أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل شيخ فرمان - منعوني من لقاء الوالي ..3..؟














المزيد.....

منعوني من لقاء الوالي ..3..؟


عادل شيخ فرمان

الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 06:34
المحور: كتابات ساخرة
    


ونحن نمتطي جوادنا الشيخ وأنا والطريق الطويل يأخذنا ويمتص من نشاطنا ولكنه ما قطع بيننا الحديث فدار بيننا الكلام عن المدينة وعن ما يدور فيها هذه الايام من امور غامضة ترمي باستفهامها على الجميع ومن بينهم الوالي كذلك وأخذنا الحديث الى المتغيرات الحاصلة وكيف أن احد لم يكن راضياً عنها ورغم أني كنت مختلفاً على الدوام مع الشيخ الجليل ، إلا أن كان في كل ما أقوله يحترمني وخاصة حين أجريت مقارنة ما بين ذوات الاصول وما بين عامة الشعب وكيف أن الجمع لا يتساوون ثم تساءلت إن كان تاريخ الاشخاص بإمكانه أن يقدم لهم الحماية والحصانة في هذا العهد الجديد.أمضيت أغلب الوقت أحكي والشيخ يسمعني فذهبت أتساءل إن كان يستطيع سرقة اللقمة من أفواه الايتام من عرف علقم الجوع يوماً ، وإن كان سيعرف طعم النوم من قد يكون تسبب في ترمل الاف النساء وهنا ابتسم الشيخ وقال وعلامات الارتياح بادية على وجهه قال:أنا أرى فيك فتىً صالحاً يا بني وهذا أمر يزيد من قلقي وخوفي عليك فأنت مصر على أمرك والاخرون مصرون ما يفعلون والحكمة تقول أن قوى الشر أقوى من قوى الخير وأضاف ينصحني ويشتكي من عنادي كما يشتكي من عدم قدرته على مساعدتي ويرجع في ختام الامر ليشد على يدي ويدافع عن ما اريده قائلاً:عين الصح وعين الخير وليس لي الا ان اقول ليكون الله معك في ما تريد فشكرته على كلامه وعلى موقفه ذاك.شعرت بنوع من الارتياح على ما دار بيننا من حديث في طريقنا وبينما أتطلع لأرى كم بقي لنا لنصل الى المكان المقصود لمحت قافلة تتجه نحونا فسألت رفيقي إن كان أحد قد سبقنا الى الحج فرفض أن يعطيني عن سؤالي جواباً مباشراً وأرادني أن أكتشف الامر بنفسي الامر الذي زاد من فضولي فأسرعت بالجواد علي أخمد نار الفضول في نفسي وحين اقتربت من القافلة وجدت أن كل خيال يحمل كيساً من التراب وجرةً بها ماء فسلمت على القوم وردوا السلام فبادرت أسألهم إن كانوا في طريق العودة من الحج فأجابني من بينهم رجل مسن، وكان على ما يبدوا يقود القافلة ،وقال بأنهم في طريقهم الى الولاية ومروا دون أن يضيف ذلك الرجل المسن ومن معه على تلك الكلمات توضيحاً وكأنهم لم يعيروا سؤالي أي اهتمامٍ فمضوا مودعين بعد أن باركوا حجنا.
ومضينا في طريقنا وحين كنا نتجاوز بعض الوديان والتلال مقتربين من الجبل الذي يفصلنا عن مكان الحج إقترحت على الشيخ أن نأخذ قسطاً من الراحة ونشرب ما تبقى لنا من ماء ونكسر جوعنا بالخبز المتبقي لنا والذي أصبح يابساً لطول الطريق الذي قطعناه، فوافقني الشيخ ووقفنا وجلس الشيخ وجلست الى جواره.كان الشيخ ينظر الى الخبز المتيبس تارة والى الماء المتبقي تارة اخرى ويفكر في الوقت نفسه بأمر ما في نفسه فبادر يسألني إن كنت سأعطي الخبز والماء لو جائني من هو في حاجة أكثر مني اليهما ، ورغم إستغرابي من السؤال الا انني لم اتردد في انني كنت أعطيته لطالبه ثم أردف يسألني إن كنت سأتنازل عنهما لو جائني من يريد أن يأخذهما بالجبر والاكراه مني فقلت ولماذا يجبرني أحد على ذلك ولماذا تسألني سؤالاً كهذا في مكان كهذا ولم تسألني عن السؤال طوال الطريق فشعر الشيخ بأنني لم أفهمه تماماً ولم أعرف السبب والمغزى من سؤاله فأجابني بأنه يعرف هذا الطريق منذ عقود وأردف يقول أنه يمر من هذا الطريق وأنه يدفع الضريبة لقطاع الطرق ولكنه لم يرهم منذ سبعة عشر عاما مضت ورغم ذلك كان يدفع الضريبة سواء مر أو لم يمر من الطريق.ثم تنهد الشيخ وقال : إن كنت بالامس أدفع مالاً فاليوم أدفع ما لا يمكن بيعه وشرائه ، أدفع ما هو ملك لي ولأولادي وما كان ملكاً لأجدادي من قبل فقلت له بأنني لا أفهم شيئاً من ما يقول فهز برأسه ونهض وقال فلنكمل الطريق يا بني..بدى الشيخ بعدها مهموماً بعض الشيء فتركته لنفسه ثم نظر الي وقال :يا بني لو أنك عرفت ما هو قصدي فإنك لن تلتقي بالوالي ولن تذهب لملاقاته أو أنه لن يستقبلك في ولايته وقال فلتكن.....
أحسست بأني لم أفهم شيئاً من ما قاله الشيخ ولكننا رغم ذلك تابعنا الطريق وصادفنا بعد ذلك قافلة أخرى كسابقتها تماماً فكل خيال يحمل معه ما كان يحمله الرجال في القافلة التي سبق لنا ورأيناه في الطريق وتلقيت الجواب نفسه على نفس السؤال الذي كنت القيته على القافلة السابقة فأحسست بأن كمن يقف أما طلسم لا يجد له تفسيراً وحين لاحظ الشيخ هالة الهم المرسومة على وجهي بادر يقول لي بأن طريق يكاد يكون في صعوبته بصعوبة اللغز الذي أحاول الوصول الى قراره فطلبت منه أن يحاول توضيحه لي رغم ذلك فسألني في محاولة منه للتوضيح ، سألني قائلاً : ما الذي يريده الحكام من الشعوب برأيك؟ وزاد على السؤال سؤالاً.. أيكون المال؟ولكن لهم من المال الكثير الكثير..! إذاً فهم بحاجة الى العبيد..؟ ولكن عبيدهم لا يعدون..! فماذا بقي بعد يا ترى..؟وهنا ادركت العلة في الامر واوصلت الى ما اراد ان يقوله واعتل لتلك الفكرة قلبي وبدأت نفسي بالقلق والاشمئزاز وبدأت مخاوفي وقلت في نفسي أن طريقي لم يعد صعباً إنما أمسى مستحيلا..بدأت أفكر بالانسانية وبالانسان واعتصر قلبي الماً حين علمت ان الانسان في بلادنا قد يكون بهذا الرخص وأن يفعل من يمثل هؤلاء الناس اشياء هم ليسوا بحاجة اليها وتساءلت فيما بين نفسي وبيني متى أصبح طريق الحج بيتاً للوالي فرد علي الشيخ وقال بأني مادمت فهمت الامر فلن يصعب الطريق علي ولكنه نصحني ختاماً بأن لا أنصدم في وعراته وأن لا ايأس أمام مشاقه وأنا أبقى أنا كما أنا وأن لا أتغير حتى لو طلب ذلك مني الوالي..
وهنا أقول للقارىء : لنا لقاء.....



#عادل_شيخ_فرمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منعوني من لقاء الوالي ...2... ؟
- منعوني من لقاء الوالي ..1..؟
- أمازالت الديمقراطية كما كانت بالامس..؟
- تركيا تستعرض عضلاتها ..والبقية يتفرجون!!!
- المصالحة الوطنية ..من أين تبتدأ ؟
- على العراق السلام
- هل ستبقى سنجار تحت رحمة الحكومة ام مطرقة الاخرين ؟؟؟
- حوار طهراني / عادل شيخ فرمان


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل شيخ فرمان - منعوني من لقاء الوالي ..3..؟