أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - حنين إلى ماض امبراطوري أكل الدهر عليه وشرب














المزيد.....

حنين إلى ماض امبراطوري أكل الدهر عليه وشرب


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبدو أن اوهام الوصاية الاستعمارية والهيمنة الأمبراطورية والأحلام الأمبريالية مازالت تدور في أذهان بعض السياسيين المتطرفين في عالم اليوم، رغم انتهاء مرحلة السيطرة الاستعمارية والأمبريالية في عالمنا اليوم الذي يقوم على أسس غير تلك الأسس التي قام عليها في ظل سيادة المنظومة الاستعمارية للأمبريالية في العالم خلال كل التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية التي عرفها البشر. ولعل سلوك رئيس الوزراء التركي أردوغان وصولاته السياسية الخارجية وتصريحاته الأخيرة حول العراق خير مثال على أن هذه الأحلام ما زالت تعشعش في أذهان البعض من الذين يحنّون إلى ماض طوى عالمنا المعاصر صفحة عليه وولى إلى غير رجعة.
لقد طوت الأمم المتحدة صفحة على هذا الماضي المشين منذ قرارها المرقم 1181 والصادر في 11/12/1957 الخاص بحقوق الإنسان، وما تبعه من القرار المرقم 1514 الصادر في 14/12/1960 الخاص بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة وإدانة إخضاع الشعوب للاستعباد الأجنبي باعتباره إنكار لحقوق الإنسان الأساسية ويناقض ميثاق الأمم المتحدة ويعيق السلم والتعاون الدوليين. وتأكيداً على هذه المبادىء، وفي 12/12/1972 صدر عن الجمعية العامة قرار مهم آخر برقم 2955 حول حق الشعوب في تقرير المصير والحرية والاستقلال وشرعية نضالها بكل الوسائل المتاحة لها والمنسجمة مع ميثاق الأمم المتحدة. كما أكدت الهيئة الدولية هذه المبادىء في قرارها المرقم 3070 الصادر في 30/11/1973، والذي طلب من جميع الدول الأعضاء الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وتقديم الدعم المادي والمعنوي وجميع أنواع المساعدات للشعوب التي تناضل من أجل هذا الهدف.
ولكن يبدو أن بعض الحكومات والسياسيين في عالمنا، ومنهم رجب طيب أردوغان والمسؤولين في إيران ودول إقليمية أخرى، يتجاهلون ما هو جديد في عالمنا ولا يقرأون هذه القرارات أو ليس لديهم علم بها أو يتجاهلونها. كما أنهم لا يقرأون واقع العالم المعاصر وقواعده متشبثين بالأوهام والحنين إلى ماضيهم الأمبراطوري، أو بمقولة "الأمة الواحدة"، في مسعى إلى الحنين إلى الأمبراطوريات الدينية والمذهبية.
وفي الحقيقة هناك حتى بين النخب السياسية العراقية المتصارعة من يتبنى هذه الأوهام. وهذا ما يفسر لجوء بعض النخب السياسية العراقية أو أقطابها إلى التشبث والاستناد واللجوء إلى هذا البلد الإقليمي أو ذاك تبعاً للونه الطائفي، ظناً منه أن ذلك سيوفر له الدعم والحماية في الصراع الداخلي من هذا الطرف ذي الماضي الأمبراطوري أو ذاك. هذا السلوك غير الوطني يشكل تشجيعاً لهذه الأطراف على التدخل الفظ في الشؤون الداخلية العراقية، والوقوع في دوامة الوهم الأمبراطوري. فما علاقة السفير الإيراني في بغداد مثلاً عندما يعلن رفضه للفدراليات في العراق، وهو أمر داخلي يخص العراقيين ودستورهم. وعلى الدرب نفسه يتبادل الدور رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ويأخذه الحماس وشهية التدخل ليعلن في البرلمان التركي وفي موقف استفزازي طائفي ليحذر السلطات العراقية ورئيس الوزراء نوري المالكي من أن "أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا عمدت بغداد إلى تشجيع نزاع طائفي في العراق"؟؟!!. إن الطرفين ذي الماضي الأمبراطوري، التركي والإيراني، يتبادلان الأدوار في التدخل تارة بحماية واحتضان المتطرفين والإرهابيين ومن يوجه لهم القضاء العراقي الاتهامات، أو تبادل الأدوار في قطع المياه عن العراق و قصف القرى العراقية الكردية الحدودية في شمال العراق. إن كل هذه التصرفات لا تنم إلاّ عن نزعة من التعالي والأوهام الامبراطورية الزائفة التي لم تعد تتناسب مع قواعد العلاقات الدولية المعاصرة والقائمة على مبدأ عدم التدخل وحق تقرير المصير لأي شعب والتي نصت عليها المواثيق الدولية.

