أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء شرف الدين - نجمة المساء الأولى














المزيد.....

نجمة المساء الأولى


هناء شرف الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 18:01
المحور: الادب والفن
    


نجمة المساء الأولى
انزلقت الشمس خلف شجر الزيتون، و ألقت بحمرة خجلها وشاحا على وجه السماء.
فتداخل مع السحب راسما بعض الصور الموشاة بأجمل الألوان. رأيت فيها أروع حلم و أجمل حديقة. رأيت حديقتي الكبيرة بأزهارها الكثيرة و عصافيرها الصغيرة، بفراشاتها الملونة و ورودها الفواحة.
زاد جمال السماء، عندما ارتسمت صورتها على مستنقع صغير، خلفته أمطار الشتاء و الخريف. بعد جفاف مخيف فارتوت الأرض حتى الثمالة بالماء ثم طفي على سطحها. نما العشب كثيفا على جوانب المستنقع، و قد تفتحت من حوله أزهار الربيع الملونة. تتمايل مع النسيم قد عانقتها الفراشات بحركتها الخفيفة، المرتجفة التي صارت تتحول إلى تثاقل ملحوظ نزولا تحت طائلة الطلل الذي بدأ يثقل أجنحتها المزركشة فصارت تتخير الأزهار التي تجتذبها بالرائحة و اللون لتندس تحت وريقات الزهر متململة.
سطعت النجمة الأولى في السماء و رفعت عينيا لأرمقها وهي تلمع بين تلك السحب الملونة ثم عدت ببصري إلى الغدير لأرى النجمة تلمع أكثر و أكثر و تكبر و تكبر، أدهشني منظرها كما تملك قلبي فرحا و سعادة لا مثيل لهما و بينما أنا في غمرة الدهشة و الفرح برزت لؤلؤة على سطح الماء تغري بوضعها في اليد و تأمله عن قرب، ولكن برودة الماء كانت تمنعني من ذلك فاكتفيت بتأملها و قد اتسعت عينيا وافغر فا هي و أنا أحدق فيها، شعرت كأنني أسمع صوت يقول لي تمني فاني نجمة المساء محققة الأماني، تمني ما تريدين لم أصدق ما سمعت أو تخيلت أني قد سمعت و لكن اللؤلؤة أمامي و الصوت الساحر في أذاني يغرياني بأن أفصح عن أماني حتى و إن لم يكن لها مجال في التحقيق. و اذ بصوت يعود من جديد معلنا عن تحقيق الأماني فقلت بسرعة خوفا من أن تختفي نجمة المساء أو تأتي بقية النجوم فتفسد علي ما أرجوه. قلت لها إني أتمنى امتلاك حديقة رائعة بها زهر كثير و ورود من كل نوع و شكل و خمائل من الياسمين و النسرين قد تشابكت أغصانها في عناق مستديم، و أنهار النرجس الأبيض تتمايل مع هبات النسيم تتباهى مع القرنفل و الياس و البنفسج مع فراش كثير يحوم حولها و عصافير كثيرة مغردة تملأ الجو أنغاما شذية، و في أحد أركان هذه الجنة الصغيرة مكتبة كبيرة احتوت كل أنواع الكتب، من كل صوب و حدب من روائع الأدب و الشعر و الفلسفة، تجلب الأنظار و تسحر الألباب لروعة محتوياتها.
فإذا بالصوت يقول لي هاهي الحديقة التي تمنيت، أدخليها وجدت نفسي أمام باب أخضر ضننت أنه من حديد أو أي نوع أخر من المعادن فإذا به من العشب و الزهر قد شكل بكل ذلك الإبداع، وضعت يدي على سور الحديقة فإذا به لين الملمس، فأدهشني ما رأيت بابا و سورا من العشب فماذا عن الحديقة إذن.
عندما دخلت شدتني أروع المناظر و أبدع الأشكال، فسبحت بينها راقصة ضاحكة حتى استوقفتني مكتبة كبيرة، لم تكن مصنوعة من الخشب أو البلور بل كانت مرصعة بالكتب في جوانبها و في داخلها حاوية مجموعة كبيرة من كتب العالم، تخيرت كتابا و كنت خائفة إن سحبته أن تقع المكتبة كلها، لكن رغم ذلك فإنها لم تقع، نضرت إلى الكتاب البديع الإخراج فإذا به "البحر ينشر ألواحه" لمحمد صالح الجابري، أسعدني هذا كثيرا لأنني كنت قد بدأت قراءته و لم أتمه بعد فبحثت عن مكان للجلوس لإتمام قراءته، فكل الأماكن خلابة جميلة و تغري بالجلوس فيها و لو لدقائق و لكني اخترت الجلوس بجانب حوض من الماء الرقراق الصافي، قد تفتحت من حوله أزهار الربيع و نما عشب كثير كان يتلؤلؤ كالنجوم.
جلست بجانبه فأغراني الماء بوضع يدي فيه و ما إن انغمست يدي في الماء حتى صارت قشعريرة في جسدي من شدة البرد و انتبهت إلى ما حولي فإذا بي في مكاني أمام الغدير و بين يدي كتاب. نضرت في الماء باحثة عن نجمة المساء فوجدت سطح الماء قد امتلئ بالنجوم، رفعت نضري إلى السماء فإذا الليل قد أسدل ستاره الثقيل على الكون و تلألأت نجومه في أبدع رسما يكون.
تيقنت من أني كنت في حلم اليقظة. و إذا بصوت من خلفي ينادي "زهرة يا زهرة.." ضننت أن زهرة المساء قد عادت من جديد، فنضرت خلفي في لهفة فإذا هي أختي تقول "قد جن الليل و لم تعودي إلى البيت فتأكدنا أنك هنا مع أحلامك المعتادة"
إمضاء:هناء الزهرة البرّيّة



#هناء_شرف_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوارع المدينة
- خواطر قصيرة
- امل
- مناجاة
- لحظة ميلاد


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء شرف الدين - نجمة المساء الأولى