أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - التقديس الأعمى














المزيد.....

التقديس الأعمى


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 3764 - 2012 / 6 / 20 - 09:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ البداية اقول للجمهور الكريم ، اني من عائلة شيعية ،وتربيت شيعياً بلا تعصب فلم أرَ امي قد صلت أمامي وأنا طفل ،كان الدين لدينا هو علي ابن ابي طالب ،ومع ذلك لطمت على صدري وضربت (الزنجيل ) حتى عمر الثانية عشر ، ثم بعدها بعام واحد اصبح همي وحلمي هو الإنتقام من البعثيين الذين أذلوا عمي الشيوعي المرحوم محسن الشنون وهو (مثالي – نموذجي الرجالي ) وسجنوه وكان المسكين شيوعيا آنذاك بالفطرة واندفاع الشباب ،وفي النهاية صرتُ أنا نصف شيوعي ونصف وطني ونصف أدبي ونصف علمي ونصف إنساني ونصف عشائري ، حتى أنتهيت في جزيرة بعيدة فيها عرفت اني ُملحد بجدارة !! لأن التقديس عبارة عن إهانة لعقل الضفدع وليس لعقل البشر أمثال ابو العلاء المعري وابن سينا وتشارليز داروين وغاليلوو..أو نفسه مؤسس الديانة المثيرة المتعصبة محمد بن عبدالله ..!!
هناك مقدس في حياة معظم المجتمعات فالغالبية لاتستغني عن رمز يمتثل لمطالب جمهوره ،وغالباً ما يميل ذلك الى العاطفة وليس تحكيم العقل والوجود للتخلص من مشكلة كبيرة وهي المعنى في أساس الوجود والموجودات ، الغالبيات البشرية لاتستغني عن مقدساتها ، ليس لأن تلك المقدسات حقيقية أو واقعة حقيقية ، لكنها مقدسات تحتمها الضرورة اللازمة في الإستمرار بالوجود لتلك الغالبيات ،وتنفس الحياة والتعبير عن الصوت مهما كانت تلك الغالبية في وضعها حاكمة أو أقلية ، فهي حسب المقدس غالبية مرتبطة بالأله الجبار ,,الذي لا يلد ولا يولد ، ومن كل ذلك نجد الأديان قد تعددت ثم انتشرت وحسب مصالح البشر انقسمت الى طوائف ..والطوائف باتت احزابا وافرادا..!!انها سلسلة من التكوينات التي تتشابه مع الخلية البشرية والمجرّة الكونية ،والكون ثم الأكوان ..ومابعد الأكوان ..!!
لكن المقدس لدى بعض المجموعات البشرية وبعض الشعوب ،بات امراً مثيرا ، يمكن مقارنته بالوباء الذي لايمكن معالجته ،فقد استطاعت البشرية في القضاء على امراض كانت مستعصية ..مثل التدرن (السلّ ) والجدري والأوبئة الفتاكة ، أما مشاهدة ملايين تسير بوحوشية وغباء مع فقر وذلّ وصمت وبؤس نحو حتفها الفكري والمعنوي ..نحو الجهل المقدس ..فأن البشرية برمتها في حاجة الى استيراد اطباء نفسانيين من خارج المجموعة الشمسية ..!!
ومن المفارقات فأن الحصار الدولي الجائر الذي تعرض له العراق كمجتمع ونظام حكم ابان التسعينات من القرن الماضي ، جعل من زعيم البلاد ان يعتمد الكثير من المقدسات للخروج من ازمته الدولية ،بل استخدام الأساطير والخرافات لتأكيد أن ذلك جزء من مهمته العتيدة كحاكم وسط طاعة شاملة من الشعب ومكوناته المنزعجة من الحصار والحاكم في آن واحد ، فالحاكم مرتبط بالمقدس الذي هو صاحب الدعوة المحمدية وهو أيضا حفيد لعلي ابن ابي طالب الخليفة الرابع الذي يعبده الشيعه في انحاء العالم واكثر من نصف العراق ، ثم هو(الحاكم ) قائد الحملة المقدسة الإيمانية ضد بقايا العلمانية التي حاربت الدين دون علم منه في سابق العهد والأوان ، وحين سقط ،سقطت دولة كاملة وليس ديكتاتورا عربياً مسلماً مناطقياً ،لقد سقطت قوانين وتشرعت قوانين ،ولأن الفوضى هي الحل الأكيد وفقاً لمثل عراقي بليد ( اخلط المشاكل ورجها رجاً وهي تصفى ) فأن الدكتورة كونداليزا رايز وزيرة الخارجية الأميركية السابقة توصلت الى ذلك في نظرية الفوضى الخلاقة، وكما نرى الفوضى الدموية من أجل صراع أحمق على الوجود ...!!
لقد عانت كل حضارات العالم وشعوبه من مساوىء التقديس ، حتى أن ميل غيبسون أنتج اروع افلامه عن المقدس الوحشي في حضارة الأزتيك المكسيكية مستخدما تلخيصا شديد المعنى لوول ديورانت عن قصة الحضارة في هدر دماء باقي القبائل البدائية التي تعيش في سلام ومسالمة مع الشلالات ، بحيث تموت قبيلة كاملة من أجل مقدس بناء الأهرامات أمام ضحايا بشرية لاتتمرد ..،وان المقدس هو وجود للحي ّ وهو حضور للغائب السري ..!! وياللمصيبة الإنسانية ..



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهويات القاتلة..مع سبق الإصرار
- العراق : الأسوأ بماذا بعد ؟؟
- نصرة المذهب أم دولة القانون والحياة؟؟
- منتوج سلطوي عراقي: عزتْ الدوري ونوري المالكي
- لابد من مفهوم جديد للتعددية الثقافية..!!
- التوأم : الفساد والإرهاب
- شكوك وأقوال ..عن الإنحدار..!!
- العنف العراقي ..وإيمو الحسين !!
- ولادة صدّام : أحزاب دينية ضد الحياة
- الطموح العالمي : قطر والسعودية
- منتوج إسلامي : وزيرة شؤون المرعى ..!!
- رجال الماضي ودولة المستقبل
- اللعنة العراقية: الحُسيّن والنفط ْ ...!!
- الخَبْل ُ الديني :محطمو الأساطير ومخترعو الخرافات
- الشابة ُ العاريّة وحرب ُالمنقباتْ
- الإمبراطورية القَطرية وأمير المؤمنين ..!!
- متفرقات..
- من سخريات القدر ..
- القذافي: سقوط الشرف الرفيع !!
- الدولة الحيوية وُمواطِنها ..!


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - التقديس الأعمى