أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - في بوادر الانتفاضة السورية














المزيد.....

في بوادر الانتفاضة السورية


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 22:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا يجوز الحديث عن درعا دون المرور على ذكر الشهيد عبد الرزاق أبازيد وشقيقه المرحوم الصديق سلطان أبازيد , والمرحوم يوسف العويدات وجميع من التقينا من شباب حوران في معتقلات دمشق .
تحية إلى درعا وشبابها الشجعان وتحية لعائلة أبازيد وتحية خاصة لكنّتهم فلورنس غزلان , ونقدم عزاءنا لها بشهداء مدينتها الغالية .


تحاول درعا اليوم أن تصنع بدمها تاريخا آخر لسوريا يفتح نوافذه لرياح الثورية العربية القادمة إليه من الأصقاع العربية الأخرى , تاريخ يشرّع منافذ على مروج الحرية والكرامة بعد أن ينفض عن كاهله عقود الاستبداد المديدة فتزول القتامة من سماء سوريا لتزهى .
تحاكي درعا شقيقتها التونسية سيدي بوزيد ولكنها لا تحتاج لمن يشعل في نفسه النار لتندلع انتفاضتها لأن البوعزيزي قد أصبح مسيحنا الجديد ففدا بجسده الجموع العربية كلها وما على شباب درعا سوى كسر جدار الخوف والتسلح بالشجاعة والانطلاق لعلّ تنشر في أنحاء سوريا ألوان زاهية , ملّت سوريا القتامة وأثقلت كاهلها .
يقدم شباب درعا للحرية القادمة دمائهم , تماما كما فعل العرب الآخرون , لأن للحرية "الزاهية" باب لا يدق إلاّ بيد مضرجة بالدم .
درعا تتطلع الآن وقبل أي وقت قادم إلى المدن السورية الأخرى أن تناصرها لكي لا تواجه الاستبداد وحيدة .
التأكيد على أن سوريا ليست منيعة عن التغيير ليس ضربا بالودع بل هو إقرار بقانون التاريخ , ومقوماته متوفرة ليس الآن بل ومنذ عقدين من الزمن لولا أن أجهضت فعالياته علوج الطائفية والإخوان السابقين , لذا نحن نربأ عن شباب سوريا ألا يصغوا لعلوج الطائفية والمذهبية والعشائرية اليوم , لأن سوريا لا تحتاج لخطاب طائفي أو مذهبي أو عشائري لتحريض شبابها على الانتفاض بقدر ما تحتاج إلى خطاب ديموقراطي مدني , ينبغي عليكم أن ننئي بأنفسنا عن تكرار مآسي ماجرى في سبعينيات وثمانيات القرن الماضي التي شارفت سوريا في حينها أو كادت على حرب أهلية بسبب نفس هذا الخطاب الطائفي المذهبي الذي ينشر على بعض مواقع النشاط الاجتماعي في الانترنيت إن في الفيس بوك أو اليوتوب , لقد دفعت سوريا سابقا ضريبته ومازالت ترزح تحت آثاره إلى الآن . إن سوريا تتطلع إلى إسقاط الاستبداد وليس استبداله , تتطلع إلى مستقبل يجمع ما بين مواطنيها علاقة تقوم على أساس شروط المواطنة وليس على أساس الانتماء الديني أو الطائفي أو المذهبي أو الإثني , إن سوريا لكل السوريين ولا يصح فيها خطاب يحوي في طياته لغة "نحن" و"أنتم" أو "أكثرية" و"أقلية" , فشتان بين صناعة ثورة وبين صناعة حرب أهلية , الثورة تقضي على الاستبداد وتحرر الأرض وتطرد المستعمر وتوقف القتل وتؤسس في البلاد لأركان قوس قزح . لا تقوم ثورة على استثارة غرائز الناس البدائية ونزعاتهم الطائفية والقبلية وإلاّ هي والله مشروع حرب أهلية ستزيد من القتامة ومن الاستبداد القائم أو تستبدله بآخر أبشع وتشرع للقتل وتستجلب المستعمر لنصرتها على أبناء الوطن الآخرين . على الثوار أن يطبخوا ثورتهم على نار هادئة وعلى أقل من مهلهم لكي يعدوا لها أسباب النجاح , عليهم أن يتعلموا ممن سبقهم من الانتفاضات العربية الأخرى .
على بناة الانتفاضة أن يتحلوا بإحساس المسؤولية والتحلي بالحس الوطني الرفيع , فالثورة اكتشاف للذات لا تدميرها .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب الرأسمالي والنفط والانتفاضات العربية
- في تحرر المرأة
- في الانتفاضات العربية وأمريكا
- هل القذافي هو الشخص الأخرق الوحيد في ليبيا؟
- حول المجلس العسكري للجيش المصري
- نيرون مات ولم تمت روما
- ليس آل سعود بمنأى عما يجري في المنطقة العربية
- أنا الشعب لا يعرف المستحيل ولا يرتضي للخلود بديلا
- من هو عمر سليمان
- الحكام العرب لا يحكمون بل ينفذون أوامر الخارج لأنهم حكام متخ ...
- هذه طبيعة الرأسماليات الحاكمة في الدويلات العربية : - بلطجية ...
- عندما يتشبث الطغاة بالسلطة في بلادنا لسان حالهم يقول : إما أ ...
- الشعب في مصر يريد تغيير النظام وأمريكا تريد الحفاظ عليه بتغي ...
- هل ما يجري الآن في مصر نهاية الزمن العربي الرديء؟
- رأي حول مسلسل -فضح المستور- للوثائق السرية على قناة الجزيرة
- تخشى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من أن تؤدي الانتفاضة ...
- لقد تحوّل الصديق القديم إلى مشكلة جديدة
- الرهان الحقيقي في التغيير على الشعب في الداخل وليس على العدو ...
- يهودية الدولة بين بؤس الخيار الواحد وآفاق الخيارات المتعددة
- الشبكة العنكبوتية هي ساحة اشتباك أيضا .


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - في بوادر الانتفاضة السورية