الفلسطيني ليس لعبة شطرنج ...

جواد الخضري

الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الفلسطيني ليس لعبة شطرنج ...

الواقع المرير الذي يعيشه فلسطينيو الشتات في الدول العربية خاصة والمعاناة التي يواجهونها سياسيا واقتصاديا الى أن وصلت الحالة الى معاناة اجتماعية مع المجتمعات العربية التي تحكمها أنظمة وتيارات تسعى الى تحميل الفلسطيني وزر ظلم الانظمة وأي خلاف أو صدام ما بين الانظمة وشعوبها يجب تحميله للفلسطينيين الذين يقيمون على أراضيهم , وكأنهم أصبحوا شماعة لتعليق هذه الاوزار .
منذ أيام يتم قتل فلسطينيين في سوريا بغض النظر عن إنتماءاتهم , وفي لبنان حدث ولا حرج فالفلسطيني يتعرض لكافة أشكال العنف والتمييز العنصري وكأنه ليس عربيا بالرغم من أن الفلسطيني عينه على فلسطين وقلبه يتحرق على الواقع العربي المزري , وفي العراق يتم الهجوم على منازل الفلسطينيين والاعتداء على قاطنيها وكأنهم هم من أدخلوا الامريكان والبريطانيين الى العراق وقادوا جيش تم تجميعه من أكثر من ثلاثون دولة للهجوم على العراق وفي الاردن يسعى الحراك الاردني المطالب بالاصلاحات الداخلية والذي تقوده الحركة الاسلامية " الاخوان المسلمين " للعمل على الزج بأبناء المخيمات الفلسطينية للمشاركة معهم والبداية مخيم الحسين والذي تم إفشاله من قبل أبناء المخيم الذين لم يشاركوا وإنما من جاء الى شوارع المخيم هم أبناء الحركة الاسلامية في الاردن من خارج المخيم .
لماذا الفلسطيني ؟ وماذا يريدون منه ؟ لقد باتت اللعبة مكشوفة للفلسطينيين , إنهم يريدون جعل الفلسطيني أداة في أيديهم وورقة للعب ومن ثم تحويل المسارات تحقيقا لاهداف مشبوهة ولوصول المحركين الى مبتغاهم ولو على حساب أن يكون الفلسطيني الضحية ما بين سنديان المتسلقين ومطرقة الانظمة العربية وحكوماتها .
مع ما يجري وا يخطط له يبقى الفلسطيني عربيا ويغار على أمته التي ينتمي اليها رغم افتقاده لقيادة فلسطينية حقيقية لان ما يسمى بالسلطة الفلسطينية وهي في الاساس عبارة عن حجارة شطرنج على طاولة القوى المسيطرة وعلى رأسها أمريكا والصهيونية العالمية اللتان تسعيان الى محو فلسطين عن الخارطة الدولية من أجل بقاء اسرائيل الخنجر المغروس في قلب الوطن العربي وخاصرته .
ألا يكفي أنكم تحاربون فلسطين وتتشدقون بحبكم لها وغيرتكم عليها وتنادون بتحريرها من المحتل الغاصب !!! وتريدون الان الزج بهم في اموركم الخاصة . المطلوب اللعب بعيدا وأن الألاعيب مكشوفة ولم تخفى على الفلسطيني , ولن يكون أداة في أياديكم سعيا منكم في الوصول الى ما تريدونه والذي لا يختلف عما هو مخطط له من أعداء الامة لتكون الارض العربية مسرحا للفتن والحروب الاهلية التي لا يعرف فيها القاتل لما قتل والمقتول لما قتل .

#جواد_الخضري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات