أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - كهرباؤنا الغيورة!!














المزيد.....

كهرباؤنا الغيورة!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 10:48
المحور: كتابات ساخرة
    


لعلّ نسبةً كبيرةً من أبناء الوطن ليس بمقدورها فهم السبب الحقيقي لانهيار منظومة الطاقة الكهربائية في البلاد. سهام النقد ـ عادة ـ توجّه إلى الوزراء المساكين الذين أُستبدلوا أكثر من مرّة بلا وجه حقّ، ومن دون أن يطرأ أيّ تغيير ذي بال. بعد الوزير، يصبّ البطرون جامَّ غضبهم على حكومة حرصت على مشاركة جميع أطياف الشعب فيها، ثمّ على فساد مستشرٍ بدّدَ مليارات من الدولارات على منظومة تسير إلى الأسوأ. ولو أن الناس عرفوا سرّ هذا التردي لعجبوا من قدرة وزراء الكهرباء، والحكومة أيضاً، على تحمّل كلّ هذا النقد والتجريح والتشكيك من دون البوح بهذا اللغز المحيّر الذي يبدو أنّ كشفه قد يهدد أمننا الوطني والقومي!!
لقد اكتشفتُ أنّ الكهرباء عندنا لا تشبه أيّ منظومة في العالم.. فوجئتُ أنها رقيقة كأنثى عاشقة، مرهفة الحسّ كشاعر.. ذُهلت من حقيقة أنها ليست مجرد توربينات ضخمة وشبكة كيبلات معقدة وأسلاك متشابكة، بل أنّها تمتلك قلباً ودماً وأعصاباً.. علمتُ، بعد جهل، أنّ من أسماها وطنيّة يشير إلى قدرتها على التضحية بأمبيراتها العزيزة وإحراق أسلاكها وإصابة توربيناتها بالعطب كما يدفع الوطنيون أرواحهم فداء للوطن وتربته!!
في الصيف، نسخرُ من المسؤولين إن احتجّوا بحرّ شديد أوقف المحطات عن العمل، ولا نفهم أن (الوطنية) هي أيضاً تنضحُ عرقاً ويصيبها الإعياء والخمول وهبوط الضغط.. وفي الشتاء، نهزأ لو قيل لنا أنها تحتاج إلى (لحف وبطانيات) لتتدفأ، وإلى الأمبيسلين والفلو آوت علاجاً للزكام والرشح، وإلى المظلات كي تتقي المطر.. وفي أغلب أيّام السنة تصيبها عواصف الغبار والأتربة بضيق التنفس والربو من دون أن نهتم بتوفير البخاخات وحبوب (الدكسن).. كثيراً ما تكون بالمسؤولين وبعض الموظفين حاجة إلى مال (يُمشّون) به أمورهم، فتضحّي (الوطنية) بوقودها، وقطع غيارها، وتقطع كيبلاتها وأسلاكها طعاماً لأفواه لا تشبع وجيوب لا تعرف الامتلاء!!
عيب الوطنية الوحيد ووصمة عارها، أنّها، مثل أيّ عاشقة ولهى، تأكلها الغيرة ولا ترغب بأن ينافسها على نوال وصلنا أحدٌ، فتحضر، مهما طالت القطيعة، حين تحاول مولدة أهليّة أن تملأ الفراغ!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوربة عدس!!
- حوسمة القبور!!
- بؤس...
- ماركة!!
- اقرأ.. تنجُ
- أبو العلوم!!
- أميّون بشهادات جامعية!!
- بخيخ!!
- نداء البنفسج
- يُتم الكتب!
- المستبد العاجز
- الخابط والمخلوط وما بينهما!!
- أزمة ثقة!
- حمير بلا.. دي
- اخترْ ساعة مرضك!
- قمة بامتياز!!
- تيه...
- حلم ساذج!!
- رصاص الربيع الطائش
- هيّا بنا نضحك!!


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - كهرباؤنا الغيورة!!