أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فراس جابر - ديمقراطية الرمز والسلاح














المزيد.....

ديمقراطية الرمز والسلاح


فراس جابر

الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 10:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


طبيعة المجتمع الفلسطيني، وشروط وجوده مختلفة جوهرياً عن باقي المجتمعات الأخرى، جزء أساسي من هذا الاختلاف هو الاحتلال الإسرائيلي للمجتمع على مدار تاريخه المعاصر، وطبيعة الصراع مستويات مختلفة في حياة المجتمع وأفراده، وبناء مؤسساته، ويتميز هذا المجتمع كذلك في الممارسة الديمقراطية التي جرت مؤخراً، التي أفرزت نوعين من الممارسة تصنف بجدارة "فلسطينية"، وجزء من هذا التميز احتكار فصيل فلسطيني لكل نوع ممارسة، فحركة حماس تحتكر "ديمقراطية الرموز"، بينما تحتكر حركة فتح "ديمقراطية السلاح".
حيث اتضح أن سعي حركة حماس الدؤوب للسيطرة على المجالس البلدية والمحلية، ومن ثم المجلس التشريعي مر عبر صناديق الاقتراع، لكن هذا ما يسمى بالإجراء الديمقراطي، لكن ممارسة حركة حماس للديمقراطية تم عبر استخدامها المكثف للرموز، ويقصد بها المعاني والصور التي تحمل معانياً رمزية سواء دينية و/ أو عاطفية تؤثر على وجدان الناخب و"ضميره" أكثر مما تؤثر في عقله وفكره، وبالتالي طرحت شعارات انتخابية مثل "صوتك أمانة" و"الإصلاح والتغيير" وغيرها من الشعارات الانتخابية التي ازدانت بها الشوارع الفلسطينية، لكن هذه الشعارات لم تفسر على أرضية العمل نفسه، فما هو المقصود بالإصلاح هل هو الإصلاح المؤسساتي لوزارات السلطة والمجالس البلدية بناء على معايير إدارية نزيهة؟ أم هو ذلك الإصلاح الديني المقصود بتعديل بنية المؤسسات، وتغيير التشريعات لتناسب الطرح الديني للحركة؟
استخدام الكلمات التي تحمل معاني رمزية مؤثرة في سياق الدعاية الانتخابية، كان بجدارة استخداماً حمساوياً، وعدم وضع هذه الشعارات موضع التطبيق كذلك الأمر، بما أبقى الباب موارباً أمام تفسيرات لاحقة تتبناها الحركة، وقد حدث أمامي أن طلب أحد المحسوبين على حركة حماس من أحدى النساء التصويت لحركة حماس بما أنها "تصلي وتصوم"، بما عناه أن ترجمة العبادات هي حق لحركة حماس، وليس لسواها، وبالتالي يعني هذا امتلاك الحركة "لصكوك الغفران" في حال صوت لها على أرضية شعار "صوتك أمانة تحاسب عليه يوم القيامة"، وليس أرضية الكفاءة والنزاهة وخدمة المجتمع.
من ناحية أخرى برزت ممارسة فريدة للديمقراطية تمثلت في "ديمقراطية السلاح" وهي امتياز لحركة فتح، وبرزت تحديداً بعد إجراء قسم من الانتخابات الداخلية للحركة، واحتجاج عناصر من الحركة مزودين بشرعية "المقاومة" وحمل السلاح للاحتجاج على نتائجها، وذهبت الأمور إلى التهديد بحرق وتخريب المقرات العامة، واستكمل الاحتجاج في الإعلان عن القائمة الرئيسة للحركة والاحتجاج عليها بنفس الطريقة لأنها حجبت مرشحين مسلحي فتح، والمشكلة بهذه الديمقراطية أن بعض الناخبين قد ذهبوا للتصويت لهم على أرضية أن امتلاك السلاح والقوة يجب أن يكافأ، بالرغم من أن هذه الانتخابات يفترض أن تنتج مجالس وأعضاء مؤهلين لعملية الإدارة والتشريع، وبناء مؤسسات فلسطينية على أرضية صلبة تخدم الجميع، وليس على أرضية امتلاك القوة وتماهي الناس مع هذه القوة.
ويجدر التوضيح هنا أن للمقاومة لها حق شرعي تاريخي بالوصول للسلطة، واختيار مرشحيها لكن عبر عملية ديمقراطية وممنهجة تتم من خلال الأحزاب، وليس عبر امتلاك أفراد لشرعية السلاح والمقاومة، لأن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع مقاوم بامتياز، وبالتالي الادعاء بالمقاومة ينتفي لأن الجميع يمارس هذه الحالة بأشكال مختلفة.
بين هذه الديمقراطية وتلك يجب الوصول إلى قناعة بأن احترام عقول الناس، والعمل على تغيير الواقع بما يصلح من حالنا الداخلي هو المعيار الأساس للاختيار والانتخاب، والخيار في النهاية هو لكل مواطن فلسطيني.



#فراس_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنية المؤسساتية للهجمة الفكرية
- عن الفلتان الأمني أيضاً
- حول رمزية الخطاب في بلادنا


المزيد.....




- هل العودة لياسمين عبد العزيز ممكنة بعد الانفصال؟ أحمد العوضي ...
- شاهد ما يراه الطيارون أثناء مشاركة طائراتهم في العرض العسكري ...
- نتنياهو منتقدا بايدن: سنقف لوحدنا ونقاتل بأظافرنا إن اضطررنا ...
- البيت الأبيض: نساعد إسرائيل على ملاحقة يحيى السنوار
- أبرز ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحات بايدن حول تعليق شحنا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتراف رئيس الوزراء البولندي بوجود ...
- زيلينسكي: جيشنا يواجه -موقفا صعبا حقا- في المناطق الشرقية
- -حزب الله- يعرض مشاهد من عمليات عدة نفذها ضد الجيش الإسرائيل ...
- هل من داع للقلق في الدول العربية بعد سحب لقاح أسترازينيكا؟
- بنوك مودي في الهند تنفق 400 مليار دولار ليفوز بدورة ثالثة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فراس جابر - ديمقراطية الرمز والسلاح