أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - الانسان خالق قيمة















المزيد.....

الانسان خالق قيمة


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 3764 - 2012 / 6 / 20 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانسان خالق قيمة
دارت في الحوار المتمدن نقاشات طويلة من اشخاص عديدين وبصور مختلفة أكدت جميعها على ان الانسان بعمله على الانتاج يخلق قيمة بحيث اصبح الامر يبدو كأن خلق العمل للقيمة ظاهرة مرتبطة بالاسلوب الراسمالي للانتاج. والحقيقة هي خلاف ذلك اذ ان الانسان منذ انفصاله عن المجتمع الحيواني كان يخلق بالعمل قيمة. ومنذ اول عيش الانسان على الارض كان يخلق بعمله قيمة ثنائية الطبيعة، يخلق بالعمل قيمة تختزن مجهودا لمدة زمنية تقاس بالوحدة الزمنية، ساعة، يوم الخ. وفي نفس العملية يخلق شكلا اخر من القيمة، قيمة الفائدة التي يحصل عليها مما انتجه، قيمة استعمالية.
حين كان الانسان القديم يعيش على الصيد مثلا كانت الجماعة البشرية وفقا لشكل تكوين الجماعات الانسانية في ذلك الحين تعمل مشتركة على صيد الحيوان بوسائل الصيد البسيطة المتوفرة لديهم ليحققوا قتل الحيوان بعد جهد كببير. كانت الفريسة تعبر عن صفتين مزدوجتين، كانت الفريسة تعبر عن مجهود انساني بذله الصيادون في عملية صيد الحيوان. هذه الصفة يمكن قياسها بالمدة الزمنية، الساعة، اليوم. والصفة الثانية في هذا الصيد هي انها صالحة لاكله وتغذيته، تعبر عن قيمة استعمالية بالنسبة اليه.
هاتان الصفتان في الحقيقة صفتان متناقضتان. ان تحقيق الصفة الاولى، صفة القيمة الزمنية، يبعد الانتاج عن منتجه. وتحقيق الصفة الثانية، صفة القيمة الاستعمالية، تجتذب الانتاج نحو منتجه لاستعماله.
طالما كان الانسان، او الجماعة البشرية التي ينتمي اليها، ينتج اشياء من اجل استعماله او استعمال جماعته كانت القيمة الاستعمالية هي النقيض البارز المسيطر في هذا التناقض المزدوج. لم يكن للقيمة الزمنية دور بارز. ولكن انتاج الانسان على مرور الزمن واكتشاف مصادر جديدة للعيش تطور تطورا بطيئا اثر على هذا التناقض. هذا التطور يؤدي الى ظهور دور القيمة الزمنية بان يشعر الانسان، او الجماعة، الى الحاجة الى مبادلة الانتاج الفائض عما يكفي لاستعماله. عند التقاء جماعة تحوز على فائض انتاج لمادة معينة مع جماعة تحوز على فائض انتاج من نوع اخر يقوم الطرفان بتبادل الفائض المتوفر لديهما فيما يدعى المقايضة. في هذه العملية يظهر دور القيمة عند تقدير كمية الانتاج الاول بالنسبة لقيمة الانتاج الثاني، اي تقرير الكمية من الانتاج الاول التي تعادل كمية من الانتاج الثاني. في هذا النوع من التبادل تكون مدة انتاج المادتين المتبادلتين مقياسا لكميات التبادل. يجري ذلك بصورة تلقائية في البداية الى ان تصبح مدة الانتاج الزمنية، القيمة، مقياسا عمليا للتبادل.
لكن تطور الانتاج وتعدد اشكال المواد المنتجة جعل من غير الممكن التقاء طرفي التبادل بسهولة، اي يصعب على الشخص الذي يحوز على فائض من انتاجه الشخص الذي يحوز على فائض من المادة التي يحتاجها لاجراء المقايضة فتحتم وجود مادة تصلح لكي تحقق التبادل لتقوم بدور المبادل العام. وتاريخ نشوء بضاعة المبادل العام تاريخ طويل الى ان توصل الانسان الى ان معدني الذهب والفضة هما افضل مادة تصلح كمبادل عام لجميع البضائع في المجتمع. تاريخ هذا التطور تاريخ معروف ومكتوب وليس هذا موضوع هذا المقال.
الموضوع هو تبيان تطور التناقض بين القيمة والقيمة الاستعمالية وتفوق احد النقيضين على النقيض الثاني نتيجة لهذا التطور. فحين ينتج الانسان من اجل استعماله الشخصي تكون القيمة الاستعمالية هي النقيض البارز المسيطر في العملية. ولكن حين يقوم الانسان بانتاج ما لا يحتاج الى استعماله يصبح النقيض الثاني، القيمة المقدرة بوقت العمل، هو النقيض البارز المسيطر في العملية. اذ ان الانتاج في هذه الحالة لا يمكن الاستفادة من قيمته الاستعمالية قبل ان تتحقق قيمته المتمثلة ببيعه الى من يحتاج الى استعماله. في هذه الحالة يصبح الانتاج سلعة.
