أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء شرف الدين - خواطر قصيرة















المزيد.....

خواطر قصيرة


هناء شرف الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 15:21
المحور: الادب والفن
    


بلبله
لأنني قررت الكتابة، و لأن الكتابة معانات، و لأني أعيش هذه المعاناة و القلق و الخوف في أخر الليل. في كل انتصاف ليل أقف على حافة الضياع و البلبلة، ما بين زمن ماض و زمن آت، تهتز مشاعري و تزداد دقات قلبي معلنة ضياع جديد، أو ميلاد جديد لأشياء محددة أمامي، كل ما أذكره من الزمن الماضي هو اعتراف بالجميل لكل من علمني حرف و لكل من شجعني عن الكتابة و الإفضاء بمشاعري للورق.
أمامي هو أمامي فهو صراع بين المد و الجزر و عندما ضاق بي الزمن في ساعة الصفر وجدتني أحمل القلم و أكتب، ماذا أكتب، أهو الخوف من الزمن و عدم الأمان له، أم مجاراته و تحديه.
قصيدتي هذه غير موزونة، هي خوف تدفق، ليست مبنية على ما اتفق عليه المقلدون و المحدثون، هي مجرد أحاسيس و خوف تدفق من صدر كان رحبا بدأت تتضاءل ساحته ليلة بعد ليلة.
بين
الأمس و اليوم
حياة كاملة
مخاض و وفاة
بين
الأمس و اليوم
تولد قصيدة
على حروف و كلمات
بين
الأمس و اليوم
نهرا من الأحداث
المتلاحقة
بكاء و ضحك
بين الأمس و اليوم
نهرا من اللحظات
و بحرا من المتاعب
فلا عجب
في تنكر الأحباب
و غدر الأصحاب
فلا عيب أن تمطر السماء
بعد الصحو و الصفاء
بين الأمس و اليوم
تخترقنا ألف حكاية
و رواية
تلقينا في بحر الأوهام
و تغير بنا الزمان
و الحذر الحذر من غدر البشر
فلا تأمن الزمن
بين الأمس و اليوم
أكبر زمن
إما فأ...



فراق
من خلف دموعي أكتب أوجاعي. ما أمرّ الفراق. وما أصعب الوداع. اليوم وحدي في آخر الليل أستجدي النّجوم أ، تدلـّني عليك، وأن تكتب لك كلمات. ليتك معي الآن لنقرأ ما رُسم لنا بخطّ النـّجوم.
ولكنـّي أعلم أنّك أبعد عنـّي من القدر. لم يبق منك غير ذكرى وطيف يحوم حولي في آخر الليل. لقد واروا جثـّتك في التّراب، و واروا معها حلم الشـّباب. هنيئا لك براحتك الأبديّة. و هنيئا لي بشقائي الأزلي. فكلانا كتاب مفتوح. قد طـُويَت صفحات كتابك بسرعة ولكنّ كتابي لا زالت تتصفّحه الرّياح في تمهّل وتثاقل قاتل.


استجــداء
ما عاد الكاهن يطرق بابيَ في المساء، ليسأل عن أطفاليَ الأبرياء... ما عاد يهتم الكاهن بجوعنا ولا بالعطش الذي أسقمنا.
حتى بيوت الرحمان أغلقت بابها أمامي والعذراء قتلت أطفالي الأبرياء في أحضاني، أين أنت يا رب السماء؟ أصبحت الأديان نقمة على الأبرياء وتجويعا للفقراء.
ما عاد الكاهن يطرق بابيَ في المساء يسأل عن أطفاليَ الكثيرين. أصبح الكهنة يلتقطون رزقي ورزق أطفالي من السماء. حتى التابوت قد خوي والمحراب قد التهمته النار عند اللقاء. فأين يكون البقاء وأين يكون اللقاء؟ أطفالي جوعى يا عالم الغرباء، فحتى السماء ما عادت تنزل مطرا لتأخذ ألواح الشقاء.
يا رب الأرض والسماء، أما من رحمة بهؤلاء الصغار الباكية، في ليالي الشتاء الباردة. في بيت الكهنة نار وماء وفي بيتي برد وإناء قد خوي كخواء عقول الطغاة.
فيا إلاهي وإلاه الطغاة وإلاه الأبناء: رحمة بأطفال العالم الأبرياء ورحمة بأم ثكلى تنعى جائعا مقتولا على جلبابي بقرب بيتك المقدس.


"دم و نار"
عندما أستمع إلى صوت العاصفة. لا أتذكر شيء مما كان غير دموع الأطفال على الجدار.
و كالعادة، معي في ذلك الزمن دم و نار.
صراخ في الشوارع، و بعيدا، أصوات رصاص على الجدار. يتدفق الدم أنهار. دمع أم تبكي و تصلي و تلهج بذكر أسماء الأنبياء أن يعود الأب و الزوج و الأخ و الولد من الحقل أحياء. لكن صوت الرصاص يزداد و الصراخ يعلو. الدموع تجف في عيون الأطفال، و كان الدمع في ذلك الزمان دم و نار، حتى تحطم الجدار و انفتحت آبار
ليس لها قرار
هوى فيها الأطفال
بدون انتصار
مبدين الانكسار
مهملين الأسرار
مخلفين الدمار
تعلو فوق الآمال


قداسة دمعة
لا أدري لماذا أبكي مع الجميع، و لا يبكي معي أحد. لماذا أتألم للجميع و لا يتألم معي أحد. طفلة أنا، إن رأيت أحدا يبكي بكيت، و إن رأيت حزينا حزنت و تألمت و لكن لا أحد يكترث بدمعي و حزني و بكائي لذلك فإنني لن أبكي أمام أحد و لن أهين دمعي الكريم الجميل الطيب، لن أذرفه أمام المنافقين، المنافقين و المخادعين فدمعي أصدق من صدقي و أوفى من و فائي. سأتألم للجميع، لأنه من طبعي الألم و الحساسية المفرطة و لكن لن أصغر أمام أحد بدمعي النقي.
فيا ليت الله لم يخلق لي قلب خفاقا بين الأشقياء أو ليته إن خلق لي هذا القلب الحساس الخفاق، خلق لي معه أجنحة أستطيع أن أطير بها في جو الحب كما تطير القلوب الخوافق أما الآن فاني أشعر أني وحيدة في هذه الدنيا، لا سند لي فيها و لا عضد لا صديق و لا حبيب و لا رفيق فان البكاء قبيح و لا يوجد في العالم منظر أقبح و لا أسمج من منظر الدمعة الجميلة، وهي سائلة أمام من لا قلوب لهم و لا إحساس.
لا شيء في هذا العالم أبدع و لا أرق و لا أجمل من الدموع لذا لن أذلها و أهينها و أكدر صفوها و أشوه جمالها، أمام عيون قاسية و قلوب حجرية، لم تتعود سوى النفاق و الخداع و الاستهزاء بمشاعر الآخرين فاني أنتظر مجيء شخص أبكي أمامه فيحترم دمعي و لا أرى نظرة السخرية و الاحتقار لدمعي المقدس بل أرى الشوق في عينه الصادقة المخلصة الناظرة لي بكل إجلال و إكبار لقداسة دمعي...


"رحيل"
أسألك الذهاب يا حبيبي. أسألك الرحيل من أعضائي، من عقلي و من جسدي. ارحل كما أنت و لا تترك لي شيء من بقاياك، فأنا الآن في حاجة لان أتعرى لنفسي و لنفض كل ما على جسدي من ثياب. أنا الآن في حاجة لأن أنضب الماء على هذا الجسد العاري لأنسحب من ذاتي و أتأمل الألوان القزحية المنبعثة من ثنايا الروح بلا جسد، كعطر من غير زهر. أنت يا من علمتني الزيف و النفاق حتى مع نفسي، قلت بأني الجمال، قلت بأني الشمس عند الظهيرة و ها أنا الآن بلا قمر، و ها أنا الآن سحب بلا مطر، لاشيء غير الفراغ يبقى بعدك فارحل لأكون أنا كما أنا. لست بحاجة للهب الشمس يذيبني فأنا بحر بلا نهاية فارحل ما عاد لك مكان في قلبي و لا حاجة لي بزهورك النتنة، ارحل كما أنت فأنا الوعد و اللقاء، و أنا الغد و البقاء.


"أومن الحب"
فلتمزق كل رسائلي، و لتنسني و تمحني من خريطة الأسماء، أحرق كل الخطابات، ارمها في سلة المهملات. انسني و انسي اسمي، مزقه حرفا حرفا و ألقه في لجّة البحر الثائرة. انسني كما تشاء و انتقم كما تشاء. لا تتركني ذكرى في نفسك، في بيتك و في أيامك. افعل ما تريد و دمر كل ما تريد، و لكن لن تستطيع أن تدمر كياني أيها الإنسان الأناني و لن تستطيع أن تقضني عن حياتي و أيامي، فما أنا صنيعتك أو دميتك فأنا لنفسي و لعقلي و لكياني أيها الجبار. صرت اليوم أقوى و أقوى بإيماني بالحب، و الحب هو الأبقى إلى الأبد.



#هناء_شرف_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امل
- مناجاة
- لحظة ميلاد


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء شرف الدين - خواطر قصيرة