فلسطين في الاعلام العربي

تيسير خروب
كاتب وباحث
(Taiseer Khroob)

الحوار المتمدن-العدد: 1059 - 2004 / 12 / 26 - 10:24
المحور: القضية الفلسطينية
    

000فوجئنا على الساحه العربيه اعلاميا بالقرار الفرنسي الذي صدر ضد فضائية المنار اللبنانيه التابعه لحزب الله لانها حسب القوانين الفرنسيه قد تجاوزت الخطوط الحمراء المصرح بها بأصرارها على بث البرامج والتقارير التي من شأنها ان ترفع نسبة الةعي السياسي والنضالي في الشارع العربي وتثير حماسه تجاه القضايا العربيه والتركيز على العدو الغاشم اسرائيل وربيبتها امريكا لكن وبعد سماع الخبر والرجوع من حالة انقعالنا الى طبيعاتل الهادئه وجدنا انفسنا غير متفاجئين بالقرار الفرنسي لان فرنسا دوله اوروبيه مرتبطه باتفاقيالت ومصالح مع الولايات المتحده الامريكيه وبالتالي فهي معذوره بما تتخذه من قرارات لكن ما هو مستغرب وبحاجه الى تحليل وفهم هو موقف اعلامنا العربي تجاه قضايانا المصيريه وبالتحديد القضيه الفلسطينيه التي تعتبر المفتاح لحل جميع القضايا العربيه او هي البوابه التي يجب ان نعبر منها لحل جميع الازمات والقضايا العالقه في الوطن العربي
فالساحه الفلسطينيه تشهد دائما الاجتياح الاسرائيلي لمنها وقراها وقيام الجيش الاسرائيلي بتدمير عشرات المنازل في كل غزوه وازالتها عن الوجود وفي مرات كثيره تهدمها فوق رؤوس اصحابها وارتكابها ابشع المجازر مثلما حدث مؤخرا في خان يونس ورفح وغزه ومن قبلها جنين وطول كرم ونابلس00وفي مدن وقرى فلسطينيه اخرى سقط خلالها الشهداء وعشرات الجرحى 0 ومع تواصل اعمال العنف الاسرائيلي وارتفاع ضجيج حركة دبابالته ومجنزراته وهدير طائراته وصواريخه التي تطال كل شيء على ارض فلسطين ضاعت صيحات الاطفال الجرحى وصراخ النساء الرافعات ايديهن للسماء بالدعاء00وتضيع استغاثات الشباب الفلسطيني المطالبه بالمسانده والوقوف الحقيقي الى جانبهم00جرائم ومذابح متواصله حتى اصبحت مناظر القتل والدمار والخراب من الصور المالوفه للمشاهد سواء كان عربيا او اجنبيا00!!! فيفاجئنا في هذا كله صمت الفضائيات العربيه والاعلام العربي كله00فقد لجأت معظم الفضائيات الى عدم بث بعض المشاهد والصور المروعه والمؤلمه احيانا اخرى000!
قد يكون حرصا منهم على ذوق المشاهد العربي ومراعاة لشعوره او حتى لا تثير فيهم الماس والنخوه او التفكير بنجدة اخوانهم في الاراضي المحتله حتى لا تقودهم نخوتهم الى السجون والمعتقلات في بلادهم00! فقد الغت جميع الفضائيات برامجها الحماسيه التي تعودت على اعدادها بعنايه لابراز الحقائق ووضع المشاهد العربي داخل الصراع القائم بين العرب واليهود00 فالأعلام العربي تأثر الى حد كبير بأوامر المسؤولين عنه او نتيجة اوامر وضغط الاداره الامريكيه بتوقف مثل هذه البرامج حتى لا تتهم بالنهايه بالارهاب والتريض عليه00!! واضن ان الرساله قد وصلتهم وفهموها جيا قبل القرار الفرنسي ضد فضائية المنار نتيجة الضغوط الاجنبيه عليها التي تتاثر بمثل هذه البرامج الموجهه لعدم اضهار حقيقة ما يجري على الساه العربيه او تبني قضاياها والدفاع عنها0
وهنا سقط اعلامنا العربي تحت تأثير وقوة الاعلام الاجنبي الذي يفرض هيمنته وبرامجه ومخططاته على الاعلام العربي وكلما ابدى اعلامنا تساهلا وتراجعا واستجابة للضغوةط الاجنبيه زادت الضغوط وتمادى الاجنبي بفرض المزيد من اوامره ليفرض علينا ما يشاء0
ولم يكتف الاعلام العربي بالسكوت والرضوخ للمطالب الامريكيه وحجب حقيقة ما يجرى لفضح ممارسات الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني بل تطوع ببث التصريحات المفجعه بشجب النضال الفلسطيني واعتبار مقاومة الانتفاضه بالسبل المتاحه لها بوجه الاحتلال على انه ارهاب00!!! ومطالبة القياده الفلسطينيه بالتنازل اكثر ليلقوا بأسلتهم ويعترف المكقاتلين على انفسهم ويسلمو انفسهم ويتخلوا عن الكفاح المسلح00هذا الحق الذي اقرته جميع القوانين والاعراف الدوليه ان من حق كل شعب ان يكافح ويناضل بجميع الوسائل المتاحه له حتى يحقق مطالبه وينال حريته واستقلاله00وكأننا هنا ندين انفسنا كعرب بتخلينا عن حقوقنا المشروعه في الكفاح المسلح والنضال ونعفي الاحتلال الاسرائيلي من مسؤولياته ونعطيه الحق بالبقاء في اراضينا00
ان سكوتنا على ما حدث لفضائية المنار والخوف من اصدار أي ردة فعل وادانه لهذا القرار الظالم سوف يؤدي بالنهايه الى خضوع اعلامنا للقوه الاجنبيه المغرضه ويشجعها على مزيد من الابتزار حتى تتمكن من اسكات جميع الاصوات المندده بالجرائم الاسرائيليه والامريكيه على ارض فلسطين وفي أي ارض عربيه اخرى0

#تيسير_خروب (هاشتاغ)       Taiseer_Khroob#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل