أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام امين محمد - أشك انها ثورة














المزيد.....

أشك انها ثورة


وسام امين محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدوا ان فكر الثورة في عالمنا العربي قد تغير ؟ او بالاحرى لا بد ان نتساءل .هل يوجد فعلا" فكرا" عربيا خالصا" لمفهوم الثورة ؟ أليست الثورات مجرد وسيلة لتحقيق الحرية والعدل والمساواة ؟ اليست تلك هي الغايات التي تنشدها كل الشعوب الثائرة من ثورتها ؟ أين نحن من تلك الفكرة البسيطة لمفهوم الثورة . لنسلط المجهر أكثر على ما يحدث في المنطقة من ثورات . او لنرى بعين الخارج عن هذا الإعصار المفاجئ .ما نشاهده الان لا ثورة ضد الظلم والطغيان والعبودية بل ثورة ضد شخص احتل مكانا" يرى الكل أنهم جديرين بهذا المكان - تلك هي الحقيقة -شخصنة الثورة - . قد يقول البعض ان الظلم والطغيان والعبودية متجسد بتلك الشخصية وان زوالها تعني زوال كل المظاهر اللاانسانية .. وقد تجد وجهة النظر هذه مقبولية عند بدء الثورة وقد تكون احدى الوسائل المشروعة التي يرفعها الثوار ولكن على ارض الواقع ، وما يتبع انتهاء الثورة بسقوط الشخص .نجد استبداله بشخصيه اخرى ، ومن ثم ثورة اخرى ضده . ان شخصنه الثوره هذه هي التي ادت الى وحدة نتائجها في جميع الدول العربية التي سقطت شخوصها سواء بثورة شعبية خالصه او بمساعده خارجية بحته. تلك الوحدة التي تجسدت في صراع المجتمع داخليا من اجل الظفر بالكرسي . ولسان حال كل فرد يقول - أنا الأجدر- . وهنا نتساءل أين أهداف الثورة ؟ ان كانت هناك أهداف أصلا" لقيامها غير اسقاط الشخص الحاكم . - وهنا لنحاول ان نجرد هذه المرحلة – مرحلة تغيير الانظمة- من الشعارات الرننانه التي كان المثار عليهم ينادون بها ايضا" -. وقد تقفز هنا وجهة نظر تقول ان الصراع الدائر بين ابناء الشعب الواحد على القيادة هو حالة ديمقراطية طبيعية ناتجه عن سقوط الدكتاتور . وبقراءة مبسطة لواقع المجتمعات العربية لا نجد اي ممارسة سلوكية لمفهوم الديمقراطية لدى الفرد العربي الا ما ندر وان وجد فاستثناء فكيف يمكن ان يُصعد هذا السلوك بقتره زمنية قصيره لمستوى الممارسة على السلطة . ولا احد ينكر الفردانية والدكتاتورية الطاغية على اسلوب الصراع هذا . ومن هنا وجدت الفكره طريقها .. فللثورة هدفين لاثالث لهما . هدف مباشر يتمثل باسقاط الحاكم وهدف غير مباشر هو نيل مكانه لان الكل يرى جدارته فيه . وهذا ليس وليد المرحلة هذه فمن استقراء تاريخ الثورات المعاصره نجد ان اغلب الدكتاتوريات قامت على اطلال ثورات . والثوارت هنا بمعناها الواقعي بعيد عن المعنى الحقيقي الذي يتطلع اليه عامة الشعب الثائر .لانهم الخاسرون في النهاية . والجدارة للاقوى .. وحين نقول - الكل يرى جدارته في السلطة - .فان – الكل – هنا تعني الانسان العربي بما يحمله من فكر وسلوك . فهو المجتمع بكل ما يحمله من تناقضات والفردانية والتعصب والانغلاق سمات امتاز بها وكانت السبب وراء إضفاء افكار وطروحات لاتمت للواقع العربي بصله ومنها الثورات وما يتبعها من افكار سامية في الحرية والعدل والمساواة . ومن سؤال بسيط يمكن ان نعرف حجم الكذبه الي نعيشها نحن العرب ( هل ممكن ان تقام ثورة بمفهومها الحقيقي ضد شيخ عشيره او زعيم قبيله ) وبمجرد القول شيخ عشيره او زعيم قبيله فان الذهن يذهب الى انه الواحد والكل . فشخصيه الشيخ هنا او الزعيم لا يمكن ان تكون بمعزل عن شخصيه كل من في العشيره فهي جزء لا يتجزء من كل فرد .والمحيط الذي نشأت فيه هذه الشخصيه هي ذاتها التي أنشأة الرعية . لذا فشتان بين شخصية شيخ العشيره ورئيس الدولة وبين افراد العشيره وافراد المجتمع المدني . وهذا ما يفسر الاستقرار الواضح في الدول التي تاخذ من الملكية والاماره اسلوب للحكم لانها تمثل اعلى مراحل المشيخه ونظام القبيلة هو النظام الحقيقي السائد في تلك الدول اذا ما نزعنا عنها صفة الدولة . وبالمقابل فان الفوضى والشرذمة التي يعاني منها باقي المجتمعات التي لا تجد من يسوقها امر طبيعي لان الوحدانية امر متغلغل في الشخصيه العربيه وبالتالي لا تستطيع العيش دون الرمز المقدس . لذا نجد الديمقراطية العربية تختلف عن المفهوم الحقيقي للديمقراطية التي هي -حكم الشعب نفسه بنفسه -. فعلا" هي حكم الشعب نفسه بنفسه من هذا التعريف اخذنا نحن العرب الجملة بمعناها الحرفي وأصبح كل عربي يدعي قدرته على قيادة الامه أفضل من غيره مادامت الديمقراطية تعطينا الحق لان نحكم . وعند الحكم تظهر الشخصية العربية على أصولها المتعارف عليه قوة جبروت غطرسة تحمل من البداوة والقبلية ما يجعلها افضع دكتاتور عرفه التاريخ . وبالتالي تعطي للغرب المسوغ للتدخل في كل ما له فينا . لان فكر- الديمقراطية ، الثورة- فكرته واننا مجرد مكافحون من اجل الوصول اليها . والأخطاء التي ترتكب على مستوى إزهاق الأرواح البريئة ما هو الا ثمن لم تلمسه الأجيال السابقة ولن تلمسه اللاحقة . فمن يولد دكتاتور لا ينتظر منه ان يخلق ديمقراطيا" اذا ما نظرنا لأنفسنا جيد . فنحن الذي صنعنا من نثور عليهم ألان . ونحن من نحتاج لثورة داخليه تقلع كل ما يتنافى وروح الانفتاح والتسامح وقبول الآخر والاعتراف بالأخطاء وإعطاء كل ذي حق حقه . فمتى ما ولدت ارادة شعبية نحوا تغيير الواقع وأنفسنا ولدت حقا" الثورة التي تعطي ثمارها للأجيال اللاحقة ودون دماء .



