اغتيال الحريري وسياسة تمرير الصفقات السياسيه

تيسير خروب
كاتب وباحث
(Taiseer Khroob)

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

قتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري اليوم في انفجار استهدف موكبه في وسط العاصمة اللبنانية بيروت.

كما اسفر الانفجار عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل من بينهم عدد من مرافقيه وحرسه الشخصي فضلا عن اصابة العشرات.

وقالت مصادر صحفية لبنانية ان الانفجار نجم عن سيارة مفخخة في منطقة عين المريسة بالقرب من فندق سان جورج الفاخر مما اسفر عن خسائر مادية جسيمة في السيارات والمباني الموجودة في موقع الانفجار.

وقع الانفجار قرابة الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم بتوقيت لبنان في منطقة تعج بالمؤسسات الاقتصادية
وقد ادانت الحكومة السورية مقتل الحريري ووصفته بأنه عمل ارهابي.

وقال وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله في تصريحات لوكالة رويترز ان سوريا " تعتبر هذا العمل الارهابي جريمة تهدف الى زعزعة الاستقرار في كل من لبنان وسوريا".

واعرب الوزير السوري عن دعم ومساندة دمشق للبنان.

ونفى الوزير السوري الاتهامات الموجهة إلى بلاده بالتخطيط للاعتداء على الحريري.
ومهما كان الدافع لاغتيال الحريري او من كان وراء اغتياله الا ان تداعيات الحدث وما سيتبع ذلك هو المرتقب بحذر 0فكثير من اعمال العنف لا يعرف مصدرها او مرتكبيها او دوافعها سوى تكهنات وتحليلات لا تؤدي في الغالب الى الفاعل ومحاسبته او ايقاف اعمال القتل والاغتيال الاخرى القادمه00وحتى لو فرضنا تبني جهه عن مسؤوليتها للحادث فأننا سننتظر طويلا وربما ننسى مع طول الانتظار ماذا حل بالفاعل من قصاص00!
فقبل ايام عقد في ميونخ مؤتمر حول الامن ومكافحة الارهاب والتطرف في العالم ضم الولايات المتحده الامريكيه والدول الاوروبيه ودعى في المؤتمر وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد الدول المشاركه الى وحدة الصف بين الاوروبيين والامريكيين مؤكدا انه لا يمكن لامه وحدها التصدي للارهاب 0وقال في كلمته التي القاها امام العديد من المسؤولين بينهم الامين العام للامم المتحده كوفي انان :يجب ان يكون واضحا ان امة وحدها لا يمكنها ان تحارب التطرف كما لا يمكنها ان تتصدى للتهديدات غير المتكافئه في عصرنا الحالي الجديد0
كما اعتبر جيراهرد شرويدر المستشار الالماني في كلمته التي القاها نيابة عنه وزير الدفاع بيتر شتروك بسبب اصابة شرويدر بالفلونزا :ان على الاوروبيين والاميركيين ان يتكيفوا مع التحديات والظروف المتبدله في عالم اليوم واقترح ان تشكل حكومات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحده الامريكيه لجنه رفيعة المستوى تضم شخصيات مستقله من جانب حلف الاطلسي تساهم في الحل على غرار ما فعلته الامم المتحده واضاف مشيرا الى ان العلاقه الاطلسيه لا غنى عنها مؤكدا على انه لن تسيطر اوروبا على تحديات القرن الواحد والعشرين الا اذا كانت العلاقه الاطلسيه العلاقه الوطيده بين اورويا وامريكا وكندا لتحقيق الاهداف الدوليه الكبرى00
ويبدو من اقوال الطرفين الامريكي والالماني ان العالم الغربي قد حسم امره والقى باللائمه على العالم العربي والمسلم وحمله المسؤوليه لكل ما يجري من اعمال عنف وارهاب دولي بدليل تصريحات رامسفيلد بنفس المؤتمر حين وجه الاتهام الى العالم الاسلامي وانه السبب في حالة عدم الاستقرار وزعزعة الامن الدولي حيث قال: الاسلاميون لا يسعون لهدنه مع العالم المتحضر انهم لن يتفاوضو على سلام وانما سيسعون لفرض حكمهم الشمولي000
وما حدث اليوم يؤكد ان العالم الاسلامي والعربي اصبح المسرح الاخطر للارهاب وان بقية العالم بمنأى عن العنف والاغتيالات من وجهة نظر رامسفيلد 00 فمن المستفيد من اغتيال الحريري هل هي المعارضه اللبنانيه ام رئيس الجمهوريه والموالين له0ام كان القصد منها احراج سوريا وبالتالي اتهامها ليكون الاغتيال وسيلة للضغط على الحكومه السوريه لتنفيذ القرار1595 بانسحاب قواتها من لبنان00ام ان توقيت الاغتيال كان لوئد المحادثات التي جرت في شرم الشيخ لعدم وفاء اسرائيل بما تعهدت به من ايجاد حل للقضيه الفلسطينيه اولا والانتقال الى المباحثات مع سوريا ولبنان حول الانسحاب من اراضيهما000ام هناك مؤامره تحاك في العراق بعد ظهور النتائج الاوليه للانتخابات وفوز غالبية انصار السيستاني ومن بعدهم الاكراد ليصار بعد ذلك الى تمرير سياسه اخطر من مجرد اغتيال رئيس حكومه عربيه 0

#تيسير_خروب (هاشتاغ)       Taiseer_Khroob#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل