أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - وشهد شاهد من اهلها















المزيد.....

وشهد شاهد من اهلها


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 3791 - 2012 / 7 / 17 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل أكثر الأخبار إثارة في الآونة الأخيرة هي حكاية انفصال السفير نواف الشيخ فارس الجراح في بغداد عن دائرة حكم بشار الأسد وطلبه اللجوء السياسي في إمارة قطر. إن تحول هذه الشخصية الدبلوماسية والسياسية والأمنية السورية إلى دائرة المعارضة وما كشفه من بعض خبايا الفئة الحاكمة في سوريا وخاصة بالنسبة للعراق له دلالات خطيرة ومهمة.

نواف الشيخ فارس الجراح
فنواف الشيخ فارس ليس حزبياً وكادراً بسيطاً. فقد شغل منصب محافظ القنيطرة المحاذية لإسرائيل وهو منصب ذو أهمية خاصة. كما شغل قبلئذ منصب محافظ اللاذقية وقبلها إدلب. كما كان أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور الذي شغله بعد ترؤسه لفرع الأمن السياسي في محافظة اللاذقية لعدة سنوات. وقد رشح في أكثر من تشكيلة حكومية لوزارة الداخلية والنقل في سورية. يذكر أن نواف الشيخ فارس هو ابن مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، وينتمي إلى عشيرة العقيدات التي تعتبر من أكبر العشائر في المنطقة الشرقية في سورية، والتي تمتد بين سورية والعراق والأردن وشمال السعودية. ومن هنا فإن هذه الانتقالة في الموقع السياسي لهذه الشخصية ذات أهمية ودلالة. لقد جلبت انتباه المتابعين المقابلة التي أجراها نواف الشيخ فارس مع جريدة "ساندي تلغراف" اللندنية الصادرة في الخامس عشر من الشهر الجاري، وكرر اللقاء مع قناة الجزيرة القطرية، حيث تحدث عن أمور خطيرة تتعلق بدور الحكم في سوريا وأجهزة مخابراته في عملية الإبادة الجماعية للعراقيين بعد الإطاحة بصدام حسين في نيسان عام 2003. كما ألقى الضوء على تعاون الحكم السوري مع أشرار "القاعدة" في تحقيق هذا الهدف. وفي البداية أقر السفير السابق" بأنه شخصيا ساعد النظام في سوريا على إرسال "الوحدات الجهادية" لمقاتلة القوات الأمريكية في العراق خلال السنوات التي أعقبت غزو تلك البلاد والإطاحة برئيسها السابق صدام حسين في عام 2003". وأضاف في مقابلته" بعد غزو العراق في عام 2003، بدأ النظام في سوريا يشعر بالخطر، فشرع في التخطيط لإزعاج القوات الأمريكية داخل العراق، وشكل تحالفا مع القاعدة". ويضيف: "لقد تشجع كل العرب والأجانب الآخرون للذهاب إلى العراق عبر سوريا، وكانت الحكومة السورية تسهل لهم الحركة". ويستطرد فارس قائلاً: "كمحافظ في ذلك الوقت، صدرت لي تعليمات شفهية بتسهيل مهمة أي موظف مدني يريد الذهاب إلى العراق، وأنه سيتم التغاضي عن تغيبه"، مشيراً إلى "أنه يعرف شخصياً العديد من (ضباط الارتباط) مع تنظيم القاعدة". ويردف الدبلوماسي السوري المنشق قائلا" إن تلك (الوحدات الجهادية)، التي نفذت سلسلة هجمات انتحارية في العراق، هي المسؤولة أيضا عن تنفيذ هجمات مشابهة في أنحاء متفرقة من سوريا خلال الأشهر الأخيرة من الانتفاضة الشعبية التي بدأت ضد نظام الأسد في 15 مارس/آذار من عام 2011".
إن هذه الاعترافات خير مستمسك يدين حكام سوريا على جرائمهم بحق العراقيين خلال السنوات الماضية ولحد الآن. لقد نفى بشار الأسد تلك الجرائم عندما عاد رئيس الوزراء العراقي من زيارته إلى دمشق وتوقيعه على اتفاقيات مع حكامها، ولكن ما أن حط المالكي الركاب على أرض مطار بغداد حتى حدث ذلك الانفجار الرهيب الذي هز بغداد وراح ضحيته المئات من العراقيين ودمر العديد من الدور السكنية والمرافق الرسمية. وقد وجهت الأجهزة الأمنية آنذاك أصابع الاتهام إلى حكام سوريا. ولكن بعد دقائق خرج بشار الأسد بتصريح عبر عن مدى همجية وعدم لياقته حيث شكك بأخلاقية العراقيين ونفى ضلوعه في هذا الجرائم الرهيبة.
