أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيبت بافي حلبجة - الليبرالية .... مأساة الثورة السورية















المزيد.....

الليبرالية .... مأساة الثورة السورية


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمت قاعدة جوهرية في الطب البيئي تؤكد أنه لايوجد فرق ما بين ما هو أساسي وما هو هامشي ، لإن الكل يتألف من الكل وإن الجزء ( الذهب ، قشة البيدر ، الشمس ، الماء ، الأزهار ، البراغيث ، البراكين ريش العصافير ... ) لايتماهى مع وحدته إلا من خلال الأجزاء الأخرى ، ولا يتماهى مع الأجزاء الأخرى إلا من خلال الكل ، فلو نقص شيء ، أي شيء كان ، لحدثت بداية بديات الخطر .
وثمت قاعدة رئيسة في علم الثورة تؤكد أنه لاتوجد مفارقة ما بين ما هو منطقي وما هو لامنطقي ، لإن الذي يمارس الثورة يجتث ويلغي كل ( القديم ) الذي ضده قامت الثورة ، والذي يتشبث بالقديم يقمع و يلغي كل ( الثورة ) ، فلو تمسك الأثنان بالمنطق لأنتفت الثورة وما تألفت ، ولإن طبيعة الثورة تفرض على الأثنين معاً منطقاً جديداً له خصائص متعارضة ، متناقضة ، متخاصمة فيما بينها ، لكنها متآلفة ومتحاكية تماماً مع نسق وأتساق مفهوم الثورة .
وثمت قاعدة أساسية في علم الجريمة والعقاب تؤكد إن الذي يدافع عن نفسه لايقترف إثماُ حتى لو نجم عن دفاعه ( تصرفه ) مايعاقب عليه القانون في الحالات العادية ، لإن السياسة الجنائية تعترف بوجود منطق جديد يولد في ثنايا هذه الحادثة .
وثمت قاعدة مطلقة في علم المنطق نفسه تؤكد إن أسس هذا الأخير متحركة لاتكشف عن ذاتها إلا من خلال تعيين الموقع والأرضية ، ومن المستحيل تحديد الموقع والأرضية إلا بعد معرفة كل العلل التي لها دور فيه ، أي لابد من الرجوع إلى القاعدة الأولى وهي إن الكل يتألف من الكل .
لنضرب أمثلة وأرجو أن ننتبه للمعنى دون الأسماء ودون المعطيات التي هي ضرورية وفاعلة على صعيد الثورة السورية ، أو على الأقل تؤثر بها سواء من بعيد أم من قريب :
المثال الأول : عندما يرسل مام جلال الطالباني الرئيس العراقي ورئيس الأتحاد الوطني الكوردستاني رسالة تعزية إلى النظام السوري بمناسبة مقتل آصف شوكت ، فهل هو يرسلها إليه للعلاقة الحميمية ما بينه وبين الآخر ، أم للعلاقة التاريخية ما بينه وبين نظام الملالي في طهران ، أم لإنه رئيس دولة العراق ، أم لإنه ضد الثورة السورية ويود أن يبقى بشار حاكماً إلى الأبد !!
في كل هذه الأحتمالات وغيرها ألا يحس مام جلال إنه يفقد وطنيته على الأقل من قبل الشعب الكوردي في سوريا ، ألا يدرك إنه يضع الأتحاد الوطني الكوردستاني في زاوية صعبة لاتليق به !!
ثم ألا يحس مام جلال إن النظام السوري آيل للسقوط عاجلاً أم آجلاً ، فلماذا يراهن على مقدمة خاطئة ليجد نفسه في ( نتائج ) كارثية !! فلماذا يقامر بكل شيء في سبيل لاشيء !!
ثم ماذا ينتظر مام جلال ( من تاريخه الخاص ) سيما بعد هذا العمر وأتمنى له من قلبي العمر المديد ، فهل يحلم بمنصب أكبر من منصب رئيس جمهورية العراق ، وهل كان يحلم أصلاً بالإقتراب من هذا المنصب لولا إرادة الزمن !!
وكذلك طالما إنه الآن رئيساً لدولة العراق فلماذا لايقف مع الثورة السورية ، وياترى ماالذي يمنعه من ذلك ، وهل ثمة مانع أصلاً !!
لو أكتفينا بدراسة هذه الجزئيات لأرتكبنا خطأ قاتلاً في التحليل لإن ثمة علل خارجة عنها وتتعلق بمحتوى التكوين العام ، لذلك أطرح السؤال من جديد ألا يعتبر مام جلال من الشخصيات الليبرالية وكان يحضر معظم مؤتمرات الإشتراكية الدولية ، فلماذا لايلتزم بأبسط مقومات النهج الليبرالي !!
يقول جواهر لال نهرو في مؤلفه لمحات من تاريخ العالم ، إن من يدافع عن حريته بجد يدافع عن حرية الآخرين بنفس الدرجة ، والسؤال هو هل كان مام جلال يدافع عن حريته بجد ضد الطاغية صدام !!
فإذا كان الجواب بنعم ، فسأعيد السؤال مرة أخرى ، لماذا يقف ضد حرية الشعب السوري !!
المثال الثاني : حينما يتصرف المجلس الوطني السوري بطريقة معينة في إدارة أموره الخاصة وفي علاقته العامة مع الثورة وكذلك في علاقته مع الدول التي تساند هذه الثورة بأسلوب محدد أو بأسلوب آخر ، أليس من المفروض أن ترضخ تلك الطريقة لجملة مقدمات شديدة الخصوصية :
المقدمة الأولى : ألسنا إزاء وضع خاص يتعلق بظروف الثورة التي تفرض معطيات خاصة على تصرفات الجميع ، مثل التفكير الجاد في إنجاح الثورة دون الأهتمام المطلق بالمصالح أو المواقع الشخصية ، بل أبعد من ذلك أليس من المفروض أن تكرس كل الجهود لتقوية مقومات الثورة حتى لو أضر ذلك جزئياً بمصالحنا أو بمواقعنا الخاصة !!
المقدمة الثانية : ألسنا مرة ثانية إزاء وضع إستثنائي يقتضي من الجميع عدم إقصاء أي جهة كانت من المشاركة في العملية الثورية ، لإن هذه الأخيرة ليست ملك لأحد إنما ملك للجميع ، ولإن المشاركة الجماعية من زاوية أخرى تساهم في تقوية دعائم الثورة !!
المقدمة الثالثة : ألسنا مرة ثالثة شركاء في إدارة الدولة القادمة ، و بالتالي لايحق لأي جهة كانت ، ومهما كانت قوتها ومدى علاقاتها ، أن تستفرد بالقرار السياسي إلا أللهم وقوعها في فخ ممارسة الأستبداد نفسه الذي تدعي مقاومته !!
لو ، هنا أيضاً ، أكتفينا بدراسة هذه المقدمات بصورة جزئية ، لأقترفنا خطأ جسيماً لاعلاقة له أبداً بها ، لإن المسألة أبعد بكثير من تلك المقدمات التي قد تبدو من بعيد أشد خصائصها بل بالتحديد من أدق ملامحها .
لنلج الآن في صلب الموضوع ومن خلال هذه الفكرة البسيطة جداً : ياترى لو كان التيار الليبرالي قائماً وفعالاً ، فهل كان بإمكان هذا المجلس أن يتصرف بهذه الطريقة المجحفة بحق الثورة وإن تكون الشخصيات العربية والكوردية محض أرقام حسابية لاتنضاف حتى إلى بعضها البعض !! بل الأدق من ذلك أماكان هذا المجلس غير موجود أصلاً ، ولكان لدينا مجلساً وطنياُ آخراً يتغذى على الأقل من منابع فكرية منسجمة مع روح وجوهر الثورة السورية ومع طبيعة المجتمع المدني .
