أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن ميّ النوراني - سها وموت عرفات وشقيقته والجزيرة وعين الهوى والرغبة!















المزيد.....

سها وموت عرفات وشقيقته والجزيرة وعين الهوى والرغبة!


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 22:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل سنوات عديدة، حدثتني صديقة من غزة أن السيدة سها عرفات كانت "زعلانة منها" بسببي!! قالت لي الصديقة التي كانت قريبة من السيدة سها، أنها تحدثت مع السيدة سها عني.. حينها كانت سها سيدة فلسطين الأولى.. وكانت "تعاني من ضائقة نفسية، اضطرتها للجوء إلى من تلمست عندهم مساعدتها على مواجهة حالتها.. كانوا من مختلف الملل، وكانت تمنحهم بسخاء.. لكنهم لم يجدوها نفعا".. هذه رواية الصديقة المشتركة، نقلتها بمعناها، لا بحرفيتها.. رحبت الصديقة بزيارتي لها من غير ترتيب مسبق، ورأتها "فرصة خير من ألف موعد" كانت تحتاجها لتنعم بالجلوس معي والراحة من أتعابها (النفسية الروحية)، واضافت هامسة بالكلام همسا، لكي لا يتطاير إلى جمهورها الذي كان ينتظرها في صالة الانتظار: " سها تعبانة كتير، حدثتها عنك، زعلت مني، زعل عتاب طبعا، قالت لي: هو انتي بتخلي الناس الحلوة الك وما بتعرفيني عليهم؟!"..
فهمت الرسالة، فالسيدة التي تستمد سلطتها من الزعيم الأوحد ترغب في زيارتي لها.. ولكني تجاهلت كلام الصديقة، وتركته ليمر في جلسة مرت من واعيتي إلى أن عادت إلى وجه حافظتي مع عودة قصة استشهاد عرفات بالسم، إلى صدارة الأحداث، يسخنها هذه المرة، حماس ملحوظ من سها أرملة عرفات..
امنحوني قليلا من صبركم ومن سماحة أخلاقكم لأبين سبب تجاهلي لرغبة سها القديمة في لقائي..
من واقع أني معالج نفسي روحي، فأنا لا أحجم عن تقديم مساعدتي لكل صاحب حاجة.. ولكني كصاحب فكر، ورسالة (نورانية)، لا أنتهك مبدأ تعلمته من علمائنا الشامخين بأخلاقهم، وانزرع في عمق وجداني.. هو: "العالم لا يدخل على سلطان"، فإذا احتاج السلطان إلى عالم، فعليه أن يتجرد من سلطانه، ويقصد العالم، كما يقصده من لا سلطان له!
سها كانت "سلطان" يتهافت عليها "ذباب كثير.. وأنا لست من المتهافتين لا على موائدها، ولا على موائد زوجها، مصدر سلطانها.. وكان بعض من أهلي، بعد عودتي من غربتي إلى غزة عام 1995م، قد طلبوا مني، أن أترأس وفدا منهم، لزيارة الرئيس عرفات، فرفضت.. كان من شأن الزيارة المقترحة أن تفتح أمامي باب وظيفة مرموقة، ومرتب ينتشلني من الفقر الذي عدت به إلى أرض الوطن، وينتشلني من "هواني على الناس"، إذا ما منحنى السيد المانح الأوحد أيامها، رتبة عسكرية، أو وظيفة مدنية، تليق برجل انضم لحركة فتح، في أيامها الصعبة.. رفضت زيارة عرفات، لأني رفضت فساده.. ورفضت الاتفاقية التي عقدها عرفات مع الكيان الصهيوني الغاصب، التي تمنح الاغتصاب مشروعية لا يستحقها.. والقبول بوظيفة "منحة" على الولاء، قبول بفساد عرفات، وبمشروعية اتفاق يمنح العدوان على وطني، وعلى الإنسانية كلها، مشروعية لا تحق له.. كان هذا موقفي ولا يزال.. ورضيت بالفقر الذي لا يزال..
نعود إلى السيدة سها.. المهمومة حاليا بالبحث عن سبب وفاة زوجها يرحمه ويرحمنا الله بواسع رحمته.. ومثلما كانت رغبتها القديمة بلقائي، وتعبها الذي ألقى بها في بحر خداع وابتزاز المشعوذين لها وهو تعب أحسب أنه ينبع من دوافع ذات طبيعة نسائية، كذلك، ومن النبع ذاته، تستقي سها، حماسها المطالب بنبش قبر زوجها بعد ثماني سنوات من موته، وفي سياق تحقيق أجرته قناة الجزيرة الفضائية القطرية، يطرح فرضية "موت عرفات بسم البولونيوم".. فلماذا حماس سها الساخن هذه المرة، الذ دعاها للمطالبة غير المتروية، بنبش قبر زوجها، بيد أنها كانت قد رفضت فكرة تشريح الجثة حين وفاته، لتحديد السبب الحقيقي، الذي أحجم الفرنسيون، معالجو عرفات حتى وفاته في باريس، عن الكشف عن سبب الوفاة؟!.. واكتفى المستشفى المعالج، بتسليم تقرير طبي مطول لعائلة عرفات، لم يكشف سرا، ولم يشف غليلا.. واكتفى وزير خارجية فرنسا حينئذ بالتعليق: "ليس من مصلحة الفلسطينيين أن نكشف السبب الحقيقي لوفاة زعيمهم!؟.
مع ذلك، فإن عامة الناس يعتقدون، تشاركهم سها، على مستوى عقلها الواعي، أن الزعيم الفلسطيني الراحل، مات جراء مؤامرة إسرائيلية، تم فيها دس السم له..
تحقيق فضائية الجزيرة القطرية، تحدث عن وجود مادة إشعاعية اسمها البولونيوم 210، بنسبة مرتفعة، في أشياء كان يستخدمها الرئيس المتوفى قبل رحيله، وظلت زوجته الوفية محتفظة بها.. فتصايح العرب، ومن كل الألوان والمستويات، وهم يشاهدون تحقيق الجزيرة: "هذا دليل قاطع على أن إسرائيل قتلت الشهيد عرفات بسم البولونيوم".. ومشهور عن العرب، أنهم يلبون "الصيحة" دون أن يعوا مضمونها.. فإذا صاح صائحهم: "عليهم"، فلا مجال لإعمال الفكر ولا تقليب الوجوه ولا التروي ولا فسحة للعقل لينظر ولا مكان لعاقل إن تجرأ وصاح حتى تنقطع أنفاسه، بصيحة غير صيحة "عليهم"!
قد لا تكون "صيحة" الجزيرة، من صيحات "عليهم".. لكن السيدة سها، وامة العرب، وسادتهم مستغلي جهل الجهلة، وطيبة قلوبهم، وسذاجة عقولهم.. تلقتها هكذا..
لا يغفل علماء النفس، عن أن تصرفات عامة الناس، هي ترجمة لاحتياجاتهم، ولا تخضع لأفكارهم الواعية، إلا بالقدر الذي يدعم به الفكر الواعي، إشباع الحاجات.. حفظ الذات، بمستوى الفرد والجماعة، يحتل مركزا متقدما في لائحة الاحتياجات، وهو يحتل المقام الأول لدى عامة الناس: يبدأ ذاتيا، ويمتد إلى حفظ الجماعة، باعتبار أن الانتماء لجماعة، هو ميكانيزم دفاعي ضد الأخطار التي تواجه الذات..
تحقيق الجزيرة، طرح فرضية موت عرفات بسم البولونيوم.. وذكر التحقيق، أن إثبات صحة هذه الفرضية، ليس ميسورا، وقد يكون مستحيلا..
واقترح التحقيق، إجراء اختبار عينة من رفات عرفات، لفحص ما إذا كان موته يعود لتسميمه بالبولونيوم أم لا..
وجهة نظر علمية قالت تعليقا على فرضية احتمال موت عرفات بالبولونيوم: "اثبات هذه الفرضية مستحيل!".. لماذا؟ يقول صاحب وجهة النظر هذه: عرفات مات منذ ثماني سنوات، لم يبق منه شيء سوى عظام بلا نخاع.. لو صح أنه مات بالبولنيوم، فإن هذه المادة توجد في نخاع العظام، ليس في العظام.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تختفي آثار البولونيوم بعد 1384 يوماً من الوفاة، ومرّ على وفاة عرفات 2800 يوم!
ومع ذلك، تصر السيدة سها عرفات على مواصلة موقفها، وتريد مواصلة التحقيق في وفاته، ونبش قبره.. وهي ترغب في أن يثبت التحقيق أن زوجها قضى نحبه بسم البولونيوم..
فإذا صح أن عرفات مات بسم البولونيوم، فهو لم يمت كما قيل لإصابته بمرض نقص المناعة "الإيدز"، الذي ربما انتقل له من علاقات جنسية نسائية أو لوطية، كما تشير تقارير أخرى راجت قبل وفاة عرفات وبعدها.. سها، ومثلها نساء الأرض كلهن، يرفضن أن يقيم أزواجهن علاقات جنسية مع نساء أخريات أو مع رجال.. كل مرأة، تعتبر هذا السلوك، طعنا في أنوثتها، وحطّا من قدرها.. وتهديدا وجوديا من النوع الثقيل، يهون معه كل أمر، حتى ولو كان موت الرجل الخائن لها.. شعار كل النساء: "أنت لي أنا وحدي دون النساء كلهن.. أو: لك الموت وحدك، بدل أن تميتني بخيانتك لي!!"..
سها امرأة قبل موت عرفات وبعده.. تريد أن تتخلص من احتمال أن يكون عرفات قد مات بسبب خياناته لها.. هي تريد أن تتخلص من كابوس خيانات الزوج المميتة لها معنويا.. تريد لابنتها أيضا (مرأة نامية) أن يبقى أبوها في تقديرها رجلا مثاليا بمعيار النساء..
سها، وابنتها زهوة، وعامة العرب، يريدون إلصاق تهمة موت عرفات بعدو يهدد الأمن الفردي والجمعي للعرب.. هذا ميكانزم نفسي دفاعي.. له علاقة بإرادة الحياة، ولا يتوقف عند مصداقيته العلمية من عدمها.. إسرائيل قد تكون فعلا هي التي قتلت عرفات، أو ساهمت بقتله.. لكن الرغبات لا تكفي لإثبات هذا الممكن..
الرغبات تكفي لدفع الإنسان إلى قراءة الوقائع، بعيون رغباته.. أي: بعيون الهوى..
سأقدم شاهدا ذا علاقة حميمة بموضوعنا.. تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الجمعة 13 أيلول/ يوليو 2012م، تناقلت موقع إليكترونية عربية ما اعتبرته ترجمة حرفية لنص التقرير العبري..
بعض المواقع الاليكترونية، خاصة الشعبية منها، نشرت التقرير تحت العنوان التالي: خفايا تكشفها يديعوت لأول مرة :عالم إسرائيلي كبير يؤكد استشهاد أبو عمار بالتسمم بعد تناوله وجبة عشاء
العنوان مثير، ويداعب رغبات القراء.. أتوقع أن عددا قليلا منهم تحمّل عناء قراءة التقرير كله، وبوعي لا بهوى الرغبة.. أنا قرأته ثلاث مرات لأبحث عن تأكيد ما ذكره العنوان.. لم أجد في صلب الموضوع الذي يحمل العنوان السابق أي تأكيد إلى ما أشار إليه.. عودوا من جديد لقراءة التقرير، دلوني على تأكيد من نص التقرير المنشور بالكامل.. قد أكون أنا الآخر أقرأ بعيون هوى الرغبة.. في النهاية أظل عربيا وأحمل جينات "عليهم"!.. قد أكون "لا أعرف كيف اقرأ تقريرا صحفيا، أنا الذي أفنيت عمري في مهنة الصحافة!!"..
الوسائل الإعلامية العربية التي نشرت تقرير الصحيفة الإسرائيلية تحت عنوان لا يوجد ما يحتويه بين محتويات التقرير، هذه الوسائل هي العائلة التي تنتمي إليها فضائية الجزيرة القطرية، صاحبة التحقيق الطويل، المضني، باهظ التكلفة، الذي يوحي بأنه يرتدي عباءة المهنية، والموضوعية والنزاهة وما عدا ذلك من قواعد الإعلام وأخلاقه!
استشهدت الجزيرة بشهادات متخصصين في موضوع البولونيوم وتأثيراته على الحياة الإنسانية.. كانت الشهادات موضوعية.. العلماء غير العرب تحدثوا عن "احتمال" موت عرفات بالبولونيوم.. لم يجزموا.. قالوا أن فحص الجثة وحده هو الكفيل بالجزم.. قد يكون أصحاب الشهادات أضافوا خلال تحضير التحقيق، أن الجثة لم تعد صالحة لإجراء اختبار البولونيوم عليها.. فإذا هم لم يفعلوا ذلك، فشهادتهم مجروحة وناقصة!
فهل أخفى تحقيق الجزيرة هذه المعلومة عن السيدة سها، وعن الجماهير العربية؟!.. هل فعلت الجزيرة ذلك سهوا منها أم عمدا ؟!
لو برزت هذه المعلومة الغائبة عن تحقيق الجزيرة، لقلنا باطمئنان، أن الجزيرة اشتغلت بمهنية وأخلاق، تبرأ بهما من تهمة الشك في نواياها!
لكن، مع غيابها.. دعوني أشك، شكا على منهج الفيلسوف الفرنسي الشهير ديكارت، والشك عنده للتحقق العلمي من صحة القضية المشكوك فيها.. دعوني أشك في براءة الجزيرة، فافترض أن تقريرها أسقط المعلومة عمدا، فلماذا فعلت الجزيرة هذا؟!
فإذا افترضنا وجود "العمدية" في التحقيق، فإن تلمس عواقب نشر التحقيق، قد يساعدنا على تحديد دافع الجزيرة!
سها عرفات دعت سلطة رام الله للسماح بإجراء اختبار البولونيوم على جثة عرفات، للوقوف على حقيقة أسباب موته، وسلطة رام الله وقيادة فتح سارعتا بالاستجابة لندائها..
سها عرفات أوعزت بتقديم دعوى في باريس باعتبارها المكان الذي توفي فيه زوجها!
ولا يخفى أن للسيدة سها، موقفا غير وديّ، من نظام سلطة ما بعد زوجها.. وقد لا يزال حاضرا، في ذاكرة سها، حيا ومزعجا، ما قيل أن خليفة زوجها، قال في دمشق، التي زارها بعد وفاة الزعيم الفلسطيني عرفات، أن الأخير مات بمرض نقص المناعة "الإيدز"..
دوافع سها، التي تحركها عوامل نفسية دفينة، دفعتها لقراءة تحقيق الجزيرة "قراءة هوى ورغبة".. لكن ذلك لا يمنعنا من الاعتراف بأن الوفاء للزوج، باعتباره زوجا، وأبا لابنتها، ورمزا، هي عوامل لا يجوز اغفالها!
السيدة خديجة شقيقة ياسر عرفات، وفقا لتقرير نشرته وكالة معا الإخبارية الفلسطينية "اتعبتها طريقة عرض وسائل الإعلام لموت شقيقها حتى أنها تساءلت: "هل إعادة استخراج الرفات من التربة سيعيد ياسر عرفات إلى الحياة"، وناشدت الجميع :" اتركوه يعيش مرتاحا حيث يرقد... حتى أرضي ضميري وأرضيه في قبره يجب أن لا نتحدث عن استخراج جثته".
موقف خديجة نقيض لموقف سها، ما يعكس المواقف التقليدية بين الحماة وكنتها.. خديجة تلعب دور الحماة بحكم أن الأخت بديلة عن الأم.. هذا شاهد جديد على أن عين الهوى والرغبة هي التي تقرأ وتسمع..
لا يغيب عن الجزيرة أن العربي يسمع ويرى ويتحرك بهوى الرغبة.. وهي استغلت هوى ورغبة السيدة سها لتتحرك وتسعى لنبش قبر زوجها..
الجزيرة استغلت هوى ورغبة مشاهديها، وبالخصوص الفلسطينيين منهم، لتدفع بهم، في اتجاه حركة.. فما هو اتجاه الحركة المتوقع، الذي ترغب به الجزيرة؟!
ضد إسرائيل؟!.. ما جدوى مثل هذه الحركة الآن، ومنذ أن مات عرفات، والكثيرون يرددون بلا كلل ولا ملل: إسرائيل قتلت عرفات بالسم!
أم ستكون سلطة رام الله وقيادة فتح، هي هدف هذه الحركة؟ وهل هدف هذا الهدف، هو اضعاف الصف الفلسطيني من جديد، وفي ظل ظروف عربية جديدة، تعمل لصالح حركة حماس، المناهضة لسلطة رام الله وقيادة فتح.. وقد لعبت الجزيرة دورا بارزا لإذكاء الأحداث التي حملت زعماء جدد ذوي توجه إسلامي للحكم في تونس ومصر؟!
لا ينبغي أن نغفل عن خطاب رئيس مكتب حركة حماس السياسي خالد مشعل، في تونس، في أول زيارة له، والذي جاء بعد استلام حزب النهضة الإسلامي للحكم.. مشعل في خطابه تحدث عن تحقيق الجزيرة، وتبنى "قراءة الهوى والرغبة له"، وقال مباهيا: أنا أول من كشف أن إسرائيل قتلت عرفات بالسم.. وفي خطابه، أكد موقف حركته التقليدي، الملتزم بخيار المقاومة المسلحة، بما يعني تجديد التأكيد على الخلاف الجوهري بيم حماس وسلطة رام الله، التي أسقطت خيار المقاومة المسلحة.. هذا الإسقاط، يقف، كما تقول حركة حماس، عائقا، هو الأهم، في وجه أية مصالحة بينها وبين حركة فتح المهيمنة على سلطة رام الله!
