أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رياض العصري - مقترح الابجدية العالمية الموحدة ( الحروف العالمية الموحدة ) ـ 1 ـ















المزيد.....

مقترح الابجدية العالمية الموحدة ( الحروف العالمية الموحدة ) ـ 1 ـ


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 1107 - 2005 / 2 / 12 - 11:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الجزء الاول / المقدمة :
بدأت قصة الانسان مع الكتابة منذ أكثر من خمسة آلاف سنة ، عندما بدأ الانسان يعبر عن مشاعره وانطباعاته عما يدور حوله من خلال رسم الصور لما تقع عليه عيناه في بيئته من احداث ووقائع ، وعندما وجد أن الرسوم لا تكفي لتلبية رغباته في التعبير وانها قاصرة عن ايصال الافكار والتواصل بالحوار من خلالها ابتكر اسلوب رسم الكلام الذي ينطق به لان الكلام أصدق تعبيرا من رسوم الصور ، فمشاعر الانسان واحزانه وافراحه لا يمكن نقلها للاخرين بالصور ، وكان رسم الكلام في البداية على شكل رسم المفردة بذاتها وعندما ظهر ان عدد المفردات كبير جدا وان الانسان ليعجز عن وضع رسم خاص لكل مفردة من مفردات الكلام الذي ينطقه ابتكر رسم حروف الكلام باعتبار ان عدد الحروف التي ينطق بها الانسان محدود ويسهل حفظ رسوم هذه الحروف ، وكان ذلك ايذانا ببدأ العصر الحقيقي للكتابة والذي يعتبر منعطفا كبيرا في تاريخ الحضارة الانسانية . وبالنظر لانتشار المجتمعات البشرية القديمة في أماكن متعددة ومتباعدة فقد تعددت اللغات وتعددت أنماط الكتابة ورسوم الحروف ، وقد تعرضت اللغات القديمة وأنماط الكتابة ورسوم الحروف الى تغييرات عديدة ومستمرة على مدى آلاف السنين حتى وصلت الينا بالصيغة المعروفة لدينا حاليا . ان الكتابة من الناحية الميكانيكية هي عملية تحويل الكلام المسموع أو الافكار التي تدور في الذهن الى صورة قابلة للقراءة ، أي تحويل الصوت الى صورة قابلة لاعادة تحويلها الى صوت مرة أخرى من خلال القراءة ، وهي في نفس المعنى عملية نقل الافكار من الكاتب الى القاريء ، فالكاتب هنا يحول أفكاره التي هي عبارة عن صوت مخفي الى صورة مرئية من خلال الكتابة ، والقاريء يعيد تحويل الصورة المرئية الى صوت قد يكون مخفي ( قراءة داخلية ) أو صوت مسموع ( قراءة خارجية ) ، أي أن القراءة هي عكس عملية الكتابة ، فالكتابة اذن هي رسم حروف الكلام وترتيبه بشكل يؤدي الى تكوين جمل لها معنى ، والكلام كما هو معروف يتكون من عدد محدد من الحروف حسب كل لغة ، وكل حرف له صوت مميز خاص به ، وحتى نتمكن من تحويل الكلام الى صورة أو رسم يجب أن يكون لكل حرف ننطقه صورة خاصة به أو رسم خاص به . من المعروف ان أي حرف في أي لغة من لغات العالم له صورة خاصة به تتضح من خلال الكتابة وله صوت خاص به يتضح هذا الصوت من خلال القراءة أو النطق ، وان اللغات المتداولة في العالم حاليا فيها الكثير من الحروف المتشابهة صوتا والمختلفة صورة ، أي ان هناك حروف تتشابه في النطق ولكنها تختلف في الرسم ، مثل الحرف ( ت ) في اللغة العربية مع الحرف ( T ) في اللغة الانكليزية والحرف ( ب ) في العربية مع الحرف ( B ) في الانكليزية وهكذا بالنسبة لباقي الحروف ، ونفس الشيء نجده في اللغات الاخرى في العالم ، وهنا نود أن نتسائل لماذا لا يتم توحيد رسوم الحروف لكافة اللغات في العالم طالما ان الحروف التي ينطقها الانسان متشابهة الى حد ما ؟ أي بمعنى آخر طالما هناك توحد في الصوت لماذا لا يكون هناك توحد في الصورة ؟ دعونا نعتبر رسوم الحروف عبارة عن مفاتيح لأصوات ينطقها البشر ، فاذا تم تحديد عدد الاصوات التي ينطقها البشر بكافة لغاتهم فانه سيكون من السهل وضع مفاتيح لكافة الاصوات معتبرين ان لكل حرف صوت خاص به كآلة البيانو التي لها عدد محدد من المفاتيح لكل مفتاح نغمة خاصة به ويستطيع أي انسان مهما كانت لغته او ثقافته ان يعزف القطعة الموسيقية التي تناسب ذوقه ، ان مفاتيح الاصوات عندما تكون معروفة للجميع فانه يصبح بامكان أي انسان ان يستخدم هذه المفاتيح لقراءة أي كتابة وبأي لغة كانت حتى وان لم يفهم معنى ما يقرأ ، المهم ان يتمكن من قراءة ما يكتبه الاخرون بلغاتهم وان يقرأ الاخرون ما يكتب هو بلغته ، وهذه بحد ذاتها تعتبر خطوة عظيمة اخرى في تاريخ تطور الحضارة البشرية . ان الافكار الواردة في هذا المقترح ليست جديدة بل هي معروفة منذ زمن وسبق ان طرحت للتداول من قبل جهات عديدة وحاليا يتم تطبيقها في مجال تعليم المحادثة بلغة أجنبية بالطريقة السريعة ، ولكنني أتساءل لماذا لا يتم تحويل هذا الاسلوب الى اسلوب دائمي ورسمي للكتابة بجميع لغات العالم ؟ ان الكتابة بأبجدية عالمية موحدة ستساهم مساهمة كبيرة في التقارب بين شعوب العالم وتؤدي الى تقوية الاواصر الانسانية بين بني البشر لان هذه الابجدية ستمكن مثلا العربي من قراءة ما يكتبه الصيني بلغته الصينية وتمكن الصيني من قراءة ما يكتبه العربي بلغته العربية ونفس الحال بالنسبة للهندي والاسباني والياباني والفرنسي والبرازيلي ...... الخ . كما ان هذه الطريقة سوف تساعد في سرعة تعلم اللغات الاجنبية لان الانسان سوف يكون قادرا على قراءة الكلمات المكتوبة باي لغة أجنبية بكل دقة ووضوح وكل ما يحتاج اليه هو معرفة معانيها فقط ، اذن هذه الطريقة ستساهم فعلا في التقارب بين شعوب العالم وهذه هي الغاية من هذا المقترح ، علما بان هذا المقترح لا يدعو الى الغاء اللغة وانما يدعو الى الغاء رسوم الكتابة وتوحيدها برسوم عالمية موحدة لكافة شعوب العالم . اما الذين يعترضون على هذا المقترح ويعتقدون بانه سوف يؤدي الى الغاء احدى سمات القومية أو أحد رموز ثقافة الامة على اعتبار ان رسوم الحروف او الابجدية قد ارتبطت باللغة القومية تاريخيا ، وان اللغة هي ابرز علامة مميزة للقومية وان الغاء الابجدية الوطنية واستخدام ابجدية عالمية يعني الغاء عنصر مهم في تاريخ اللغة القومية وكما هو معروف فان القومية هي احدى حقوق الانسان لكونها تتصل بحق الانتماء . ردا على هذا الاعتراض نقول بانه من الناحية التاريخية فان اللغة تعتبر أقدم من الابجدية المستخدمة في كتابة اللغة ، أي صوت الحروف أقدم من رسمها وان الابجدية تشكلت لاحقا لترتبط باللغة ، واللغة هي فعلا ابرز سمات القومية بل انها تعتبر الهوية للقومية بالرغم من ان عهود الاستعمار قد تركت بصمات مغايرة لهذا المفهوم ، فهناك مثلا شعوب غير انكليزية ولكنها تتكلم باللغة الانكليزية وتعتبرها لغتها الرسمية ونفس الحال بالنسبة للشعوب الناطقة بالفرنسية او الاسبانية . ونحن عندما نقول ( اللغة ) فانما نقصد الكلام المنطوق والمسموع ، وان اقتراحنا يتضمن تغيير في رسم هذا الكلام ، أي أن أذن الانسان سوف لن تسمع تغيرا في لغته القومية وانما عينه سوف ترى تغيرا في رسم حروف هذه اللغة وهي رسوم جديدة تناسب طبيعة العصر الذي نحيا فيه . دعونا نناقش هذه القضية نقاشا منطقيا عقلانيا بعيدا عن العواطف ، ماذا سيحصل للغتنا لو اننا استبدلنا رسوم حروف لغتنا برسوم اخرى ؟ هل ان لغتنا ستتغير ؟ وهل ان قوميتنا تغيرت عندما أرتدينا الزي الاوروبي وتركنا زينا الوطني القديم ؟ ان رسم الحرف عبارة عن زي يرتديه الحرف وان تغيير هذا الزي لن يغير من اسم الحرف او نطقه ، فمثلا اذا كانت كلمة ( كتاب ) المكتوبة بالابجدية العربية قد كتبناها بالابجدية اللاتينية بهذه الصيغة ( KITAB ) فهل تغيرت في هذه الحالة لغتنا ؟ ثم ان الكلمة الاولى المكتوبة بالابجدية العربية لا يستطيع قراءتها سوى العرب ومن يعرف لغة العرب من الاجانب بينما الكلمة الثانية المكتوبة بالابجدية اللاتينية سيتمكن من قراءتها آلاف الملايين من البشر من غير العرب . ومن هذا المنطلق فاننا ندعو الى توحيد رسوم الحروف المنطوقة في اللغات العالمية من خلال ايجاد ابجدية عالمية موحدة تتناسب مع طبيعة العصر الذي نحيا فيه وتستجيب لمتطلبات التطور والمعاصرة في حياتنا ، هذا وان اللغة نفسها قابلة للتطور والتغير . ان من يؤمن بالتطور عليه ان يكون مستعدا للتنازل عن بعض ما ورثه عن اجداده القدماء ، ان التطور يحتم التغيير فاذا كنا غير مستعدين للقبول بالتغيير فكيف سنتطور ؟ ان التطور هو أحد قوانين الطبيعة ومن لا ينسجم مع قوانين الطبيعة مآله الزوال أو الضمور ، وينبغي على الناس ان يتركوا جانبا أية مشاعر وعواطف قائمة على التعصب للقومية او اللغة ويؤمنوا بمبدأ التغيير من أجل التقدم والتطور ، ان القومية في عصرنا هذا في طريقها نحو الانسحاب الى أضيق نطاق وهو نطاق اللغة فقط ، وان رابطة المصالح المشتركة سوف تكون أقوى من الرابطة القومية ، وان الابجدية العالمية الموحدة ستساهم في دعم وتعزيز المصالح المشتركة بين شعوب العالم لانها تقربهم أكثر من بعضهم وتمد خيوط متينة في نسيج العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين شعوب العالم ، يجب ان نكون مرتبطين بسمات العصر الذي نعيش فيه وليس بسمات التاريخ والماضي والتراث ، فهذه المفاهيم قد انتهت صلاحيتها ، انها أشبه بلوحات فنية نعلقها على الجدار لنتفرج عليها وليس لنقلدها او نقتدي بها ، في عصرنا الحالي يتشكل واقع جديد وتاريخ جديد وهو تاريخ مشترك لكل شعوب العالم ، ان ما يجمع شعوب العالم هو الذي سيبقى واما ما يفرقها ففي طريقه الى الزوال عاجلا أم آجلا ، ان رياح العصر الجديد آخذة في الهبوب وسوف لن تبقي من مفاهيم وقيم الاجداد ورموزهم وأدواتهم سوى ما ينسجم مع طبيعة العصر ، وان رسوم حروف الكتابة هي احدى هذه الادوات التي ستهب عليها رياح التغيير .



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشؤون السياسية في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 3 ـ
- الشؤون السياسية في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 2 ـ
- الشؤون الاجتماعية في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 1 ـ
- نظرية الوجود في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 2 ـ
- العلمانية , اسباب الضعف وسبل النهوض
- نظرية الوجود في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 1 ـ
- النظرية الاخلاقية في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 1 ـ
- الشؤون السياسية في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 1 ـ
- الشؤون الاقتصادية في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 1 ـ
- مقدمة في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 2 ـ
- مقدمة في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 1 ـ
- نهاية العقيدة الدينية / الجزء الثالث والاخير
- نهاية العقيدة الدينية / الجزء الثاني
- نهاية العقيدة الدينية / الجزء الاول


المزيد.....




- شاهد.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا
- حلوى بريطانية كلاسيكية تواجه حالة من عدم اليقين بسبب الواردا ...
- البنتاغون يواجه تحديات غير متوقعة بسبب أوكرانيا.. موردون لا ...
- العلماء الروس يضعون قاعدة بيانات لدلافين مهددة بالانقراض
- تربة تقاوم الجفاف في العراق
- تصريح صحفي صادر عن الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن ...
- خامنئي يعلق على قمع الاعتصامات المناصرة لفلسطين في الولايات ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مواصلة عملياته وسط غزة (فيديو)
- ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 34568 قتيلا ...
- تزامنا مع سيول عارمة.. حبات برد بأحجام كبيرة تخترق الخيام في ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رياض العصري - مقترح الابجدية العالمية الموحدة ( الحروف العالمية الموحدة ) ـ 1 ـ