أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - نهاية العقيدة الدينية / الجزء الاول














المزيد.....

نهاية العقيدة الدينية / الجزء الاول


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 912 - 2004 / 8 / 1 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان التغييرات التي حدثت في حياة البشر في القرن المنصرم ( القرن العشرون ) قد فاقت كما ونوعا جميع التغييرات التي حدثت في حياة البشر على مدى آلاف السنين , لقد قدمت العلوم والمخترعات في المئة سنة الاخيرة انجازات عظيمة للحضارة البشرية هي اشبه بالمعجزات التي كان يحلم بها الانسان قديما أو حتى لم يكن يحلم بها على الاطلاق لكونها فوق مستوى قدرته على تخيلها , وان الفضل في هذه الحضارة التي يتمتع بها البشر حاليا انما يعود الى أولئك العلماء العظماء الذين اكتشفوا قوانين الطبيعة فسهلوا على البشرية الاستفادة من الطاقات الموجودة في الطبيعة لخدمة الحضارة والتقدم .
ان المعلومات الكثيرة والواسعة التي توفرت للبشر في العصر الحالي عن الكون والحياة والانسان لم تكن متوفرة للبشر في العصور السابقة , وهذا يعني ان البشر في العصر الحالي هم أكثر علما ومعرفة من البشر في العصور السابقة , ومن هذا المنطلق فاننا نعتبر العصر الحالي عصرا جديدا ومتميزا له سمات وملامح تميزه عن جميع العصور التي مرت بها البشرية عبر تاريخها منذ فجر الحضارة .
ولكون العصر الحالي هو عصرا جديدا ومتميزا ويختلف اختلافا كبيرا عن جميع العصور التي سبقته , فاننا نرى ان من غير المعقول ان يستمر البشر في العصر الحالي في التمسك بعقائد العصور السابقة دون تفحص وتمعن لمدى مصداقيتها ومدى ملائمتها لعصرنا الحالي , فمظاهر الحياة تغيرت , وحقائق كثيرة تكشفت , واساليب وطرق المعيشة هي الاخرى تغيرت , وتغيرت أزائها مفاهيم اجتماعية كثيرة , وليس من المقبول ونحن نحيا في عصر العلم والمعرفة وانوار الحضارة ان نستمر في الرؤية من خلال عيون السابقين , صحيح ان عيون البشر لم تتغير ولكن المرئيات تغيرت وكذلك مساحة الرؤية , ان من يقف على قمة التل يمتلك مساحة رؤية أوسع ممن يقف على سفح التل .
اننا لو تأملنا العقائد الشائعة في العالم في الوقت الحاضر لوجدنا انها جميعا قد تأسست قبل ما يزيد عن الف سنة , وفي تقديرنا ان جميع هذه العقائد ما عادت صالحة لعصرنا الحالي , فهناك مثلا , عقائد تلقن اتباعها افكارا ومعتقدات مخدرة لكي لا يفكروا فيكتشفوا حقيقتها , وهناك عقائد تحث اتباعها على إغماض العيون وصم الآذان في مواجهة الحقائق العلمية , وهناك عقائد تتبع اسلوب الترهيب والترغيب مع اتباعها لتضمن عدم تخليهم عنها , وهناك عقائد تجبر اتباعها على ممارسة طقوس لا تصلح إلا للمصابين بامراض نفسية , وهناك عقائد تخدع اتباعها بروايات وحكايات من نسج الخيال لا اساس لها من الصحة . ان جميع هذه العقائد لم تعد تصلح لعصرنا الحالي ولم تعد تناسب انسان العصر الجديد , هذا مع العلم بان الاغلبية من اتباع هذه العقائد انما هم منتمون اليها بالوراثة وليس عن ارادة .
ان نجاح اي عقيدة في الانتشار لا يعتبر دليلا على ان كل ما تنطوي عليه تلك العقيدة من معتقدات ومفاهيم هي صحيحة ومطابقة للحقيقة , لانه في ظل الجهل قد يحرز الغش او الباطل نجاحا , فقد ينجح تاجر شاطر في ترويج ما لديه من بضاعة غير مطابقة للمواصفات مستغلا جهل الزبائن , وقد ينجح محامي متمرس وذو خبرة في كسب قضية باطلة مستغلا جهل اصحاب الحق في توفير الادلة الثبوتية . ففي ظل الجهل لا يمكن التمييز بين الحقيقي والمزيف ولا يمكن التمييز بين الصدق والكذب , ان النجاح ليس دائما نتيجة حتمية للحق .
واما ما يتعلق بمبدأ البقاء للأصلح والذي هو أحد قوانين الطبيعة , فانه لا يعني ان البقاء حصرا لكل ما هو نافع للناس , لان الاصلح وفقا لقوانين الطبيعة هو ما كان منسجما او متوافقا مع الطبيعة بغض النظر عن كونه نافع او غير نافع للناس , نحن نقر بانه ( كل ما هو نافع للناس فهو باقي ) هذا حسب قوانين الطبيعة البشرية , ولكن حسب قوانين الطبيعة المادية فانه ( ليس كل ما هو باقي يكون نافعا للناس ) فالبقاء في الطبيعة ليس مرهونا بالمنفعة للناس وانما مرهونا بالتوافق مع قوانين الطبيعة بخيرها وشرها , وهناك أشياء كثيرة موجودة في بيئتنا رغما عنا وهي ضارة لنا , ومعلوم ان قوانين الطبيعة المادية أقوى من قوانين الطبيعة البشرية وبالتالي فانها تفرض نفسها علينا رغما عنا . ان المعتقدات التي يؤمن بها الناس قد تبقى راسخة في عقولهم ووجدانهم على مدى آلاف السنين ولكن بقاء هذه المعتقدات كل هذه الفترة الطويلة لا يعتبر دليلا على مصداقيتها وصحتها مئة بالمئة , لان اي معتقدات مهما كانت درجة صحتها لها القدرة على البقاء راسخة في عقول الناس طالما كانت الحقيقة مجهولة . ان الانسان الذي ينشأ في ظل الجهل يصبح أسيرا وليس حرا ويفقد القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب , وهذا ما يدفعه الى التمسك برأيه والتعصب لمعتقداته وهو يجهل الحقيقة بل وربما يتجاهلها عندما تكشف له وهذا ما يدعى بالتطرف .
ملاحظة : ـ يتبع في الجزء التالي



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...
- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور
- دلعي طفلك بأغاني البيبي الجميلة..تحديث تردد قناة طيور الجنة ...
- آلاف البريطانيين واليهود ينددون بجرائم -اسرائيل-في غزة
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ادعى أنه رجل دين يعيش في إيطاليا.. الذكاء الاصطناعي يثير الب ...
- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - نهاية العقيدة الدينية / الجزء الاول