أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - فراس جابر - الحجاب الخلفية الاجتماعية لارتداءه















المزيد.....


الحجاب الخلفية الاجتماعية لارتداءه


فراس جابر

الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 11:49
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
    


المقدمة:
الحجاب التي تضعه المرأة كغطاء للرأس لتغطية الشعر، أثار جدال ونقاش حاد بعد أن شهد العقد الأخير عودة مكثفة للحجاب، تحاول هذه الدراسة استجلاء الدافع الاجتماعي لوضع الحجاب في السياق الفلسطيني، مع التركيز على وجود اختلاف بين أنواع الحجاب.
هذا الاختلاف لم يأتي مصادفة بل جاء نتيجة منطلقات مختلفة منها سياسي ومنها ما هو ديني، وتركز الدراسة على الجانب الاجتماعي، وذلك في محاولة لوضع هذه الظاهرة في متناول مناهج البحث الاجتماعي.

الإقدام على دراسة موضوع الحجاب داخل المجتمع الفلسطيني، ينطلق من أن الحجاب أنتشر ليصبح ظاهرة، بعد أن كان قليلاًَ داخل مجتمع صنف طويلاً باعتباره علمانياً، وهذا ما زاد من أهمية دراسته، في مقابل هذا قلة الدراسات الاجتماعية الفلسطينية عن موضوع الحجاب من خلال مراجعة الأدبيات المتخلفة التي قمت بها.
رغم هذا يبدو من الأهمية عدم إخراج الحجاب كموضوع دراسة وفحص وتحليل من أساليب ومناهج البحث الاجتماعي كظاهرة تستحق الوقوف أمامها، وفحص دلالتها لما فيها من أهمية في تحول المجتمع الفلسطيني، نظراً إلى أن عودة الحجاب لم ترتبط فقط بدوافع دينية، بل أيضاً جانبها وجود تأثيرات اجتماعية منها الضغوط العائلية، الفقر، الرغبة في الزواج، وعدد أخر من العوامل.

المقاربة النظرية هي اعتماداً على وجود اتجاهين الأولى مرتبطة بمشروع سياسي - ديني متزامناً مع توسع القاعدة الاجتماعية للاتجاه الإسلامي آنذاك، وبالتالي كان ارتداؤه دليلا على التزام سياسي جماعي حول مشروع سياسي ما، أما الاتجاه الثاني مرتبط بقرارات فردية وغير مرتبط ببرنامج سياسي، إنه بهذا المعنى حجاب غير سياسي، ذو محتوى روحاني ونفسي (لطيفي 2006). بحيث سيتم تبني الاتجاه الثاني في هذه الدراسة.
تحويل المفهوم النظري إلى إجرائي تم باعتماد عدة تعريفات ، تقوم على أن الحجاب غطاء للرأس، وينقسم إلى أنواع تم تبني النوع الاجتماعي، والخروج بمفهوم إجرائي هو "الحجاب المعاصر" الذي يترافق مع ارتداء اللباس الحديث للفتاة، بحيث تضم العينة الفتيات من سن 18 إلى 35 عاما اللواتي يضعن الحجاب مع اللباس المعاصر.
بحيث يصار إلى دراسة الأسباب التي دفعت الفتاة في منطقة رام الله والبيرة لوضع الحجاب المعاصر، وما هي الخلفية الاجتماعية لذلك (السبب الرئيسي)، وسيتم اعتماد أسلوب المقابلة الموجهة بأسئلة لعينة من عشرة فتيات للوصول إلى نتائج الدراسة، بحيث يصاغ هدف الدراسة الرئيس: ما هي الخلفية الاجتماعية للفتاة التي تع الحجاب المعاصر وصولاً إلى الأسباب التي دفعتها لوضع هذا النوع من الحجاب.

مخطط هذه الدراسة ينطلق من الجدال النظري حول الحجاب، والدوافع لارتدائه، وصولاً إلى الأنواع المختلفة للحجاب، والأسباب المختلفة المرتبطة بكل نوع من أنواع الحجاب، وصولاً إلى تبني منطلق نظري، وتحويله إلى إجرائي، سيتم اعتماده في أداة الدراسة (المقابلة)، مع الفتيات.


