اخوان واحد يذبح الثاني

وسام امين محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 23:13
المحور: الادب والفن
    

كان يحتسي البيرة مباشرة بعد تناوله الأفطار .. ولأن شهر رمضان وأن الحسينية التي كان يتخذها مسكن له باعتباره خادما" لها من السهل ان يُكشف أمره فيها. كان يذهب مع صديقه الذي يصغره بعشرين عاما" الى شواطئ دجلة ليكملوا سهرتهم .
- تعرف ياصديقي . أظن ان إمام الجامع القريب من شارعنا يتكلم عني وعن الحسينية بسوء .انا أعرفه فهو جاري في المنطقة مذ كنا صغارا" وكان يزاحمني دائما في اللعب
- وما علاقتك انت بهكذا امور دينية . الكل يعرف من انت وسبب سكنك الحسينية وان هذه البيرة اقرب اليك من اي دين او مذهب .فلا تجمع بينك وبين الحسينية تحت مسمى واحد. هل بقي لدينا بيرة ؟ لم اشعر بنشوة السكر بعد .
- لانك منهم تتكلم هكذا انا اعرفك . انت طائفي !! وان هذا الجامع لن يبقى .
(( تم تفجير احد الجوامع في بغداد عند صلاة الفجر وادى الى تهديمه بالكامل واستشهاد امام الجامع وعدد من المصلين واصابة اخرين ..)) .
هذا ما تناقلته وسائل الاعلام في اليوم التالي لسهرتهم . وكان لهذا التفجير اثر في القاء التهمة على المذهب الاخر على اعتبار ان الحسينة قريبة منه ولم يتم مسها بمثل هكذا اعمال .
- تعال ياصديقي . اريدك في امر مهم جدا
- ماذا هناك هل كشف امرنا .. مضى على التفجير اكثر من شهر ولم اراك بهذا التوتر
- اريدك ان تاخذ هذا الكيس وتضعه بالقرب من جدار الحسينية .
- الحسينية التي تسكن فيها !!؟ لماذا تريد تفجيرها وانت تسكنها ؟ سكران انت
- نعم اريد تفجيرها لانهم اخرجوني منها بعد ان علموا بأمر المنزل الذي املكه وأؤجره.
(( تم تفجير احد الحسينيات في بغداد وعند صلاة الفجر وادى الى تهديمها بالكامل واشتشهاد الامام وعدد من المصلين واصابة اخرين .. )) .
لاجديد في مضمون الخبر عن سابقة سوء ان الضحية الان ( حسينية ) لا جامع . وايضا كانت تداعيات هذا الخبر في نفوس اهل المنطقة واضحة في القاء التهمة على اتباع المذهب الاخر . وانه كردة فعل طبيعية على تفجير الجامع قبل شهر .
وانا استمع لهذه الواقعة الحقيقية خطرت ببالي ابيات من شاعر شعبي عراقي يقول فيها
بعد ماحاجة يذبح بينه الافغاني
ولا عبوة درب يزرعلي جيراني
ولا يدخل يهودي ولا امريكاني
احنه اخوان واحد يذبح الثاني *
___________________________
* مقطع من قصيدة ااشاعر نائل المظفر

#وسام_امين_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات