أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام المعلم - (مقاربة نقدية لمفتتح ديوان -المراتب و البشائر للشاعر الكبير/ محمد السيد ندا )














المزيد.....

(مقاربة نقدية لمفتتح ديوان -المراتب و البشائر للشاعر الكبير/ محمد السيد ندا )


هشام المعلم

الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


لنصمت طويــلاً و لنطــل التأمل و لنهمس همسات العاشق فنحن في حضــرة " المراتب و البشارات" , نحاول هنا في مقاربــة نقديــة متواضعة قراءة بعض ما أُلهمناه من "مُفتتح " الديوان لا أكثر في مجموعة ضوئية من الاناشيد المتصلة لما أسماه أستاذنا الكبير " المراتب و البشارات " و لي كل العذر إن قصرت فقامتي أقصر من هكذا سمو.

(مقاربة نقدية لمفتتح ديوان "المراتب و البشائر للشاعر الكبير/ محمد السيد ندا )
الأستاذ محمد ندا السيد عنوان لقصيدة العشق المكتملة
التي تمتزج بنفس صوفي يطبعه الشاعر ببصمة متفردة لحب لا ينتهي لملهمته وشريكة حياته التي خصها بكل أشعار الحب والعشق التي كتبها.
اليوم نقف أمام هرم من اهرامات الشعر المصري والعربي ونحاول أن نطال علوه من خلال قراءة للنص الذي افتتح به
ديوانه المراتب والبشارات والذي تعتبر نصوصه تتابع جميلا لبعضها كأنها أنشودة واحدة في عدة فصول.
واستفاقت العنقاء من رقدة الأزل
العنقاء هو طائر أسطوري سمي هكذا لطول عنقه وتميزه، وقيل أنه طائر الفينيق (phoenix ) في الأساطير الاغريقية ، والرخ وهي تسمية عربية ، بينما اشتهر في اليابان بطائر النار.
و أبرز صفة على الإطلاق لهذا الطائر نشأته من الرماد, ففي اللحظة التي يكون فيها أقرب الى الفناء تخرج من رماده يرقة لتكبر وتصبح عنقاء جديدة.
هذه الصفة استعملها شاعرنا بشكل رمزي لتكون من خلالها
دعوة الى الأمل و الثقة في الغد المشرق. في لحظات الموت والفناء ( رقدة الأزل ) تتنتفض الذات لتعلن الميلاد والحياة .
لترى النور وتشعله بداخلها فيعم المدى الداخلي ويحيي ما ظنناه انتهى وزال.
و استفاقت العنقاء من رقدة الأزل
على شاطئ لازورد البحر المحيط
نحن نعرف أن اللغة الشعرية هي لغة مجازية كما نعرف أنها لغة رمزية، وهي من أهم الأسس التي تتشكل عليها الصورة الأسلوبية. وهنا استخدم شاعرنا الرمز الطبيعي ( البحر المحيط) وسبغ عليه من ذاته مما يجعل هذا الرمز يضج بالإيحاءات. لأن الطبيعة ليست شيئا ماديا منفصلاً عن الذات الشاعرة بل هي امتداد لها.
والبحر كثر استعماله في الكتابات الشعرية المعاصرة كصورة رمزية توحي بالقوة والانطلاق والحرية .
وهنا رسم الشاعر لوحة سريالية ظهرت فيها الذات كعنقاء تستفيق وسط لازورد البحر بطريقة جمالية متفردة .

في الزوال رفرفت ، بعد أن وضعت
بيضة الأبد
فما برحت البشارات تتوالى
مع المد والجزر بالمدد.

إن عملية الوضع في حد ذاتها بشرى ميلاد و إعلان لحياة جديدة. و الزوال في مفهومنا المتعارف هو انتصاف النهار أي
أن الشمس تمنح الأرض أقصى كمية من النور وأكبرها تضخها عبر أشعتها . نرى أنها صورة استعارية مركبة تمتلئ رمزية تنقلنا من المعنى المتعارف عليه الى المعنى المجازي الذي يبقى دائما في نفس السياق : الأمل والمستقبل الأفضل و دعوة جديدة للحياة.
كل الصفات الإيجابية التي يحملها البحر من عظمة و خلود و اتساع تتوالى على شكل بشارات عبر المد والجزر هذا الفعل الطبيعي الذي لا يتوقف عنه البحر. و كأن شاعرنا رمز هنا الى بذرة الحياة في أحشائه ينقلها هنا المد والجزر.

ماذا يجري
داخل قفص الذات المغلق؟
ماذا يجري
خارج قفص الذات المطبق؟
سؤال وجودي عميق جدا يطرحه الشاعر على ذاته وذواتنا جميعا . وهو سؤال انكاري الاجابة عنه لماذا لا ندع هذه الذات تتحرر وتنطلق . و هو يعلم جيدا كيف تتحرر هذه الذات من قيودها و تحلق فوق كل أوجاعها في عالم أرحب. في هذا المقطع يبرز خط الأستاذ محمد ندا الصوفي بهذه التساؤلات الحائرة التي هي في الواقع دعوة الى السمو عن هذا العالم المادي الخانق والانطلاق الى عالم المحبة والحرية الأكبر. ونهاية النص هي أفضل تأكيد على ما قلناه
أغلق فمك لتنطق
أغلق عينيك لتبصر
ماذا أدركت لتدرك؟
أطلق طائرك المحبوس
الى آفاق المطلق
هل تقدر أن تعتقه
كي تعتق؟
لم نعد أمام صورة للتعبيرات المجازية العادية بل تجاوزناها الى طرح فلسفي عميق يفتح منافذ بلا حدود ليشتغل عليها التصوير الرمزي في القصيدة.
و هنا نلاحظ انتقال كبير كأننا كنا أمام مدرسة سريالية لنجد أنفسنا أمام مدرسة جديدة هي المدرسة التجريدية.
الكلام الحقيقي ليس ما نسمعه بل هو ما تقوله بينك و بين ذاتك و الابصار الحقيقي هو ما تدركه نفسك من قدرتها على اختراق كل الحواجز لتصل الى الصفاء والنقاء.
سؤال رهيب يختتم به النص : هل تقدر أن تعتنق هذه الفكرة العظيمة وهذه الفلسفة كي تتحرر وتنعتق.

د هشام المعلم



#هشام_المعلم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكان قرارا غريب
- و أحبك
- غباء
- لأنكَ لي
- أشرقي
- شغف
- سنكونُ يوماً ما نريد
- تجليات في واحة البوح
- مادمتِ أنتِ حبيبتي
- لو لم تكن أنت الهوى
- عفة أحزانك
- ماذا تنتظر مني؟؟
- ( كانَ مساءاً تقصِدُهُ كل الحوريات )
- لماذا يُغردُ قلبي
- أنا المصلوب يا بلقيس
- لا تبتئس هي خطوة أخرى
- -خذوا عني و قعوا من ذُرى الأمنيات-:
- أُريدكِ أُنثى
- (رسالة إليها من أعلى حآفةِ الفُقد المُوحش)
- (كسيرو القلب)


المزيد.....




- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام المعلم - (مقاربة نقدية لمفتتح ديوان -المراتب و البشائر للشاعر الكبير/ محمد السيد ندا )