وبدلاً من أن تبادر الحكومة العراقية إلى تقديم طلبها وشكواها للهيئات الدولية كي تحقق في هذه الحوادث الإجرامية ودور حكام سوريا فيها، إلاّ أنها بعد حين التزمت الأطراف العراقية المسؤولة الصمت وتم تجاهل هذه الاجراءات وعادت الامور إلى مجاريها في العلاقة مع حكام سوريا. وهو أمر يثير التساؤل عن الجهة التي مارست الضغط على المسؤولين العراقيين كي يتخلوا عن واجبهم في الحفاظ على أمن العراقيين، وهو أمر يثير الحيرة والاستغراب. إن اعترافات السفير حول دور حكم سوريا في ملف الارهاب يفتح ملف ساسة وشخصيات وتيارات سياسية عراقية لها علاقات حميمة وزيارات متكررة لحكام سوريا، ومنهم من تسلم أخيراً وساماً رفيعاً منهم كزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. فماذا وراء هذا التكريم؟ هل هو اعتراف بالخدمات من قبل هؤلاء الحكام للتيار الصدري لكونه كان هو الآخر طرفاً في أحداث الفوضى وعدم الاستقرار وبتخويل من حكام سوريا؟ ولماذا امتنعت الأجهزة القضائية العراقية والأمنية والحكومة على حين غرة عن كشف كم هائل من المعلومات عن دور حكام سوريا في الجرائم والابادة الجماعية والتخريب الذي حدث في العراق منذ الإطاحة بالديكتاتورية؟ فهل هذا ينسجم مع القسم الذي ردده هؤلاء المسؤولين عن التعهد بتنفيذ واجبهم والتزامهم بحماية أرواح العراقيين؟ إن اعترافات السفير تلقي أيضاً ضلالاً من الشك على موقف حكام إيران الذين لا يكلون عن التأكيد بين الحين والآخر عن التزامهم باستقرار العراق!!. فمن المعلوم أن هناك تنسيق دائم بين حكام سوريا وإيران ومنذ سنوات في جميع الشؤون الداخلية منها والاقليمية والخارجية، ولا يمكن أن يباشر حكام سوريا بزرع الموت والخراب في العراق دون التنسيق مع حكام إيران. وهو أمر كانت تشير إليه الأجهزة الأمنية ولكن باستحياء، ثم التزمت أيضاً الصمت على غرار التزامها الصمت أزاء تدخل حكام سوريا.
والآن فإذا كان لدى المسؤولين العراقيين قدراً من الشك وترددوا ولاذوا بالصمت أزاء تخريب حكام سوريا في العراق، فإن شاهداً ومشاركاً من أهلهم يقدم للعراقيين كل الدلائل على ضلوع هؤلاء الحكام بالإبادة ضد العراقيين وتجييش الإرهابيين ودعم فلول البعث واجهزته القمعية واستضافتهم وإلى الآن لأقطاب الحكم البعثي المنهار في العراق، ورفضهم تسليم المجرمين المتهمين بالقتل والتخريب والنهب ومنذ عام 2003 ولحد الآن. فمن واجب الحكومة العراقية في الأساس أن تبادر إلى فتح ملف حكام سوريا ودورهم في التخريب والقتل وتقدم الدلائل الكثيرة المتوفرة عند الأجهزة القضائية والأمنية العراقية إلى القضاء الدولي وليس التركيز على السفير نواف الشيخ فارس، بل استدعائه والاستفادة منه لتقديم دلائله والإدلاء بشهادته أمامها من ناحية، ومن ناحية ينبغي تغيير الموقف الرسمي العراقي من تسلسل الأحداث البشعة التي يرتكبها حكام سوريا ضد الشعب السوري الشقيق الذين يستخدمون كل أدوات البطش والعسف وبما فيها استخدام الإرهابيين لبث الخراب والموت والرعب لتسويد صفحة الشعب السوري وطموحه إلى الديمقراطية ودولة القانون. إن الواجب الإنساني والوطني العراقي ومعاناة العراقيين أثناء حكم البعث وبعده تستصرخ وجدان المسؤولين من الحكومة العراقية الوقوف إلى جانب الشعب السوري والتخلي عن هذا الموقف المتردد الحالي الذي ينطوي على قدر من التبرير للنهج الهمجي لحكام سوريا ضد اشقائنا السوريين. كما ينبغي فتح كل الملفات الموجودة في أجهزة القضاء والأجهزة الأمنية الخاصة بضلوع حكام سوريا في المآسي التي مر بها العراقيون خلال السنوات العشر الدموية الماضية. وبهذه الطريقة يأخذ الحق طريقه ونقدم واجب الدعم الإنساني لأشفائنا السوريين.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضواء على وجهات نظر محسن كديور حول حقوق الانسان ولاسلام
- المرأة في الحياة الاجتماعية
- بماذا يطالب العرب في إيران
- لقاء مع الأمين العام للحزب الشيوعي الباكستاني
- وزارة لتقييد المرأة والنيل من حقوقها وليست للدفاع عنها
- حنين إلى ماض امبراطوري أكل الدهر عليه وشرب
- علام هذا الإصرار على الإساءة إلى هذه الملحمة التاريخية
- تصريحات وقحة تحتاج الى ادانة وطنية وليس الى ردود فعل طائفية
- مبدأ الفصل بين السلطات واستقلال القضاء وموقف النخب السياسية
- العراق بحاجة الى نهج علمي وكفاءات وخبرات استثنائية للخروج من ...
- ماذا وراء الهجوم على السفارة البريطانية في طهران
- مشكلة النساء والمثقفون في متغيرات العقود الاخيرة 4-4
- -مشكلة المرأة- والمثقفون في متغيرات العقود الأخيرة (3 – 4)
- -مشكلة المرأة- والمثقفون في متغيرات العقود الأخيرة 2-4
- مشكلة المرأة والمثقفون في متغيرات العقود الأخيرة
- بيان تضامني من ابناء الشعب العربي الأهوازي مع الشعب السوري
- الاقتصاد الريعي ومعضلة الديمقراطية
- الربيع العربي وتنامي دور المرأة السياسي والاجتماعي والعلمي
- سوسيولوجية الربيع العربي
- معزوفة العشائرية من جديد


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - وشهد شاهد من اهلها