أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - عفوا ايها السيد احمد الصافي فعراق اليوم مرتع للاغبياء















المزيد.....

عفوا ايها السيد احمد الصافي فعراق اليوم مرتع للاغبياء


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


امس الجمعة 3/8/2012 وكعادته الاسبوعية أمّ سماحة السيد احمد الصافي المصلين في مدينة كربلاء وليلقي على اسماعهم بعدها، خطبته السياسية التي تعبر عن رأي المرجعية الدينية الظاهري تجاه الازمات المختلفة التي تمر بالبلد والتي اثرت وتؤثر على حياة الناس بشكل مباشر. ولم يأتي السيد الصافي بشيء جديدعندما اشار الى فشل الدولة في بناء الانسان العراقي حيث قال في خطبته (ان الدولة فشلت في بناء الانسان من خلال الدورات التطويرية خارج البلد وكانت هذه الدورات مجرد صرف للاموال وهدر للوقت من دون الحصول على كفاءة جديدة ينتفع فيها البلد). ومن حقنا هنا ان نسأل السيد الصافي عن "الدولة" واين هي؟ وهل ما يجري في العراق اليوم يشير الى وجود دولة بمعناها المتعارف عليه؟ ام اننا حيال سلطة لا تقيم وزنا للقانون بل على العكس فانها تتجاوزه بعناد وامام جماهير "شعبها" كما حصل في تصويت مجلس نواب "الشعب" مؤخرا على قانون انتخابات مجالس المحافظات على الضد من قرار المحكمة الدستورية العليا ليكشف هؤلاء النواب ومن خلال اوامر رؤساء كتلهم عن الوجه القبيح للعملية السياسية "الديموقراطية" في البلد والتي وصلت الى الحضيض بفعل هؤلاء النواب وكتلهم نفسها.

اذن فالدولة لم تفشل في بناء الانسان كما قال السيد الصافي لعدم وجود دولة ذات مؤسسات حقيقية في العراق اليوم اساسا، انما الذي فشل في بناء الانسان العراقي هي السلطة التي وظّفت الطائفية والقومية كنهج للحكم والذي اثبت فشله الذريع ليس في بناء الانسان وهو الاهم بل حتى في بناء البلد الذي تشير كل الارقام والشواهد على تخلفه ودماره رغم الارقام الفلكية من الاموال التي تدخل خزينة السلطة. لتتحول الى مشاريع وهمية وسوء تصرف كبعض من تلك التي اشار اليها السيد الصافي في خطبته، او تدخل جيوب المتنفذين من رجالات السلطة وبطانتها بمختلف الطرق غير الشرعية طبعا ولتهرّب الى خارج البلد.

وفي مكان آخر من خطبته يتساءل السيد الصافي عن سبب هروب الشركات الاجنبية بعد فترة من مباشرتها العمل من دون انجاز ما تعاقدت عليه! وكأن الجواب على هذا السؤال هو من الصعوبة بحيث لا يستطيع السيد الصافي الاجابة عليه امام المصلين، وهو فساد الجهاز "الحكومي" وغضّه النظر عن هذه الجرائم مقابل العمولات الضخمة التي يتقاضونها من خلال هذه التعاقدات الوهمية او تلك التي لا تمثل نسبة انجازها الا معدلات بسيطة جدا، كتعاقد وزارة التربية العراقية مع شركة ايرانية لبناء المدارس في العراق والتي تناقلتها الصحافة وقتها باسم فضيحة المدارس الهيكلية عندما كان خضير الخزاعي وزيرا للتربية، والذي وعوضا عن محاسبته لاهداره ملايين الدولارات كوفيء بمنصب نائب رئيس الجمهورية!! وليتساءل في نفس المكان من خطبته عن السر العجيب في هروب هذه الشركات ليقول ( لماذا يحصل هذا بنا اما ان تكون هناك ارادة اقليمية او دولية لتعطيل هذه المشاريع او هناك قوانين وضعها واضع يريد ان يعطل اعمار البلد او ان شخصا اراد ان يعطل امام مسمع ومرأى جميع المسؤولين ولا احد يريد ان يغير شيء). ولا ادري لماذا لم يشر الصافي الى ان الامور التي ذكرها مجتمعة هي السبب الاساسي لمجمل مشاكلنا، واذا توخينا الدقة فانها نتائج وليست اسباب لان الاسباب الحقيقية هي المحاصصة الطائفية القومية والصراع الخفي والمعلن على احتكار السلطة للهيمنة على مقدرات البلد التي افرزت اغبياء لقيادة البلد وهذا ما اخطأ فيه السيد الصافي عندما قال (او ان هناك نفوسا كبرت على المرض وجبلت على خيانة هذه التربة واصبحت تتأذى من اسم البلد فلا بد من تحطيمه، او غباء مستفحلا وهذا غير مقبول نهائيا لان العراق لا يقبل الاغبياء او هناك خلل في المسؤول).