الجزيرة، أثارت عواطف الجماهير العربية، ضد حكامها.. ونجحت في مصر وليبيا وتونس واليمن.. وتواصل الإثارة في سوريا.. فهل جاء دور الفلسطينيين؟!
وهل من باب الصدفة، أن تعلن حكومة قطر، التي تتبعها الجزيرة، وفي هذا الوقت الذي لا يزال الرأي العام الفلسطيني، منشغلا بتحقيق الجزيرة، عن تنفيذ مشاريع استثمارية بمئات ملايين الدولارات في قطاع غزة، الذي تهيمن حركة حماس عليه.. والاستثمار هذا، يصب لمصلحة حركة حماس ويدعم موقفها في وجه حركة فتح، كما يدعمها استيلاء حزب النهضة التونسي، والإخوان المسلمون المصريون على الحكم؟!
وبافتراض أن لدى الجزيرة "نوايا سوء"، نستطيع أن نفهم لماذا سارعت إسرائيل بنشر تقرير (يديعوت أحرونوت) ليغمز بوضوح، أن عرفات كان متورطا في علاقات جنسية لوطية، قد تكون مسئولة عن إصابته بمرض الإيدز.. بالتالي، يعود موته للإصابة بالإيدز، لا بالسم، الذي لا دليل عليه، رغم تحقيق الجزيرة!
وعرفات لا يزال الأب الروحي لحركة فتح وسلطة رام الله.. والطعن في الأب الروحي طعن قاتل للأبناء.. كما هو طعن مؤلم للسيدة سها.. قلبي معها.. ومع ابنتها.. ومع خديجة.. ومع شعبي كله!
والطعن في عرفات، يصيب مقتل محبيه من شعبه ومن العرب وفي العالم كله، الذين تعاطفوا مع تحقيق الجزيرة، بقراءتهم الخاصة.. فهل ترغب الجزيرة، في توجيه صدمة طاعنة لحركة فتح، وسلطة رام الله، بدعوى أنها تخاذلت عن واجب الكشف عن سبب موت عرفات، وتحديد من يقف وراءه؟!
ثم هل ترغب الجزيرة بعد ذلك، أن يأتي الطوفان على أمواج أثيرها العاصف.. من جزيرة قطر، مرة أخرى.. ومتجها نحو فلسطين السلطة، لا فلسطين كلها؟!
*الكاتب: إمام دعوة النورانية الروحي ومؤسسها.



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاني الحسن وفاطمة البدوية وعرفات يعين الكذابين وزراء!
- الدين والعقل والجامعة الإسلامية بغزة ويحيى رباح في صنعاء
- هل خطباء المساجد، عميان وبهم صمم؟! نهاية القذافي نصر من الله ...
- الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين انتصار للإنسان
- خطباء المساجد والوعي الضال - تحرير الأسرى أهم من تحرير القدس ...
- الرئيس يقترف الخطيئة.. ويحمل العار مختالا!
- لخدمة مصالح فئوية خاصة؟!.. قوى فلسطينية تعبث بحق العودة وتمي ...
- ردا على خطاب الرئيس عباس.. -العودة أهم من الدولة-
- رسالته شفائية إيمانية روحية علمية – مركز الطب القرآني يحذر م ...
- مركز الطب القرآني يحذر: إذا رأيت عبارة -Sugar Free - أو بدون ...
- الجن يسكنون المنطقة المظلمة من رؤؤسنا وقلوبنا! ورحمة الله لا ...
- ليس دفاعا عن عباس – اعتذار عن -انحدار أخلاقي -!
- بطلبها تأجيل بحث تقرير غولدستون.. السلطة الفلسطينية تسقط مجد ...
- أكتوبر مشعل: هل هو عبور للتصالح بين حماس وإسرائيل؟!
- رسالة مفتوحة لحكومة حركة حماس في غزة: أين عدل الله في أرض تح ...
- نقد مسنون... رمتني زوجتي بحجارته!
- الإباحية الجنسية في الإسلام
- يا ضعفاء القوم.. لا تهجروهنّ في المضاجع.. إن فعلتم، يهجرن بي ...
- - التبريرية- مرض يصيب العقل العربي – زواج النبي من عائشة نمو ...
- هل الغباء شرط لازم للتدين؟!


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن ميّ النوراني - سها وموت عرفات وشقيقته والجزيرة وعين الهوى والرغبة!