ان الانتاج السلعي هو نقض للتناقض بين القيمة والقيمة الاستعمالية. ففي الانتاج من اجل الاستعمال الشخصي تكون القيمة الاستعمالية هي النقيض الحاسم ولا اثر لدور النقيض الثاني في العملية. بينما في الانتاج السلعي يكون دور القيمة التبادلية، القيمة المقدرة بمدة الانتاج، هو النقيض الحاسم المسيطر لان تحقيق القيمة الاستعمالية مستحيل قبل تحقيق القيمة.
لنأخذ الفلاح على سبيل المثال. يقوم الفلاح بزراعة القمح مثلا لكي يستعمله لتغذية عائلته بالخبز. ولكن تطور الانتاج يؤدي الى زيادة كميات القمح عن حاجة العائلة الى الخبز والى احتياطي من القمح لاستخدامه كبذور للموسم القادم. كل القمح المنتج هو شكل واحد له قيمة تقدر بالمجهود الذي بذله الفلاح وعائلته في زراعة القمح مقدرا بمقياس الزمن، وقيمة استعمالية تتمثل بالفائدة المتوخاة من استعماله وهنا الخبز. ومع ذلك ينقسم القمح ذاته الى قسمين هو قسم الاستهلاك الشخصي من قبل العائلة الفلاحية والقسم الفائض عن حاجة العائلة الذي يصبح سلعة.
عند استعمال القسم الاول في صناعة الخبز لاطعام العائلة تكون القيمة الاستعمالية للقمح هي النقيض المسيطر بينما لا يظهر دورالقيمة اطلاقا. القسم الثاني من القمح هو نقيض للقسم الاول اذ ان القيمة تظهر كالنقيض المسيطر اذ لا يمكن الاستفادة من القيمة الاستعمالية قبل تحقيق قيمته التبادلية عن طريق بيعه الى من يحتاج الى استعماله. في هذه الحال يصبح فائض القمح سلعة.
ما الذي يحدث اذا عجز الفلاح عن تحقيق قيمة فائض قمحه بتحويل القمح الى نقود يدفعها شاري القمح؟ يبقى فائض القمح في مخزن الفلاح بدون ان يحقق قيمته الاستعمالية اذ انه فائض عن حاجته الشخصية. ويؤدي بقاء القمح في المخزن الى تعفنه وتلفه. وهنا يتحقق قانون فناء الضدين لان القمح المتعفن لا يبقى قمحا ولا قيمة استعمالية له بصفة قمح، والقمح المتعفن لا يبقى قيمة يمكن تبادلها بصفة قمح.
ان تطور الانتاج يحول الانتاج من انتاج للاستعمال الشخصي من قبل منتجه الى انتاج صالح لاستعمال شخص غير منتجه، وبهذا يتحول الانتاج الى سلعة. والانتاج السلعي نقض للتناقض بين القيمة والقيمة الاستعمالية بحيث تتحول السيطرة من القيمة الاستعمالية في حالة الانتاج من اجل الاستعمال الشخصي الى القيمة في حالة تحول الانتاج الى سلعة ينبغي تحقيق قيمتها قبل ان يمكن تحقيق قيمتها الاستعمالية.
ان تاريخ تطور الانتاج الاجتماعي يشير الى ان التطور المتواصل لادوات الانتاج وتطور الانتاج يوسع نسبة الانتاج السلعي بالنسبة للانتاج من اجل الاستعمال الشخصي. يتمثل ذلك في توسع الحرف الصناعية خصوصا في المدينة.
في المجتمع الاقطاعي بقي الانتاج الزراعي ينتج بالدرجة الرئيسية من اجل الاستعمال الشخصي. فالفلاح القن يزرع في ارضه ما يسد رمق عائلته من المواد الزراعية ويزرع في ارض الاقطاعي من اجل استعمال الاقطاعي. وبقي هذا النوع من الانتاج الى درجة كبيرة حتى بعد ان نشأ المجتمع الراسمالي ولو ان جزءا كبيرا من الانتاج الزراعي تحول الى انتاج سلعي.
اما الانتاج السلعي فقد تطور تطورا واسعا بحيث اصبح شكل الانتاج السائد في المجتمع. فما ينتجه النجار والخياط والحداد والصفار والخزاف وغيرهم لا ينتجونه من اجل الاستعمال الشخصي بل من اجل بيعه وتحقيق قيمته كسلعة.