ان تكون هناك نفوسا (من الطبقة المخملية الحاكمة) كبرت على المرض وجبلت على خيانة تربة الوطن فانها حقيقة لا تحتاج الى برهان وساطعة كسطوع شمس تموز وآب التي اذاقتنا الامرّين بغياب الطاقة الكهربائية ونقص امدادات المياه وغلاء اسعار المواد الاستهلاكية خصوصا في شهر رمضان. وان يكون هناك خللا في المسؤول، فان اعادة اعمار العراق الفاشلة رغم صرف مئات المليارات من الدولارات تؤكد هذا الخلل. ولكن القول ان العراق لا يقبل الاغبياء "يحكموه"!!! تجعلنا ان ندخل مع السيد الصافي في حوار بسيط لنتساءل نحن المتضررين من كم الفشل الهائل للسلطة في توفير ابسط الخدمات الحياتية لنا، حول امكانية تقبّلنا كشعب في ان يقودنا الاغبياء، ولماذا؟

قبل الاجابة على السؤال اعلاه دعونا ان نشير الى بعض الامور التي تثبت غباء المسؤولين وخيانتهم لتربة البلد مثلما تساءل السيد الصافي عنهم في خطبته، ونتساءل عن السبب الذي جعل الحكومة ان تتقدم الى مجلس نواب "الشعب" وتحت ضغط بعض القوى السياسية المساهمة في العملية السياسية بمقترح قانون العفو عن مزوري الشهادات الدراسية، وهل هم انفسهم الذين اشار اليهم السيد الصافي في خطبته على انهم من اصحاب الدورات التطويرية التي كلفت "الدولة العراقية" المال والجهد والوقت؟ فان كانوا هم انفسهم وعادوا للبلد لاعماره فاننا لا نحتاج الى البحث عن اي تفسير لكل التساؤلات التي اثارها السيد في خطبته ويشير اليها المئات من الحريصين على البلد منذ الاحتلال لليوم. وهل وجود فائض تجاري لصالح تركيا وايران بمليارات الدولارات وفتح ابواب العراق امام شركات الدولتين دون الجلوس اليهم لمناقشة مسألة المياه واسباب وقف ضخّها الى الانهر العراقية ما ادى الى جفاف الانهر وقتل الارض الزراعية وتدمير عشرات الاف الهكتارات من الاراضي الزراعية، يعبر عن ذكاء الساسة العراقيين ووطنيتهم؟ وهل توقيع عقود ضخمة مع شركات وهمية وشراء لعب على انها اجهزة متطورة بملايين الدولارات دلالة على غباء ام خيانة ام كلاهما معا؟

السيد الصافي انت تعرف جيدا من هم الاغبياء ومن هم الذين اوصلوهم للسلطة بعد ان روجّوا لهم قبل كل انتخابات جرت في البلد لاسباب طائفية؟ وهل تستطيع في خطبك القادمة ان تنتقد موقف المرجعية الدينية ذاك على اساس ان النقد خير وسيلة للبناء ؟ وهل تستطيع وانت تمثل مرجعية دينية ان تقول للناس ان هذه الحكومة فاشلة وانها اذا اعادت تشكيل نفسها بنفس الوجوه او بنفس النهج فان الفشل سيستمر وان المتضرر الوحيد من هذا الفشل هو الناخب العراقي الذي صوّت وسيصوّت لهم؟

السيد الصافي نحن كشعب لا نقبل ان يحكمنا الاغبياء ولكن الذي فرض الاغبياء علينا هو الجهل والتخلف اللذان يلفان الغالبية العظمى من ابناء شعبنا، والذي لعب ويلعب فيهما بعض رجال الدين دورا كبيرا لترسيخهما في المجتمع كي تستفاد منهما الاحزاب الاسلامية الطائفية المهيمنة على مفاصل السلطة. السيد الصافي ان اول كلمة قيلت للنبي محمد هي كلمة (اقرأ) ورغم ذلك فان نسبة الأمية مرتفعة بشكل مخيف ومرعب وسط ابناء شعبنا، وآخر كلمة قالها النبي محمد بشكل رسمي هي كلمة (الاخلاق) عندما قال في خطبته المسماة خطبة الوداع ( انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق). ولا اظن ان الرشوة والتزوير والسرقة والخيانة ووضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب لاسباب طائفية او قومية هي جزء من الاخلاق او انها تمت بصلة الى الاخلاق اساسا. السيد الصافي هناك حديث للنبي محمد يقول فيه (لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين)، فهل شعبنا مؤمن وقد لدغ لليوم عدة مرات من نفس الجحر؟ وصدقني ايها السيد الجليل من انهم سيلدغون مرات ومرات اخرى فاين ايمانهم يا ترى؟

يقول الامام علي (ولكن أسفا يعتريني وجزعا يريبني، من ان يليَ هذه الامة سفهاؤها وفجّارها، فيتّخذون مال الله دُوَلاً، وعباد الله خوَلاً، والصالحين حرباً، والقاسطين حزباً ).

ويقول النبي أشعيا (ويل للذين يشترعون شرائع الظلم والذين يكتبون كتابة الجور والزور ليحرّفوا حق الضعفاء ويصدّوهم عن الحكم ويسلبوا حق بائسي الشعب لتكون الارامل مغنما لهم وينهبوا اليتامى).



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول اللقاء الاخير بين الحزب الشيوعي العراقي والسيد المالكي
- مدرب العراق الوطني في لعبة الفشل .... هدفنا المركزالاول عا ...
- رمضان كريم ايها العراقيين ومبروك لكم عدسكم
- استنساخ المالكي بين الهزل والهزل
- الحائري نطق بلسان المالكي
- لنوسع النقاش من اجل استنهاض اليسار
- كل بلد عربي بحاجة الى البو عزيزي
- الخطر كل الخطر في ان تتحول بغداد الى قندهار بنكهة ايرانية
- الشتائم والمثالب وديموقراطية الاسلام السياسي
- الأموات أحياء في سان خوزيه والأحياء أموات في بغداد
- نكتة السيد المالكي في وقت العراق بدل الضائع
- هل لا زال الله في أجازة ؟
- آقاى شهرستانى دست شما درد نكند !! *
- أسئلة حول مقالة من الاصلح للدكتور عبد الخالق حسين
- أفي طائفية المالكي شك ؟
- هل ستكون الطائفية جسرا لتقسيم العراق أو أضعافه وعلى عاتق من ...
- هل ستكون الطائفية جسرا لتقسيم العراق أو أضعافه ، وعلى عاتق م ...
- هذوله احنا
- البعثيون والصداميون .. نكسانه مو نكسانه
- متى اجتث الشيوعيون حزبا يا حسن العلوي ؟


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - عفوا ايها السيد احمد الصافي فعراق اليوم مرتع للاغبياء