أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - الأفكار... للكبار فقط














المزيد.....

الأفكار... للكبار فقط


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 3753 - 2012 / 6 / 9 - 12:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لا يرتقي الكبير إلا بالتفكير، فلا العمر ولا المنصب ولا الجاه ولا المال تصنع كبيراً حتى ولو صنعته الظروف لأجل مسمى وسرعان ما يغيب نجمه في أفق الحياة عند توقف جهازه التنفسي عن الشهيق والزفير، حيث التعاسة لحياةٍ قوامها الشهيق والزفير فلا لون فيها ولا طعم ولا رائحة إلا من طعامٍ وشرابٍ فقط...!!
الأفكار من تصنع الكبار فهي للكبار فقط...
والأفكار لا تأتي جزافاً بل هي نتاج الأنسان وصناعته وبراعته وعلمه وتدبره وفطنته وحكمته وحسن درايته فتصبح تلك الأفكار المحرك للذات حيث الأصلاح والأبداع يبدأ من الذات.
إنتبه...!! حتى لا تصير الأفكار، كالتبن في فم حمار، يمضغها يميناً ويساراً، فتدخل معدته ليلاً لتخرج أكواماً من خلفه في النهار...
فراقب أفكارك فليس كل فكرٍ يسمى فكراً وليس كل ما تهواه علناً وسراً هو نوراً وخيراً، فلعل الشر يكمن فيه وأنت لا تدري بأي طريق تمشي كضال الطريق الذي لا يزيده سرعة المشي إلا بعداً...!!
راقب أفكارك حتى لا تصبح مسيراً لا أمر لك فيها ولا نهي بتلقينٍ أعمى فتصبح كالدابة المربوطة يقودها من يركبها حيثما يجرها الحبل المربوط حول عنقها...

كن حراً لتصبح متفكراً فالحرية نورٌ والتفكير يحتاج لنور الحرية ليرى واضحاً وسط غياهب ظلمات الحياة...
كثيراً ما أكد النبي محمد (ص) بأن يكون الأنسان مؤثراً بمجتمعه ومتفكراً طالباً للعلم حتى لا يموت فينسى، فقد ورد عنه (ص) قوله: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له).

لا تحرك رأسك موافقاً ولا رافضاً حول أي شيء في كل شيء وأنت تجهله فتساق بلا وعي ودون تفكر كما (سعيد صالح) و(يونس شلبي) في مسرحية (العيال كبرت) عندما تحدث (أحمد زكي) بخطبته عن خطته لمنع هروب والده، فرفع سعيد صالح يده قائلاً: (إني أعترض) فرد أحمد زكي: (تعترض على إييه) فرد عليه: (إنت بتئول كلام كبير، كلام كبير أوي يصعب على أمثالي فهموا، الأفندي الحمار دا هو -يقصد يونس شلبي- ااعد بيهز دماغوا، إنت بتهز دماغك لييه ياد) فرد يونس شلبي: (يعم صلي كلهم بيهزوا كدة)...!!
فلكي لا تصير مثل (كلهم) الذين يهزون (كدة)، فكر وكن مختلفاً صانعاً تغييراً بحياتك ولو بسيط، فلقد قيل:
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالاً...
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات...
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعاً...
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك...

في تشرين الثاني (أكتوبر) 1995 طُعِن في عنقه الأديب المصري الكبير (نجيب محفوظ) الحائز على جائزة نوبل في الأدب سنة 1988 على يد شابٍ قد قرر اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل (أولاد حارتنا)، حيث لم تنشر الروايه في طبعة مصرية لسنوات عديدة بل نشرت جريدة الأهرام المصرية بعضها كسلسلة سنة 1959، فقد تم الأتفاق على عدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر الذي لم يوافق بدوره عليها، فطُبعت الرواية في لبنان عام 1962 ومنع دخولها إلى مصر رغم أن نسخا مهربة منها وجدت طريقها إلى الاسواق المصرية.
لم يمت نجيب محفوظ في محاولة الأغتيال تلك، ولكنه رقد فترة طويلة في المستشفى حتى تماثل للشفاء من موت محقق، وفيما بعد أُعدم الشابان المشتركان في محاولة الاغتيال رغم تعليقه بأنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، وأنه يتمنى لو أنه لم يُعدم.

أثناء محاكمة من حاول إغتيال (نجيب محفوظ) سأل القاضي الرجل الذي طعنه: لماذا طعنته...؟!
فأجاب: لأنه كافر وخارج عن الملة...!!
فسأله القاضي: كيف عرفت...؟!
فرد قائلاً: من رواية (أولاد حارتنا)...!!
فسأل القاضي بدوره: هل قرأت (أولاد حارتنا)...؟!
فأجاب المجرم: لا...!!



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موهبة العجوز ‪Janey Cutler
- غيّر معيشة المرء تتغير أخلاقه
- العيب والألاعيب
- يجب متابعة القمة العربية في بغداد
- ظلم وفقر وجهل
- شعارات
- مظفر النواب والثورات العربية (الخاتمة في الخليج 7/7)
- من كركوك إلى كربلاء في الناصرية قصة بطولة وكرامة
- مظفر النواب والثورات العربية (فلسطين ومصر والسعودية 5/7)
- لماذا تأجيل إعلان نتائج التحقيقات
- مظفر النواب والثورات العربية (طلقة ثم الحدث 4/7)
- البحرين بين زواج الأمير وقائد الشرطة الأمريكي
- مظفر النواب والثورات العربية (الأمام علي والحسين 3/7)
- مظفر النواب والثورات العربية (أعداء الوطن 2/7)
- مظفر النواب والثورات العربية (التمهيد 1/7)
- قصة المحكوم بالإعدام مع لويس الرابع عشر
- صدور كتابين للكاتب (حيدر محمد الوائلي)
- خدعة المستقلين
- آثار ذي قار المهملة...الجرح النازف
- ملعب الناصرية الفاشل وناديه الخاسر


المزيد.....




- لمسة ذهبية وحجر أبيض وقاعة رقص.. ترامب يخطط لـ-إرث معماري عظ ...
- على وقع التوتر مع واشنطن.. روسيا والصين تنفذان مناورات بحرية ...
- أشرف كابونجا.. يبحث عن رقم قياسي جديد في موسوعة غينيس
- نواف خليل: - المشكلة تكمن في عقلية القائمين في دمشق-
- مصرع 27 مهاجرا وفقدان العشرات في غرق مركب يقل 150 شخصا قبالة ...
- نتنياهو يطالب الصليب الأحمر بتوفير الطعام للأسرى الإسرائيليي ...
- مصرع أكثر من 50 مهاجرا غير نظامي بغرق قارب قبالة سواحل اليمن ...
- بينها الاعتراف بإسرائيل.. ماذا وراء شروط عباس للمشاركة في ال ...
- تراشق ميدفيديف وترامب يحظى باهتمام مغردين عرب.. كيف علقوا؟
- وزير لبناني: حزب الله سيختار الانتحار حال رفض تسليم سلاحه


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر محمد الوائلي - الأفكار... للكبار فقط