خان الثعالب ...

هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

خان الثعالب ..
هيبت بافي حلبجة
مسرحية من عدة فصول مهداة فقط إلى الثورة السورية ..
وإذا ما حدث تشابه في الأسماء فإنها معجزة كبيرة وصدفة ليست بعدها صدفة ..
الفصل الأول ..
المشهد الأول ..
سيرغي بمفرده في غرفة من قصر جمهوري ، يود الجلوس على كرسي ضخم ، يبصر على حين غرة مرآة كبيرة في الجانب الأيسر ، يتقدم نحوها بكل ثقة وخطوات ثقيلة ، يرى قامته المديدة لأول مرة ، يحدق في تفاصيل أخاديد وجهه ، يروعه مايرى ، تنتابه قشعريرة قوية ، يختلج فؤاده . فيخاطب نفسه ...
- سيرغي مالذي يدور في خلدك !! ما الذي يعتمل في صدرك !! ألست جديراُ أن تصبح رئيساُ لمثل هذه الدولة !! صدقني كل الأبواب مفتوحة على مصراعيها !! لكن كيف لم تنتبه إلى هكذا أمر سيما وإن صديقك بوتين سوف يدعمك دون قيد أو شرط ..
- سيرغي أنسيت أنك لاتملك جنسية هذه الدولة ، فكيف تصبح رئيسها ، والله إنها لمشكلة عويصة ..
- سيرغي أترك هذه الترهات ، وحاول الآن أن تحصل على هدية كبيرة ..
سيرغي يؤوب عدة خطوات إلى الوراء ويأخذ هاتفه الجوال ويتلفن ..
صوت بوتين : مرحبى سيرغي ، ما هو الجديد ؟
سيرغي : بوتين ، هناك فكرة تدور في رأسي ..
صوت بوتين : ألف مرة قلت لك نحن لانحتاج إلى رأسك ، إنما نحتاج إلى شكلك ، وأياك أن تصرح بأي تصريحات .
مثلما فعل صاحبنا هذا . كيف يقول ، هل ننتظر طويلاٌ لنأكل في حمص ، يبدو إن قريحتكم في الأكل تجاوزت كل الحدود ..
يسمع صوت نسائي من الهاتف يقول لبوتين : تفضل هذه هي السلطة التي طلبتها –
يتابع بوتين : أنظر يا سيرغي أنا طلبت سلطة ، فقط سلطة ، ولا تاكلوا أكثر من السلطة . وأقسم بالله لاتوجد في صحني سوى ورقة واحدة من الخس ..
سيرغي : لكنني لاأشبع من ذلك ..
بوتين يقاطعه : يا سيرغي ، يا سيرغي ، أفعل مثلي ، على سلطتي الآن رأس بقرة وفخذ شاة وبعض المقبلات ( حمص ) كما قال زميلنا وفول وفلافل ، وبعض حبات من العنب .
سيرغي : الآن أدركت الموضوع ..
يستطرد بوتين : القاعدة في هذه الأيام ، كلوا ولاتأكلوا ، أقتلوا ولا تقتلوا .. هل هذا واضح ؟؟
سيرغي : نعم واضح جداُ ..
بوتين : ماذا يدور في رأسك الآن ؟
سيرغي : لاشيء سوى السلطة ..
بوتين : وماذا عليها ؟
سيرغي : لاتوجد عليها سوى السلطة ، فأود أن أصبح رئيساُ لهذه الدولة .ز
بوتين وبحدة : سيرغي ، هؤلاء الناس يجعلون من الثورة عصابات مندسة ، ويقتلون الشعب بالطائرات وراجمات الصواريخ والمدفعية والددبابات ، ولكي يقنعوني أنا شخصياُ ، سوف يقتلونك ويقولوا إن الجماعات المسلحة والأرهابية وصلت إلى القصر الجمهوري وأغتالت سيرغي . وبعد قليل سوف يدخل بشار ويقول أنه تنكر بزي امرأة كي يتخلص من العصابات المسلحة ويدخل القصر الجمهوري ..
سيرغي بعفوية ويعتوره شيء من الذعر : أعوذ بالله ..
بوتين بكثير من الرزا نة : لكن يا سيرغي أن أردت ، ولا بد ، أن تصبح رئيساُ لتلك الدولة ، فهناك مخرج حقيقي ، هو يبقى رئيساُ للجمهورية وإلى الأبد ، وأنت تصبح ملكأ عليها وإلى الأبد . هذا أمر في غاية السهولة واليسر . سيرغي : فكرة رائعة ، دولة ملكية وجمهورية ..
بوتين : الآن دعني آكل سلطتي ..
سيرغي : صحة وعافية .. ( يحدج في المرآة من جديد ) والله فكرة ممتازة ، هو يبقى رئيساُ للجمهورية إلى الأبد وأنا أصبح ملكاٌ عليها إلى الأبد ، فكرة ممتازة ، لكن كيف ! هذا هو فعل الشيطان الأكبر ، بوتين .
المشهد الثاني :
يدخل بشار فجأة ، شعره مبثوث ، ويهرول بكثير من الخوف نحو سيرغي .
بشار : ثسيدي ، ثسيدي ، أرجوك لاتؤاخذني ، أصبحنا نخاف من ظلنا ..
سيرغي : بشار ، قل ملكي ، ملكي ..
بشار : ثسيدي ، ملكي ، لايهم ، المهم هو أن نحكم البلد ، ونقضي على العصابات المسلحة ، تصور سعادة الملك ، إن الجماعات الأرهابية بدأت تستعمل راجمات الصواريخ والطائرات والدبابات ، ونحن لاقوة ولاحول لنا ..
سيرغي يجلس على الكرسي ويردف : بشار أجلس قليلاٌ ، ثمة تطورات فظيعة سوف تحدث في المنطقة ، وهنا داخل البلد .
بشار : والله ثسيدي أنا خائف من هذه التطورات ..
سيرغي يتابع بعد أن يضع الرجل اليمنى على اليسرى : لاتخف ، إنك أفضل رجل على مقاسنا ، لو جلنا وصلنا الكرة الأرضية كلها لن نعثر على رجل مثلك يناسب تماماٌ مقاساتنا ..
بشار : ثسيدي أدخلوا الموضوع مباشرة ، أنا خائف جداُ ..
سيرغي بأتزان : أهدأ من روعك يا صاح ، قبل كل شيء ، أنا بحاجة ماسة إلى جنسية هذه الدولة ..
بشار بسرعة مدهشة : نعم ثسيدي ، مباشرة ، خلال ثواني ..( يضغط بشار على زر أحمر فيدخل الشبيح الأول ) ..
المشهد الثالث ..
يدخل الشبيح الأول ويقول : نعم سيدي ؟
بشار : يا أبني أطلب فوراُ ، رئيس قسم الهجرة والجوازات ، والمسؤول الأول في قسم الأحوال المدنية .
سيرغي يتخل بسرعة : يا أبني ، لا داع لطلب هؤلاء ، خذ المعطيات ونفذها فوراُ ..
بشار يؤكد : فوراُ فوراُ .
الشبيح الأول : حاضر سيدي .
سيرغي : الأسم هو سيرغي سيرغي ، مواليد سيرغي ، خانة سيرغي ، ناحية قبور البيض ..
بشار مستغرباُ ومستفسراُ : ثسيدي !؟
سيرغي : لاتخف ، هذه بلدة بالجانب الشرقي من مدينة القاميشلو ..
بشار مستدركاٌ : أعتقدت إنها موجودة عندكم هناك لاسمح الله .. ( ثم يوجه الحديث إلى الشبيح الأول ) يا أبني حسب هذه المعطيات ، أجلب لنا فوراُ جواز سفر وبطاقة شخصية ..
الشبيح الأول : حاضر سيدي .. ( ثم يرحل )
المشهد الرابع ..
سيرغي : والآن مالذي تود أن أقول لبوتين .
بشار بأستضعاف : أنت تعلم بالتأكيد إن العصابات المسلحة والأرهابية والمندسة بدأت في تدمير مدننا ، وهتك أعراضنا ، وسبي نسائنا ، وقتل شيوخنا ، بكل الأسلحة الثقيلة ....
سيرغي متضجراٌ : بشار ، لقد سمعنا هذه الأسطوانات ، وأصابنا الضجر والسأم منها ، سأخبره على طريقتي ..
بشار : لاتنسى الدعم العسكري ، ونحن لن ننسى الهدايا ..
( بغتة يدخل آصف )
المشهد الخامس ..
آصف بعفوية : أفتكرت أنك لوحدك هنا ..
بشار يهمس في أذني سيرغي : ثسيدي ، سأخاطبك بلهجة أخرى ، كي أحافظ على البريستسج مثلما تعلم !
( وإلى اللقاء في الحلقة الثانية )

#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات