الايمان يؤدي الى التخلف والمعرفة تؤدي الى التقدم

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 23:58
المحور: المجتمع المدني
    

الايمان يعني التسليم باخذ معلومة غيبية دونما فهم او ادراك او تمييز وتبقى هذه المعلومة صماء بشكل ثابت راسخة في الذاكرة دون معالجة فكرية
والعكس هو المعرفة وهي أخذ معلومة مادية من خلال الحس والادراك واخضاعها للفهم والاستيعاب والتمييز ومعالجتها معالجة رياضية ومنطقية جدلية في الدماغ ليتم ربطها بمعلومات تراكمية سابقة موجودة في الذاكرة تم الحصول عليها من خلال خبرة الحياة والتفاعل الواقعي المادي
منطقة الايمان في الدماغ والتي تقع بالجزء الايمن حيث الموقع الذي يهتم بالتصور والخيال والتوهم والاعتقاد والحلم والتخمين والافكار الغيبية الواردة من خارج حدود المادة الكونية
يقابلها بالجزء الايسر( النصف الايسر ) من الدماغ منطقة المعرفة وتعتمد هذه المنطقة على التحليل ومعالجة المدركات الحسية والاستكشاف والبحث والتقصي والتركيز والمتابعة والمطابقة والقياس والاستنتاج
ويتم معالجة الفكرة مبدئيا معالجة منطقية كي يتم تمييزها واستيعابها وهضمها ثم تصنيفها وتبويبها ثم اخضاعها لعملية المتابعة والتدقيق والتحليل باستعمال معادلات رياضية ترتبط مع بعضها بعلاقات جدلية حسابية على شكل متواليات عددية وهندسية تترجم كل هذه العمليات من خلال ومضات كهربية تنتقل ما بين الخلايا العصبية في الدماغ وكل هذا لا يحدث في منطقة الايمان لان الايمان يعني تقبل المعلومة دون معالجة رياضية ودون اخضاعها للتحليل والربط والاستكشاف والتاكيد والتيقن والفهم والتمييز ودون ربطها بالمدركات الحسية اللحظية والدائمة المخزنة بالذاكرة
ولهذا السبب فان المعلومات الغيبية تبقى ثابتة جامدة صماء مغلقة غير متحركة او منتجة او فاعلة وغير متجددة او متطورة ولا يوجد لها مردود مادي ايجابي على ارض الواقع الحياتي وتبقى مساحة تواجدها فقط في دماغ الانسان المؤمن بها والمحتفظ بها في ذاكرته
تشبه تماما الاسمال التي لا تستعمل في الحياة وتشغل حيزا في الذاكرة مكان معلومات مادية طبيعية منتجة وتلهي الدماغ عن العمليات الفكرية المنتجة التنموية التطويرية الاستكشافية التحديثية والابتكارية الخلاقة
ربما ان الايمان لزم الانسان في بواكير وعيه على الحياة في الازمان السابقة نظرا لحاجته للخيال والوهم في ظل ندرة معرفته لما يدور حوله في بيئته ولكن في الزمن المعاصر حيث العلم الطبيعي متوفر والخبرة الحياتية واسعة وكبيرة فان الايمان يعتبر معيق للعقل البشري عن العمل الانتاجي المفيد ويعتبر الايمان مخدر للعقل وقاتل ومحبط له
والايمان المقصود به هنا هو اخذ الافكار الغيبية على شكل مسلمات غير قابلة للمعالجة الفكرية كما هو متبع مع المعلومات المادية الطبيعية
فكل الديانات وما تحتويه من معلومات تندرج بتصنيفها تحت خانة الايمان
وفي وقت لم يعد الدين يلزم للانسان في نظامه الاجتماعي او دستوره او منهجه او ثقافته او تربيته او علمه ومعرفته ولم يعد يلزم كمنهج حياة امام طغيان العلم الطبيعي والمعرفة الحياتية فان الدين يعتبر تراثا انسانيا فقط ومن اللا منطق اعادة استعماله كي لا يسبب مجالا للتخلف والرجعية
وبات في حكم المؤكد بان الدين في وقتنا الراهن هو السبب الرئيسي للتخلف والرجعية واكبر مثال على هذا حال المجتمعات الاسلامية وتحديدا في المنطقة العربية

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل