أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسام امين محمد - لاتذهب من هذا الطريق














المزيد.....

لاتذهب من هذا الطريق


وسام امين محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 08:31
المحور: الادب والفن
    


على غير عادته يسمع الأصوات ... أصوات تعيش اغلب وقتها في ظلال أفكاره . لا يعلم من اين ولدت ولما ولدت وكيف ولدت.. كل ما يعرف عن هويتها هو تاريخ ميلادها ويعرف أيضا" لما حظرت إليه ، وكيف أعانته وانجته من محنته حين خطفته احد الأرصفة وهو يحتضن شارعا" عند ليل بغداد .

هذه الحادثة جعلته يستسلم لتلك الأصوات وفي اغلب الأوقات التي تظهر فيها سوا ظهرت آمرة او ظهرت مستشارة . ولكن مع كبر الوقت والموت معا" ، أصبح يعيش فيها رافعا" إياها كسلاح بوجه هذان الغولان اللذان ما لبثا ان حاولا في كل مرة اقتناص الفرصة للنيل منه . وبدا يومه منذ ولادة أول رصاصة هكذا ..وكل فجر .. يلتمس خريطته منها قبل الخروج والمواجهه.

(( لا تذهب من هذا الطريق . فقد سبق وان اغتيل عقلُ هناك ، اذهب من ذلك الشارع ،ذلك الشارع يستيقظ مبكرا" ويمكنه إن يشاهد من يعبث به منذ الفجر، فلا تقلق فهو حريص على أقدامكم وخطواتكم فأنها رزقه اليومي . وإذا ساورك الشك ، فذهب من ذلك المنعطف الصغير ، انه مجرد منعطف صغير لا يحتمل سيارة مفخخة او حتى وجود عبوه فقد جربوا ذلك وكشفهم ذلك الصغير وقبل إن يأخذوا لعبته ( خطوات صبية صغيره ترسمها على ذلك المنعطف كل صباح ) تلك لعبته.. والخيار لك . الطريق ، الشارع ، المنعطف الصغير . الكل في النهاية توصلك لما لا تريد)).

-السائق : أستاذ إني أكلمك هل سرحت مرة أخرى ، اين تذهب ... هل سمعت كلامي .

- لا لم أسمعك . هل تآلفت مع الجزء السفلي للسيارة كما يظهر في الإعلان التلفزيوني .

- السائق: نعم . وليس هناك من عبوة تنسف الفتنا ولكن كنت أقول لك ماذا تحب أن تسمع .هل كالعادة فيروز أم نجوى أم عبد الباسط ؟ فالطريق مزدحم ولن نصل الا بعد ساعة على اقل تقدير.

- لماذا ذهبت من هذا الطريق المزدحم . لو كنا ذهبنا من ذلك الشارع الم يكن أفضل

- السائق: لأنك لا تسمع الأخبار صباحا تقول ذلك. فقد فُجر الشارع منذ الصباح الباكر وأنت تتناول فطورك

- وماذا حصل له ؟

- السائق: أغلق الشارع بصبات كونكريتية ولم يعد يسمح بالسير فيه

- مات الشارع .

(( موتا آخر يضاف وحلم آخر يضاف بان يعود من جديد ، لم يبقى لهذه المدينة اوردة تنتعش بها وتضفي عليها الحياة . اليوم مات الشارع وقبله الحي. والموت يُجهز لهذه المدينة اكبر تابوت لها للدخول في موسوعة غنيس. ماذا تنتظر مني ان افعل ؟ ))..

شايف البحر شو كبير ... بكبر البحر بحبك .. شايف السما شو بعيده .....ببعد السما بحبك

- السائق : وما زلت تغني!!!

(( مهزلة أخرى وفنتازيا جديدة وكذبه تحاول الانسجام معها . تلعب دورا" أنت لست له ، تسمع أغنية كرومانسي حالم وتحاول العيش فيها ولا تستطع ، أي كائن أنت ، ما أنت والبحر ؟ ما أنت والسماء ؟ ارتد لنفسك فبحرك تلك البقعة الدموية المطبوعة على ساحل دكة منزلك وسماك ذلك السقف الذي يرتجف كل ثانية من شدة العصف )).

-ارفع صوت فيروز

- السائق : هذا أعلى مستوى له.

- لماذا لا اسمع إذا

- لان انفجارا" حصل وأنت تغني وضجيج الإسعافات والطلقات وصراخ الآخرين يخنق الطريق وهذا سبب الزحام كما توقعت

- أين وقع الانفجار ليس أمامنا سوى منعطف صغير لا يحتمل دخول سيارة مفخخة او عبوة .

-السائق : نعم هناك بالضبط ، لكن ليس كما تعتقد . فقد سمعت انه حصل بتفخيخ لعبة صغيره لاحد الاطفال

-والصغير

- السائق: اي صغير

- انزل النافذة كي اسمع وجهه

(( أخيرا" انسجمت مع واقعك ، اسمع واستمتع بهذه الأصوات ، هذه أصواتك ، هل تشعر ألان بتحسن أنها قريبة على قلبك حتى أكاد أرى قدميك تطرب لها . يسمع البحر والسما!!!!))

- قل لي هل سنذهب اليوم الى العمل ام الى الله فقد تعبت ، وطال الانتظار لكلاهما .. وتأخر الوقت .

-السائق : لم تقل انك ستذهب الى العمل




#وسام_امين_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسام امين محمد - لاتذهب من هذا الطريق