لماذا يميل الاسلام المتشدد الى الماركسية بدلاً من الرأسمالية؟؟

نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لماذا يميل الاسلام المتشدد الى الماركسية بدلاً من الرأسمالية؟؟
لماذا تميل كل التيارات والحكومات والاحزاب الاسلامية المتشددة الى التحالف والتعاون مع الماركسية او الاشتراكية بدلاً من الرأسمالية ؟؟
اهلاً بكم في بانوراما الليلة ( الاسلام والماركسية ) وهذا الموضوع سيكون محور حلقتنا لهذا اليوم وسنستضيف فيه السيد علي هاشمي رفسنجاني رئيس الجمهورية الاسلامية في عهد آية الله الخميني ليحدثنا عن هذا الموضوع .. تفضل سيدي الكريم ..
بصراحة انا ايضاً مثلك لا اعلم السبب الحقيقي ( عندما اصبحت رئيساً ارسلوني الى موسكو وليس واشنطن ) وانني اراقب هذه الظاهرة منذ اكثر من خمسون او ستون عاماً وارى بأنك على حق في طرح هذا السؤال . لأننا وكما يعلم الجميع في زمن آية الله الخميني اتجهنا في صداقتنا وتعاوننا مع الروس او الصينيين او الكوريين بالرغم من الحادهم وانكارهم للوجود الطبيعي بدلاً من توجهنا نحو الغرب الذي لا يرفض الوجود ( على الاقل إعلامياً ) ..
ان اغلب الاحزاب والحكومات وحتى الجماعات الاسلامية المتشددة والعلوية والشيعية تتعاون مع الأحزاب الماركسية او الشيوعية والاشتراكية ولا تتعاون مع الرأسمالية ، وهذا ما رأيناه في كل المذاهب المتشددة وعلى مر الفترات السابقة . حتى بن لادن ( رحمة الله عليه ) كان يحمل دائماً كلاشنكوفاً روسياً على اكتافه وحتى الامام الخميني اتجه نحو الدول الماركسية والشيوعية بدلاً من الرأسمالية . فكل الانظمة الراديكالية تتعامل بشكل او بآخر مع الانظمة الماركسية وتحارب الرأسمالية بشكل وبآخر ..
جمهورية إيران الاسلامية التي تعتبر قمة التشدد الاسلامي الشيعي حليفة لروسيا والصين وكوريا وفنزويلا وكوبا وغيرها من الدول المارقة والناكرة وكذلك بعد فوز التشدد الاخواني السلفي في مصر وبعد ان اتهم الجميع الولايات المتحدة في مساعدة السيد مرسي للوصول الى سدة الحكم وهي التي تركت حسني الصديق ان يغادر البيت توجه في اول زيارة مهمة له للخارج الى الصين الشيوعية وليس بريطانيا الرأسمالية . وهكذا والامثلة كثيرة وقديمة في هذا التوجه والميل للماركسية ولا يمكن حصرها هنا ..
ولكن الذي يهمنا اليوم هو لماذا هذا الميلان وما هي اسبابه ؟؟ نحن ننتظر منك الجواب او الرد سيدي .
بصراحة الاسباب الحقيقية ليست مقنعة او واضحة المعالم ، قد تكون تاريخية قديمة جداً وبسبب ما عاناه المسلمين من الشيعة او الطائفة العلوية وما ينطوي تحت عباءتهم من ظلم وقهر وغدر وخيانة ( كما يقولون ) من الجانب السني ولهذا تعمقت هذه الاحقاد وترسخت بشكل كبير في رأس الجماعة وبسبب وقوف الرأسمالية وعلى طول الخط والتاريخ مع هذا الجانب فزاد حقد الاخوان وجماعتهم للرأسمالية او بسبب سيطرة الجماعة السنية ومعها الرأسمالية ولعقود طويلة على تلك الشعوب ؟؟ يمكن !!
او بسبب الحروب الكثيرة التي قادتها الرأسمالية في العالم وما عانا منه العالم الاسلامي ايضاً فزاد حقد تلك الجماعة على الرأسمالية اكثر من الماركسية ؟؟ يمكن !
او بسبب تسليم الرأسمالية ارض اليهود القديمة الى اليهود من جديد ؟ هنا لا استطيع ان اقول يمكن لأنني اعتبر هذا السبب الاهم والاخطر فلسطين الحبيبة ( هو منو دمر العالم غير هذه القضية ) ..
وهناك الآخرين يقولون يعود هذا الى العداوة والخلاف المذهبي والمعتقدي الكبير بين الفكرتين والتي تصل احياناً الى إلغاء الآخر كلياً وبسبب تأيد الرأسمالي اللامحدود للإسلام الراعي او البقري الصحراوي والسني والوهابي لذلك يفضل التيار المتشدد الماركسية على الاثنين !!.
او بسبب عقلانية التيار التشددي وثقافته التعليمية ومرونه الفكر والتعامل والاستيعاب اكثر من الفكر البقري البدوي والصحراوي الجامد والغير القابل على التغير والاستيعاب والتطور وبذلك لا يستطيع ان يناور او ان يتقدم او ان يقترح بل يكون ذيل تابع للرأسمالية في كل الاوقات والازمان والمكان بعكس التيار التشددي تماماً !!
أم ان التيار التشددي يعمل بنصيحة وعقلية ومقولة السيد المسيح عنما قال : ليس كل من يقول ربي ، ربي سيدخل الملكوت ؟ ولهذا تُفضل العدالة الانسانية للماركسية بالرغم من انها تتنكر للوجود الإلهي على العدالة الرأسمالية والتي تقر بالوجود الرباني ( على الاقل في الاعلام ) ! .
في كل الاحوال هناك اسباب مهمة وخطيرة جداً تقود التيار التشددي الى الميل نحو الجانب الماركسي بدلاً من الجانب الرأسمالي ( وهي معادلة غريبة وغير مفهومة من حيث المبدأ ) . شكراً لكم .
و انا شخصياً لا استطيع ان اجزم في هذه القضية ولكنني واثق من ان احد الاخوة سيلهمنا بالحقيقة وبالتفصيل الدقيق لهذه القضية الغريبة ..

#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل