أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - ما هي دلالات ومقاصد العمليات الانتحارية وتفجير السيارات المفخخة الأخيرة في دمشق ؟















المزيد.....

ما هي دلالات ومقاصد العمليات الانتحارية وتفجير السيارات المفخخة الأخيرة في دمشق ؟


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 01:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لأن الشيء بالشيء يذكر , فإن التفجيرات الأخيرة تعيدنا بالذاكرة إلى ما جرى في سورية ثمانينات القرن الماضي فترة الصراع المفتوح بين النظام عهد الأسد الأب وتنظيم إخوان المسلمين , ذاك الصراع الذي وسّعه النظام ليشمل مجمل فئات الشعب السوري ومعارضيه في حينه مستخدما ما اقترفته الجماعة المقاتلة لجماعة الإخوان المسلمين من عمليات تفجير طائفية بزعامة مروان حديد ذريعة وشماعة وغطاءا : أولا : لتصفية معارضيه من كل الطوائف والمذاهب ولمن سوّلت له نفسه التفكير في المساس بقداسة شخص القائد أو الاعتراض على أبدية حكمه وحكم عائلته لسوريا وتوريثها , حتى أن جرائمه طالت العديد من رجالاته ممن راحوا ضحية الصراعات الداخلية بين رموز النظام وقواه الأمنية والخلافات الشخصية داخل السلطة والعديد ممن ضحى بهم ليضلل الرأي العام في حينه تطبيقا لمبدأ فرّق تسد من خلال انتهاج سياسة تفتيت اجتماعي منظمة وصلت حواف حرب طائفية مذهبية نتيجة إتباعه لسياسة شحن طائفي متواصل , خفي لكنه ممنهج , ترافق بحصار وملاحقة أصحاب الفكر المتنور وأعضاء الأحزاب العلمانية والماركسية من يساريين رافضين لسياسته ونهجه من ابناء الطائفة العلوية .
ثانيا لترسيخ ذاك الخوف الرهيب في روع السوريين عامة ولدى مجاميع "الطائفة العلوية والمسيحيين والدروز" وغيرهم من "الأقليات الدينية والمذهبية والإثنية" خاصة وذلك لتجييشها خلفه ضد الغول "السني" الذي يريد "افتراسهم" و"حرقهم جميعا" إن سقط , لتمده بالجنود للدفاع عن بقائه تماما كما يحاول اليوم بعد أن استطاعت سياسته تأجيل ما نشهده اليوم من حراك انتفاضي سوري في سياق ما يشهده الوطن العربي من حراك ثوري على مدار أربعين عاما من حكمه , ظانّا أنها مازالت صالحة من خلال استدعائه لرجالات النظام السابقين الذين ألقى الأسد الأب على عاتقهم إنجاز مجازر الثمانينات من القرن الماضي في سوريا ولبنان قبل أن يضطر لإزاحتهم والتضحية بهم قبيل مماته ليمهد لتوريث نجله باسل الذي اختطفه الموت غفلة قبل أبيه المريض الذي كان يمهد له الأمر في مفاصل "الدولة" والسلطة لوراثة سوريا لكنها آلت إلى بشار .

وتعيدنا أيضا إلى ما جرى في العراق وغزو أمريكا له في سياق سعيها "لاستيلاد الشرق المتوسط الجديد" : ارتعدت فرائس النظام في حينه خشية أن يندار عليه الأمريكان بعد القضاء على صدّام ونظامه مما دفعه للتحالف مع الأعدقاء في التنظيمات الإرهابية من قاعدة وغيرها فانطلق في العراق مسلسل التفجيرات الطائفية المتبادلة . إن اتخاذ حكام العراق اليوم موقف داعم للنظام السوري حتى ولو بدوافع طائفية ضد الشعب السوري المنتفض وتصدير السلاح والأموال والمرتزقة له يثير الريبة والشكوك في موقفهم من تلك العمليات الإرهابية التي طالت أرواح آلاف من العراقيين وخصوصا الشيعة منهم , ولا أدري كيف ينسى مؤيدي النظام السوري اليوم من "قوميين ويساريين وعلمانيين" بناءا على مواقفه "القومية والمقاومة والممانعة" أولائك الفلسطينيون الذين فرّوا من مجازر الميليشيات العراقية التي جاءت على دبابات الاحتلال الأمريكي وتقاتل اليوم إلى جانب النظام السوري ضد شعبه , ورابطوا ومازال الكثير منهم حتى اليوم على الحدود السورية العراقية في العراء رفضت السلطات السورية "العروبية والقومية والممانعة"الموافقة على لجوئهم إليها فتكرمت بعض الدول في أمريكا اللاتينية والجنوبية استقبالهم لديها في حين أن سوريا "آخر مواقع العروبة والمقاومة" قد سمحت لمليوني لاجئ عراقي ومثلهم إيراني يقيمون في دمشق لوحدها كثيرا منهم يقيم في مدينة الست زينب والحسينية وضواحيهما. أم أن قبولهم قد تم على أساس إمكانية استخدامهم مستقبلا كشبيحة بمعاطف سوداء بناءا على انتمائهم المذهبي؟

ولا ننسى بالطبع أن تلك التفجيرات تعيد إلى الأذهان ما ساد الساحة اللبنانية من تفجيرات بل مسلسل لم ينته من التفجيرات وانتشار القتل والاغتيال بكل وسائل القتل , فالمجموعات في لبنان لها باع طويل لا ينسى قد صدّرته إلى أركان الأرض الخمسة في ظل حكم المخابرات السورية له قبل أن يؤدي الانفجار الكبير إلى طرده منه .
وبناءا عليه فإن من يريد متابعة الحدث السوري , على ما يظن , لا يحتاج لجهد مضن أو خبرة في التحليل الإخباري أو المباحثي لمعرفة الفاعل أو لمشاهدة فقاعة الإعداد السيئ والرديء لمسرح الجريمة الأخيرة لعملية التفجير في الميدان وإخراجها البدائي والغبي من تمثيل وتصوير من قبل شبيحة النظام , إعلاميين وعناصر أمن , , بل من نوافل الأقوال أن يزيد عليها تساؤلات من قبيل : لماذا حدثت في أيام الجمع التي اعتاد المواطنون فيها للتهيؤ والتحضير لمسيراتهم المناهضة للنظام والدعوة لإسقاطه , أو لماذا لا تقع إلاّ للتجمعات المعارضة للنظام بينما يسود الأمن كله والهدوء والسلام والوئام أثناء تجمعات شبيحة النظام ومنحبكجية الأسد ....و ..و ..إلخ؟
والأمر برمته لا يحتاج لعناء تفكير كبير أو ذلك أو لهذا أو إن وأن ولكن ....إلخ للاستنتاج أن من نفّذ هذا العمل الإجرامي هو النظام يريد به إيصال رسائل لأهل الحي وللداخل السوري وللخارج العربي والدولي .
لأن النظام نفسه كان قد أعلن وصرّح في أكثر من مناسبة أنه سيحرق سوريا وعلى الملأ دون مواربة وهدّد بهذا بشكل لا لبس فيه , وعلى لسان العديد من شبيحته السوريين وغير السوريين من طائفيي ومذهبيي لبنان والعراق وإيران , الكبار والصغار , مسؤولين وإعلاميين , إن علنا وعلى شاشات المحطات الفضائية المحلية والعالمية وصفحات النت والجرائد , أو سراّ مسرّبة : بأنه إن سقط سيغرق منطقة "الشرق الأوسط" في بحر من الفوضى وفي سعير "حرب مذهبية طائفية" وما تحمله تلك الرسالة في طياتها تهديدا مبطنا لأنظمة الخليج . وحاول إرسال العديد من الرسائل لحلفائه في الغرب أنه إن سقط ستسقط سوريا في براثن "السلفيين والإرهابيين السنة" ولن تنعم "إسرائيل" بالأمن إن افتقر هو له والكثير الكثير من هذا وغيره مما أثار "خوف وحفيظة"البطريرك بشارة الراعي , وشيخ عقل الدروز والأحزاب المذهبية في العراق مما دفعهم لتحذير الشعب السوري من التدخل الأمريكي (تصوروا!) وهي التي ما كان لها ما هي فيه من نهب لثروات العراق وتمتعا بجاه سلطته لولا مجيئهم على ظهر الدبابات الأمريكية !!!
إن طبيعة النظام الإجرامية السابقة واللاحقة وإيغاله بالدم السوري واللبناني والفلسطيني الممتد على مدار فترة حكمه لا تترك فرصة واحدة للتخمين : أن المستفيد الوحيد من هذا العمل الإجرامي البشع هو النظام يرسل به عدة رسائل ولأطراف عدة :
-لأهل حي الميدان الأبي وحي كفر سوسة ولمدينة دمشق كاملة ولكل المدن السورية الأخرى بأنه لن يتوانى عن تمزيق اللحم البشري في سوريا وفي كل مكان ليبث الرعب من جديد في قلوبهم ليعودوا ويرتدعوا من جديد فيخافوا على أنفسهم وعلى أبنائهم وأطفالهم فيعتزلوا منازلهم ويمتنعون عن الخروج إلى الشوارع للتظاهر والإضراب أو أي نشاط إنتفاضي من أجل حريتهم وصون كراماتهم.
-لبعثة الجامعة العربية يقول لها أن المناطق السورية غير آمنة لتحركاتهم كما قال سالفا على لسان وزير خارجيته , ولا جدوى من تعريض حياتهم للخطر كرمى تقرير ربما يدفعون حياتهم من أجله والفاعل مجهول , لأنه , وكما يتضح من تعامل النظام مع بعثة المراقبين العرب , قد وافق على استقبالهم على مضض وتحت ضغط روسي وصيني كما عبر ذلك صراحة نفس الوزير في مؤتمره الأخير .

