أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جلبوط - قصة قصيرة جدا .... غرام في الهواء الطلق














المزيد.....

قصة قصيرة جدا .... غرام في الهواء الطلق


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 20:03
المحور: الادب والفن
    


جلس على صخرة لمساء مختارة بعناية عند الشاطئ ينتظرها وراح يرقب الأفق من بعيد فتطل على مدى نظره بعض رؤوس ساريات السفن التي رست في الميناء البعيد لتفريغ حمولاتها , كان يوم مشمس , إنه أحد أيام جمع شهر أيار , اعتاد فيه الناس على زحمة مواعيد المحبين الغرامية التي اعتادونها في دفء شمس ذاك النهار بعد فترة مديدة من فصل الشتاء حيث دفع كبش المغامرة وشبق الرغبة لنطح طلاب الشهوة من العشاق تتلطى عزلة المكان وتتستر في ضجيج موج البحر يلطم طول الليل والنهار صخور الشاطئ .
طال جلوسه وطال انتظارها فانتابه شعور أنها كذبت عليه وربما السبب هو أحد أخر ممن فاضت به الشهوة وهي في طريقها إليه فالتقطها .
رآها قادمة من مرتفعه تتمختر فتضرب الأرض بقدميها تعتمر شفتيها ابتسامة شبقة وتقفز من عينيها نظرة خبيثة تمشي باتجاهه بصدر مندفع إلى الأمام ونهدين مترجرجين شهيين , وما أن وصلت حيث جلس وهو يرمق جسدها الشهي ومشيتها الغنجة عاجلها : -تأخرت , وسارع واقفا بضمها إلى صدره ملتصقا بها , دفعته عنها برفق بيدها على صدره وقالت: -لماذا أنت دائما بصلتك محروقة؟ فعلت موجة من الغيظ ونفاذ صبر وجهه , فعاجلته بسؤالها قبل أن يقلب لقائهما إلى نكد :-ما الذي أغاظك؟ قالت ذلك وأمسكت يده تحاول حثه على المسير باتجاه المنحدر بشده نحو دغل من الأشجار حيث شجرة البلوط التي اعتادا تفيء ظلها , شعر برعشة الرغبة تسري عروقها فتخرج من رؤوس أصابعها مما زادته اشتعالا وشبقا , غمغم محاولا التذرع بالكلام باختلاق موضوع ما , أما هي سارعت الخطى دون أن تتابع ما يقول وغير عابئة بما يختلق من كلام أو لعلها لم تكن تسمع ما يقول منشغلة بالتفكير لاجتراح مبادرة شجاعة تطفئ ظمأها وترضي شهوته عندما يستقر بهما المطاف تحت الشجرة .
عند وصولهما تحت الشجرة خلعت حذائها , فاستعجل خلع قميصه يلقيه على الأرض لتفترشه مستلقية تكاد حلمات نهديها المشرئبة أن تنبز من القميص قدر ما ضيقت عليهما بتمطيها وهي مستلقية وسألته:
-هل أنت في عجلة من أمرك ؟ فكر بأن يمثل عليها دور المتعفف ويدعي أنه لا يرغب في فعل ما تغمز له به بسؤالها الملغوم شبقا لاحتضانها , وراح يبذل جهدا مضنيا لإخفاء رغبة جامحة لديه قد تلبسته منذ بلوغه أن يمارس الحب مع فتاته بالهواء الطلق في حضن الطبيعة وبالقرب من البحر الذي يعشق رفقته ولكنها عاجلته قبل أن يستقر على جواب بالطلب منه أن يغمض عينيه فسألها : -لماذا؟ قالت:
-سأخلع ملابسي ولا أريدك أن تراني وأنا أتعرى فلا تطيق صبرا فتلتهمني
لم يطعها بل جلس إلى جانبها يرمقها بشوق شديد وعندما انتهت افترشها فالتصقت به لتلتحفه جيدا وبعد أن أحس بهدوء ضربات قلبها سألها : -لماذا خلعت لباسك بهذه السرعة .
لم تجبه , طلبت منه أن يشعل لها سيجارة ففعل وعندما قدمها لها سحبت منها دخانا ملء رئتيها ثم نفثته . كرر عليها سؤاله , زجرته بشتيمة غنجة ثم شاغلته عن جوابها بسؤاله : - ولماذا من وجهة نظرك؟ أدركت بأنه يخمن أنها تستعجل الوصول معه إلى لذتها لكنها بهرته بجوابها عندما قالت : - لأني عندما أخلص جسدي من ملابسي أشعر بأنني حرة , وأتخلص مما علق عليها من رغبات اغتصابي التي تلقي بها نظرات الذكور التي ألتقيها خلال نشاطي اليومي في العمل وأثناء تنقلاتي في وسائط النقل والشوارع حتى الوصول إلى منزلي . وتابعت تدخين سيجارتها أما هو فقد كف عن محاولة إثارتها دون أن يبعد جسده عن جسدها , وبعد أن أطفأت سيجارتها مس بطرف أصبعه حلمتها فارتعش جسده دون أن تصل إليها فقد حافظ جسدها على هموده , فاكتفى بتقبيلها على خدها وأراد النهوض عنها فمانعت وشدته من يده أن يبقى مستلقيا عليها وعندما فعل احتضنت صدره تطوق عنقه وهمست في أذنه متوسلة : - أرجوك أن نبقى هكذا فغادرته للتو توتر الرغبة وهاجر الشبق إليها جسده مع آخر محاولة للمس الحلمة , استعاد توازنه وعادت إليه مشاعره الأنسية , وفي الأثناء هبت نسمة تحمل رائحة الحشائش التي استلقوا عليها وأمطرت الشجرة عليهم من زهورها فانغمرا.



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا.........مظاهرة طيارة
- مفترقات الانتفاضة السورية عن أخواتها
- كسر الأديب الألماني Günter Grass صمته فانسعرت - إسرائيل-
- عام على انطلاقة الانتفاضة السورية
- عودة أخرى إلى المشهد السوري
- مقابلة صحفية مع أحد الشهود لمجزرة بورسعيد
- مجزرة تثير ذكرى مجزرة
- إلاما يومي بعض المعارضين السوريين من ترديد أغنية-ياوحدنا- , ...
- ما هي دلالات ومقاصد العمليات الانتحارية وتفجير السيارات المف ...
- مرة أخرى حول قوى اليسار في منطقتنا العربية
- بعد قرار الجامعة العربية سوريا إلى أين؟
- نداء إلى أحب بلاد العرب إلى قلبي
- تساؤلات حول مشهد الانتفاضة السورية
- مرة أخرى في ذكرى النكبة والنكسة
- إزالة آثار النكبة وحق العودة
- ليكف عجول السلفية عن توفير الغطاء للنظام لاستباحة الدم .
- ماذا بعد؟.......لكي لا يُهدر الدم السوري مرتين
- إطلالة على سورية ...ماض وحاضر
- هي شآم أحب بلاد العرب إلى قلبي
- تمرد الدم على السيف في درعا وانتزع الرّهاب من سوريا


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جلبوط - قصة قصيرة جدا .... غرام في الهواء الطلق