لأهالي هذه المناطق بأن يشكلوا لجان هنا ولجان هناك (سنجار) ومن أناس نزيهين من أجل إيصال الخيرات اليهم وان يكون كل شيء تحت نظر الاعلام للشفافية مشكورين على سعيهم وخيرهم وندعوا من الله ان يحفظ شعبنا من كل مكروه.
#عادل_شيخ_فرمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