أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - تيسير خروب - عرب اثرياء000ومسلمين فقراء00















المزيد.....

عرب اثرياء000ومسلمين فقراء00


تيسير خروب
كاتب وباحث

(Taiseer Khroob)


الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 09:04
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


...يعرف الفقر بأنه عدم القدره على الحصول على الخدمات الاساسيه التي توفر الحد الادنى اللازم من الكفايه لكي يعيش الانسان...خليفة الله في الارض عيشة كريمه تليق بمستوى التكريم الذي نادت به الشرائع السماويه ومن قبلها الوضعيه وما رافق ذلك عبر التاريخ السحيق من محطات توقف فيها الحاكم او المصلح لكي يتنبه لحاجة هؤلاء المسحوقين00ويعطيهم بعضا من حقوقهم او المطالبة به..
..وكان موقف اصحاب رأس المال والكانزين الذهب والفضه انهم يرون الفقر شر من شرور الحياه ومشكلة من مشكلاتها ولكن المسؤول عنه هو الفقير نفسه ! او الحظ او القدر سمه ما شئت لكن لا الامه ولا الدوله ولا الاغنياء هم المسؤولين عنه فكل فرد مسؤول عن نفسه حر في تصرفه حر في ماله.
وقد تميز اصحاب هذه النظريه بالقسوة والانانيه المفرطه والاستغلال الذي لا يرحم فلا يحنو على انثى ضعيفه ولا يشفق على مسكين محتاج ولا تنظر بعين العطف الى فقير معدم مما اجبر هذه الطبقه الفقيره ان تذهب للعمل بأدنى الاجور في اقسى الظروف لتسحقهم رحى الحياة الجباره التي لا ترحم فداسهم الاقوياء في مجتمع الغابه
اما الطائفه الاخرى المقابله فقد نادت بالقضاء على الفقر وانصاف الفقراء واقامة العدل الاجتماعي بينهم وان يصيب كل فرد منهم حقه في المجتمع الذي يعيش فيه وقد رأت هذه النظريه انه من اجل تحقيق ذلك يجب القضاء على طبقة الاغنياء ومصادرة اموالهم وحرمانهم من ثروتهم والغاء الملكيه الخاصه وجعل الجميع مشتركين في ثروة بلدانهم ولهم نصيب في كل شيء00وهذه نظرية الاشتراكيه التي هوجمت كونها تخرق وتخالف نواميس الطبيعه في التملك وحب المال وجمعه0
اما نظرة الدين الى الفقر واقامة العدل الاجتماعي بين افراد المجتمع فسنأخذ الدين الاسلامي كنموذج ومعيار لمناقشة هذه الظاهره واخذنا الاسلام كظاهره لبحثنا ليس تحيزا او تعصبا ولكنه كون الاسلام خاتم الديانات السماويه اولا ونحن نناقش ظاهرة الفقر في ديار المسلمين ثانيا0
ينكر الاسلام النظريات السابقه وغيرها مما لم نذكره لحل مشكلة الفقر فهو ينظر الى الفقر على انه مشكلة بل مصيبة يستعاذ بالله منها ويضع مختلف الوسائل لحلها0
والفقر من اخطر الآفآت على العقيده الدينيه وبخاصة الفقر المدقع الذي يكون بجانبه ثراء فاحش حيث يقول بعض السلف: اذا ذهب الفقر الى بلد قال الكفر خذني معك ‍‍‍‍‍‍‍‍0 واكفر الناس ذو فاقة لا صبر له وقل في الناس من صبر
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر0 لما يرافق الفقر من القهر والغضب والشعور بالسخط والقاء اللوم على الناس وخالقه00لان كل ما يفكر به هو اسكات جوعه وستر بدنه وارواء عطشه وان ينام في امان00فاذا حرم من ذلك كله ينهدم لديه كل شيء من عقيده وقيم0
والى جانب خطر الفقر على الدين والعقيده انه يشكل خطرا على السلوكيات والاخلاق فمثلما يكون المسلم تائها ومشتت الافكار في صلاته واقامته لعباداته فأن فقره وبؤسه يدفعه الى الرذيله فيكون صوت المعده اقوى من صوت الضمير ولفحات البرد القارص على جسمه اقوى من صوت المؤذن المعلن للصلاه0
ويروى عن الامام ابي حنيفه انه قال : لاتستشر من ليس في بيته دقيق 00لأنه يكون مشتت الفكر مشغول البال فكيف يكون جائعا ومحروما ويطلب منه ان يكون سليم العقل قوي الادراك ومسؤولا عن تصرفاته وافعاله 0 هذا الى جانب خطر الفقر على الاسره بشكل خاص والمجتمع بشكل عام من حيث تكوينها واستمرارها وتماسكها0 وقد روي عن ابي ذر الغفاري رحمه الله انه قال: عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه00؟‍
وقد وضع علماء الاجتماع مقاييس لمدى الحرمان والفقر في العالم منها : نقص التغذيه والعمر المتوسط للفرد ومدى انتشار الاميه والحصول على الخدمات الصحيه وتأمين المسكن والكساء ومدى تخلف الامه بالنظر الى عدد الاميين فيها0
وعلى هذا الاساس فقد كان اول تصنيف لهيئة الامم المتحده لدول العالم سنة 1971م يبين تقسيم العالم الى ثلاث تقسيمات: دول متقدمه ودول ناميه ودول معدمه وتعتبر الاخيره اكثر بلاد العالم فقرا وتخلفا موزعه على الارياف والمناطق النائيه التي تفتقر الى ادنى مستويات المعيشه000فالفقر يولد نقص الرعايه الصحيه التي بدورها تؤدي الى كثرة الامراض واصابة الانسان بالعجز والقصور عن تأدية واجباته كفرد تجاه مجتمعه فينعكس ذلك كله على المجتمع ليؤثر على الوضع الاقتصادي بشكل عام وهو اساس عمران وتقدم البلد0 ففي كل سنه يموت الملايين من الاطفال نتيجة سؤ التغذيه والرعايه الصحيه يكون ما نسبته 80% موجودين في الدول المتخلفه او نصف الناميه مثلما سجلت مصر في عقد الثمانينات نسبة 76% منهم وهناك بلدانا كامله عانت من الجفاف التام مما نتج عنه انعدام الزراعه ونفوق الحيوانات عطشا وبالتالي نقص الغذاء بالمسبة للسكان خاصة في غرب افريقيا وشرقها_جزر الرأس الاخضر وغامبيا ومالي والنيجر وفولتا العليا وتشاد وموريتانيا وغينيا ونيجيريا والصومال والسودان والحبشه وكل هذه الدوله مســـــــــلمه00
ورغم وجود القحط والمجاعه وانتشار الامراض في معظم الدول الاسلاميه الا ان هناك دولا عربيه واسلاميه لا زالت تتمتع بالثراء الفاحش والجري وراء شراء المظاهر الحياتيه المتنوعه00فالزائر اليوم للرياض او الكويت او القاهره او دول الخليج وصولا الى ماليزيا وبنغلادش والفلبين وغيرها من الدول المسلمه لرأيت التناقض المخيف بين من يملكون الملايين ومن لا يملكون قوت يومهم بين البيوت الفخمه والشوارع العريضه وبين الاكواخ الخشبيه الحقيره والطرق الضيقه 00بين الحدائق المعلقه وبرك السباحه في الاحياء السكنيه الراقيه وبين اكوام القمامه التي يعتاش منها المشردين والمنبوذين في مجتمعاتهم0
وما حدث في اندونيسيا وسيريلانكا والهند لخير دليل على تردي الاوضاع في بلدان العالم المسلم وصور حياة البائسين الفقراء المسلمين الذين يسكنون في ظروف معيشيه قاسيه تحت الاكواخ المصنوعه من جذوع الاشجار او في صفائح حديديه حتى ان بعضهم في اندونيسيا لا منزل له فأتخذ من القوارب مسكنا له ووسيله لكسب عيشه بالصيد فهو يعيش على الشواطيء والانهار مما عرضهم لخطر الزلازل والبراكين التي ضربت تلك المنطقه وراح ضحيتها اى الان اكثر من 130 الف قتيل بالاضافه الى جرح وتشريد الملايين وجعلهم دون مأوى0
وكان نصيب المسلمين من هذه الكارثه هو النصيب الاعظم نتيجة ظروفهم المعيشيه المترديه اصلا فزادهم السيل بؤسا على بؤس 00في الوقت الذي تتسابق فيه الولايات المتحده الامريكيه والدول الاوروبيه الى تجميع المساعدات والمساهمه بمئات الملايين لمساعدة المنكوبين والتخفيف عن معاناتهم والتسابق في اعلان ارقام وحجم المساعدات لتثبت للراي العام العالمي ان العالم المسيحي هو اشد خوفا وحرصا على حياة المسلم من اخيه المسلم فهذه امريكا التي تصب جماح غضبها في كل يوم على الاسلام والمسلمين كانت السباقه لعرض مساعداتها وتجهيز اسطولها للمساعده في اعمال الاغاثه حيث بلغ ما تبرعت به حوالي 350 مليون دولار واليابان البعيده والتي ليس لها مصالح سياسيه اواهداف مشبوهه مع العالم الاسلامي نجدها تتبرع ب500 مليون دولار ودوله صغيره مثل النرويج عدد سكانها 5 ملايين تتبرع ب 180 مليون تقريبا في حين نجد الدول العربيه الغنيه متردد في اعلان ارقامها للمشاركه في الوقوف الى جانب اخوانهم في الدين فالسعوديه التي لها استثمارات في معظم دول العالم بمليارات الدولارات ومشاركتها في دعم الجماعات الاسلاميه وتبرعها للجمعيات العالميه اعلنت باديء الامر عن تبرعها ب عشرة ملايين دولار ثم رفعت الرقم الى ثلاثين مليون عندما شعرت بالخجل من ارقام العالم المسيحي الذي اصبح راعيا للدين الاسلامي هناك وهذا الامير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحده الانمائيه ( اجفند) اعلن عن اسهام البرنامج بمبلغ مئة الف دولار0 لدعم جهود الاغاثه0 والحكومه الكويتيه التي ترعى برنامج حماية الحيوان من خلال التبرع بمليوني دولار لحديقة لندن من اجل رعاية حيوانات الحديقه فأنها اعلنت عن التبرع ب مليوني دولار لمساعدة المنكوبين في الزلزال ولا ننسى حفل عيد ميلاد نجل القذافي الذي اقام في احد النتجعات المغربيه ودعى اليه المع نجوم هوليود وكلفه الحفل حسب ما ورد في الصحف ب 12 مليون دولار ليستميل ممثلي وممثلات هوليود ويقبلوا به نجما مشاركا في صناعة السينما الامريكيه عبر استثماره حوالي 60 مليون دولار فيها00 ناهيك عن تجوال اثرياء العرب في مختلف دول العالم في امريكا واوروبا وغيرها من الدول لشراء التحف والمقتنيات الاثريه والمشاركه بالمزادات العالميه لشراء الخيول او التسابق لشراء وانشاء المحطات الفضائيه التي تعرض كل ما هو رخيص ومبتذل للمشاهد العربي وكأنه نام ليصبح وقد حلت كل مشاكله وقضاياه فلم يبقى الا التسليه والترفيه عنه0
فهل تخلى العرب المسلمين عن دورهم الريادي لحظف الدين الاسلامي والتباهي بين الامم انهم خير امة اخرجت للناس ام تراهم خجلين من وضعهم الحالي00وضعية الضعف والذل الذي تعيشه الان امتنا00فاذا كان الحال كذلك فلما لا يعترفون بهوانهم ويكفوا عن استصراخ الاموات امثال خالد بن الوليد وصلاح الدين ليهبو لنجدتهم وهم يعرفون ان الاموات لا يعودون00وما دامت الام العربيه اصيبت بالعقم الدائم وعجزت عن ولادة من هم قادرين لحمل راية القدماء وفضائلهم وترك ابنائهم وبناتهم للجمعيات الخيريه والتبشيريه الاجنبيه التي تعودت شراء وايواء الجائعين والمشردين من اطفال المسلمين وتحت مسميات مشبوهه او تلك الشركات الاستثماريه التي تشتري وتجمع الاطفال من بلادهم الفقيره لترسل بهم الى الدول المتحضره للاعتناء بهم وتنشأتهم حسب تجارة العرض والطلب واجبار الفتيات منهن للخدمه الرخيصه والمتاجره بأجسادهن000فأين اغنياء العرب00
ام تراهم لا زالوا يسيروا على خطى حكام بني اميه الذين نظروا لغير العرب في دولتهم نظرة احتقار وازدراء ودونيه حتى لو كانوا مسلمين واصبح العرب الان المثال الثالث للعنصريه ومعادات الشعوب غير العربيه بعد المانيا الهتلريه00والحركه الصهيونيه000



#تيسير_خروب (هاشتاغ)       Taiseer_Khroob#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤسسه العسكريه وتغير انظمة الحكم
- السوبر مان الانجليزي00لورنس العرب
- الدين والدوله في اسرائيل
- الفكر الاسلامي والنظام الاقتصادي في صدر الدولة الاسلامية
- الطغيان والشرق العربي
- قرآءه في فكر طه حسين
- الهويه اللبنانيه عبر التاريخ
- فلسطين في الاعلام العربي
- تركيا العلمانيه المسلمه والاتحاد الاوروبي
- الولايات المتحده الامريكيه وقانون مناهظة الشيوعيه
- عروبة المقاومه الفلسطينيه والتصدي لاسرائيل
- فلسطين والدوله الثمانيه
- امريكا دركي النظام العالمي الجديد
- القياده الفلسطينيه.. ومسؤولية اسرائيل لحل مشكلة السلام بين ا ...
- وحدة الشعب الفلسطيني
- الاتحاد السوفييتي .....والعالم العربي
- مشكلة العرب
- حواء...والتفاحه


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - تيسير خروب - عرب اثرياء000ومسلمين فقراء00