المذابح ضد الأرمن في عام 1915: عن أي تراث مشين يدافع السيد أردوغان؟؟
ولا يمكن تفسير هذا الإندفاع والإفراط في دوامة التدخل إلاّ في إطار المآزق التي تحيط بهذه الأنظمة داخلياً أو خارجياً. فلو عرجنا على حكام تركيا لنجدهم مطوقين دولياً بسبب فشلهم في إطار الاتحاد الأوربي، وكان آخر هذا لفشل هو قرار البرلمان الفرنسي بإدانة الإبادة الجماعية ضد الأرمن في أواخر العهد العثماني. وكان من المكن أن تتحرر القيادة التركية من هذا المأزق بأسلوب حضاري وإنساني عن طريق الاعتذار للشعب الأرمني على هذه المذابح دون أن تتشبث وتدافع أو تنفي هذه المجازر الشنيعة. إن عقلية حكام تركية وموقفهم لا يحكي إلاّ عن حنين لهذا الماضي البغيض. لقد كان من الواجب على حكام تركيا أيضاً، بدلاً من التدخل الاستفزازي في شؤون العراقيين، الاعتذار للشعب العراقي الذي تعرض لجبروت حكام آل عثمان وأعمال القتل الجماعي الطائفي، إضافة إلى القتل الديني الذي تعرض له الآثوريين العراقيين. كما إن هذا الاستعمار العثماني تسبب في نهب العراق لمدة أربعة قرون، حيث تعرضت البلاد إلى حالة فظيعة من الركود الاجتماعي والاقتصادي والفقر والفاقة، وتوقفت عجلة التطور خلال السيطرة العثمانية ليتحول العراق إلى بلد خرب في عهدهم بعد أن كان مركز التنوير والعلم والثقافة والازدهار والاشعاع. نعم على السيد رجب أردوغان الاعتذار للعراقيين الذين لم يرتكبوا أي عمل سىء ضد الشعب التركي الجار، بل فتحوا أبواب بلادهم لمصادر رزق هذا الشعب كمسعى لإقامة روابط وعلاقات قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
29/1/2012



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علام هذا الإصرار على الإساءة إلى هذه الملحمة التاريخية
- تصريحات وقحة تحتاج الى ادانة وطنية وليس الى ردود فعل طائفية
- مبدأ الفصل بين السلطات واستقلال القضاء وموقف النخب السياسية
- العراق بحاجة الى نهج علمي وكفاءات وخبرات استثنائية للخروج من ...
- ماذا وراء الهجوم على السفارة البريطانية في طهران
- مشكلة النساء والمثقفون في متغيرات العقود الاخيرة 4-4
- -مشكلة المرأة- والمثقفون في متغيرات العقود الأخيرة (3 – 4)
- -مشكلة المرأة- والمثقفون في متغيرات العقود الأخيرة 2-4
- مشكلة المرأة والمثقفون في متغيرات العقود الأخيرة
- بيان تضامني من ابناء الشعب العربي الأهوازي مع الشعب السوري
- الاقتصاد الريعي ومعضلة الديمقراطية
- الربيع العربي وتنامي دور المرأة السياسي والاجتماعي والعلمي
- سوسيولوجية الربيع العربي
- معزوفة العشائرية من جديد
- مأزق سياسي وإنساني للإدارة الأمريكية حيال إقامة الدولة الفلس ...
- مجلس السياسات العليا انتهاك آخر في الدستور العراقي
- الاضطرابات في الدول العربية وسقوط القذلفي
- خطوة أولى على طريق التخلي عن الطائفية السياسية وأدلجة السياس ...
- مظهر من الانحطاط والهمجية والعداء للثقافة والافلاس السياسي
- الانهيار الأخلاقي لنظرية ولاية الفقيه السياسية*


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - حنين إلى ماض امبراطوري أكل الدهر عليه وشرب