ماذا ننتظر ؟؟؟

جواد الخضري

الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ماذا ننتظر ؟
لا زال الشارع العربي يشهد حالة متغيرة يجري فيها التلاعب من خلف الكواليس , لا يدري معظمنا ماذا يخطط لهذه الامة أهو خير يراد لها أم شر يتربص بها ؟ لكن على ما يبدو أن الامور تسير حسب مخططات معدة سلفا ومنذ ما يزيد عن خمسون عاما تعمل على تكريس تفتيتها وزرع بذور الفتنة وإن كانت الفتنة في بعض من الدول العربية كبرت نمت وكبرت حتى أصبح لها جذور وفروع من الصعب السيطرة عليها .
الحالة هذه عملت على الدفع بتغيير الصورة والواقع في عدد من الدول العربية وإن كانت الانظمة الحاكمة وزمرتها قد ساعدت على التغيير بسبب غطرستها وتجاهلها لشعوبها وتركيز الاهتمام بمصالحها الخاصة مما دفع الى التحرك الشعبي نحو السير بخطوات عشوائية للمطالبة بالتغيير دون تخطيط مسبق من جهة الشارع ودون وعي حقيقي نحو ما يريده القائمين على دفع الشارع للإسراع في تنفيذ المخططات المعدة مسبقا مع عدم الانكار لدور الاعلام الذي بات يتلاعب في نقل المشهد بما يخدم مستخدميه حسب ما يريدونه من أجل التغيير المراد تنفيذه وأصبح المواطن العربي رهينة ما يصنعه الاعلام الحديث والذي أصبح قادرا على نقل الحالة من المربع الابيض الى الرمادي الى الاسود والعكس حسب المقتضيات التي يريدها الأخر , والشواهد على ذلك كثيرة , منها العراق , اليمن , تونس , ليبيا وسوريا والأن الاردن الذي بات يشهد تحركا في الشارع يتمثل بالمسيرات التي بدأت في الصباح تطالب بالاصلاحات الدستورية ومحاربة الفساد وفي المساء إنقلبت الحالة فجأة للمطالبة بالاصلاحات الاقتصادية والجميع يعرف من يقوم على ذلك سعيا منهم للوصول الى السلطة ظنا" منهم بأن الفرصة أصبحت مواتية لذلك أسوة بما حصل ولازال يحصل في الشارع العربي . إضافة الى الحالة الاقتصادية التي يمر بها الاردن مع غياب الدعم العربي والخارجي وهذا ما يدركه الساعين للوصول الى السلطة الذين أصبحوا يتحركون يمينا وشمالا لتحقيق الاهداف والمآرب تحت شعارات متعددة تدغدغ الحالة الشعبية التي تقف حائرة ومترددة ما بين الواقع والمستقبل المجهول .
هذه الحالة التي يشهدها الاردن تجعل من المراقب أن يؤكد على وجود مخططات ما تجري خلف الكواليس تتراوح بين التوافق والتنافر بين السلطة وأدعياء التغيير الذين يجاهدون بكل القوة للحصول على مكتسبات لهم ويأتي ذلك من خلال محاولات التحالف مع كافة القوى في الشارع الاردني وإن لم يتوافقوا بالمياديْ والرؤى , إنما السعي نحو تصدر المشهد وهذا ما يعترف به العديد من القوى الاخرى التي ظهرت على الساحة الاردنية التي رأت أن قوة واحدة أو بمعنى تنظيم واحد في الاردن يعمل على التفرد ولكن يريد العون لتحقيق ذلك ولو على حساب التيارات الاخرى وكذلك تأليب الشارع المنتظر والمراقب بحذر وتردد كما تنظر دول الجوار وخاصة السعودية التي من الواجب أن تكون الاحرص على الاستقرار في الاردن لامور عديدة وعليها أن تتقدم بالدعم المالي من خلال تقديم النفط بأسعار تفضيلية وفتح أسواقها أمام المنتجات الاردنية وكذلك دولة الكويت عليها واجبات عربية وقطر أم أن الموقف الاردني إبان حرب الخليج لازال عالقا في الاذهان ؟؟؟!!!

#جواد_الخضري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل