حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)
الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 01:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أصدر مكتب الدكتور حسن ميّ النوراني، إمام دعوة النورانية الروحي ومؤسسها، البيان التالي:
بسم الله ربنا الرحمن الرحيم وبهدي نبي الرحمة نقول:
الأصل في كل تشريع أنه يحلل النافع ويحرم الضار. بغير هذا الأصل، يفقد التشريع مسوغه الإنساني. وغاية الدين هداية الإنسان إلى ما ينفعه، وحفظه مما يضره. وأتفق فقهاء المسلمين على قاعدة "لا ضرر ولا ضرار". وعلة الصيام في القرآن هي التقوى: تقوى الله التي تحفظ على المسلم دينه وعقله ونفسه وماله ونسله. والإسلام دين يسر. ورب المسلمين رحمن رحيم. وتفضل الشارع على المسلمين برخصة الإفطار في رمضان للمريض والمسافر. والله يحب أن تؤتى رخصه. ووقع صيام النبي كله، في أشهر الشتاء (بين العاشر من كانون الثاني/يناير عام 631م والسادس والعشرين من آذار/مارس 624م)؛ الواقع فيها شهور صيام النبي محمد في رمضان، منذ فُرض الصيام على المسلمين، في السنة الثانية هجرية، وحتى وفاته في 12 ربيع الأول من العام الهجري العاشر.
ما يعني، أن صيام النبي لم يقع في أجواء مناخ صيفي حار، يشقَ فيها الصيام على المسلمين. والإسلام ليس دين مشقة. ولمنع المشقة، رخّص الشارع للمسافرين والمرضى، الفطر في رمضان. علّة الرخصة في الإسلام، هي رفع المشقّة عن المسلمين.
وصيام رمضان، في الأشهر التي تقع في أجواء الصيف الحار، شديد الحرارة، كما يشهد شهر رمضان الجاري؛ هو صيام شاقٌّ على الصائمين، خاصة البؤساء منهم، الذين لا يتيح لهم شقاؤهم في الحياة، أن يهربوا من مشقة الصيام، بالنوم والتلهي، في أجواء البيوت وأماكن العمل المكيفة بالهواء البارد، والمجهزة بوسائل الرفاهية.
على ما علا؛ وبإلهام من ربنا الرحمن الرحيم، اجتهدنا نحن: حسن ميّ النوراني، إمام دعوة النورانية الروحي، ورأينا ما يلي:
لو أن رمضان، أتى في أشهر تقع في فصل الحر الأشد والأشقّ على الناس، في زمن النبي محمد، واستنادا إلى ما أوردناه أعلاه، فإن النبي، رسول الله الرحمن الرحيم، كان لا محالة، سيرخص للناس الذين يشقّ الصيام عليهم، بالإفطار..
واستنادا لإيماننا بأن الإسلام جاء رحمة للناس، وأن باب الاجتهاد مفتوح؛ لذا، نرى أن إفطار شهر رمضان، الواقع في أشهر الصيف شديد الحر، مباح لمن يشقٌ عليه الصوم.
اجتهدنا، راجين أجرين من الله إن أصبنا، وأجرا إن أخطأنا. والحمد لله الرحمن الرحيم، رب العالمين، والصلاة والسلام على الرسول الكريم.
صدر في 16 رمضان الموافق 4/8/2012م.
#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