-للعالم ليقول له أن ما يجري في سورية لا ثورة ولا يحزنون وإنما إرهاب من تنفيذ عصابات مسلحة .
-إن أخطر ما يرمي إليه النظام من خلال إيغاله بالدم وحرق اللحم البشري السوري في شوارع سوريا على هذه الشاكلة هو دفع الناس دفعا إلى التخلي عن سلمية الانتفاضة والتوجه إلى حمل السلاح لحماية أنفسهم أو للانتقام , والقضاء على التوجهات الوحدوية للقوى الفاعلة في الانتفاضة والانشغال بالصراعات الطائفية والمذهبية والقبلية يأسا من التغيير عبر النشاط السلمي الوحدوي مما سيفتح الباب على مصراعيه لحرب أهلية طائفية مذهبية من المحتمل أن تشمل منطقة المشرق العربي بمجمله إن استطاع النظام إليها سبيلا .
يخير النظام الشعب السوري بين ثلاثة خيارات أحلاهما مر :
-العودة لقبول عبوديته من جديد واستمرار الاستبداد ولو بتجميله بعض الشيء ليحافظ على إعادة إنتاج جوهر علاقاته سياسيا واجتماعيا.
-التهديد بإحراق سوريا وربما منطقة المشرق وإدخالها في سعير حرب أهلية لا تبق ولا تذر.
-استجلاب الاستعمار الغربي-الصهيوني لتغيير النظام محاكاة للنموذج العراقي أو اللبناني أو في أحسن تقدير للنموذج الليبي لسد الطريق على تغيير حقيقي تنجزه قوى الشعب صاحبة المصلحة الحقيقية من خلال تصعيد الحراك الانتفاضي السلمي إلى عصيان مدني يدخل في مراحله الأخيرة إلى مرحلة الثورة التي ستقود سوريا لمآلات السلامة .

إن المشكلة الحقيقية التي يواجهها النظام الأسدي اليوم في سوريا هو فقدانه القدرة الكافية والضرورية له للانتصار على إرادة شعب تمرد على خوفه بصدره العاري وتذوق طعم الكرامة والحرية ولن يقبل إعادة استعباده , وبالتالي لن يستطيع النظام إعادة سيطرته على مقاليد السلطة مجددا وحكم البلد والمجتمع كالسابق .
فهل يكون لجوء النظام إلى استخدام ورقته الأخيرة دليل لانطلاق قطار انهياره وزواله؟ عسى أن يكون ذلك قريبا .

المجد والانتصار للانتفاضة السورية والرحمة لشهدائها الأبرار



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى حول قوى اليسار في منطقتنا العربية
- بعد قرار الجامعة العربية سوريا إلى أين؟
- نداء إلى أحب بلاد العرب إلى قلبي
- تساؤلات حول مشهد الانتفاضة السورية
- مرة أخرى في ذكرى النكبة والنكسة
- إزالة آثار النكبة وحق العودة
- ليكف عجول السلفية عن توفير الغطاء للنظام لاستباحة الدم .
- ماذا بعد؟.......لكي لا يُهدر الدم السوري مرتين
- إطلالة على سورية ...ماض وحاضر
- هي شآم أحب بلاد العرب إلى قلبي
- تمرد الدم على السيف في درعا وانتزع الرّهاب من سوريا
- في بوادر الانتفاضة السورية
- الغرب الرأسمالي والنفط والانتفاضات العربية
- في تحرر المرأة
- في الانتفاضات العربية وأمريكا
- هل القذافي هو الشخص الأخرق الوحيد في ليبيا؟
- حول المجلس العسكري للجيش المصري
- نيرون مات ولم تمت روما
- ليس آل سعود بمنأى عما يجري في المنطقة العربية
- أنا الشعب لا يعرف المستحيل ولا يرتضي للخلود بديلا


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - ما هي دلالات ومقاصد العمليات الانتحارية وتفجير السيارات المفخخة الأخيرة في دمشق ؟