#وسام_امين_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصام صحي
- هذيان يسبق ليلة الميلاد
- قمع التظاهرات في أمة الفيس بك
- خطوات
- لحظة عشق متأخرة في ميدان التحرير
- حرية في الطريق
- في ذكرى الاربع والعشرون ساعة لرحيل صديقي
- الحاكم العربي
- مو علي بابا العراقي
- لاتذهب من هذا الطريق


المزيد.....




- ناصيف زيتون ودانييلا رحمة يحتفلان بذكرى زواجهما الأولى
- فرنسا: قضية -المجوهرات المخفية- للوزيرة رشيدة داتي تعود إلى ...
- قضية اختطاف وقتل الطفلة الجزائرية مروة تثير تساؤلات عن ظاهرة ...
- تقارير: قرار واحد لترامب قد يُفضي إلى أكثر من 14 مليون وفاة ...
- من العزلة إلى الإعمار... هل ستفتح واشنطن أبواب سوريا للعالم ...
- قتيلان على الأقل في موجة حر شديدة وفيضانات تجتاح إيطاليا
- دعم خليجي متجدد للبنان.. تأكيد على الأمن والاستقرار والتنمية ...
- شبهة تجسس ـ برلين تستدعي السفير الايراني وطهران تنفي ضلوعها ...
- ماكرون يبحث مع بوتين الملف النووي الإيراني وحرب أوكرانيا في ...
- عاجل| ترامب: رفعت العقوبات عن سوريا من أجل منح البلاد فرصة


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام امين محمد - أشك انها ثورة