أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فراس جابر - هنا يكمن اليسار وهنا ينتهي؟














المزيد.....

هنا يكمن اليسار وهنا ينتهي؟


فراس جابر

الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 14:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هنا يكمن اليسار وهنا ينتهي؟
نعم هذه لحظة أخرى مصيرية في عمر الشعب الفلسطيني، وتحديداً المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، تجسد اللحظة بدءَ زخم شعبي متصاعد ضد السياسات الفلسطينية الرسمية، وأهمها حالياً الواقع الاقتصادي والمعيشي للشعب الفلسطيني.
تتكثف وتتجسد في هذه اللحظة كافة عوامل الإحباط المتراكم لدى الشارع الفلسطيني من قياداته الرسمية والفصائلية المختلفة، ورغم الإشارة القوية لوجود أطراف تحرك جزء من الشارع لأسباب ومصالح خاصة وفئوية، إلا أنه بالمقابل هناك فئات جذرية تتحرك وفقاً لرؤية وطنية شاملة تشمل بجانب الوطني التحرري الاقتصادي المقاوم، ومن أهمها الحراك الشبابي الذي أخذ بالتبلور منذ سنتين، ويحقق فيه الشباب ما عجز الكثيرون عن فعله في هذه المرحلة.
اليسار له أزمته الكبيرة التي بدأت منذ عقدين، ولكن هذه اللحظة التي تتجسد الآن هي التي تميزه ويتمايز بها عن غيره من القوى السياسية والاجتماعية، فهو قد أعلن انحيازه التام للفقراء والمهمشين وحقهم في العدالة الاجتماعية، فإذا أنحاز لهم فقد أثبت أصالة موقفه الفكري، وإن بقي رهين الحسابات والمصالح والتخوفات فقد مرت لحظة تاريخية أخرى دونما استغلال كما مرت لحظات من قبل، رفض فيها أن يقود الشارع الفلسطيني.
كما أن التركيز في خضم هذا الحراك على انتخابات المجالس المحلية، أمر غير مبرر أو مفهوم، فالانتخابات في سياق "طبيعي" أي لتحسين مواقع في أجسام إدارة محلية، ولكنها مصممة لخدمة الناس ورعاية شؤونهم، وما تحمله الأحداث الجارية تؤكد على فشل كافة الأجسام في تحقيق الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين السياسية أولاً، ومن ثم الاقتصادية والاجتماعية ثانياً وثالثاً، لذا يبدو التركيز على جزئية بدل النظر للخارطة الكبيرة توهاناً لا تحمد عقباه.
هناك الكثير من الشباب والمجموعات التي تنتمي فكرياً لليسار وهي في قلب هذا الحراك، وعملت وما تزال من أجل تغيير الواقع الاجتماعي والسياسي، وما يتبقى هو انحياز تنظيمات اليسار لهذا الخيار؛ أي النزول بكل الثقل الجماهيري وقيادة الشارع نحو تغيير الواقع الفلسطيني، وفتح ورشة وطنية كبيرة لإعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني على أسس الصمود، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تأصيل الشعارات التي تطرح في الشارع، فالمدخل لتغيير السياسات الاقتصادية يجب أن يترافق مع مواجهة لمشروع التسوية وفرضياته ونظرياته وخطابه الذي أثبت فشله، فالنمو الاقتصادي ودولة المؤسسات ما هي إلا مرادف عملي للتسوية والحكم الذاتي واتفاقيات الذل التي تربطنا.
الاكتفاء بالمراقبة، أو المشاركة المحدودة، أو حتى الانهماك في الإعداد للانتخابات لن يعدل من الميزان السياسي الحالي، كما أن قيادة للحراك واعية بالتأكيد ستعمل على ضبط الشارع وتحويله من الاحتجاج غير المنظم والذي تعتريه بعض المظاهر غير المناسبة، إلى حراك وطني منظم ويلتزم بأسس العمل الوطني. وهذا بدوره سيعمل على توعية جيل شاب كامل لم ينخرط في مظاهر العمل الوطني أو فصائله، وما يمارسه حالياً ما هو إلا "استنساخ" لما شاهدوه يمارس ضد الاحتلال بالسابق. كما أن عقدين من حكم السلطة قد أنشأ بالتأكيد جيوب فساد وشلل من المنتفعين التي قد تستغل الوضع الحالي – إن ترك على عواهنه- من أجل تحقيق ما يخدم مصالحها أكثر دون النظر للوطن.
اليسار غني بالكوادر والنشيطين والمفكرين، وأصحاب المشاريع، وحتى المؤسسات الأهلية يمكن أن تترجم جزء من قوتها بالمساهمة في هذا التوجه، عبر الانخراط النشط، ويمكن لليسار أن يدعي إلى مؤتمر وطني من أجل صياغة سياسة وطنية بشقيها السياسي والاقتصادي من أجل تعزيز الصمود والمقاومة، وربطها بإحياء ديمقراطي لمنظمة التحرير لاستعادة دورها.
هنا يكمن اليسار، في الجرأة والعمل المباشر من أجل إمداد الحراك بزخم فكري وجماهيري حقيقي، وطرح الخطاب البديل الآن، وهنا ينتهي كذلك إن تجاوزته اللحظة!!!!!
فراس جابر



#فراس_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث خطابات ورؤية مفقودة
- الحكم العقابي: بين الشمول والإقصاء
- لثوب السياسي الفلسطيني
- حول حتمية التغيير والاتحاد
- ركام الاقتصاد الفلسطيني
- زيف المصير
- ترويج التطببع عبر البحث العلمي!
- إنتاج السلطة ونمط الإنتاج
- في تفكيك الاسلاموية
- التجاذب الثقافي واعادة تشكيل حدود المجتمع المدني
- التنمية الفلسطينية في عصر السوق الحرة
- وحدة الاضداد
- الحجاب الخلفية الاجتماعية لارتداءه
- في الأزمة الداخلية
- وطن ومواطن
- ثقافة نفي الآخر
- في الحراك السياسي
- استطلاعات الرأي علم أم تخمين
- ديمقراطية الرمز والسلاح
- البنية المؤسساتية للهجمة الفكرية


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فراس جابر - هنا يكمن اليسار وهنا ينتهي؟