محمد خضر الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3759 - 2012 / 6 / 15 - 17:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاخوان المسلمونولحظة الخروج من التاريخ
اذا ما عدنا بذاكرتنا التاريخيةفي مطلع النصف الثاني من القرن العشرين ووقفنا عند بعض المحطات الهامة في مسيرة الاخوان المسلمين لوجدنا انفسناخارج دائرة الحيرة والاستغراب من مختلف المواقف الغامضة والمحيرة والمرتبكة تلك التصرفات التي صدمت وجدان الانسان العربي وخيبت امال الكثيرين من العرب والمسلمين بل ذهبت ببعضهم الى اعادة الاستماع مرة اخرى الى مختلف انواع التهم والشكوك التي كانت ترمى بها هذه الجماعة
الاخوان المسلمون لم يستطيعوا ان يتفهموا او يستوعبوا ثايرا وطنيا كان غاية في الطهارة والاستقامة مما جعله املا لمختلف القوى والتيارات الفكرية والسياسية انذاك والذي يعود بذاكرته الى الساحة الاردنية ويتذكر الخندق المشبوه الذي تمترس به الاخوان المسلمون يوم وصل الصراع درجة الحسم بين القوى الوطنية والنظام الاردني انذاك حتى وصل الامر بالاخوان المسلمون يومها ان حملوا السلاح الى جانب النظام الاردني حتى ان خطيبهم المفوه المرحوم يوسف العظم وقف خلف جهاز الارسال في الاذاعة الاردنية هاتفا باعلى صوته. "داعين ان يا حسين خذ الكتاب بقوة وسر بنا نحو الهدى "
امام ذلك كله لم يعد لنا حق ان نستغرب هذه الحركات المريضة والمريبة التي قام بها الاخوان في ثورة المصير التي اشعلتها جماهير الامة العربية كاعظم ما تكون الثورات وحركات التغيير في تاريخ الامم والشعوب
لقد غازل الاخوان المجلس العسكري بدرجة عالية من الغباء السياسي وخذلوا جماهير الثورة اكثر من مرة حتى بات الامر غير قابل للمعذرة والغفران
وسؤالنا المهم والبعيد عن روح المجاملة والتزييف هل كل ذلك ياتي عفويا او من باب حسن النوايا ونحن نعلم سلفا ان الطريق الى جهنم معبد باصحاب النوايا الحسنة
لقد سرقت الثورة من اصحابها ولكن الجماهير تحمل الاخوان المسلمين كامل المسؤليةفي هذه الخطيئة الكبرى وامفصلية في تاريخ امتناًً عامة وتاريخ مصر بصفة خاصة
قد تخسر الامم معركة ولكنها لا تخسر حربا مناضلوها هم جماهير الامة العربية من المحيط الى الخليج ان لم نقل ان المجال الحيوي للربيع العربي يمتد ليصل الى كل الشعوب المغلوبة على امرها
محمد خضر الزبيدي
أوسلو
#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