الدراسات السابقة:
دراسة موضوع الحجاب، وهو الغطاء الذي تضعه المرأة في المجتمع الإسلامي على رأسها لتغطية شعرها ورأسها، ليبرز فقط الوجه، دراسة هذا الموضوع ارتبطت بناحيتين الأولى الدراسة الشرعية في النصوص الدينية لتثبيت وجوب وضع الحجاب من عدمه أو العكس، والناحية الأخرى هي الدراسات عن مدى انتشار الحجاب و/أو عقد مقارنة حضارية حول تأثيرات ارتداء الحجاب، وأسباب عودة ارتداءه تحديداً في ظل النقاش الحاد الدائر داخل المجتمعات الأوروبية في الآونة الأخيرة حول هذا الموضوع.

الناحية الأولى؛ تنقسم إلى اتجاهين الأول، التي حاولت تثبيت المعنى الديني والروحي للحجاب تناولتها دراسات عدد من الباحثين مثل محمد شاويش الذي فحص في دراسته (الحجاب: إشكالية زائفة وأخطاء شائعة) فقد عقد مقارنة بين ثقافتين الأولى ثقافة الأغلبية السائدة التي ترتبط بالجوهر الأخلاقي والديني للإسلام، وثقافة النخبة المسيطرة وهي أقلية تتحكم بزمام الأمور وتتخذ موقفاً غير مشجع على ارتداء الحجاب. ويكمن التناقض بين هاتين الثقافتين في موضوع الحجاب؛ فيرى أن الثقافة الأولى لم يكن لديها إشكالية في وضع الحجاب لأنه استمرار لسياق تاريخي طويل، ومرتبط بالشريعة الإسلامية، بين الثقافة الثانية خلقت هذه المشكلة نتيجة اختلاطها بالغرب وتبينها لمفاهيمه حول تحرر المرأة، ومن ذلك خلع الحجاب باعتباره مظهراً من مظاهر التخلف. ومن هنا نشأت إشكالية الحجاب في المجتمع (شاويش 2002).

كذلك الأمر في دراسة الدكتور عبد الرحمن حللي في دراسته "حجاب المرأة: الحيثيات الحضارة والدلالات النصية"، حيث دافع عن وضع الحجاب باعتباره قيمة لا تنقص من موضوع تحرر المرأة، وبالتالي لا يرى أن تحرر المرأة من شروطه عدم ارتداء الحجاب، وهو في ذلك "فقد تكون المرأة ملتزمة بالحجاب وتمارس دورها وتتمكن من حقوقها في المجتمع أكثر من المرأة التي تخلت عن الحجاب دون وعي بحقوقها أو ممارستها لدورها" (حللي 2005).
ثم يستكمل الكاتب دفاعه عن وضع الحجاب بالاستشهاد بالنصوص القرآنية ذات الصلة، وما تعنيه من سياق وجوب وضع الحجاب، ومقاصد وضع الحجاب في الإسلام لأن وضع الحجاب يعني فلسفة العفة، وليس ستر البدن فقط.

أما الاتجاه الثاني فيرى بعدم ضرورة وضع الحجاب، وذلك لأسباب متعددة، فيرى هشام دهشان، في دراسة له بعنوان "لماذا غطاء الرأس: الحجاب" إن جزء من عودة انتشار الحجاب هي في سياق محاولات من تيارات سياسية أسلامية لمحاربة الأفكار والتيارات العلمانية واليسارية من سبيل تشبيه المرأة بدون حجاب بألقاب مختلفة، ومنها التشبه بالغرب الكافر الذي يريد للإسلام أن ينتهي.
وفي معرض استعراضه لذلك يجلب الكاتب عدد من الآيات القرآنية ويستخلص منها "هل من المنطق والعقل أن يفرض الله سبحانه وتعالى فريضة على نصف المجتمع المسلم (النساء) في كل مكان وزمان وتكون هذه الفريضة واجبة وملزمة ولا يمكن التفريط فيها وان حدث هذا وتم التفريط فيها سوف تسود حالة من الانحلال والفساد والانحطاط الأخلاقي ..ثم يكون ترتيبها بين الأوامر في المركز السادس"(دهشان 2005)، ويستتبع هذا المنطق في دراسته بأن الحجاب فرض على نساء النبي لخصوصية وضعه، ولا يجب تعميم نفس هذا المنطق على بقية النساء. ويستعرض أنه ليس هناك عقوبة واضحة لتارك فريضة ارتداء الحجاب في أي نص قرآني، فكيف يمكن هذا في ظل وجود عقوبات في حالة ترك أي فريضة أخرى، دلالة على عدم وجود إلزام ديني بموضوع الحجاب.