لكن تطور ادوات الانتاج عملية لا تتوقف بل يواصل المجتمع تطوير ادوات انتاجه لتوسيع الانتاج وتوفير المزيد من السلع لمصلحة المجتمع. فتوصل الانسان الى استعمال البخار مثلا كاداة انتاج فتح افاقا جديدة لتطوير الانتاج الاجتماعي. ومستقبل الانتاج السلعي يتجه بالضرورة الى التحول الى اسلوب الانتاج الراسمالي. لان اختراع ادوات انتاج جديدة يفتح المجال لزيادة الانتاج زيادة كبيرة. ولكن استعمال ادوات الانتاج الجديدة يتطلب استخدام الات اكثر تطورا واكثر كلفة من الادوات السابقة. فاستخدام البخار للانتاج تطلب مكائن كبيرة لا يستطيع كل حرفي ان يحصل عليها لاستخدامها في انتاجه بل يتطلب ان يمتلك هذه الالات طرف يستطيع الحصول عليها من اجل استعمالها. وهذا خلق اشخاصا يستطيعون شراء وادارة مثل هذه المكائن تجبرهم على تأجير عمال يعملون تحت ادارتهم وسيطرتهم في تشغيل هذه المكائن، اي نشأت طبقة جديدة من الناس قادرة على استعمال نقودها كراسمال، طبقة راسمالية. ونشأ نتيجة لذلك المجتمع الراسمالي.
وتاريخ تطور الراسمالية تاريخ زاخر وزاهر في تطور الانتاج والعلوم وهو تاريخ مزهر للنظام الراسمالي. ولكن الراسمالية خلقت الى جانب هذا التطور الايجابي نتائج كارثية للمجتمع. ان سيطرة نقيض القيمة على نقيض القيمة الاستعمالية في الانتاج الراسمالي له تاثيره السلبي الكارثي على المجتمع. التطور الراسمالي خلق الفقر والعوز والازمات الاقتصادية والبطالة وجميع المساوئ التي يعاني منها مجتمعنا الذي نعيشه.
ان كون نقيض القيمة هو المسيطر على انتاج السلع يعني ان الانتاج لا يستهدف بالضرورة الفائدة للمجتمع باستعمال القيمة الاستعمالية للسلع بل يستهدف الارباح التي يحصل عليها الراسمال من تحقيق قيمة السلع. وهذا يعني مثلا ان انتاج السلاح وشن الحروب هو اكثر ربحا للراسمال من انتاج الطعام والملابس ووسائل راحة المجتمع. فانتاج القنبلة الذرية مثلا يدر من الارباح ما يزيد على الربح الذي يجنيه الراسماليون من انتاج الاحذية او الملابس لاستعمال المجتمع. والمجتمع يناضل من اجل التخلص من هذه الصفات السلبية للانتاج الراسمالي والاستفادة من التطور الذي حققته الراسمالية من اجل فائدة البشرية وليس من اجل القضاء عليها.
ان نضال البشرية هذا يستهدف اعادة الطبيعة الاولية للانتاج، الانتاج من اجل الاستعمال المفيد للمجتمع وليس من اجل الاضرار بالمجتمع. ان تحقيق ذلك يتطلب ان يكون نقيض القيمة الاستعمالية هو النقيض المسيطر في التناقض بين القيمة الاستعمالية والقيمة.
ان تحقيق هذا الهدف هو نقض النقض. فكما كان النقض الاول جعل سيطرة نقيض القيمة على نقيض القيمة الاستعمالية يؤدي نقض النقض الى اعادة سيطرة نقيض القيمة الاستعمالية على نقيض القيمة. اي ان يصبح هدف الانتاج فائدة البشرية وليس الارباح التي يحققها الانتاج السلعي.
المجتمع الذي يحقق هذا الهدف هو المجتمع الاشتراكي المتقدم نحو المجتمع الشيوعي. في المجتمع الاشتراكي تصبح ادوات الانتاج ملكا للمجتمع وتوجيه الانتاج لخدمة المجتمع.
في نقض النقض عاد التناقض بين قيمة الانتاج وقيمته الاستعمالية الى ما كان عليه في البداية ولكن على مستوى اعلى، على مستوى المجتمع وليس على المستوى الفردي. يصبح الانتاج من اجل الاستعمال الشخصي ولكن على مستوى المجتمع بدلا من المستوى الشخصي للافراد.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ارباح للراسمال سوى فائض القيمة
- حول انتاج العامل اكثر من مستلزمات حياته
- حول قانون فائض القيمة مرة اخرى
- جواب على سؤال من قارئ عراقي
- قانون فائض القيمة قانون اقتصادي خاص باسلوب الانتاج الراسمالي ...
- قانون فائض القيمة قانون اقتصادي خاص باسلوب الانتاج الراسمالي
- نحتاج الى شطف ادمغتنا ٦
- نحتاج الىِ شطف ادمغتنا ٥
- نحتاج الى شطف ادمغتنا ٤
- سياسة الانهاك لتحطيم الثورة
- نحتاج الى شطف ادمغتنا ٣
- جواب على تعليق جديد
- تحيتي الى قلم رصاص
- الثورات السلمية لن تحقق اهدافها ومطالبها ٢
- الثورات السلمية لن تحقق اهدافها ومطالبها ١
- نحتاج الى شطف ادمغتنا ٢
- قانون فناء الضدين ليس قانون نقض النقض
- نحتاج الى شطف ادمغتنا ١
- جواب على تعليق جاسم الزيرجاوي
- هل توجد قوانين طبيعية تتحكم في مسار الطبيعة والمجتمع؟٢


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - الانسان خالق قيمة