من المحقق إننا نستطيع أن نضرب آلاف أمثلة من هذا النوع في منطقة الشرق الأوسط وكلها تدل دلالة أكيدة وواضحة إن غياب ( التيار الليبرالي ) هو أصل كل المأساة ، لماذا :
ياترى حينما نتحدث عن الديمقراطية مثلاً ، فهل نميز ما بين الأسئلة الصحيحة والأسئلة الخاطئة ، وهل نفرق ما بين الفكرة الصائبة والفكرة السقيمة ، بمعنى أننا حينما نطالب بالديمقراطية هل يحق لنا بنيوياُ أن نطالب بها من كل أطراف المجتمع ، ما ذا لو كنا نطالب بها من صدام حسين مثلاً ، أو من جهة سلفية ، أو من شخصيات متشددة أصولياً ، أو من حزب أو تيار مصنف في أقصى اليمين .
ثم أليست الديمقراطية هي ممارسة وتجربة ونهج من جهة ، ومن جهة أخرى أليست هي مرتبطة بأنظمة دستورية تتجاوز ( محنة الإرادة الفردية ) وتشرعنها الإنتخابات الحرة النزيهة !! فهل توجد ممارسات ديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط ، وهل يحترم الفرد بنود وروح الدستور ولو على مضض !!
لندقق في مسألة الليبرالية من هذه الزوايا الثلاثة :
الزاوية الأولى : إذا كانت الأحزاب الشيوعية السورية وحتى هذه اللحظة تساند النظام السوري ، بل تسعى جاهدة لطرح مليار مبادرة وهمية في سبيل بقائه ، تحت ذريعة إنه يعادي الإمبريالية والصهونية وإنه نظام الممانعة والمقاومة ، فهل يمكن أن تكون الليبرالية في حالة سليمة !!
الزاوية الثانية : إذا كانت ( الليبرالية ) حتى هذه الساعة على شكل أفراد وشخصيات متنقلة ومتحركة في كل الأتجاهات ولا زالت لاتؤلف تياراً بالمفهوم المجتمعي له ، فهل نستطيع الإدعاء بالحصول على مرتكزات الديمقراطية ، ناهيكم عن مقومات مفهوم ذهنية الدمقرطة !!
وهل ثمة أدل وأصدق على ذلك من الشخصيات ( الليبرالية السورية ) التي وكأنها جرسونات في مطاعم صينية أو أفريقية !!
الزاوية الثالثة : هل توجد في منطقة الشرق الأوسط شخصية واحدة تحترم الدستور وتلتزم به كما ينبغي أبتداءاً من نوري المالكي وإنتهاءاً بمام جلال الطالباني ، ثم ألا نرى في طول المنطقة وعرضها وكإن الإراداة الفردية ( هي خارج التحليل العلمي والمعرفي الماركسي ) ولا ترضخ لأي قانون في العالم ، حتى لو كان هذا القانون شاذاً ، هل أضرب مليار مثال في الواقع الكوردي السوري !!
إذاً ، طالما نتحدث عن الليبراليين دون الليبرالية ، فإن حجم التناقضات العكسية للتناقضات الطبيعية ستكون في مستوى جسامة تناقض الواقع مع نفسه ، لإننا إزاء حالة أسميها دائماُ :
سيكون تحليلنا نفسه متناقضاً لإن الواقع لاينسجم مع ذاته .



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقرادوني .... والخطاب القاصر
- برهان غليون ... والمفهوم الضائع
- مابين الأخضر الأبراهيمي وميشال سماحة
- الحق الكوردي .... منطقة حمراء
- خان الثعالب ...
- جيل دولوز وإشكالية مفهوم الأفهوم ..
- هنري بوانكاريه وإشكالية مفهوم التعاقدية ..
- هربرت سبنسر وإشكالية مفهوم التطور ..
- شيلينغ وأشكالية فلسفة الوحدة ..
- هيدجر وأشكالية مفهوم الوجود ..
- آينشتاين وأشكالية مفهوم السرعة ..
- الفارابي وأشكالية نظرية الفيض ..
- نداء إلى تأسيس تنظيم شرق أوسطي عام
- نقض منهجية ديكارت ..
- أشكالية الكرة الأرضية
- أشكالية الأزلية الزمنية أوالموضوعية
- أشكالية المسلمات العقلية الأولية
- حسنين هيكل أزمة في المنطق ..
- نحو تصور فلسفي جديد للكون
- حول قيام الدولة الفلسطينية والقضية القومية الكردية وحقوق الأ ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيبت بافي حلبجة - الليبرالية .... مأساة الثورة السورية