دراسة محمود الزهيري بعنوان "الحجاب بين الحرائر والإماء" يستعرض سياق ارتداء الحرائر والإماء للحجاب، حيث أنه ليس مفروضاً على الإماء، وبالتالي هل تصبح النظرة من الرجل غير محرمة إذا كانت موجهة للإماء، وحرام أن وجهت للحرائر، وكيف تتم أذا عملية العفة أذا لم تطال الجميع. من هذه النقطة ينطلق الكاتب في محاولة تبيان أن الخلل هو في فهم النصوص الدينية المقدسة فيما تعلق بعورة المرأة وضرورة وضع الحجاب.
يسترجع الكاتب من خلال بعض الأحاديث النبوية والإحداث التاريخية كيف أن النظرة للأمة وهي مملوكة أو عبده لرجل مسلم ليست حراماً، وبالتالي لا تتم المساواة، وعملية الحفاظ على مجتمع فيه النظر لعورة أمة ليست حراماً، حتى وإن كانت متزوجة (الزهيري 2006). كما ينطلق في اتفاق مع هشام دهشان بعدم وجود عقوبة لمن لم ترتدي الحجاب، وبالتالي هذا يضع الحجاب في مصاف الأمور الاختيارية، وليس فريضة يثاب أو يعاقب فاعلها.


الناحية الثانية؛ دراسة أخرى للدكتور محمد الخضراوي بعنوان "الحجاب: برتوكولات حكماء العلمانية"، دافع فيها عن الحق في ارتداء الحجاب في المجتمعات الغربية والشرقية على حد سواء على اعتبار أنه قيمة حضارية يجب احترامها، وأن الهجوم على الحجاب جزء من هجمة ثقافة علمانية لا تحترم الآخر بل تدعي ذلك.
كما يدلل على ذلك الكاتب بأن الحجاب قمة حضارية منتشرة لدى الثلاث ديانات "فالحجاب شأن قومي؛ لكونه زيًّا نسائيا مشتركا مغرقا في التاريخ، محايدا لا تتجاذبه الشعارات ولا تختلف فيه الآراء والمذاهب، ولا تعترض عليه السياسات" (الخضراوي 2006)، ويراه بالتالي قيمة اجتماعية – ثقافية لم يشترط وجودها في الأديان فقط، يدلل على هذا أن هناك خمسة أنواع من الحجاب "الديني، الاجتماعي، التقليدي، الموضة، الرمز السياسي"، وبالتالي موضوع الحجاب ليس موضوعاً دينياً بل حضارياً يجب احترامه ضمن هذا الخصوص، وتصبح الهجمة العلمانية لها أسباب أعمق مثل الخوف من التهديد الحضاري الذي يشكله المسلمون على الغرب، وذلك في ظل وجود أعداد كبيرة منهم في هذه البلدان مثل فرنسا.

قراءة في ظاهرة الحجاب في تونس للباحث عادل لطيفي، يحاول من خلالها فهم مدلولات انتشار الحجاب في تونس في الآونة الأخيرة، ويصنف ارتداء الحجاب في تونس إلى نوعين الأول؛ هو المرتبط بمشروع سياسي - ديني "لقد كان ارتداء الحجاب في فترة الثمانينيات المذكورة متزامنا مع توسع القاعدة الاجتماعية للاتجاه الإسلامي آنذاك، وبالتالي كان ارتداؤه دليلا على التزام سياسي جماعي حول مشروع سياسي ما"، أما النوع الثاني فهو مرتبط بقرارات فردية وغير مرتبط ببرنامج سياسي، وهو كذلك غير مرتبط بشكل وثيق بإقامة الشعائر الدينية "كما أنه يعارض أحيانا المشروع الإسلامي ذاته. إنه بهذا المعنى حجاب غير سياسي، ذو محتوى روحاني ونفسي" (لطيفي 2006).
بهذا المعنى يمكن الحديث عن تيارين داخل الملتزمين بوضع الحجاب، الأول تيار فقهي نخبوي مستند إلى سلطة النص، والثاني الإسلام الشعبي التقليدي والمحلي، والذي يتماشى بسهولة مع روح العصر والتطور.

ترى الكاتبة فاطمة حافظ "فلسفة الحجاب بين رؤيتين" في معرض استعراض أزمة الحجاب في أوروبا، وتحديداً في فرنسا أن قرار منع ارتداء الحجاب انه سيضع المسلمين هنا في ظل خيارين، أولهما أسلام أوروبي منصهر تماماً وغير مرتبط بجذوره التاريخية والدينية، والثاني إسلام الجيتو الذي يضمن ممارسة الشعائر الدينية، وفي نفس الوقت سيضع هذا المسلمين على هامش المجتمع لفترة طويلة.

وهي تقارن بين مقولتين الأولى، ضرورة وضع الحجاب لأنه فريضة يجب على كل مسلمة التقيد بها، والمقولة الثانية "فروجيه جارودي المفكر الفرنسي البارز يرى أن التمسك بالحجاب يعد تمسكا بالحرفية النصية، وأنه يندرج ضمن "المواقف التمامية" القائمة على خلط العقيدة بالشكل الثقافي المؤسسي الذي استطاعت هذه العقيدة أن تتخذه على مدى تاريخها الطويل" (حافظ 2004)، وهي تحاول المقارنة بين المقولتين في موضوع الحجاب بشكل عام، ووضعه في أوروبا بشكل خاص.

من خلال استعراض الدراسات المختلفة حول موضوع الحجاب، نرى أن هناك موافق متباينة، فعلى المستوى الديني هناك من يرى وضع الحجاب فرض واجب، وهناك من لا يراه كذلك، أما على مستوى أخر فيرى أن الحجاب و دلالة حضارية غير خاصة بالمسلمين وبالتالي وضعه أو عدم لا يشكل مشكلة، في حين يربط باحث أخر الحجاب بتيارات إسلامية الفقهي النخبوي مقابل الإسلام الشعبي.
هذه الدراسات تدل بشكل واضح أن موضوع وضع الحجاب لم يحسم بعد، وكذلك الأمر كافة الأمور المتعلقة به، مثل الدلالة النصية على وجوب وضعه، وكذلك وجود أسباب أخرى لارتداء الحجاب عدا النص الديني، مما يشكل حافزاً مهماً لفحص هذا الموضوع في سياق المجتمع الفلسطيني الذي مثل المجتمعات العربية القريبة تأثر بانتشار الحجاب مؤخراً إلى درجة ملحوظة.
هذا الفحص يستدعي معرفة وضع الحجاب داخل المجتمع الفلسطيني كظاهرة اجتماعية في ظل النقص الحاد في الدراسات والأبحاث الجدية حول الموضوع نفسه بشكل عام، أو الأبحاث والدراسات التي حاولت معالجة هذا الموضوع من زاوية فلسطينية.


الإطار النظري للدراسة:
ارتداء المرأة للحجاب لا يحمل مدلولاً أو معنى واحداً بل أكثر من ذلك، فهناك من يخضعه لاعتبارات دينية "فقد أخذ التيار السلفي المحافظ في الصعود والسيطرة خلال العقدين الأخيرين، وأخذ خطابه يوجه جزءاً كبيراً منه إلى المرأة مطالباً بفرض الحجاب عليها، والدعوة إلى عودتها إلى المنزل" (عبد الوهاب 2003)، لكنه هناك من اعتبر أن ارتداء الحجاب يخضع لاعتبارات مغايرة تماماً حيث طابعها الغالب سياسي مرتبط بعلاقة نخبة السلطة داخل المجتمع مع النخبة الدينية التي تحاول من خلالها الأولى السيطرة على المجتمع وتقييده، عبر إطلاق يد الثانية في الحياة الاجتماعية "والمرأة لعوامل تاريخية معروفة كانت الأضعف, ولهذا وهبتها السلطة السياسية للسلطة الدينية, ثمنا بخسا لغض الأخيرة النظر عن تسلط أوسع على الرجال والنساء تمارسه السلطة السياسية, إضافة لحصتها من استغلال المرأة بشكل خاص, كون السلطتين السياسية والدينية بقيتا ذكوريتين" (الفيصل 2004).
كما برز الجانب الاجتماعي في موضوع ارتداء الحجاب في الآونة الأخيرة بشكل مكثف، يدفعه لذلك اعتبارات اجتماعية مثل غياب الطبقة الوسطى في المجتمعات العربية، وتأكلها لمصلحة الطبقة الفقيرة، وارتبط تراجع هذه الطبقة التي حاولت تبني المفاهيم العلمية والعلمانية بتقدم التيارات السلفية الاجتماعية، وسيطرتها على المجتمع مما أذن لها بفرض الحجاب، كوسيلة سيطرة اجتماعية على الفئات المهمشة (الشاذلي 2002).

