ٱلمدينة حكومة أهل ٱلقرية

انطلاق الرحبى

الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 22:00
المحور: المجتمع المدني
    

ٱلمدينة حكومة أهل ٱلقرية

كتبت مقال "ٱلوطن ٱلقرية ٱلمدينة" بيّنت فيه دليلها فى ٱلحق. وكما عاهدت نفسى بعد أن طهّرتها من منهاج ٱللّغو فى بيوت التعليم فى بلادنا وٱلذى يمثل فكر وٱسلوب ٱلطاغوت فى ٱلحيوٰة. بأن ٱحنف عن قولى ومفاهيمى كلما تبيّن لى جديد من ٱلقول وٱلفهم كى لآ أكون من ٱلّذين يوثنون على ما هم عليه من قول وفعل وسلوك. فتكتب علىّ ٱلذلّة وٱلمسكنة وأكون من ٱلجاهلين. كنت أظن أن ٱلمدينة طور يأتى بعد حين من طور ٱلقرية وهو ظن جآءنى بسبب ٱلعجل فكلمة "أهل ٱلقرية وأهل ٱلمدينة" ظننت إنهما طورين من حيوٰة النّاس على ٱلأرض وبعد ٱلدرس ومآ أناره معلمى وأخى العزيز ٱلمفكر سمير إبراهيم خليل حسن فى ما كتبه عن ميثاق حكومة ٱلمدينة ومقاله" سياسة أم حكمة" . تبين لى بأن ٱلمدينة هى حكومة للقرية تحتكم إلى ميثاق وعهد بينها وبين ٱلنّاس يحكم بينهم مؤمن عليم قوى ونقيضها فى ٱلحق حكومة يحكمها طاغوت يستخف بٱلناس ويجعلهم أهل وطن " دواب وأنعام" لا خيرة لهم فى أمرهم يطيعون كل أمر فاسق ويعبدون ما يراه لهم ٱلطاغوت. فٱلقرية هى ٱلأصل وما زلت أرى دليلها فى ٱلحق كما كتبته فى مقالى ٱلسابق. ولكن ٱلمسألة فى حكومتها هل هى مدينة أم طاغوت . ٱلمدينة تدل على دين بين طرفين الأول وهو ٱلحاكم وحكومته وٱلثانى ٱلناس ٱلذين تعاهدوا وتواثقوا فيما بينهم. ويكون عمل ٱلحاكم أن يحكم بينهم بالعدل وأن يسهر على حفظ ٱلميثاق وٱلعهد بين ٱلناس لما لديه من قوة جسم وعلم. فكلمة أهل ٱلقرية هى للناس فى ٱلقرية جميعًا أمّا كلمة أهل ٱلمدينة فتدل على ٱلحكومة بجميع فئاتها ٱلحاكم ٱلمؤمن ٱلعالم ٱلعادل ٱلقوى والقضاة والوزرآء والكهنة وممثلين غرف ٱلمال وٱلصناعة وٱلتجارة وٱلعمل وٱلعلم وٱلفن وٱلفكر فى مجلسى ٱلمدينة . فٱلقرية هى ٱلتى تقرى ٱلناس على ٱختلاف ألوانهم وألسنتهم وتؤمن لهم ٱلعيش والعمل فيها. فأذا ما صنعت مدينة تحكمها يبارك ٱلله فيها ويرزق أهلها من فوقهم ومن تحتهم ويعلون فى ٱلأرض .ونقيضها فى ٱلحق ٱلأعراب ٱلذين يعيشون فى ٱلبدو فهٰۤؤلآء لا مدينة لهم تحكمهم يحكمهم منهاج طاغوت مغلق فهم عدو للمدينة وأهلها أى ٱلحاكم وحكومته وميثاقها وعهدها فمتى ما دخلوا قرية وأصبحواْ فيها أكثرية ينقلبون على مثلها ٱلمدينى ويعطلون ٱلميثاق وٱلعهد ويرجعونهآ إلى منهاج ٱلطاغوت وهم أحزاب كثيرة ٱلقوميون وٱلاشتراكيون وٱلإسلاميون فى وقتنا هذا .ففى بلادنا ٱلشامية " ٱلعربية بٱللّغة " يخرج ٱلناس ٱليوم يريدون أن يستبدلواْ سلطة ٱلطاغوت ويأتون بأحد هذه ٱلفئات ٱلتى تحمل نفس ٱلمنهاج ويظنون أنهم مآ أن يسقطواْ رأس ٱلسلطة وحزبه فقد فتحوۤاْ أبواب ٱلحيوٰة ٱلطيبة أمامهم. فتراهم يتسابقون بٱنتخاب رئيسًا جديدًا وبرلمانًا جديدًا فقد عبدواْ صندوق ٱلانتخاب ٱلسحرى ٱلكل يصرخ ٱلصندوق ٱلصندوق ويريد أن يحتكم إليه كما فعلها من قبلهم قوم موسى بعبادتهم ٱلعجل . دون أن يدركواْ بأن ما يفعلوه هو أعادة لمنهاج ٱلطاغوت فى حيوٰتهم لأنهم لم يغيرواْ ما بأنفسهم وما زالوا يجهلون ٱلميثاق وٱلعهد وٱلحاكم ٱلمؤمن ٱلعادل وٱلمدينة بينهم وبينه فكل هٰذه ٱلمفاهيم هم فى غفلة منها. تسخر منهم أحزاب ٱلقومية وٱلاشتراكية وٱلإسلام بمفاهيم لغو ٱلعلمانية وٱلديمقراطية وحكم ٱلشعب وحكم ٱللّه وحكم ٱلأكثرية وصندوق ٱلانتخاب . ٱنظروا ما جرى ويجرى فى ٱلعراق وتونس ومصر وليبيا وٱليمن وسوريا دآئرة مغلقة سباق جاهلين على ٱلسلطة وتثريب وقتل للناس على ٱلّون وٱلّسان وٱلطآئفة وٱلحزب كلّ يكفّر ٱلأخر ويريد أن يمحيه كما يمحو موج ٱلبحر ٱلرسم من على ٱلرمال. ولآ أحد يسمع من ٱلمؤمنين ٱلذين يحملون منهاج ٱلنور فى قرية حكومتها مدينة تسهر على حفظ ٱلعهد وٱلميثاق بين ٱلنّاس يحكمها حاكم رسول يحكم بٱلعدل بينهم صفته ٱلعلم وٱلقوة فى ٱلجسم. يساعده ويعزره مؤمنون من أهل ٱلمال وٱلثروة وٱلعلم فى مسجده "بيت ٱلحكومة". فسيبقى التثريب فى حيوٰتهم وهو ٱلاقتتال وٱلفرقة وٱلجهل وٱلظلام فتكتب عليه ٱلذّلّة وٱلمسكنة ويمسخواْ قردة وخنازير وعبد طاغوت.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل