أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مرحى مرسي!














المزيد.....

مرحى مرسي!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما أنْ سَمِعْتُ الخبر، خبر خَلْع طنطاوي وعنان بما أُوتي مرسي من جرأة وشجاعة وحكمة، حتى تَذَكَّرْتُ ميشال سماحة، وكأنَّ ثمَّة أوجه شبه بين الحادثَيْن.
سماحة، الذي على عراقته في الخيانة خانه ذكاءه فَوَقَع في شَرِّ خيانة مأموره له، لم يستطعْ إبداء نزرٍ من المقاوَمة لمُسْتَجْوبيه وأدلة إدانتهم له، فَرَفَع سريعاً "الرَّاية البيضاء"، مُسَلِّماً بـ "قضاء الله وقدره"؛ أمَّا طنطاوي وعنان، وعلى الرُّغم من "تكريم" خالِعهما مرسي لهما إذ عيَّنهما "مستشارَيْن" له، لن يتكلَّما إلاَّ إذا استشارهما، فشعرا، على ما يبدو، بشيء شبيه بما شعر به سماحة، بعدما تبيَّن (وثَبُتَ) أنَّ "جريمة سيناء" ما كان لها أنْ تَقَع لو تصرَّفا بشيءٍ من الحرص على الأمن القومي لمصر؛ فـ "التقصير"، إذا ما أفْرَطْنا في إبداء حُسْن النِّيَّة في الفهم والتفسير والتعليل، كان "خيارهما"؛ وإنَّه لـ "خيار" يَسْتَكْرِهه "الواجب العسكري".
لقد استخذيا وخضعا، مُسَلِّمَيْن بـ "قضاء الله وقدره"؛ ولقد شدَّد لديهما المَيْل إلى أنْ يبتلعا الموسى، ويَقِفا موقفاً سليماً صائباً، هو "الصَّمْت"، موقف جيش مصر؛ فهذا الجيش، مع كثيرٍ من قادته، ومع بعضٍ من أعضاء "المجلس العسكري الأعلى"، أدرك، بعد، وبفضل، "جريمة سيناء"، ما يمكن أنْ يتعرَّض له أمن مصر القومي من مخاطِر إذا ما بقي المشير وزمرته يلعب اللعبة نفسها، وممسِكاً بكثيرٍ من أزمَّة الأمور في البلاد، ومُقَوِّيَّاً لشوكة القوى المضادة للثورة، والتي كانت تُعِدُّ العُدَّة للانقضاض على الرئيس المُنْتَخَب، فحَسَم أمره، قائلاً للرئيس مرسي: "اضْرِبْ، ونحن معك؛ فأمن مصر القومي أوَّلاً".
ويُحْسَب للرئيس مرسي أنَّه قد عَرَف كيف يتصرَّف بعد "الجريمة النكراء"، وضدَّ مرتكبيها، وضدَّ (من ثمَّ) من شرع يسعى لجعل الثورة (مع رئيسها) ضحيةً لها، ولجعل "الجريمة"، مع عواقبها، وقوداً لعربة القوى المضادة للثورة؛ فانقلب السِّحر على السَّاحر، ورُدَّ كَيْدهم إلى نحورهم، وذهبت "النتائج"، إذ قاد مرسي، وأدار، بنفسه الحرب على "المجرمين"، بما توقَّعته، وتمنَّته القوى المضادة للثورة، وسَدَنتها في داخل "المجلس العسكري الأعلى"، وتحوَّلَ إلى نصر مؤزَّر لثورة الخامس والعشرين من يناير العظمى ما كان يُراد له أنْ يكون هزيمة لها، أو مبتدأً لهَزْمها.
كان قَصْدُهم ونيَّتهم أنْ يقولوا لجيش مصر، ولشعبها، إنَّ مرسي هو الباب الذي منه تأتي الرِّيح العاصفة بأمن مصر القومي؛ فلولاه (بما يُمثِّل، وبمن يُمثِّل) لَمَا تجرَّأ "المجرمون (الذين هُمْ من أقربائه في الفكر، والذين كان بعضهم من قطاع غزة)" على ارتكاب "جريمتهم" في حقِّ مصر، جيشاً وشعباً وأمناً قومياً؛ ولا بدَّ، من ثمَّ، من سَدِّ هذا الباب، أيْ إطاحة الرئيس مرسي، والانقضاض على الثورة، "انتصاراً لمصر، وشعبها، وجيشها، وأمنها القومي"!
وأُسْقِط في أيديهم؛ فإنَّ "الجريمة النكراء"، مع مسارعة قوى الثورة المضادة، وحلفائها في داخل "المجلس العسكري الأعلى"، إلى استثمار ما بقي لديهم (وهو قليل) من "رأسمال سياسي" في "جريمة سيناء"، والتي صوَّروها بما يخدم مآربهم، نَزَلَت على جيش مصر، وعلى قادته الذين عرفوا سريعاً الغثَّ من السَّمين، كنزول سورة "فُصِّلَت"؛ فما عاد ممكناً أنْ يظل طنطاوي وعنان (وغيرهما) لابِسَيْن ثوب الحرص على جيش مصر، وأمنها القومي، فكُسِرَت سريعاً شوكتهما، وتبخَّرت فجأةً قوَّتهما، فأذلَّهما مرسي بما يشبه الصَّفح عنهما إذ عيَّنهما "مستشارين (أخْرسين)" له، ومزَّق على مرآهما ومسمعهما (إرباً إرباً) إعلانهما الدستوري المُكَمِّل (لجهود ومساعي القوى المضادة للثورة).
مرسي نال، أوَّلاً، الشرعية التي لا تعلوها شرعية، شاء المصابون بمرض "البلاهة الدستورية" أمْ أبوا، من الثورة؛ ثمَّ (أيْ بعد، وبفضل، "جريمة سيناء" وتبعاتها) تسلَّح بسلاح الجيش، فقُضي الأمر، وحُسِم، وأحكمت الثورة قبضتها على السلطة، التي تركَّزت الآن (ومؤقَّتاً) في ممثِّل الشرعية الثورية والشعبية والانتخابية، الرئيس مرسي، الذي ما أنْ ضَرَب ضربته القوية الحاسمة، ونال منهم قَبْل (أو قُبَيْل) أنْ ينالوا منه، حتى اتَّخَذَ من "العفو عند المقدرة" لساناً له.
كانوا يريدون له أنْ يتحوَّل من "نَبِيٍّ أعزل" إلى "نَبِيٍّ منبوذ"، فإذا به يتحوَّل من "نَبِيٍّ أعزل" إلى "نَبِيٍّ مُسلَّح"؛ فهنيئاً لمصر وثورتها بهذا "الانتصار العظيم"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا العداء لإسرائيل لن يخدعنا!
- ما هو -العمل-؟
- العمل!
- -الرِّبا- إذْ سُمِّيَ -مُرَابَحَة-!
- في السِّلاح والتَّسَلُّح
- حرب التمهيد ل -أُمِّ المعارك-!
- حتى لا يأتي -الربيع العربي- بمزيدٍ من التجزئة والانقسام!
- هل لتركيا مصلحة الآن في لعب -الورقة الكردية-؟
- -الثقب الأسود- في تفسير آخر!
- متى نشفى من -تَدْيين- صراعنا الواقعي؟!
- حتى لا نَحْفُر بأيدينا قَبْراً ل -الربيع العربي-!
- رؤية صالحي!
- عندما يَشْتَغِل -القطاع الخاص- بالصحافة!
- لن يَشْمَلَ إسرائيل ب -شمشونيته-!
- والَّذين هُمْ باللَّغْوِ مُشْتَغِلون!
- نظام الحُكْم الكيميائي!
- هذا الخلل في -طريقة التفكير-!
- كيف نفهم الموقف السعودي من الثورة السورية؟
- -الولاء اليساري- للحُكْم السوري!
- قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!


المزيد.....




- قفزة قياسية بتحويلات المصريين بالخارج -لكنها وحدها لا تكفي- ...
- مقتل مراهق بالضفة الغربية برصاص إسرائيلي من مسافة قريبة.. هذ ...
- أم مصرية تعرض أطفالها الأربعة للبيع .. ما القصة؟
- قبل موعد الحسم.. غارة إسرائيلية تشعل التوتر في الجنوب اللبنا ...
- غزة: عمليات الجيش الإسرائيلي مستمرة وسط أوضاع انسانية صعبة و ...
- العراق: انقسامات حادة بين فصائل الحشد الشعبي بشأن حصر السلاح ...
- ما سبب الخلافات بين فصائل الحشد الشعبي حول تسليم السلاح من ع ...
- الدانمارك تقرر استدعاء السفير الأمريكي في كوبنهاغن بعد تعيين ...
- خلال زيارته إلى الإمارات.. ماكرون يعلن موافقته على بناء حامل ...
- بطريرك القدس يترأس قداس عيد الميلاد في غزة


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مرحى مرسي!