أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خديجة المسعودي - السروال سلالة














المزيد.....

السروال سلالة


خديجة المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 05:49
المحور: الادب والفن
    


هدأت الأغاني، توقف الرقص وشلت الألسن المزغردة، الكل يمسك قلبه بقلق، الكل ينتظر ويترقب بأعين خائفة، المراهقات يبتسمن في همس راغب ومرتعب من مثل هذا اليوم. بعد أن أدخلوهما إلى غرفة معطرة بماء الورد، تحت الرقص والتطبيل وكلمات أغان تحثهما على تبييض الوجه. الكل هادئ، البعض يراقب الساعة ويتساءل كم من الوقت سيستغرقان، والبعض الآخر قرفص بالقرب من الغرفة يسترق السمع. لا شيء سوى الصمت. مرت دقائق وأنصاف ساعات ثم ساعات من الصمت والإنتظار. العجائز بدأن يتغامزن من الخوف، وابتسامات صفراء من أهل العروس تتملق كسر القلق.
كنت أنا الطفلة الشقية التي لا تحب أن يفوتها شيء، خصوصا إن كانت من ينتظرها الجميع هي شقيقتي، كان يجب أن أعلم مالذي يحصل بالداخل. أخطط كيف يمكنني رؤية ما يعجز الآخرون عن رؤيته؟ كيف يمكنني ذلك والغرفة محكمة الإغلاق؟ فجأة تذكرت شباك التهوية الصغير أعلى الجدار الخلفي للغرفة، بحثت عن كراس وأشياء أصعد فوقها، وفي غفلة من الجميع تسللت. بمشقة وحماسة، استطعت الصعود وحشر عينيَّ بنهم، شعرت أنني تمثال من الجليد بعدما وقعت عيناي عليهما، انتفضت من عز رعشتي الباردة وقفزت مسرعة إلى أمي:
- أمي أمي أمي..
- ماذا هناك؟ مابك تلهثين ووجهك أصفر وكأنك رأيت شبحا؟
- رأيت... رأيتهما...
- ماذا رأيتِ؟
- أقسمي أولا أنك لن تضربيني
- تكلمي وإلا صفعتك حالا ماذا رأيتِ أيتها العافية الحمراء؟
- العروسان...
سحبتني أمي بغضب وخوف إليها
- يا ويلي شششششش إخرسي يا العافية سوف تفضحيننا اخفضي صوتك وأخبريني ما بال العروسين وكيف رأيتهما ؟
- العروسان يا أمي نـ... نائمان.
-ياويلي يا ويلي، نائمان ؟؟؟؟ وهل هذا وقت النوم ؟
أسرعت أمي بلهفة نحو الشباك الصغير، بعد أن أوصتني بحراسة المكان، حشرت وجهها بصعوبة حتى أصبح داخل الغرفة منادية شقيقتي بصوت حفيفي:
- استيقظي يا بنت المفضوحة، استيقظي يا شماتتة البنات، استيقضي يا سبب جنوني...
استيقظت العروس وقالت ببرود يتتاءب في وجه أمها الأصفر:
- ليس الآن يا أمي كان نهاري طويلا وأنا متعبة سنفعل ذلك غدا..
- القرية كلها تنتظر وأنتما نائمان؟؟ خرجو ليا الدم ...خرجو ليا الدم يا .... وإلا ذبحتك وجعلت من دمك ماء وجهي.
نهضت العروس بقميص نومها الأسود، أخدت إبرة ووخزت سبابتها ثم مسحتها "بالثوب الأبيض". فتحت باب الغرفة و رمت الثوب بطرف أصابعها ثم عادت لنومها.
انفجرت حناجر وطبول وتعاريج مدوية:
- " الصباح صباح ماليه الملحة والستر عليه" "السروال سلالة من العمة للخالة"
قفزت أمي من مكانها نحو ضجيج الفرحة، تفاجأت بالكل يرقصون بلا عقل، الكل يزغرد، فراحت ترقص وتزغرد هي الأخرى باندهاش. ارتفع فخدان من السكر فوق صينية نحاسية، نشر عليهما دم سيتسخ كالعادة بغبار دروب الحي.



#خديجة_المسعودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة والمجاز
- كبرياء
- مملكة الغرباء
- الرامقة
- قصيدة نثرية
- عادة سرية


المزيد.....




- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خديجة المسعودي - السروال سلالة