بين هذه الاعتبارات الثلاث التي تشكل دوافع وروافد لوضع وارتداء الحجاب، يبرز الدافع الاجتماعي لوضعه " أمام وطأة الأزمة الاجتماعية، وأمام تطويع الدين وغياب الثقافة النوعية، انجرّ المجتمع للبحث عن علامات وإشارات تعطي لحياته معنى بعيدا عن دعاية الإعلام الرسمي المفلس، وقد أخذت هذه العملية بعدين: الأول: يتمثل في العودة إلى الثقافة المحلية لعيش تجربة روحية ثرية دون أن تقحمه في متاهات السياسة. والثاني: يتمثل في التوجه إلى المحيط العربي عبر قنوات التلفزة والملتميديا" (لطيفي 2006).
أمام الأوضاع الاجتماعية التي تعصف بالمجتمع من خلال طبقاته الأكثر حرماناً التي ما لبثت أن استعانت بمجموعة مركبة من العادات والتقاليد الاجتماعية مترافقة مع الإسلام الشعبي البسيط القائم على الفهم الذاتي للعقيدة الإسلامية، نجد أن هذا له دلالة حتى في نوع الحجاب التي ترتديه المرأة المحجبة ضمن هذا الفهم.
فمن بين خمسة أنواع يذكرها الكاتب محمد الخضراوي "الحجاب الديني، التقليدي، الاجتماعي، الموضة، الرمز السياسي" (الخضراوي 2006)، نجد أنه يمكن حصرها بنوعين ديني واجتماعي.
الحجاب الاجتماعي مرتبط بالأوضاع الاجتماعية المختلفة التي يمر بها المجتمع والأسرة معاً "وهذا النوع من التحجب الاجتماعي، ينطلق من تأمل فلسفي، لكونه يقيم وزنا لمعنى النزعة الإنسانية المتأصلة في كينونة الإنسان، والشخص البشري كائن أخلاقي كما هو مسجل في الذاكرة الوجودية، والحياة العائلية ذات المبادئ والقيم الأخلاقية العالية تتفلت من طبائع التسيب الجسدي في المحيط الاجتماعي، وتمتنع عن إسقاط الحواجز بين عناصر البنية الأسرية" (الخضراوي 2006).
الأوضاع الاجتماعية التي تؤثر في المجتمع، وتجعل من شريحة كبيرة ترتدي الحجاب، لكن يبقى معرفة الأسباب الفردية أو الأقل شمولية لهذه الظاهرة المعاصرة، وهي ارتداء الحجاب المعاصر.
الزواج يبدو من الأسباب المهمة لارتداء هذا الحجاب " أصبح الزواج مطمحا ملحًّا للعديد من البنات اللواتي أصبحن يتنافسن للحصول على أزاوج المستقبل. هنا نفهم دور الحجاب لما يعطيه للمرأة وللبنت من صورة عن رفعة أخلاقها وعن التزامها" (لطيفي 2006)، ويبدو هذا ضمن سياق البطالة المنتشرة مترافقة مع ارتفاع تكاليف الزواج بما أدى إلى عزوف الشباب عن الزواج، ولكن المرأة المحجبة تعطي الانطباع بأنها غير مكلفة من حيث التجهيزات والملابس من اجل الزواج.
يبدو للفقر علاقة أيضاً بارتداء الحجاب "وكثيرا ما يكون الحجاب حلاً بسيطاً يعوضها عدم قدرتها على ارتداء الملابس من الموضات الحديثة" (الحوفي 2006)، ففي الإحياء الفقيرة، ولدى الشرائح المهمشة التي تطلع على احدث صيحات الموضة والملابس ولا تستطيع مجاراتها يبدو وضع الحجاب حلاً عملياً من أجل إقناع الذات بعدم ضرورة مجاراة الموضة، ويساعد في هذا مجموعة من الأسباب الأخرى.
من الأسباب التي تبدو منتشرة كثرة الأشرطة الدينية، والحلقات التلفزيونية التي يتم الطلب فيها من الفتيات وضع الحجاب مثال ذلك الداعية المصري عمرو خالد، يرافقه في ذلك كثرة الخطب في الجوامع حول هذا الموضوع مما يشكل حافزاً نتيجة خوف أو عن قناعة لوضع هذا النوع من الحجاب مع مراعاة اللباس المعاصر.

المجتمع الفلسطيني لم يكن خارج دائرة إعادة إنتاج الحجاب، لكن بطريقة عصرية هذا المرة، وانتشاره بين الفتيات الصغيرات نسبياً بعد أن كان حكراً على كبيرات السن، معرفة الدافع لارتداء الحجاب، والأسباب الفردية الكامنة وراءه هو إطار هذه الدراسة.
المصادر والمراجع:
• حافظ، فاطمة. 2004. "فلسفة الحجاب بين رؤيتين". موقع إسلام أون لاين.
الرابط الالكتروني: http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/2004/01/article01.shtml
• حللي، عبد الرحمن. 2005. "حجاب المرأة: الحيثيات الحضارية والدلالات النصية". موقع الملتقى الفكري للإبداع.
الرابط الالكتروني: http://www.almultaka.net/abhass.php?subaction=showfull&id=1133897078&archive=&start_from=&ucat=2&
• الحوفي، نشوى. 2006. "تقرير حول القاهرة والحجاب. موقع أمان الأردن.
الرابط الالكتروني: http://www.amanjordan.org/a-news/wmview.php?ArtID=6501
• الخضراوي، محمد أحمد. 2006. "الحجاب: بروتوكولات حكماء العلمانية". موقع إسلام أون لاين".
الرابط الالكتروني: http://198.65.147.194/Arabic/contemporary/culture/2006/11/03.shtml#1
• دهشان، هشام سمير. 2005. "لماذا غطاء الرأس. الحجاب". مجلة الحوار المتمدن. العدد 1365.
الرابط الالكتروني: http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=49407
• الزهيري، محمود. 2006. "الحجاب بين الحرائر والإماء". موقع تنوير.
الرابط الالكتروني: http://www.kwtanweer.com/articles/readarticle.php?articleID=1269
• الشاذلي، محمد. 2002. "الحجاب ارتبط باستراتيجيات التخلف. ندوة. القاهرة: مجلة أفكار الالكترونية.
الرابط الالكتروني: http://www.afkaronline.org/francais/archives/septembre2002.html
• شاويش، محمد. 2002. "الحجاب: إشكالية زائفة وأخطاء شائعة". موقع الخيمة العربية.
الرابط الالكتروني: http://akhbar.khayma.com/modules.php?name=News&file=article&sid=137
• عبد الوهاب، ليلى. 2003. "ازدواجية الفكر وتأثيره في الوعي عند المرأة العربي. موقع الموسوعة الإسلامية.
الرابط الالكتروني: http://www.balagh.com/deen/y41f2cav.htm
• الفيصل، توجان. 2004. "هل تصبح المرأة العربية حصان طروادة". موقع الجزيرة نت.
الرابط الالكتروني: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/7E403CDA-FA32-4E66-97E2-22D0718C80EA.htm
• لطيفي، عادل. 2006. "قراءة في ظاهرة الحجاب في تونس". موقع الجزيرة نت.
الرابط الالكتروني: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/483DBB42-4776-4450-B92B-B35ED3A4325A.htm







#فراس_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الأزمة الداخلية
- وطن ومواطن
- ثقافة نفي الآخر
- في الحراك السياسي
- استطلاعات الرأي علم أم تخمين
- ديمقراطية الرمز والسلاح
- البنية المؤسساتية للهجمة الفكرية
- عن الفلتان الأمني أيضاً
- حول رمزية الخطاب في بلادنا


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل / جهاد علاونه


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - فراس جابر - الحجاب الخلفية الاجتماعية لارتداءه